حماس تعتزم تصعيد حرب الاستنزاف ضد إسرائيل

زعم صحيفة “ذاماركر” الاقتصادية – في مقال لها – أن حماس تعتزم تصعيد أعمال العنف خلال فترة الأعياد اليهودية، بهدف ممارسة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة، مستندة في ذلك إلى النقاط التالية:

  • تأكيد قياديين في حماس على عدم تطلعهم إلى اندلاع مواجهة عسكرية شاملة، ورغبتهم في شن تصعيد مدروس يكسر الحصار المفروض على القطاع ويعيد النشاط الدولي لقطاع غزة.
  • توضيح أنه منذ بدء حملة “مسيرة العودة” في الثلاثين من مارس الماضي، تتعنت حماس إزاء إجراء تظاهرات على حدود غزة كل يوم جمعه، كي تُظهر تمسكها وإصرارها على رفع الحصار.
  • الإشارة إلى أنه خلال فترة الاتصالات المكثفة التي شهدتها القاهرة بين ممثلي الفصائل الفلسطينية والمخابرات المصرية بشأن اتفاق التهدئة مع إسرائيل، أبدت حماس استجابتها لطلب مصر بتقليل وتيرة العنف على الحدود مع إسرائيل، غير أنها لم تتوقف عن شن المظاهرات، بل كثفت من إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة.
  • الزعم بعودة حماس إلى إثارة التوتر في المنطقة خلال الآونة الأخيرة، حيث قام مئات المتظاهرين باختراق نقطة تفتيش معبر إيرز وأتلفوا الممتلكات، وعادت حصيلة القتلى والمصابين على السياج الحدودي إلى الارتفاع مرة أخرى، كما أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار، عن إطلاق مسيرة بحرية أخرى من شاطئ غزة لكسر الحصار البحري، وأعلنت حماس عن إقامة مخيم عودة جديد شمال القطاع قرب الشاطئ في منطقة “زيكيم”، إضافة إلى المخيمات الخمسة الممتدة على طول حدود القطاع، وذلك بهدف إرسال المتظاهرين إلى إسرائيل، والتسلل إليها عبر البحر.
  • الإشارة إلى تعقد الوضع على الساحة الفلسطينية، بعد نجاح محمود عباس في نسف اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل والذي كان من المقرر أن يؤدي إلى تخفيف الحصار، ودعم مصر لموقف رئيس السلطة الفلسطينية في ملف التهدئة، في الوقت الذي لم يبد فيه المجتمع الدولي أي اهتمام لحل مشاكل القطاع، إضافة إلى تدني التوقعات بتحقيق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية في ظل الشروط التي وضعها رئيس السلطة الفلسطينية المتمثلة في تسلم السيطرة كاملة على قطاع غزة ومصادرة سلاح حماس وردم الأنفاق، لتصبح بذلك حماس في وضع صعب دون أن تجني ثمار حرب الاستنزاف التي أدارتها ضد إسرائيل منذ خمسة أشهر.
  • بحسب مسئولين في حماس، فإن الطريق الوحيد أمامها، هو تصعيد الوضع الأمني في قطاع غزة وتكثيف الضغط على إسرائيل لكسر الحصار، والعودة من جديد للمشهد الدولي والإعلامي، عبر قيامها بأعمال عنف وإرهاب، ممثلة في الدفع بعشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الحدود مع إسرائيل، وتجدد أعمال الإرهاب والتكثيف من إطلاق البالونات الحارقة صوب غلاف غزة، واستغلال المنابر الإعلامية في التحدث عن أزمة قطاع غزة والحاجة لكسر الحصار.
  • الإشارة إلى اعتزام حماس استغلال فترة الأعياد اليهودية وحساسيتها لدى الشعب الإسرائيلي، في محاولة خلق تغيير ملموس في الموقف، وذلك استنادًا إلى تقرير صحيفة الحياة الذي جاء فيه، أن حماس توصلت مع منظمات الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية إلى أن السبيل الوحيد لكسر الحصار هو مواصلة الضغط على كل الأطراف وفي مقدمتها إسرائيل والدفع نحو تدخل دولي وإقليمي للاهتمام بحل مشاكل القطاع، وكذلك تقرير صحيفة “الشرق الأوسط”، الذي ورد فيه أن حماس تعتزم التوجه إلى تصعيد شعبي ضخم، عبر تنظيم المزيد من مسيرات العودة على الحدود مع إسرائيل واستئناف إطلاق الطائرات الورقية الحارقة صوب إسرائيل، في محاولة لجذب الانتباه صوب الوضع المتردي للقطاع عقب فشل محاثات التهدئة.
  • توضيح أن هناك حالة من الغضب والاحتقان تسيطر على تنظيم حماس بسبب تهديدات محمود عباس، بفرض المزيد من العقوبات في حال ما تم تخطي السلطة الفلسطينية في مناقشات التهدئة، وقناعة قيادة التنظيم بأنه في اللحظة التي سيزيد فيها الضغط على إسرائيل، سيبدأ كل الوسطاء بالعمل، خشية سياسة القوة التي قد تستخدمها إسرائيل والتي لا تفهم سواها.
  • الإشارة إلى تهديد قياديي حماس باستعراض قوتهم في مظاهرات يوم الجمعه بشكل موجع للعدو ويوضح له أن الوضع أصبح شديد الخطورة.
  • رغم ورود أنباء بشأن توجه وفد حماس للقاهرة للاطلاع على جهود التهدئة والمصالحة التي تقوم بها أجهزة الاستخبارات المصرية، فإن هناك توقعات بعدم إحراز أي إنجاز.
  • الإشارة إلى أنه في ظل الجمود القائم على الساحة الفلسطينية، والذي يحول دون تحقق إنجازات ويزعزع مكانة حماس في قطاع غزة، خاصة وأن سكان غزة يطمحون إلى رؤية نتائج نضالهم، لم يعد أمام حماس سوى خيارين لكسر هذا الجمود، وهما:

1 – تصعيد محدود من خلال تكثيف فعاليات “مسيرات العودة”.

2 – القيام بتصعيد عسكري يتمثل في إطلاق قذائف الهاون صوب إسرائيل لتغيير المعادلة الحالية.

  • بحسب مسئولين في حماس، فإن التنظيم اختار الخيار الأول نظرًا لأنه غير مهتم بانهيار الوضع الأمني في القطاع، وإنما تصعيد مدروس ومحدود، فحماس ترغب في إدارة مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل تحت النار، ووضعها تحت ضغط مستمر وخلق وضع “اللا تهدئة واللا حرب” والتلويح بتهديد بتصعيد شامل واستئناف إرهاب الحرائق.

وعليه، وفي ضوء كل ماسبق، يصبح من الضروري على المستوى السياسي في إسرائيل اتخاذ القرار إما بمواصلة سياسة كبت الغيظ والاحتواء أو السماح باندلاع حرب استنزاف يمكن أن تستمر زمنًا طويلًا نظرًا لأنه لايبدو أن هناك حل يلوح في الأفق.

 

تــرجمــة / لبنـى نبيـه عبد الحليــم

مترجمــة وباحثــة في الشــأن الإسرائيلي

http://cafe.themarker.com/post/3441709/

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button