اعداد : د. خالد هاشم محمد ذياب – دكتوراة علوم سياسية/ علاقات دولية/جامعة القاهرة – باحث في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية
كان انسحاب أوباما من العراق في ديسمبر/كانون الأول 2011، لا يعني سحب القوات العسكرية الأمريكية فحسب، بل تراجع الزخم والنفوذ الدبلوماسي، الأمر الذي سرع في ظهور التنظيمات الإرهابية. مما دفع إدارة أوباما إلى أن تعيد حساباتها من جديد وتطلق إستراتيجية جديدة لمحاربة الإرهاب.
وقد قامت تلك الإستراتيجية على مراحل سياسية وعسكرية تدرجت حسب تطور الموقف من “داعش” من خلال تركيز إدارة اوباما بشكل أكبر على الخيار السياسي. كما شملت تلك الإستراتيجية على شقين: شق عسكري وشق دبلوماسي سياسي.
أما ما يخص التنسيق الإقليمي، فيمكن القول بالرغم من اتفاق جميع الأطراف الإقليمية ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية، على أن “داعش” خطر يهدد الأمن والسلامة المحلية والإقليمية، إلا انه كان هناك اختلاف في طريقة التعاطي لكل طرف مع ذلك التنظيم.
ويمكننا القول أن إستراتيجية أوباما في محاربة تنظيم “داعش” في العراق كانت غير فعالة وأدت إلى وقوعه في الأخطاء. فقد أعطت إدارة أوباما لقضية “الخروج من العراق” الأسبقية والأولوية على غيرها من القضايا، وغادر أوباما منصبه من دون حسم نهائي للحرب ضد تنظيم “داعش”، الذي شهد صعوداً كبيراً خلال فترة حكمه، والتي يرى منتقدو سياساته أن شوكة التنظيم المسلح لم تقوى إلا بعد مغادرة القوات الأمريكية للعراق.