إستراتيجية الولايات المتحدة لإدارة التوازن الدولي (الشرق الأوسط بعد عام 2015 أنموذجا)
ركز البحث على معالجة مسالة مهمة، الا وهي ان الشرق الأوسط مقبل على تفكك في منظومة الدولة، التي ظهرت في اعقاب خرائط واتفاقات سايكس بيكو، وكان من الاحداث الدالة على شروع الولايات المتحدة ببرنامج التفكيك الذي يركز على كون المنطقة العربية من الشرق الأوسط انما هي منطقة مهمة عالميا: سياسيا واقتصاديا وعقائديا، وهو امر يستلزم ان تكون إعادة التفكيك مدخل لضبط النظام العالمي وادارته وفقا لمنطق الهيمنة أو التوازن، أو بحثا عن تعزيز المكانة بين الامم الكبرى في العالم.
يثير موضوع الشأن الإستراتيجي الدولي اهتماما من قبل الباحثين والاكاديميين والسياسيين على حد سواء، فالبيئة التي تتحرك فيها الدولة انما هي بيئة دولية، يزداد حجم فرصها كما يزداد حجم التحديات والغموض الذي يحيط بها. وصانع السياسات الذي يحرص على دولته هو معني بان يكون في موقف تقل فيه التحديات والكوابح بوجه الإستراتيجيات التي وضعها لغرض تحسين وضع الدولة في النظام الدولي العام أو في النظام الإقليمي الذي توجد فيه الدولة. ليس هذا فحسب بل يسعى أيضاً إلى ان يكون لدولته فرص أوفر نصيبا بما يُعظم من قدرة موارده ووسائله في التعامل مع الشأن الخارجي.