هل تنامي الهجمات الإرهابية في أفريقيا يبرر توسع دورالجيش الأمريكي في القارة ؟

تتوزع الكثير من  التنظيمات الارهابية  في أكثر من دولة في القارة، من بين هذه الجماعات، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقول مراقبون إن جذوره تعود إلى تسعينيات القرن الماضي عندما التحق أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب عبد المالك درودكال المكنى بـ”أبي مصعب عبد الودود” بالجبال وتنظيم الدولة الإسلامية الذي ينتشر في عديد من الدول وأسس له عديد من التنظيمات الموالية، فيما أعلنت تنظيمات أخرى – كانت موجودة – الولاء له من بينها “ولاية سيناء” وهي مجموعة مسلحة نشطت منذ 2011 في شبه جزيرة سيناء تحت اسم “أنصار بيت المقدس”، لتعلن أواخر 2014، ولاءها للتنظيم ومبايعتها له، ونجد كذلك حركة الشباب المجاهدين، وهي جماعة صومالية مسلحة تشكلت في 2006 في أعقاب الغزو الإثيوبي على الصومال، وتتبع فكريًا لتنظيم القاعدة، وفي أكتوبر 2015 أعلن عبد القادر منعم أحد قادة الحركة، ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية وأيضًا، جماعة أهل السنة للتوحيد والجهاد “بوكو حرام”، التي تأسست عام 2002، تنشط منذ سنوات في ولاية “بورنو” شمال شرقي نيجيريا، توسعت لتدرك هجماتها منطقة أقصى الشمال الكاميرونية المحاذية لمعقلها، وبلدان حوض بحيرة تشاد عمومًا في تشاد وفي منطقة ديفا جنوب شرقي النيجر، حيث تشن هجماتها بشكل شبه منتظم، وترتكز عملياتها بالأساس على التفجيرات الانتحارية أو الهجمات التي بلغ مداها، في الصيف 2017، العاصمة التشادية نجامينا،  ، أعلنت المجموعة النيجيرية مبايعتها لـ”الدولة الإسلامية”، وأطلقت على نفسها “ولاية غرب إفريقيا” و قد عملت الجماعات الارهابية الاستفادة من طول الحدود، و الانكاشف الامني الجغرافي والتي تجعل من احهزة الامن لدول المنظقة من الصعب للغاية القيام بدوريات فعالة حولها ، اضافة الي ارتفاع نسبة الجرائم في منطقة الساحل الافريقي يزيد من قدرة الجماعات الإرهابية والمتطرفة على استقطاب الشباب والزج بهم في صفوف المتطرفين، ان نسبة كبيرة من الشباب أقل من 25 سنة، الذي يعد أكبر فئة ديمغرافية في غرب أفريقيا والمغرب العربي، يعاني أكثر من غيره من ارتفاع معدلات البطالة بمنطقة الساحل ، هذا مايجعل الشباب العاطل يظل الأكثر تأثرا بالخطاب الديني المتطرف للجماعات المتطرفة، في ظل مواصلة انتشار الإيديولوجيات المتطرفة في منطقة الساحل أدى بعدد كبير من الشباب إلى تبني العنف، وهو ما أدى إلى تدمير النسيج الاجتماعي والمجتمعات المحلية وتقويض المؤسسات الوطنية.

داعش في قلب أفريقيا.. الوسائل الامنية لا تكفي لمكافحة الإرهاب

بعد تنظيم القاعدة، جاء دور تنظيم “الدولة الإسلامية” ليوسع رقعة نشاطاته في القارة السمراء. مكافحة داعش في أفريقيا مهمة معقدة ولا تكفي الوسائل العسكرية للقضاء عليه. فما هي الوسائل الأخرى لمكافحة الإرهاب في أفريقيا؟” لم نربح المعركة اليوم بعد”. والأمر يتعلق في الأشهر المقبلة بشيء واحد: “على قواتنا العسكرية تحقيق الانتصارات الواضحة”. بهذه الكلمات الواضحة عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته للنيجر قبل أعياد الميلاد عن الموقف بشأن مكافحة الإرهاب. كلمات ماكرون تأتي في وقت لم يتم فيه تحقيق أي نجاح في الدولة الساحلية، كما في بقية دول المنطقة في هذا المجال

