التحضير لشهادة البكالورياقضايا فلسفية

مقالة فلسفية: هل نستطيع التمييز بين لغة الإنسان ولغة الحيوان

هل نستطيع التمييز بين لغة الإنسان و  لغة الحيوان

نوع الطريقة: مقارنة.

التذكير بالطريقة:المقدمة، أوجه الاختلاف، أوجه الاتفاق، طبيعة العلاقة بينها ، خاتمة .

طرح المشكلة : “المقدمة” : يتفق عموم الناس على حقيقة التواصل بين جميع الأجناس والمخلوقات الحية من “إنسان وحيوان” فمثلا لو تتبعنا سلوكيات بعض الحيوانات لوجدنا أنها تتواصل فيم بينها سواء عن طريق الحركات” الرقصات” كمجتمع النحل أو النمل مثل حادثة سيدنا سليمان والنملة أو الإشارة المتبادلة عند القردة.ومن هذا جاز لنا أن نتساءل عن حقيقة المفارقة بين لغة الإنسان ولغة الحيوان فكان سؤالنا كتالي.هل الظاهرة اللغوية لدى الإنسان والحيوان واحدة أم مختلفة؟ بعبارة أخرى،بماذا تتميز لغة الإنسان عن لغة الحيوان ؟

التحليل(محاولة حل المشكلة):

أوجه الاختلاف:إن ميزة اللغة الإنسانية لغة واعية قصديه ناتجة عن فكر كما أنها قابلة للتطور،أما اللغة الحيوانية فهي لغة ناتجة عن الطبيعة مردها إلى الغريزة وبالتالي هي لغة محدودة يكتسيها الطابع البيولوجي أما عن اللغة الإنسان فإنها لغة مكتسبة ناتجة عن الاختيار تعمل ثلاثة أبعاد بعد نفسي،بعد اجتماعي وأخيرا البعد الحضاري أما اللغة الحيوانية فيميزها طابعها ألتواضعي المفروض من قبل الطبيعة ، لغة الإنسان كلية لا تتجزأ  بل تتفكك وتتحلل إلى وحدات (مُنيمات) أما لغة الحيوان قابلة للتجزئة كما هي تعتمد الطابع و النموذج النمطي لغة الإنسان لغة إبداعية هادفة تتلاءم مع كل الأوضاع الكلام كما أنها تحمل قيمة جمالية عقلية يصاحبها الإدراك  والتخيل أما لغة الحيوان لا تتصف بالازدواجية (التحول والانتقال) فهي لغة  نفعية مادية.

أوجه الاتفاق: “مواطن الشبه”: إن المتتبع لحقيقة اللغة يجد مواطن تداخل تجمع بين لغة الإنسان ولغة الحيوان على اعتبار أنها لغة للتواصل وعند حديثنا عن المقارنة بين اللغتين نجد: كل من الحيوان و الإنسان خاصة الطفل كلا منهما يملك أجهزة خاصة بالكلام كالمؤهلات الخارجية كلا من الحيوان والإنسان يستعملان هذه الأجهزة من أجل الوصول إلى الحاجة والتعبير عنها ولا يتم هذا التعبير إلا بواسطة نظام التواصل المعروف والمحدد عند كل منهما والمتمثل أساسا في جملة (الإشارات والأصوات).إن اللغة الحيوانية متنوعة بتنوع السلالات والأجناس كما هو الشأن لدى اللغة الإنسانية (التعدد) الذي يفرضه التعدد اللغوي الخاصية الاجتماعية وهذا إن دل يدل على أن الحيوانات تتواصل مثلما يتواصل البشر، اللغة خاصية  مشتركة غايتها التكيف والتأقلم سواء كانت بشرية أم حيوانية من خصائصها أيضا مهمة التبليغ(هبة ربانية)اللغة أداة من أدوات البقاء سواء تعلق الأمر بالإنسان العاقل أم الحيوان.

العلاقة بينهما (مواطن التداخل):كل من اللغة الإنسانية والحيوانية يشتركان في خاصية واحدة هي الحفاظ  على صيانة وضمانة البقاء النوعي ( البناء النوعي الاجتماعي) سواء تعلق الأمر بالإنسان أو الحيوان ، كلا منهما يحمل منطلقات طبيعية ، كل من اللغتين يتصفان بالطابع الغريزي ، كما أن التجربة تثبت أن كل مكونات الكلام موجودة لدى الإنسان والحيوان (تجربة العالم الذي قام بتربية طفل وقرد) فلاحظ إمكانية المقارنة حتى دخول الشهر الثامن ومع بداية الشهر التاسع ينتقل الطفل إلى الحظيرة الإنسانية

الخاتمة:يمكننا أن نلاحظ من خلال ما سبق أنه يتعذر علينا القول بأن التواصل الحيواني يرقى إلى المستوى الذي عرفته اللغة الإنسانية فاللغة الحيوانية تبقى لغة محدودة وساذجة في غياب الفكر ومنه تبقى اللغة خاصية إنسانية تميز الكائنات العاقلة، ومن هذا يصدق قول غوسدروف(إن اللغة هي التي يدخل بها الطفل إلى الحظيرة الإنسانية).

بقلم الاستاذ : احمد معمري

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى