دراسات سياسيةدراسات مغاربية

البعد الهوياتي للغة الأمازيغية وانعكاساتها على أمن واستقرار الدول المغاربية: دراسة مقارنة بين الجزائر والمغرب

اعداد الباحثة : فريدة روطان – باحثة دكتوراه تخصص دراسات أفريقية ، جامعة الجزائر 3

  • المركز الديمقراطي العربي

تُعتبر اللغة سبيلاً لمعرفة هوية الأفراد وماضيهم الحقيقي ، وتشكل اللغة الأمازيغية بعداً هوياتي في ذات الوقت ودليلا قاطعا على أن تاريخ دول المغرب العربي هو تاريخ مشترك وموحد اللغة والعادات والتقاليد والدين ، لكن ظلت مسألة اللغة الأمازيغية تشكل جدالاً واسعاً وسط الباحثين والمهتمين وكذا الممارسين وحتى المقررين لها ، اذ شكلت تباين في تعامل أنظمة دول المغرب العربي معها خاصة الجزائر والمغرب ، فبعد سلسلة نضالات لأجل ترسيمها، اليوم أصبح الحديث حول كيفية ترقيتها وتفعليها في كافة المؤسسات التعليمية والإدارات مثلها مثل اللغة العربية مثل ما جاء به الدستور الجزائري وقبله الدستوري المغربي .

أ/ الإطار المنهجي :

ظهرت القضية الأمازيغية الى الوجود أول مرة في آواخر الستينات من القرن الماضي وذلك في سياق التحولات الجذرية التي عرفتها البلدان المغاربية في القرن العشرين ، ونشوء الدولة الحديثة في المنطقة نتيجة التدخل الاستعماري مع ما اصطحب ذلك من عدة تغيرات على مختلف المستويات الاقتصادية ، السياسية ، الثقافية والاجتماعية ، وهو ما أدى الى بروز التساؤل حول الهوية أول مرة في بلدان المغرب العربي ، وقد خاضت اللغة الأمازيغية عدّة محطات تاريخية لأجل الوصول الى الاعتراف بها كلغة رسمية في البعض منها ، والانتظار بأن يعمل بها في الدول الأخرى ، ومن هنا ينطلق التساؤل الرئيسي لهذه الورقة البحثية المتمثل فيما يلي :

-هل تحقق البعد الهويّاتي للغة الأمازيغية في بلدان المغرب العربي ؟

وتندرج ضمن هذه الإشكالية الرئيسية مجموعة من التساؤلات الفرعية وهي :

  • 1-ما هي الخلفية التاريخية للغة الأمازيغية في بلدان المغرب العربي ؟
  • 2-كيف يمكن قراءة واقع اللغة الأمازيغية في دول المغرب العربي؟
  • 3-ما هو مستقبل اللغة الأمازيغية في بلدان المغرب العربي ؟

وتستدعي هذه الأسئلة جملة من الفرضيات، التي سيتم التوصل لاحقا إما لإثباتها أو نفيها تماما ، وتبدأ الورقة البحثية بوضع تخمين أولي متمثلا في الفرضية المركزية التالية :

-انّ تحقيق البعد الهوياتي للغة الأمازيغية يعتبر المطلب الرئيس للأمازيغ في دول منطقة المغرب العربي .

وتندرج ضمن هذه الفرضية الرئيسية جملة من الفرضيات الفرعية وهي :

1-عرفت القضية الأمازيغية عدّة محطات تاريخية أهمها محاولة المستعمر الفرنسي إلحاق أمازيغ المنطقة المغاربية بهم وطمس هويّتهم .

2-يعتبر العامل الداخلي والخارجي أهم فاعلين مؤثرين على تزايد المطالبة بترسيم اللغة الأمازيغية في بلدان المغرب العربي .

3-يعتبر مستقبل اللغة الأمازيغية في بلدان المغرب العربي في يدّ صناع القرار الذين يضعون استقرار ووحدة دولهم أهم أولياتهم في سياستهم الداخلية مما له أثر وانعكاس على السياسة الخارجية لدولهم .

ولتحليل هذا الموضوع تقدمت الورقة البحثية بالمحاور التالية :

المحور الأول : نشأة وتطور اللغة الأمازيغية في بلدان المغرب العربي

المحور الثاني : واقع اللغة الأمازيغية في الدول المغاربية

المحور الثالث : مستقبل اللغة الأمازيغية في دول المغرب العربي

ب/الأهمية العلمية والعملية :

1-الأهمية العلمية : يتميز موضوع الدراسة بطابع منفرد، وذلك لنقص المراجع والمادة العلمية في الدراسات الأفريقية خاصة تلك التي تركز على موضوع الهوية واللغة خاصة وأن الغزو الثقافي والتركة اللغوية التي تركها الاستعمار الأجنبي لا تزال تظهر تداعياته لليوم ، وبالتالي فان هذه الدراسة ستوفر اضافة علمية جديدة من خلال تسليط الضوء على أحدث مواضيع الدارسات الأفريقية ، كما تسعى هذه الدراسة الى اختبار الفروض العلمية المقدمة أعلاه وتبيان مدى صحتها من عدمها ، ومعرفة الاعتبارات القائمة خلف عملية ترسيم اللغة الأمازيغية في دول المغرب العربي ، وإجلاء الغموض المتعلق بمكامن النجاح والخيبة التي صاحبت هذه العملية .

2-الأهمية العملية : تتمثل الأهمية العملية لهذه الدراسة في تقديم ثمرات الجهد العملي الى الممارسين والمقررين للإسهام في حلّ هذه المعضلة الهوياتية الموجودة في دول المغرب العربي .

المناهج المستخدمة:

  1. منهج دراسة الحالة : وذلك بالتركيز على حالتي الجزائر والمغرب.
  2. المنهج المقارن : وذلك بوضع مقارنة في مدى تقدم عملية دسترة اللغة الأمازيغية في كل من الجزائر والمغرب.

ج/الإطار المفهومي :

ستُعرف هذه الدراسة بعض المفاهيم الأساسية والتي سيدور حولها عنوان الدراسة، ومن بينها:

1-الهوية : اعتبرها المفكر الفرنسي ” اليكس ميكشيللي” عبارة عن منظومة متكاملة من المعطيات المادية والنفسية والمعنوية والاجتماعية ، تنطوي على نسق من عمليات التكامل المعرفي وتتميز بوحدتها التي تتجسد في الروح الداخلية التي تنطوي على خاصية الإحساس بالهوية والشعور بها (1).

