شهدت العلاقات الدولية في القرن العشرين تحولات جذرية من حيث نطاق تفاعلاتها وتنوع قضاياها ومشاكلها, وبذلك ساعدت خبرة الماضي وتجربة الواقع الحاضر على أن تبلغ دراسة العلاقات الدولية درجة من التعقيد والتشابك بحيث يمكن أن تتعدد مناهج واتجاهات وطرائق دراستها و فهمها. وعليه نجد العديد من الإشكالات طالت حقل العلاقات الدولية فهناك إشكالات وجدالات عنيت بمسألة علمية النظرية في العلاقات الدولية بين اتجاه وضعي تفسيري يقول بعلمية النظرية, وطرح ما بعد وضعي (نقدي) يقول بالفهم فقط في العلاقات الدولية. ودخلت النظريات هي الأخرى أيضا في جدالات فيما بينها. ففي السبعينيات انتقدت أطروحة الواقعية التقليدية من قبل نظيرتها الواقعية الجديدة وهي اتجاه داخل الواقعية طوّره وولتز أطلق عليه اسم الواقعية البنيوية حاول من خلالها إخراج الواقعية الكلاسيكية من المفهوم الكلاسيكي و التحليلي البديهي إلى مستوى من التحليل أكثر علمية للوصول بها أيضا إلى نظرية علمية. فكان نقدها منصبا على الجانب المنهجي و هذا ما سعى بها نحو تطوره وإعادة صياغته بطريقة ممنهجة و نظمية. إلاّ أن النقد طال الواقعية الجديدة أيضا ومن بين ضمن الانتقادات الواسعة؛ هي التي قادتها النظريات التأملية وعلى رأسها النقدية وما بعد الحداثة فهي ترفض النظرة الستاتيكية التبريرية وتتبنى مناهج بديلة عن الوضعية والحداثة.