أزمة الدولة في إفریقیا: دراسة في تأثیر العامل الإثني – الهویاتي من منظور المقاربة البنائیة
تحاول الأطروحة إبراز دور المقاربة البنائیة في تفسیر أثر العامل الإثني-الهویاتي في تشكیل أزمة الدولة في إفریقیا كون المقاربة تركز في جزء من برنامج بحثها عل البعد الهویاتي و الجماعات الإثنیة في الممارسات السیاسیة عل المستوى الداخلي و الخارجي للدولة المرتبطة بالأفكار التي تسیر نمط العلاقات بین الفواعل داخل العلبة السوداء للدولة. من خلال المقاربة البنائیة یمكن تحلیل الحركیات المعقدة التي أنتجها أثر العامل الإثني-الهویاتي في البناء السوسیو-سیاسي،الاقتصادي و الأمني لدول إفریقیا في ظل الدینامیات الاجتماعیة،القیمیة والإثنو- هویاتیة،خاصة دور الاستعمار الذي خلق علاقة سلبیة بین التغیر الاجتماعي والتغیر السیاسي و أثره في إعادة صیاغة العلاقة بین الدولة و المجتمع من خلال تسییس شدید للإثنیة و العلاقات الاجتماعیة، وعدم وجود قواعد مرسخة لممارسة و انتقال السلطة، وانعدام الاستقرار على مستوى المؤسسات السیاسیة،الأمر الذي جعل الانقلابات العسكریة السمة الممیزة للأنظمة السیاسیة في إفریقیا،فضلا عن عدم سیطرة الدولة على العدید من الأقالیم بسبب الصراعات الداخلیة ذات الطابع الإثني و القبلي والجهوي في ظل ضعف كبیر في المأسسة.
وانعكس ذلك في مختلف الممارسات التسلطیة النیوباتریمونیالیة في المجال التفاعلي الداخلي بین آلیات السلطة و المجتمع التي أنتجت علاقات مفككة بشكل عمیق و مركب، إضافة على النزاعات الإثنیة التي مثلت ذروة الإختلالات الداخلیة إنفتح المجال النزاعي على مصراعیه لیستوعب متغیرات جدیدة ووحدات تحلیلیة مغایرة رفعت من حدة اللاتوازنات الداخلیة و تركیب و تسارع الواقع النزاعي وتعدد الفواعل، كل هذا أثر بشكل سلبي في فشل الدولة و تعطل مسار إعادة بناء دولة ما بعد الاستعمار في إفریقیا.