ويعتبرها الكاتب العالمي “جيمس فرعون” على أنها مكون متطور لمساعددة الأفعال السياسية وتعني باختصار : ” فهم الناس من لأين هم ، وماا يربطهم بغيرهم ؟”(2).

2-اللغة : هي وسيلة تحقيق التواصل بين الأفراد والتعبير عن الأغراض والمقاصد ، لذا ارتبط الفرد بها كثيراً وفي ظلّ ما يشهده العالم من ثورات معرفية و تقنية في شتى المجالات العلمية والتكنولوجية الذي أفرز تداخلاً وتعدداً من طرف لغات أخرى في إطار صراع لغوي مع غيرها من اللغات لذا ظهر مصطلح التعدد اللغوي كأحد متطلبات المنافسة العالمية ويصبح قضية مركزية تتجاذبها حقول معرفية مختلفة (3).

د/ الإطار النظري :

اقٌتراب النسقي والنظمي : يعتبر إطار تحليلي يأخذ كأساس عند دراسة الظاهرة السياسية أو الإجتماعية ، كما تعتبر طريقة تفيد في معالجة موضوع البعد الهوياتي للغة الأمازيغية في دول المغرب العربي وسواء تعلق الأمر بوحدات التحليل المستخدمة أو الأسئلة التي تثار وتحدد المادة اللازمة للإجابة عن ذلك وكيفية التعامل معها .

ه/ الأدبيات السابقة :

1-الياس بلكا ومحمد حراز، إشكالية الهوية والتعدد اللغوي في المغرب العربي المغرب نموذجاً ، آفاق المستقبل ،ع.23، سبتمبر2014م، حيث يتناول المقال موضوع الهوية والتعدد الغوي في المغرب العربي ، والذي اعتبره الكاتبان إشكالية مزمنة نظراً الى التركيبة السكانية التي تتشكل من العرب والأمازيغ الذين تمازجوا وتعايشوا مع احتفاظ جزء مهم من المنطقة بلهجاته وعاداته الأمازيغية الخاصة كما عرفت دول المغرب العربي استعماراً مارس سياسات اقتصادية وسياسية وادارية ولغوية متقاربة ، ويدرس هذا الكتاب العلاقة بين الهوية واللغة في المغرب الكبير وتأثرها في التربية والتعليم خاصة أن اللغة مكون رئيسي في تشكيل هويات الشعوب .

2-كنفدرالية الجمعيات الأمازيغية بشمال المغرب ، مذكرة لكنفدرالية الجمعيات الأمازيغية بشمال المغرب بشأن دسترة الأمازيغية ، لغة وثقافة وهوية ، المُقدمة أمام اللجنة الإستشارية لمراجعة الدستور، وجدة، 13أفريل 2011م، تتناول المذكرة الأسباب الموجبة لدسترة اللغة الأمازيغية ، ومن بينها لتفادي سياسة الميز وسوء تدبير ورش التعليم بالاضافة الى حماية المكتسبات ، وتضمنت المذكرة مقترحات إجرائية لدسترة الأمازيغية .

3-Salem Shaker, Le Berbere de Kabylie (Algérie), Article paru dans Encyclopédie Berbère xxvI ,2004.

يتحدث الكاتب عن القبائل في الجزائر ومناطق توزيعهم مع ذكر نسبهم سواء في الداخل أو في الخارج ، وتحدث عن مسار ترسيم اللغة الأمازيغية وتاريخها النضالي في الجزائر بدءً من عام 1958 الى غاية الثمانينيات والأحداث التي عرفتها منطقة القبائل آنذاك ، كما تطرق الكاتب في مقاله الى اللغة الأمازيغية بالإشارة الى بعض قواعد اللغة الأمازيغية .

المحور الأول : نشأة وتطور اللغة الأمازيغية في بلدان المغرب العربي

يُعدّ التاريخ مرآة الشعوب الواعية المُدركة لأصلها ونسبها ، فمنطقة المغرب العربي جزء من هذا التاريخ الذي اختلف فيه الكثير من الباحثين حول أصلهم وهويتهم، فمنهم من يرجع أصلهم الى أن الموطن الحقيقي منذ القدم للأمازيغ كان في شمال أفريقيا أمثال ذلك المؤرخ فرنال الإغريقي وهيرودوت اليوناني يرى أنهم جاؤوا من شمال بحر ايجة ، أما بروكوس البيزنطي يرى أنهم عبرانيون ، أما سالوستس الروماني فينسبهم الى الفرس (4)، الاّ أننا جميعاً نتفق على أن أصل سكان شمال أفريقيا عامة والمغرب العربي خاصة هو أمازيغ بربر وهذا ما صرح به العلامة عبد الحميد بن باديس حينما قال : ” ما من منكر أن الأمة الجزائرية كانت أمازيغية –بربرية من قديم عهدها وأن أمة من الأمم التي اتصلت بها استطاعت أن تقلبها عن كيانها ، فلقد تعلم الأمازيغ لغة الإسلام وامتزجوا بالعرب بالمصاهر ونافسوهم في مجالس العلم وتقاسموا معهم سياسة الحكم ، فقام بذلك صرح الحضارة الإسلامية “.

ولقد سمي العرب النازحون من الشرق كل البلاد الكائنة غربي مصر جزيرة المغرب وبصفة أدق سموا أقصى غربي المغرب far westالمغرب الأقصى ، وعرفت القرون الوسطى والعصور الحديثة الدول البربرية أو بلاد البربرية، وفي القرن 19م وضع الجغرافيون عبارة أفريقيا الصغرى ليدلوا على وجود قارة صغيرة واقعة ضمن قارة كبيرة وأفضل تسمية هي بلاد البربر، اذ أن سكانها يكادون يكونون جميعهم من البربر دون سواهم ولم يطلق البربر هذه التسمية على أنفسهم إنما أخذوها من الرومان الذين كانوا يعتبرونهم أجانب عن حضارتهم وينعتونهم بالهمج barbari ومنه استعمل العرب كلمة برابر أو برابرة (5).

تُعتبر اللغة الأمازيغية من إحدى اللغات الأفريقية الحيّة التي يتحدث بها سكان شمال أفريقيا ويرى الدكتور محمد المدلاوي أن الأمازيغية هي لغة متفرعة عن اللغات السامية ، ويمكن بناء اللغة السامية الأم انطلاقا من المقارنة بين اللغة العربية القديمة واللغة الأمازيغية ، الاّ أن الأبحاث أثبتت أن اللغة السامية لم تظهر الاّ في الألفية الثالثة قبل الميلاد في حين الأمازيغية ظهرت مع الإنسان القفصي في مدة تتراوح بين الألفية السابعة والتاسعة قبل الميلاد ، وبالتالي فان اللغة الأمازيغية أقدم بأربع ألاف سنة عن اللغات السامية ، في حين يرى الدكتور أحمد بوكوس أن الأمازيغية ليست سامية ولا حامية بقدر ما هي لغة مستقلة بذاتها ، بينما يرى كارل برسه أن الأمازيغية هي لغة متأثرة باللغات الآفروآسيوية الحامو-سامية ، وأن الكلمات المشتركة فيما بينها تقارب 300كلمة وهي أقدم بمثير من اللغة العربية ، وما يدعم هذا الطرح هو اكتشاف مدينة أمازيغية في جنوب المغرب تعود الى 15ألف سنة قبل الميلاد حسب تقدير علماء الآثار على رأسهم الأستاذ أعشى مصطفى غير أن التفاعل بين اللغتين كان وليد الفتوحات الإسلامية (6).

اللغة الأمازيغية هي لغة أصيلة فعلم الألسنية لا يفاضل بين لغة وأخرى منطوقة أو مكتوبة أي أن كل اللغات تؤدي وظيفة أساسية وهي وظيفة الاتصال والتواصل بين الأفراد (7).

تبقى اللغة الأمازيغية مثلها مثل باقي اللغات تتوفر فيها شروط الحياة فهي ما زالت تستخدم في الحياة اليومية ،ومستقلة بذاتها تمتلك قوانين الصرف وقواعد النحو ولها تاريخ عميق ، أي أنها موجودة منذ أن وجد الإنسان الأمازيغي (8) ، حتى التدوين فيها موجود حتى وان كان بنسب قليلة خاصة التدوين باللغة الأصلية التيفيناغ (9)، كما يعاب على اللغة الأمازيغية اليوم أنها تكتب بالأحرف الفرنسية .ومن المعروف أن اللغة الأمازيغية يتفرع منها ما يقارب عن 11 لهجة (10) ومنها نذكر:

اللهجات المغربية : السوسية ، الريفية ، الأطلسية.

اللهجات الجزائرية : القبائلية ، الشاوية ، المزابية ، التارقية ، بالاضافة الى اللهجات الأخرى الموجودة في كل من ليبيا وتوني كاللهجة الزوارية، النفوسية ، الغدامسية …الخ .

انّ البحوث التاريخية تكشف أن النزعة الأمازيغية كانت موجودة منذ القدم لدى الفرد والمجتمع الأمازيغي ، وقد ظهرت جليّاً آواخر القرن 19م ، وهي الفترة التي تزامنت ببروز الأفكار القومية في العالم ، كالقومية العربية في المشرق العربي أين ظهرت بداية على يدّ المسيحيين والمتأثرين بالفكر الأوروبي أما الأمازيغية فقد ظهرت في الزوايا على يدّ المتأثرين بالفكر الإسلامي ، وقد سادت هذه النزعة بفعل الاحتكاك مع الأتراك والاصطدام معهم (11)، ومن بين أصحاب النزعة الأمازيغية نذكر : ذوي المرجعية الإسلامية –ذوي المرجعيات الفكرية الأروبية ومجموعة البربر الوطنيين *.

لقد عادت المسألة الأمازيغية الى الواجهة بعد الإحساس بالهوية الأمازيغية منذ الثورة التحريرية الجزائرية ، فنشأت أزمة حقيقية في حزب الشعب الجزائري آنذاك ومن انعكاسات تلم الأزمة إبعاد حسين آيت أحمد من رئاسة المنظمة الخاصة ، وإبعاد الأمين دباغين من الحركة في 2ديسمبر1949م، وقد انتهت الأزمة بإقصاء الشباب الأمازيغيين من قيادة الحزب واستبدلوا بقيادات قبائلية ليست من دعاة الأمازيغي (12).

وبعد الاستقلال فتحت مسألة إدماج الهوية الأمازيغية من جديد ثم المطالبة بإدماجها ضمن مكونات ثوابت الشعب الجزائري ، وكان الردّ رافضا لأي نقاشات حول هذا الموضوع ، حيث كان التعريب إحدى المهام العاجلة للدولة الجزائرية المستقلة ، تجلى ذلك في خطابات الرئيس الراحل “أحمد بن بلة بتاريخ 5جويلية 1963م حينما قال : ” انّ التعريب ضروري ولا اشتراكية دون تعريب ولا مستقبل لهذا البلد الاّ في العروبة ” ، وهذا ما تجسّد من خلال القوانين الأساسية منها: ميثاق الجزائر1964 الميثاق الوطني 1976، والذي ينّص على الإسلام دين الدولة والعربية هي اللغة الوطنية والرسمية انطلاقا من ذلك قام الأمازيغ بانتهاج سياسة قضت بإبراز هويتهم القومية وخصوصياتهم الأدبية واللغوية عبر تنظيم العديد التظاهرات والأنشطة والهدف منها خلق وعي حقيقي بأزمة الهوية الأمازيغية (13).

واستمر الكبت الهوياتي ضدّ الأمازيغية طيلة حكم الرئيس بن بلة فتمّت محاولة طمّس الهوية الأمازيغية بكل عنّف و قساوة آنذاك (14).

وفي فترة حكم الرئيس هواري بومدين تمّ طرح مطلب الهوية مرة أخرى من طرف رواد الحركة الأمازيغية وواجه النظام نفس سياسة التجاهل وتمّ رفض أيّة مناقشة أو حوار حول كل ماله صلة باللغة الأمازيغية (15).

تواصل النضال لأجل ترسيخ اللغة الأمازيغية ، فتمّ تأسيس الأكاديمية الأمازيغية * سنة 1966م من طرف أساتذة وباحثين أمازيغ بقيادة أمحند سعود ، وعملوا منذ البداية علة النهوض والدفاع عن الثقافة الأمازيغية والعناية بالخط الأمازيغي التيفيناغ ، ومنه فقد كان للأكاديميين دورا مهما في نشر الوعي الأمازيغي في الجزائر وموقفها الثابت للدفاع عن القضية الأمازيغية في الجزائر(16).

امتدت سلسلة المطالب لترسيم اللغة الأمازيغية الى غاية انفجار أحداث الربيع الأمازيغي 1980م والسبب في اندلاع تلك الأحداث هي مظاهرات طلابية في جامعة تيزي وزو ثم تحولت الى وظاهرات شعبية وامتدت الى باقي المدن القبائلية ، فقامت السلطات الأمنية بقمعها يوم20أفريل1980م.ولحركة الربيع الأمازيغي عدّة دوافع منها(17) : البحث عن الهوية الجزائرية الحقيقية ، إرادة الرقي بلغتي الأمة الأمازيغية والعربية ، والتعطش لترسيخ الثقافة والحق في التعبير .

توسعت المطالب لترسيخ اللغة الأمازيغية لتشمل كل شمال أفريقيا وتمّ تأسيس الحركة الثقافية الأمازيغية عام 1981م*، وتعتبر قوة ديموقراطية اجتماعية تضمّ كل مواطنين شمال أفريقيا ودول المغرب العربي ذووا القناعات التي لا تتنافى وأهدافها ومصالحها (18).ظهرت هذه الحركة سنتي 1936-1949م وأعيد طرحها عام 1966م، وقد اتهمت هذه الحركة بأنها معادية ومهددة للمبادئ والوحدة الوطنية مما أدى الى سجن الأساتذة الجامعيين بتيزي وزو بين 1980-1981م وأعيد إثارة القضية بين 1987-1988م واعتبر البعض أن هذه الحركة بمطالبها خطر يهدد الوحدة الوطنية (19).

المحور الثاني : واقع اللغة الأمازيغية في الدول المغاربية

يمتاز واقع اللغة الأمازيغية في دول المغرب العربي بعسر المخاض ، فالمغرب والجزائر خاضتا عدّة أشواط لتصلا الى دسترة اللغة الأمازيغية فعلياً في دساترها عام 2011و2016م، ويتميز واقع اللغة اللغة الأمازيغية كذلك في تلك الدول بالتنوع الثقافي كونها تخترق شمال أفريقيا بصفة عامة ودول المغرب العربي بصفة خاصة ، فهي تختلف من منطقة الى أخرى ومن الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ، ففي الجزائر تتواجد منطقة القبائل الكبرى كتيزي وزو وبجاية ، وفي المغرب تنتشر في شمال شرق المغرب حتى منطقة الريف (مدينة الناضور) بالمغرب(20) . ومن مرامي هذا التعدد اللغوي تبادل العلوم والثقافات بين المجتمعات المختلفة .

تكتسي نسبة المتحدثين باللغة الأمازيغية في الجزائر ومنطقة القبائل بصفة خاصة ما يناهز 85 % نسبة السكان ، ونسبة الكثافة السكانية في القبائل تقارب 5.5مليون جزائري ومنهم من3 الى 3.5مليون يعيشون في منطقة القبائل ، ونسبة 2الى2.5مليون تتوزع على باقي ولايات الجزائر خاصة في المدن الكبرى وأهمها العاصمة ، حتى في فرنسا يعيش قرابة مليون أمازيغي فيها (21).

وفي المغرب تمّ تقديم مقترح قانون تنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية وذلك بديسمبر 2015م، وقد تمّ افتتاحية المقترح من خلال التذكير بخصال اللغة ودورها في بناء الشخصية لمال أفريقيا عموما والمغربية خصوصاً والتذكير بحضورها الحيوي والفاعل في الثقافة المغربية ، وبالنظر الى ما ساهمت به الأمازيغية كلغة وثقافة وهوية وحضارة بقيمها الإنسانية النبيلة خلال ما يزيد عن 33 قرنا ومن أجل استعادة الأمازيغية لأدوارها الحضارية في بناء حضارتها واستشراف مستقبل أفضل للشعب المغربي .

وإعمالاً لمبدأ الإنصاف المرتكز على معياري العدالة والمساواة بين الثقافات والاعتراف الرسمي بالتعدد الثقافي واستحضارا للايجابيات بعض التجارب المقارنة سواء في جوانبها الدستورية أو التشريعية أو جوانبها الميدانية بشأن تدبير التعدد اللغوي والآثار الايجابية لذلك تنمويا على شعوبها وتأسيساً على مقتضيات الفقرة الرابعة من الفصل 5من دستور 2011م، المعتمد بمقتضى رقم30/7/2011م التي نصت على أن : ” ثعدّ الأمازيغية أيضاً لغة رسمية للدولة باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة دون استثناء”(22)

وقد تمّ دسترة اللغة الأمازيغية رسمياً في المملكة المغربية من خلال المادة1من القسم الأول أحكام عامة الباب الأول أحكام عامة (23). كما تمّ اعتماد حرف التيفيناغ لكتابة اللغة الأمازيغية (24). كما أشار الباب الثاني وفي فرعه الأول من خلال المادة5الى التزام الدولة المغربية بأن الأمازيغية لغة وثقافة وحضارة وهوية مشتركة لجميع المغاربة دون استثناء ، والمساواة بين اللغتين الرسميتين ومنع أي تمييز بينهما ، واعتبار أي تنقيص أو احتقار للغة الأمازيغية شكلاً من أشكال التمييز العنصري أو العرقي المعاقب عليه جنائيا ، كما نوّه على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري الأمازيغي والعمل على النهوض به (25).

لقد برزت القضية الأمازيغية كواقع محتوم في المغرب بقوّة سنة 2012م، حيث لم يعد يستطيع أيّ أحد أن يستمر في الدفاع عن عروبة المغرب الصافية ، حيث بدأت تظهر مصطلحات الهوية المتعددة للمغرب بناء على تعدد المكونات العرقية المفترضة لسكانه ذوي الأصول الأمازيغية واليهودية العربية الأندلسية ، الأفريقية والزنجية. و اذا كانت الحركة الأمازيغية هي السباقة لطرح مسألة التعدد الهوياتي بالمغرب من خلال رفعها لشعار ” الوحدة في التنوع” بهدف الاعتراف بالمكون الأمازيغي ضمن العناصر المشكلة للهوية الوطنية ، فالافت للأمر أن الذين يروجون لخطاب الهوية المتعددة للمغرب هم أولئك الذين كانوا بالأمس يرفضون أي اعتراف بالأمازيغية كعنصر مكون لهوية المغاربة ويدافعون عن هوية واحدة وهي الهوية العربية ، معتبرين الأمازيغية مجرد إرث استعماري ونزعة انفصالية تهدد الوحدة الوطنية(26).

وفي الجزائر تمّ دسترة اللغة الأمازيغية فعلياً في التعديل الدستوري عام 2016م (27)، حيث تمّ إنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية تحت إشراف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مكلفة بتوفير الشروط المطلوبة لهذه المكانة للغة الأمازيغية(28).