وللواقع وجه آخر، ففي تشاد ومالي وأيضا في النيجر، رسخت الجماعات الارهابية وجودها. وفي كل مكان في المنطقة لا يوجد في الأفق ما يشير إلى القضاء عليها عسكريا وإيديولوجيا. وينبغي على الأقل أن تبذل القوات الافريقية ، وطبعا معها القوى العسكرية المحلية، جهدا فائقا للغاية بهدف فرض السيطرة على الجهاديين وأفكارهم أما قوة مقاتلي داعش فقد باتت واضحة في البلد الذي زاره ماكرون وطالبه بمضاعفة الجهد، وهو: النيجر. ففي أكتوبر الماضي جرت مواجهة عسكرية بين قوات أمريكية داعمة لقوة نيجيرية على الحدود مع مالي ومقاتلين محسوبين على داعش في المواجهة أسفرت عن مقتل أربعة جنود أمريكيين وخمسة جنود نيجيريين

من جانبه، أوضح الجنرال الأمريكي جوزيف دانفورد استراتيجية داعش في أفريقيا بالقول إن “طموح داعش يتمثل في توسيع حضوره في أفريقيا”. وأضاف الجنرال أنه على ضوء المواجهات القاتلة التي جرت، فإن الرئيس ترامب ووزير الدفاع جيم ماتيس سيضغطان من أجل زيادة عديد القوات الأمريكية المنتشرة في القارة السمراء، وذلك كرد فعل على ما نراه خطرا وما نتوقع أن يشكل خطرا في المستقبل أيضا”، بحسب قول الجنرال دانفورد. فيما عبر السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام عن الوضع بشكل مماثل مشيرا إلى أن “أسلوب الحرب يتغير”. مضيفا: “ستكون لنا مهمات أكثر في أفريقيا وليس اقل” وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تنشر حاليا 1300 عسكريا من القوات الخاصة في أفريقيا. فيما نشرت فرنسا قوة عسكرية بقوام 4000 جندي في المنطقة لدعم الحرب ضد الجماعات الارهابية . فيما جمعت الدول المانحة ـ بما فيها المملكة العربية السعوديةـ مبلغ 300 مليون دولار لدعم الجهود العسكرية لمكافحة الارهابيين في افريقيا

” . الساحل الافريقي أفغانستان ثانية”

ويبقى الأمر مفتوحا عما إذا كانت زيادة عدد القوات ورفع حجم الأموال المخصصة لمنع انتشار داعش في المنطقة المعنية أو القضاء عليه كافيا. لكن الواضح هو أن التحديات التي تواجه التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب كبيرة ومعقدة وتنتشر الجماعات الارهابية ، لأسباب عديدة تفعل فيها عوامل مختلفة فعلها. إيديولوجياً يمكن القول إن منطقة الساحل الأفريقي صعبة ومعقدة فيما يخص تقبل أفكار جهادية مثل ما يمثله تنظيم القاعدة وداعش، . فسكان المنطقة لا يتميزون بالتحمس الديني. بيد أن منطقة الساحل الأفريقي باتت تتأثر بأفكار حركات التيار الإسلامي المتشدد ، بشكل ملحوظ،لكن الاهتمام الذي يثير ظهور حركات جهادية يتعلق بأسباب أخرى تضاف على ما تم ذكره، بينها سوء الإدارة السياسية والاقتصادية على النطاق المحلي. كما تلعب الشرعية السياسية للحكومات القائمة في بلدان المنطقة دورا مميزا، . و تعد مخاطر انتشار الجهادية في منطقة الساحل كبيرة، وذلك بسبب عدم خضوع مناطق شاسعة من تلك البلدان عمليا لسلطة الدولة. كما تعتبر تلك المناطق من أكثر المناطق الفقيرة في العالم والتي يقطنها أغلبية مسلمة إلى جانب وجود حكومات ضعيفة. كما يلعب انعدام وجود هوية وطنية واضحة في دول المنطقة دورا في هذا الشأن،الوضع المشوه هذا يلاحظ في دول أخرى مجاورة لمنطقة الساحل، مثل بوركينا فاسو وساحل العاج ونيجيريا. ورغم أن دول المنطقة توفر أسبابا مختلفة لظهور وانتشار الجماعات الارهابية إلى جانب مواجهة كل دولة لهذه الظاهرة بأسلوبها الخاص، إلا أن هناك قاسما مشتركا بين هذه الدولة يتمثل في مزيج من نقاط الضعف في كل مفاصل الدولة والمجتمع تظهر هشاشة بنى المجتمعات والدول وتساهم بشكل عام في ظهور المنطقة بالضعف التام

