التنافس الأمريكي – الصيني في القارة الإفريقية بعد الحرب الباردة

صراع النفوذ في إفريقيا :بين التغلغل الاقتصادي الصيني والتواجد العسكري الأمريكي 

تجه واقع القارة الإفريقية إلى التوصيف السلبي،كونها تضم دولا متخلفة على المستويات السياسية والاقتصادية التكنولوجية،كتراكمات تاريخية أسس لها الاستعمار القديم ، في مقابل ثروات طبيعية هائلة تعتبر قوة كامنة هائلة، و هي ثنائية تجعل منها مجالا حيويا للتنافـس الدولي،خاضعة بذلك لمصدر تقرير خارجي لسياساتها، هو ما يعني جليا أنها واقعة في دائرة التبعية الهيكلية دوليا،لاسيما بعد الحرب الباردة أين برز التنافس على أشده بين أمريكا و الصين مترجم إلى تنافس بين وسائل مختلفة: الإستراتيجية و التواجد العسكري الأمريكي مقابل القوة الناعمة الصينية : الاقتصادية و الدبلوماسية . 

جيوبوليتيك النفط في إفريقيا والتنافس الأمريكي- الصيني
كانت إفريقيا -ولا تزال- بما تشكّله من مخزون هائل من الموارد الطبيعية الإستراتيجية من أهم مناطق الصراع بدءا بالاحتلال الأوروبي السابق مرورًا بالصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا، وصولاً إلى بروز الصين وقوى صاعدة جديدة كفاعلين جدد في التنافس على مصادر الطاقة. على الرغم من أن القارة الإفريقية ظلت في مرحلة ما بعد الحرب الباردة ساحة لتنافس القوى الكبرى إلا أن بعض الأدبيات تميل إلى اختزال التنافس الدولي في إفريقيا بين قوتين أساسيتين هما الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ذلك أن التنافس الأمريكي- الصيني على النفط الإفريقي كان الأكثر بروزا من حيث بسط تأثيراتها عليه والسيطرة على مصادره، واستخدامهما كافة الأساليب السياسية والعسكرية والتجارية للحصول عليه. 


الحضور الصيني في إفريقيا وحتمية الصراع مع الولايات المتحدة: التنافس في السودان نموذجا 

يتناول المقال بالدراسة والتحليل، أبعاد ومضامين الحضور الصيني المتنامي في القارة الأفريقية، وتأثير ذلك على النفوذ الأمريكي في القارة، واحتمالات أن يشكل هذا محورا جديدا للصراع على النفوذ الذي أصبح سمة غالبة على العلاقات الصينية-الأمريكية. وتجسد هذا الصراع بوضوح في السودان، أين يبرز التنافس المحتدم بين الدولتين خاصة في القطاع النفطي. ويخلص المقال إلى أن الإمكانيات الطبيعية المغرية لإفريقيا، ومكانتها في الخارطة الجيواقتصادية ومحوريتها في إستراتيجية النفوذ والمصالح العالمية لكلا الدولتين، سيجعل منها محورا مهما لصراع محتمل حاضرا ومستقبلا بين القوتين العظميين. 

ملامح تصاعد الاستراتيجيات الهجينة للصراع على النفوذ في إفريقيا “الولايات المتحدة الأمريكية نموذجا” تسلّط هذه الدراسة الضوء على استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية الرامية إلى تعزيز وجودها في القارة الأفريقية لما تتمتع به القارة من ثروات وامكانات اقتصادية ،فضلا عن ذلك اهميتها الجيوستراتيجية العالمية نظرا لوجود ممرات ومضايق مائية تتحكم بطرق الملاحة البحرية جعلها نقطة استقطاب وتنافس دولية واقليمية واتخذت اشكالا مختلفة . وتحاول الدراسة على متابعة التوجهات التي تنتهجها ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالرئاسة تجاه أفريقيا، بالإضافة الى ذلك تمثل الاعتبارات الامنية من اولويات الادارة الامريكية ،لا سيما وانها اصبحت ملاذا للتنظيمات المتطرفة . وتركز الدراسة أيضًا على تقييم الآثار والتأثيرات التي يمكن أن تتركها استراتيجيات القوى الصاعدة في القارة الأفريقية على المصالح الامريكية بصورة خاصة والذي تنامى تناميا كبيرا .

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button