ويُعتبر واقع الدراسات والأبحاث باللغة الأمازيغية في تراجع والنزوع المغاربي منذ بداية السبعينيات والدراسات الأمازيغية مغاربية أكثر فأكثر فيما يخص بالرجال لا على مستوى المؤسسات ، أما في الجزائر فقد تمّ مناقشة نحو 30أطروحة دكتوراه في ظرف15سنة الأخيرة ، أما المغرب فهو في خطوات متسارعة الى مناقشة بحوث باللغة الأمازيغية خاصة في مناطق وجدة ، فاس والرباط، حيث أن فاس والرباط تتناولان بانتظام حلقات دراسية في المجال الأمازيغي في مختلف شعب كليات الآداب ، لكن حاليا بالمغرب لا يوجد أي إطار خاص للتكوين والبحث بالرغم من الإعلانات الرسمية حول خلق شُعب للدراسات الأمازيغية وبالتالي فان واقع ومكانة اللغة الأمازيغية في الجامعات المغربية متنوعتان وتتوقفان على درجة تسامح المسؤولين المحليين ، ومع ذلك فان وجود جماعات متماسكة من المتخصصين في الأمازيغية يُشكل في حدّ ذاته ضمانة جادّة لمستقبل الدراسات الأمازيغية بالمغرب، أما فيما يخص الإصدارات بالأمازيغية فهي لا تزال متواضعة أو بالأحرى نادرة بالمغرب مع أنه يتعيّن الاشارة الى عدد من المؤلفات تمكنت من الصعود بشكل تدريجي في الأعوام الأخيرة ، منها دواوين شعرية بتاشلحيت ، أمزال 1968، موتساوي1976،آيت بلقاسم1986، وقصيدتان بالريفية (الناضور وقطعة مسرحية آسفي)، ومجلة أمازيغ التي تمكنت من إصدار أعدادها العشرة قبل اختفائها عام 1986م، لكن الأمازيغية يتم تناولها بانتظام في عدد من المجلات الجامعية كلغات وآداب في الرباط وهيسيريس بالرباط، ومجلة كلية الآداب بفاس (29)، أما في الجزائر فالإصدارات فهي متنوعة باللغة الأمازيغية منها إصدارات مولود معمري ، كتاب معطوب الوناس الذي دخل الى المعرض الدولي للكتاب عام 2015م.

المحور الثالث: مستقبل اللغة الأمازيغية في دول المغرب العربي

تُعتبر اللغة بشكل عام الأداة الرئيسية في تنظيم التواصل الاجتماعي بين الأفراد ، كما تشكل قناة لنقل المعارف والأفكار والمشاعر ، وطرحت في دول المغرب العربي إشكالية التعددية اللغوية وتمّ التغلب على الرهان اللغوي الذي فرض نفسه منذ أيام الاستعمار الفرنسي للدول المغاربية لكنها نجحت في التغلب عليه بعد الاستقلال ، حتى وان كان متأخرا وبعد زهق مجموعة من الأرواح الاّ أنه تمّ التوصل في الأخير الى تشكيل هوية مغاربية موحدة مرجعها الأساسي هو الدين الاسلامي مع التعدد اللغوي ، برز كل هذا بعد دسترة اللغة الأمازيغية الى جانب اللغة العربية(30).

لكن أمام هذا الواقع تبرز تحديات جمة في المستقبل أولها التغلب على أزمة الآخر وعدم إلغائه ، بل الاعتراف به ودمجه ضمن بوتقة سياسية واحدة وموحدة والعمل على ترقية ثقافة الإدماج دون أن يعني ذلك الإقصاء أو الانغلاق الى الذات ، فالمجتمع المتماسك داخليا هو وحده القادر على التفتح على الآخر ، ثم أن الديموقراطية لا يمكنها أن تزدهر الاّ في ظلّ مجتمع يملك مرجعيات ثقافية مشتركة لاسيما وأنها مُرغمة على التكيّف مع مقتضيات الحياة العصرية وتوابع العولمة(31).

فعلى الأمازيغ أنفسهم أن يبقوا محافظين على هويتهم جنبا الى جنب قبل أن يحافظ غيرهم عليها ، وأن يكونوا سباقين للنشر والتأليف والتدوين بهذه اللغة الحية وتعريف العالم الآخر بها بفضل اجتهاداتهم المختلفة (32).

لا يحتاج المتابع للمسألة الأمازيغية في كل من المغرب والجزائر الى أي جهد أن يكتشف مدى التباين بينهما ، ومنه اختلاف الرؤى لتطورهما المستقبلي ، فبعد الاستقلال استطاع النظام الملكي المغربي أن يتعامل مع الأقلية الأمازيغية بحنكة حيث أشرك الأمازيغ في العمل السياسي سواء بالاستعانة بهم بشكل مكثف في الجيش أو أجهزة الأمن ، وفي السماح لهم بتشكيل حزب سياسي إبان الاستقلال أو حتى في مصاهرته لهم ، اذ تنتمي كل من أم الملك الحسن وزوجته (أي أم الملك محمد السادس) الى عائلات بربرية ، عكس الجزائر أين قامت النخبة السياسية بتهميش الأمازيغ سياسيا واقتصاديا وقابل النظام السياسي بعد الاستقلال تلك الفئة بالتجاهل ورفض كل أشمال التعددية الثقافية ، كما أن الساحة المغربية لم تصل إلى حدّة المواجهات العنيفة مع الأمازيغ بقدر ما وصل اليه المشهد السياسي الجزائري ، وما يشترك فيه أمازيغ المغرب والجزائر أنهما لا يسعيان الى الانفصال وبالتالي لا يمكن تصنيف الحركات الأمازيغية أنها انفصالية، رغم مناداة فرحات مهني لذلك لفترة سابقة من الزمن وكانت مطالبه بالانفصال عن الجزائر وتأسيس حكم ذاتي مدعومة من أطراف خارجية سعت لزرع الفتنة داخل الجزائر (33)، لكن النظام السياسي الجزائري وبحنكته استطاع احتواء قبائل الجزائر بعد دسترة اللغة الأمازيغية وإعلان يوم 12 جانفي من كل سنة عطلة مدفوعة الأجر واحتفالاً وطنياً برأس السنة الأمازيغية .

فمستقبل اللغة الأمازيغية ومنطقة القبائل في أمان ولا يبعث بأي قلق لتلك الدعوات المطالبة بالاستقلال التامّ عن الجزائر .