مبرارت التواجد العسكري الامريكي في القارة السمراء

ففي أكتوبر 2017، نصب ارهابيون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية كمينا لمجموعة صغيرة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية في النيجر. وقد أسفرت العملية عن مقتل أربعة جنود أمريكيين وأثارت عاصفة سياسية. ويبدو أن وجود الجنود في النيجر كان مفاجئا أمام الراي العام الأمريكي والكونغرس.  و في هذا الصدد اعترف  السيناتور ليندسي جراهام الذي كان عضوا في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ بأنه “لم يكن يعلم أن هناك ألف جندي في النيجر”. وكان السناتور جاك ريد، وهو من الحزب الديمقراطي و عضو رفيع المستوى في اللجنة، في  حيرة من امره : “أعتقد يجب على الادارة ان تكون اكثر وضوحا حول دورنا فى النيجر ودورنا فى مجالات اخرى فى افريقيا ومناطق اخرى من العالم ولكن يجب ألا يكون أعضاء مجلس الشيوخ قد فاجأوا. منذ إنشاء القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في عام 2007، فتوسع عناصرالجيش الأمريكي بشكل مطرد تركا بصماته الأمنية في أفريقيا و في جنوب الصحراء الكبرى.  و يقدر الخبراء ان اكثر من 6 الاف جندى امريكى يتمركزون حاليا فى جميع انحاء القارة فى حوالي 36 موقعا تشمل قواعد العمليات الامامية ومواقع الامن التعاوني مثل منشآت الطائرات بدون طيار ومواقع الطوارئ و لكن السؤال الذي يبقي مطروح للصقور الاستراتيجية الامريكية في ادارة الرئيس ترامب هل يبرر ارتفاع مؤشرالتهديد الإرهابي في أفريقيا رد الولايات المتحدة بزيادة قواتها في المنظقة؟ هناك مبرر رئيسي هو أن العنف الإرهابي يتصاعد بمعدل سريع وأن هناك حاجة إلى تعزيزات عسكرية أمريكية لاحتواء العنف والحفاظ على الاستقرار و الامن ان صحت المبرارات الامريكية و خاصة اننا نعلم و درك جيدا ان السياسيات الامريكية في عدة مناطق من العالم العربي لم تجلب الا الدمار و القتل و تهجير السكان و اثارة مزيدامن الحروب الاكثر وحشية و خير مثال علي ذللك الشرق الاوسط و الضحية الشعب العرقي و السوري و القائمة تبقي مفتوحة لضحايا السياسيات الامركية المدمرة. وقد أشار صناع السياسات بانتظام إلى الإحصاءات التي تظهر  الهجمات الارهابية في افريقيا من حوالي 400 سنويا في عام 2007 إلى أكثر من 2000 بحلول عام 2016. وفي خطاب عام 2015، أكد الجنرال دونالد بولدوك، رئيس قيادة العمليات الخاصة في أفريقيا، التهديدات التي تشكلها الدولة الإسلامية ، وحركة الشباب، وجيش الرب للمقاومة، وبوكو حرام، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فضلا عن الخطر الذي تشكله “43 جماعة غير مشروعة أخرى” أكد بولدوك بالإضافة إلى ذلك: “تحديات أفريقيا يمكن أن تخلق تهديدا يتجاوز التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة حاليا من الصراع في أفغانستان والعراق وسوريا” ويولي المحللون اهتماما متزايدا لتوسع و تمدد تنظيم داعش الارهابي في  القارة، نتيجة لهزيمته في سرت في ليبيا العام الفارط و و عودة المقاتلين الاجانب العائدين من سوريا و العراق. وهي تركز على ثلاثة فروع: الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، والدولة الإسلامية في الصومال، وجهبا شرق أفريقيا.لكن قوة الدولة الإسلامية الكامنة في أفريقيا مشتبه فيها. وما زالت الهجمات المرتبطة بالدولة الاسلامية تمثل جزءا صغيرا من الهجمات بشكل عام في القارة. والجهات المنتسبة هي أكثر قليلا من الفصائل الصغيرة الانفصالية التي تحاول القيام ببعض العمليات الاستعراضية بالمقارنة مع المنظمات الارهابية الكبيرة . و نلاحظ أن تنظيم الدولة الإسلامية ليس في العموم متجذر في المجتمعات التي تعمل فيها الجماعات الارهابية المحلية المتطرفة الأكثر نشاطا في أفريقيا. ويصدق ذلك بصفة خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى

و قدوكان من أكبر مجالات الاستثمارات الجديدة للجيش الأمريكي تطوير قواعد طائرة بدون طيار وشبكة مراقبة على مستوى القارة. وتشمل المرافق المعروفة المواقع الموجدة في الكاميرون والنيجر. ويمكن العثور على  علي منشات اضافية في بوركينا فاسو وتشاد وجيبوتي وكينيا والصومال وأوغندا.وتستضيف هذه المرافق الطائرات المقاتلة وغير المقاتلة (مقاتلات مف-1 و مق-9 ريبرز و بيسي-12) التي تستخدم في عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المستمرة، وللقيام بضربات قاتلة ضد أهداف عالية الدقة و في الاطار يؤكد  القادة العسكريون الأمريكيون أنهم “ليسوا في حالة حرب في أفريقيا”، لكن الحقائق على الأرض تشير العكس و النتيجة مختلفة. ففي مارس 2017، على سبيل المثال، أعلن ترامب أن الصومال ”  منطقة من الاعمال العدائية النشطة  “، مما يخفف من معايير الحماية المدنية. واعتبارا من نوفمبر 2017،  اعترفت قيادة افريكوم  بتنفيذ ثماني وعشرين ضربة طائرات بدون طيار في ذلك العام، بما في ذلك لمدة سبعة أيام متتالية في نوفمبر، مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسة وأربعين مقاتلا. وفي حين أن الولايات المتحدة قد لا تكون رسميا في حالة حرب في أفريقيا، فإن مسؤولي الحكومة الأمريكية يعترفون بسهولة بأنهم يعملون في منطقة رمادية. وفي مقالة نشرت في مجلة الحروب الصغيرة ، أكد بولدوك أن قواته “تعمل في الفضاء بين الحرب والسلام في بيئة معقدة ومتقلبة وغير مؤكدة وغامضة والواقع أن الإحصاءات تكشف عن زيادة حادة في نشاط العمليات الخاصة الأمريكية في هذه المنطقة الرمادية. ووفقا لتقرير داخلي صدر في عام 2016 من شركة سوكافريكا، فإن قوات بولدوك تجري “96 نشاطا في 20 بلدا” يوميا. هذا هو ارتفاع كبير حتى من عام 2014، عندما نفذ الجيش الأمريكيما مجموعه 674 الأنشطة العسكرية، أو ما يقرب من اثنين في اليوم الواحد. المبرر الأساسي الذي ينص عليه الجيش لاستمرار التوسع الأمريكي هو أن بيئة المنطقة الرمادية محفوفة، وأن التهديدات الناجمة عن البطالة الواسعة النطاق و ” الحكومات الفاسدة وقوات الأمن المسيئة” تجعل المواطنين الأفارقة “أهدافا رئيسية للاستغلال من قبل الإرهابيين المنظمات في جميع أنحاء القارة “. أفريكوم لا تقدم حجة عسكرية؛ فإنها تجعل حجة التنمية. والواقع أن القادة العسكريين يعترفون أيضا بأن السبب الجذري لهذه الهشاشة هو ضعف الحكم – وهو أمر ليس مهمة أساسية من وزارة الدفاع . الامريكيةومن المفارقات أن العديد من الخبراء يجادلون بأن وجود بصمة عسكرية أجنبية كبيرة من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم أوجه الضعف في الحكم التي حددتها أفريكوم. على سبيل المثال، فيما يتعلق بزيادة الوجود العسكري الأجنبي في منطقة الساحل، قال البروفيسور أيفان غيشاوا لواشنطن بوست : “استهداف هذه الجماعات هو أفضل طريقة لجعل أبطال قادتها، وتعزيز الوحدة في صفوف الارهابيين ، وإثارة العنف الطائفي “كل صناع السياسة الذين يعملون في المنطقة يعرفون جيدا طبيعة الوضع القابلة للاشتعال”. وبالمثل، أشار اليكسيس أريف ، من دائرة أبحاث الكونغرس، إلى أن البصمة العسكرية الأجنبية الموسعة في النيجر “يبدو أنها تغذي رد فعل محلي ضد الحكومة الدول الغربية. ويمكن أيضا أن يساعد الحشد العسكري الأجنبي على تعزيز وترسيخ الأنظمة الاستبدادية المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ومع مرور الوقت، قد تؤدي هذه الانتهاكات إلى إثارة المظالم التي يمكن أن تمهد الأساس لحركات التمرد العنيفة والإرهاب. وهناك نظرة سريعة على بعض الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في منطقة الساحل. وفي مالي، ظهرت تقارير حول انتهاكات قوات الأمن التي تشمل “عمليات القتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والتعذيب والاعتقالات التعسفية ضد الرجال المتهمين بدعم الجماعات الإسلامية المسلحة”. وفي الكاميرون، تدعي منظمة العفو الدوليةأن كتيبة التدخل السريع المدربة من قبل الولايات المتحدة ارتكبت جرائم حرب ممنهجة في مركزين غير رسميين للاحتجاز. ويقع أحد مراكز الاحتجاز في قرية سالاك بمقر بير، وهو مركزعسكري مشترك مع الولايات المتحدة وأخيرا، و نرى أن استمرار المشاركة العسكرية الأميركية مع القوات الحليفة لها في المنطقة قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار و الانفلات الامني على المدى الطويل، مثل زيادة احتمال حدوث انقلاب عسكري. وباستخدام بيانات من 189 بلدا على مدى فترة تسعة وثلاثين عاما، وجدت   أن التدريب العسكري التي تقوم القوات الامريكية لصالح حلفائها في المنطقة يغير ميزان القوى بين السلطات العسكرية والمدنية ويزيد من احتمال أن تحاول الأجهزة الأمنية الإطاحة بالانظمة الديمقراطية في القارة السمراء . ومن الأمثلة على ذلك ضباط مدربين من الولايات المتحدة مثل أمادو سانوغو في مالي أو الدكتاتور الغامبي المخلوع يحيى جمه الذي قاد الانقلابات ضد حكومات منتخبة ديمقراطيا وهناك حجة قوية مفادها أن استمرار تراكم القوات العسكرية الأمريكية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ليس ذكيا استراتيجيا ولا استخداما جيدا للموارد. ان العديد من الجماعات الارهابية الموجودة حاليا فى قائمة المراقبة العسكرية الامريكية التى ينشر الجيش الامريكي قوات اضافية خاصة بها وبناء منشآت جديدة لا تؤثر بشكل مباشر على المصالح الامريكية الرئيسية. وبالإضافة إلى ذلك، يشير التاريخ الماضي إلى أن الجيش الأمريكي ليس في كثير من الأحيان أفضل مؤسسة لمعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع استمرار الصراع وعدم الاستقرار في القارة

وأخيرا، ينبغي أن تفكر إدارة ترامب منذ فترة طويلة حول احتضانها الحالي للقادة الاستبداديين وحكوماتهم القمعية. وظهور جماعات الإرهابية استجابة للقمع السياسي موثق توثيقا جيدا. فالاستراتيجية الدبلوماسية التي تسعى إلى تغيير سلوك الدول الاستبدادية والنهوض بالمبادئ الديمقراطية، بدلا من الدكتاتوريين الذين يشتركون في تقاسم أهداف مكافحة الإرهاب، ستحقق فوائد مجدية. ومما يؤسف له أن هذا العمل مضني ويتطلب الصبر. وهي لا تقدم عين الرضا الفوري لإضراب صارخ يلغي الخصوم الإرهابيين. ولكن على المدى الطويل، سيحقق نهج أكثر توازنا عندما يتعلق الأمر بإحلال السلام والاستقرار في القارة

الدكتور حكيم غريب

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button