أثر صناعة الوقود الحيوي على أسعار المواد الغذائية في دول حوض النيل
دنهلة أحمد أبو العز قسم السياسة والاقتصاد – معهد البحوث والدراسات الأفريقية – جامعة القاهرة
شهد العالم ارتفاعة مستمرة في أسعار السلع الغذائية الرئيسية منذ النصف الثاني من عام 2006، وبحلول النصف الأول من عام 2008 كانت الأسعار الدولية للحبوب قد بلغت أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، حيث هددت الأمن الغذائي للفقراء في جميع أنحاء العالم، وبعد أن وصلت أسعار معظم السلع الزراعية إلى ذروتها، وخصوصا أسعار السلع الأساسية والحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان – انخفضت تلك الأسعار بنسبة قدرها 50%، إلا أنها ظلت مرتفعة بالمقاييس التاريخية وخاصة في دول إقليم حوض النيل، والتي يعاني معظمها من حالة انعدام الأمن الغذائي.
ويؤكد المحللون على وجود عدد من التفسيرات المختلفة لتلك القفزة المرتفعة التي حدثت في أسعار الأغذية لعل من أهمها تزايد استخدام بعض الأغذية في إنتاج الوقود الحيوي المعتمد على الحبوب وخاصة الذرة وكذلك الزيوت من أجل إنتاج الايثانول والبيوديزل، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في إنتاجه مثل محصول الذرة الشامية، خاصة أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية تتزامن مع ارتفاع أسعار النفط، وهو ما أدى إلى توجه الدول الصناعية والنامية الكبرى نحو إنتاج الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية الأساسية مثل القمح والذرة وفول الصويا.
وعليه فإن هذه الدراسة تهدف إلى معالجة الإشكالية التالية:
ما مدى مساهمة صناعة الوقود الحيوي في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بدول حوض النيل؟
ولما كانت معظم دول حوض النيل تصنف على أنها من الدول المستوردة الصافية اللغذاء ذات الدخل المنخفض، فإنها عرضة على وجه الخصوص لانعدام الأمن الغذائي.