أما في المغرب ، فلا يزال مستقبل اللغة الأمازيغية يشوبه البعض من الغموض فطالبت مجموعة من النخبة المغربية السلطات المغربية بمراجعة محتوى وثيقة دستور2011م وقدموا مقترحات على شكل مذكرة للترسيم الكامل وتصحيح الهفوات التي تتخلل المشروع الحالي ، الذي تبتعد روحه عن الغايات الدستورية والمعايير العالمية المعتمدة ،وأي تراجع سياسي للدولة عن التزامها هو بمثابة تراجع سياسي للدولة عن التزامها الصريح بترسيم اللغة الأمازيغية وهي انتكاسة الى الوراء تستدعي من كل الفاعلين الحقوقيين والأمازيغيين خطوات نضالية جريئة ، منطلقها الرفض الجماعي لصيغة الترسيم الشكلي والسعي إلى تحقيق المطلب التاريخي في إقرار اللغة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية تُصّان وظائفها وحيويتها في كافة مناحي الحياة العامة ، وأضاف الحقوقيون أنهم يستطيعون تبيان ما سيؤول اليه مشروع القانون التنظيمي للأمازيغية بعد 15 سنة من التفعيل أو بمعنى أدق ما سيؤول اليه وضع اللغة الأمازيغية غير ذات الترسيم الكامل حينها ، وهو أن اللغة ستعيش وضعا دونيا غير مقبول قانونيا ولم يعدّ مبرراً دستورياً ، باعتبار أن المدة المحددة دستور2011م لتطبيق المضمون القانوني للترسيم كما تمّ تكريسه منذ سنة 1962م سوف تنتهي دون تحقيق العدالة اللغوية للمغاربة ولا مساواة بين اللغتين العربية والأمازيغية في البلاد ، فاللغة الأمازيغية في المغرب في مجال التعليم هي لغة لا توظف لتدبير الشأن العام وهي لغة مدرسة وليست لغة تدريس ، وهي لغة تدريسها إجباري فقط في الطور الابتدائي والأولي ، فالمشروع باختصار يريد تثبيت ترسيم شكلي للغة الأمازيغية يتأتى من دمجها بصيغ سلبية في الشأن العام ، ولا يريد تنفيذ الترسيم الحقيقي والايجابي الذي له معنى واحد وهو اعتمادها كلغة رفيعة وقوية ومؤهلة لتدبير الشأن العام ، ولا يخطط لها أن تكون في المستقبل لغة الموظف مع رئيسه أو مرؤوسه ، ولا لغة المراسلات الداخلية والمذكرات ولا لغة التقاضي وتفعيل القوانين ولا لغة الخطب الرسمية (34).

انّ الانتماء العروبي والإسلامي والمحلي (الأمازيغي) لا يلغي الانفتاح المتبصر على حضارات العصر وثقافاته كما لا يمنع من تعلم اللغات الأجنبية التي تحقق هذا الانفتاح مادام لهذه اللغات وظائف معرفية محددة وواضحة بحيث لا تطغى على اللغات الوطنية ولا تنافسها في موقعها(35).

خلاصة واستنتاجات :

نستنتج مما سبق ، أن مفهوم الهوية المتعددة أصبح يُشكل بدوره نوعاً من البديهيات التي لا تثير نقاشاً ولا اعتراضاً لأن الاعتراض على المفهوم يعني الاعتراض على ما هو ديموقراطي على اعتبار أن التعدد من مميزات الديموقراطية ، فالعمق التاريخي للمجتمع الجزائري الذي يمتد من العهد النوميدي الى الفتح الإسلامي ، وظهور الدولة الوطنية الأولى وهي الدولة الرستمية ، ثم الحمادية والزيانية ودخول الجزائر في عهود جديدة تحت قيادة الدولة العثمانية وبدايات ظهور الوعي الوطني في الحقبة الاستعمارية وتأسيس الدولة الجزائرية الحديثة في عهد الأمير عبد القادر ، وتحرير الجزائريين من خلال الحفاظ على مقومات الهوية ، الإسلام ، اللغة العربية ، اللغة الأمازيغية، وخوض حرب تحريرية من أعتا الحروب أرخت لهوية جديدة كتبت بدماء المليون ونصف مليون شهيد. وتوصلت هذه الورقة البحثية في الأخير الى جملة من النتائج يمكن اختصارها في النقاط التالية:

1-القضية الأمازيغية هي ردّة فعل على الخطاب الهويّاتي المُتبني من طرف دولة الاستقلال في البلدان المغاربية ، حيث توجد نسبة مهمة من الناطقين باللغة الأمازيغية خاصة الجزائر والمغرب .

2-عرفت اللغة الأمازيغية عدّة إرهاصات ذات نزعة قومية جديدة أهمها اعتبار اللغة الأمازيغية جزء من واقع الهوية التعددية في بلدان المغرب العربي المتميزة بالتعدد والانصهار ، وما يعرف بالوحدة في التعدد .

3-بلدان المغرب العربي لم تعترف باللغة الأمازيغية كجزء من الهوية الوطنية لهم لوقت ما.

4-اللغة الأمازيغية في الجزائر عرفت الكثير من المحطات آخرها دسترة اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ثانية، والمغرب كانت السباقة في ذلك من خلال دسترة اللغة الأمازيغية لكن دون تطبيق فعلي في الميدان.

5-إنّ أزمة الهوية هي أم الأزمات فالنظام السياسي الجزائري تعامل بحنكة وذكاء مع دسترة اللغة الأمازيغية ، ومجابهة التمزق الهوياتي ، ومنه احتواء كل الجزائريين ضمن هوية وطنية واحدة وإعطاء درس للعالم الغربي الذي حاول مراراً وتكراراً زرع فتيل الفتنة بين أبناء الجزائر متخذاً من منطقة القبائل سبيلاً لمبتغاه.

6-تعتبر اللغة الأمازيغية في المغرب نضال من أجل الاعتراف والبقاء .

الهوامش :

1:__، الهوية (فلسطين: مؤسسة لجان العمل الصحي ، د،س،ن)، ص.1.

2 : James D.Fearon, What is Identity ( as we Now use the word?), Department of political Science Stand Ford University StandFord, CA94305,November,3, 1999,pp.3-4.

3: مايكل كلين ، ترجمية : خالد الأشهب ، التعدد اللغوي ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية ،2009)، ص.649.

4: ناصرة بودبزة وشوقي الشاذلي ، “مقومات الشخصية وتشكل الهوية الوطنية الجزائرية من خلال مكتتبات التلاميذ” مجلة العلوم الانسانية ، د.ع،(د.س،ن)، ص ص. 130-131

5:شارل أندري جوليان ، ترجمة: محمد مزالي والبشير سلامة ، تاريخ أفريقيا الشمالية (د.د.ن: مؤسسة تاوالت الثقافية،2011)، ص.7.

