أبعاد التعاون الروسي التركي وانعكاساته على الأمن الاقليمي بعد العام 2000: منطقة البحر الاسود أنموذجاً
2020, المجلد , العدد 61, الصفحات 1-24
الخلاصة
شهدت العلاقات الدولية مزيد من التداخل على الرغم من ان الدول تخفي مكاسبها وهناك دوافع عديدة تدفعها على طلب التعاون مع بعضها البعض الناجمة عن تعقد السياسة الدولية، وان البحث عن السلام وتحقيق الرفاهية على جميع المستويات هو هدف جميع الدول ومنها روسيا وتركيا، ولقد كان لانهيار الاتحاد السوفيتي والذي ادى بالنتيجة الى نهاية الحرب الباردة التي استمرت لقرابة اربعة عقود في القرن العشرين ونهاية العالم ثنائي القطبية اثار كبيرة في معظم سياسات الدول الخارجية، ومن بينها تركيا التي لعبت دورا مهما في تلك الحرب نظرا لموقعها الجغرافي القريب من الاتحاد السوفيتي السابق، وظهرت على الساحة العالمية روسيا الجديدة بوصفها وريثا للاتحاد السوفيتي، ونظرا للظروف الدولية والاقليمية فقد اجبرت الدولتان في الدخول الى تعاون وتنسيق واسع وشامل في مختلف المجالات، على الرغم من الاختلاف والتناقض في بعض القضايا التي ظهرت على الساحة الدولية، وان ذلك التعاون لم يقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية كما هو الحال في الحقبة السوفيتية، بل يتعداها ليشمل الجوانب العسكرية والامنية والتقنية حتى سعت الدولتان الوصول بعد العام 2002 الى ما يمكن وصفه بمرحلة الشراكة الاستراتيجية، وبالذات في المناطق ذات الاهتمام المشترك ومنها منطقة البحر الاسود.