6: ذهبية آيت قاسي ، الثقافة الشعبية في البرامج الثقافية الناطقة بالأمازيغية في التلفزيون الجزائري ، دراسة وصفية تحليلية لبرنامج تويزا ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر في الإعلام والاتصال ، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية تخصص إعلام واتصال ، جامعة وهران ،2010، ص.76.

7: محمد مرداسي ، الأمازيغية لغة وهوية ، رابطة أوراس للثقافة الأمازيغية (الجزائر: د.د.ن، 1993)،ص ص.8-9.

8: محمد الكوفي ، سؤال الهوية في شمال أفريقيا ، أفريقيا الشرق (المغرب: د.د.ن،2014)، ص.120

9: محمد مرداسي ، مرجع سابق ، ص.10.

*:هم مجموعة من الطلبة في ثانوية بالعاصمة عددهم37 طالب من بينهم : حسين آيت أحمد، محند ايدير آيت عمران ،ولد حمودة ، عمر أوصديق ، علي لعيماش، مبروك بلحسن ،وصادق حجريس، هم من صاغوا وثيقة “الجزائر الحرة لتعيش “، ووضعت هذه الوثيقة أسس الهوية الجزائرية المبنية على الأمازيغية

10: هيثم نت، اللهجات الأمازيغية ، متوفر على الرابط :

damazighi.blogspot.net //: http27/3/2018.

11: رابح لونيسي، دعاة البربرية في مواجهة السلطة (الجزائر: دار المعرفة للنشر والتوزيع ،2002) ، ص ص.43-44.

12 : Mahfoud Kaddache ,Histoire du Nationlisme Algerienne 1919-1951,tome 11Alger,SNDED1980,p.813.

13: عبد الجليل التميمي ، التكامل والتفاعل الفكري بين الهويتين الأمازيغية والعربية بالمغرب الكبير ، ورقة مقدمة في ندوة المغرب العربي والتحولات الاقليمية الراهنة ( قطر: مركز الجزيرة للدراسات، 17-18فيفري2013)، ص.4.

14: الطيب آيت حمودة ، “الأزمة البربرية ومفهوم الجزائر جزائرية” ، الحوار المتمدن ،ع.3292،(2013)، ص.7.

*: هي جمعية ثقافية أسست بفرنسا عام 1986، ومخافة سوء الفهم عن تسمية الأكاديمية تم تغيير التسمية الى أكروا ايمازيغن أي التجمع الأمازيغي وذلك عام 1967م.

15: فتيحة بلعيد ، المطلب الأمازيغي ( النخبة القبائلية المثقفة )، دراسة تحليلية مقارنة بين النخبة وأفراد المجتمع القبائلي ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر ، قسم علم الاجتماع ، جامعة الجزائر 2002،ص.172.

16: نصر الدين مسعودي ، استراتيجية معالجة أحداث القبائل في الصحافة الأمازيغية جريدة الخبر نموذجا ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر ، قسم علم الاجتماع ، جامعة منتوري قسنطينة ،2005،ص.55.

17: عبد الله زارو ، حلقات باكورن حول الأمازيغية ،( د.ب.ن: تاوالت تامغناست للنشر، د.س.ن) ، ص.6.

*: من مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية : الاعتراف بالعمق الأمازيغي لهوية شمال أفريقيا ، الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية ، فتح تخصصات علمية أمازيغية في مختلف الجامعات ، استعمال اللغة الأمازيغية في وسائل الإعلام العمومية ، رفض التقسيم المصطنع.

18: منتدى الحركة الثقافية الأمازيغية بأوراس الأرضية السياسية والمبادئ العامة للحركة ، متوفر على الرابط :

http// mca-awrasblogspot.comيوم: 27/3/2018.

19: فاطمة الزهراء كوسة ، أزمة الهوية عند الشباب الجزائري ، دراسة استكشافية ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر في علم النفس العيادي ، جامعة الجزائر ،2005، ص.36

20: عمر فاسي ، “التعدد اللغوي وآثاره” ، مجلة دراسات ، (جوان2017)، ص ص.90-91.

21 : Salem CHaker, le Berbere de kabylie Algérie ,article paru dans Encyclopédi xxxvI2004 p.2

22: المملكة المغربية، البرلمان مجلس المستشارين-فريق الأصالة والمعاصرة، مقترح القانون التنظيمي المتعلق بمراحل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية 10ديسمبر2015م.

23: المادة 1من القسم الأول أحكام عامة ، مبادئ وأهداف ، الباب الأول أحكام عامة من مضمون وثيقة مقترح القانون التنظيمي لترسيم اللغة الأمازيغية .

24: المادة 3 من القسم الأول أحكام عامة ، مبادئ وأهداف ، الباب الأول أحكام عامة من مضمون وثيقة مقترح القانون التنظيمي لترسيم اللغة الأمازيغية .

25: المادة 5من الباب الثاني مبادئ وأهداف ، الفرع الأول مبادئ

26: محمد بودهان ، في الهوية الأمازيغية للمغرب (المغرب : منشورات تاويزا ،ط.2،2013)،ص.8.

27: المادة 4من الجريدة الرسمية ، الباب الأول المبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري الفصل الأول .ع.14،7مارس2016.

28: صلاح الدين ع، هل يهدد ترسيم الغة الأمازيغية وحدة الجزائر ؟ جريدة أخبار الأسبوع ،ع.719، من 6-12فيفري 2016، ص.3.

29: سالم شاكر ، ئمازيغن أسا ، الأمازيغيون اليوم (د.ب.ن: د.د،ن، د.س،ن)، ص ص.170-170

30: منصف المحواشي ، “الطقوس وجبروت الرموز : قراءة في الوظائف والدلالات ضمن مجتمع متحول” ، مجلة انسانيات ،ع.49، (سبتمبر2010)، ص.15.

31: بغورة الزواوي ، الخطاب الفكري في الجزائر بين النقد والتأسيس (الجزائر : دار القصبة للنشر ، 2003 )،ص.24.

32-Salem Chaker, Amazigh (Berbér) Tamazight dans les méandres d’une dénomination , article est issu d’un séminaire donnée au centre de recherche Berbére ( Paris INALCo), le9octobre2013,et à la MMSH(AIXem-provence), le 7Mai 2013,p.237

33: محمد شامة نايل ، البربر في المغرب العربي تحديات قرن ،( د،ب،ن: د،د،ن،د،س،ن)، ص ص .187-190

34: مذكرة ترافعية ، مشروع القانون التنظيمي رقم 16-26المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات ادماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية ، أفريل 2017، ص ص.35-53.

35: الياس يلكا ومحمد حراز ، “إشكالية الهوية والتعدد اللغوي في المغرب العربي ، المغرب نموذجاً “، آفاق المستقبل ع.23، (سبتمبر2014)، ص.99.

قائمة المصادر :

  • مذكرة ترافعية ، مشروع القانون التنظيمي رقم 16-26المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية و كيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية ، أفريل 2017.
  • المادة 4 من الجريدة الرسمية الجزائرية ، الباب الأول المبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري الفصل الأول .ع.14 7مارس2016.
  • المادة 1 من القسم الأول أحكام عامة ، مبادئ وأهداف ، الباب الأول أحكام عامة من مضمون وثيقة مقترح القانون التنظيمي لترسيم اللغة الأمازيغية .الجريدة الرسمية المغربية.
  • المادة 3 من القسم الأول أحكام عامة ، مبادئ وأهداف ، الباب الأول أحكام عامة من مضمون وثيقة مقترح القانون التنظيمي لترسيم اللغة الأمازيغية . الجريدة الرسمية المغربية.
  • المادة 5 من الباب الثاني مبادئ وأهداف ، الفرع الأول مبادئ تأسيسية . الجريدة الرسمية المغربية.
  • المملكة المغربية ، البرلمان –مجلس المستشارين –فريق الأصالة والمعاصرة ، مقترح القانون التنظيمي المتعلق بمراحل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية 10ديسمبر2015.

قائمة المراجع :

7 بغورة الزواوي ، الخطاب الفكري في الجزائر بين النقد والتأسيس ، الجزائر : دار القصبة للنشر ، 2003.

8- التميمي عبد الجليل ، التكامل والتفاعل الفكري بين الهويتين الأمازيغية والعربية بالمغرب الكبير ، ورقة مقدمة في ندوة المغرب العربي والتحولات الاقليمية الراهنة قطر: مركز الجزيرة للدراسات، 17-18فيفري2013.

9- الكوفي محمد، سؤال الهوية في شمال أفريقيا ، أفريقيا الشرق ، المغرب: د.د.ن،2014.

10- بودهان محمد ، في الهوية الأمازيغية للمغرب ، المغرب : منشورات تاويزا ،ط.2،2013.

11- زارو عبد الله ، حلقات باكورن حول الأمازيغية ، د.ب.ن: تاوالت تامغناست للنشر، د.س.ن.

12- لونيسي رابح ، دعاة البربرية في مواجهة السلطة، الجزائر: دار المعرفة للنشر والتوزيع ،2002.

13- مرداسي محمد ، الأمازيغية لغة وهوية ، رابطة أوراس للثقافة الأمازيغية، الجزائر: د.د.ن، 1993.

14- نايل محمد شامة ، البربر في المغرب العربي تحديات قرن ، د،ب،ن: د،د،ن،د،س،ن.

15- شاكر سالم ، ئمازيغن أسا ، الأمازيغيون اليوم، د.ب.ن: د.د،ن، د.س،ن.

16- كلين مايكل ، ترجمية : خالد الأشهب ، التعدد اللغوي ، بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية ،2009.

17-__، الهوية، فلسطين: مؤسسة لجان العمل الصحي ، د،س،ن.

الكتب بالأجنبية :

-18Chaker Salem, Amazigh (Berbér) Tamazight dans les méandres d’une dénomination , article est issu d’un séminaire donnée au centre de recherche Berbére ,Paris INALCo, le9octobre2013,et à la MMSH AIXem-provence, le 7Mai 2013 .

19-CHaker Salem, le Bérbere de kabyle Algérie , article paru dans Encyclopédie xxvI

20-Fearon James D., What is Identity ( as we Now use the word?), Department of political Science Stand Ford University StandFord, CA94305,November,3, 1999

21-Mahfoud Kaddache , Histoire du Nationlisme Algerienne1919-1951,tome 11Alger, SNDED1980.

المجلات :

22-المحواشي منصف ، الطقوس وجبروت الرموز : قراءة في الوظائف والدلالات ضمن مجتمع متحول ، مجلة انسانيات ،ع.49،سبتمبر2010.

23 الطيب آيت حمودة ، الأزمة البربرية ومفهوم الجزائر جزائرية ، الحوار المتمدن ،ع.3292،2013.

24- بودبزة ناصرة و الشاذلي شوقي، مقومات الشخصية وتشكل الهوية الوطنية الجزائرية من خلال مكتتبات التلاميذ ، مجلة العلوم الانسانية ، د.ع،د.س،ن.

25- يلكا الياس و حراز محمد ، اشكالية الهوية والتعدد اللغوي في المغرب العربي ، المغرب نموذجاً ، آفاق المستقبل ع.23،سبتمبر2014.

26- عمر فاسي ، التعدد اللغوي وآثاره ، مجلة دراسات ، ع.جوان2017.

المذكرات :

27-آيت قاسي ذهبية ، الثقافة الشعبية في البرامج الثقافية الناطقة بالأمازيغية في التلفزيون الجزائري ، دراسة وصفية تحليلية لبرنامج تويزا ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر في الإعلام والاتصال ، كلية العلوم الاجتماعية والانسانية تخصص إعلام واتصال ، جامعة وهران ،2010.

28-بلعيد فتيحة ، المطلب الأمازيغي ( النخبة القبائلية المثقفة )، دراسة تحليلية مقارنة بين النخبة وأفراد المجتمع القبائلي ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر ، قسم علم الاجتماع ، جامعة الجزائر،2002.

29 – استراتيجية معالجة أحداث القبائل في الصحافة الأمازيغية جريدة الخبر نموذجاً ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر ، قسم علم الاجتماع ، جامعة منتوري قسنطينة ، 2005.

30-كوسة فاطمة الزهراء ، أزمة الهوية عند الشباب الجزائري ، دراسة استكشافية ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر في علم النغس العيادي ، جامعة الجزائر ،2005.

الجرائد :

31- ع صلاح الدين ، هل تهدد دسترة الغة الأمازيغية استقرار الجزائر ؟ جريدة أخبار الأسبوع ،ع.719، من 6-12فيفري 2016.

المواقع الالكترونية :

32- نت هيثم ، اللهجات الأمازيغية ، متوفر على الرابط :

damazighi.blogspot.net //: http

33منتدى الحركة الثقافية الأمازيغية بأوراس الأرضية السياسية والمبادئ العامة للحركة ، متوفر على الرابط :

// mca-awrasblogspot.com: http

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى