دراسات سياسية

اردوغان سأل أكثر مما أجاب

وليد عبد الحي
يبدو لي ان كل مستمع لخطاب الرئيس التركي اردوغان اليوم بخاصة الجزء الخاص بقضية خاشقجي خرج ” بحصيلة ” لا تشبع جوع الصحافة للكشف عن تفاصيل الجريمة، فالخطاب لم يكشف عن اية وقائع لم تكن معروفة، وتضمن اعادة ترتيب مراحل الجريمة المعروفة مع طرح بعض الاسئلة أكثر من تقديم اجابات، واهم ما ورد في الخطاب هو:
1- انه غير ” مطمئن” بالقاء المسؤولية الأولى على رجال الأمن والمخابرات( وهو ما يوحي بشكوك حول جهة عليا جدا هي التي تقف وراء العملية)
2- سال عن “ من هو المتعاون المحلي ” الذي تسلم جثة خاشقجي
3- سال لماذا لا يتم الكشف عن مكان الجثة
4- سال عن من ” اعطى التعليمات لفريق القتل ”
بالمقابل لا بد من التنبه الى الاشارات التالية في خطاب اردوغان:
أ- عدم شكه في نزاهة الملك سلمان
ب-السعودية اتخذت خطوة مهمة ونطالبها بالسعي للكشف عن المتورطين في هذه القضية من” أسفل السلم إلى أعلاه ”
الجانب الاخر هو اصرار اردوغان على استكمال التحقيق وأنه لا يمكن غلق الملف ولا بد من متابعة التحقيق لا سيما ان العملية تمت ” لم تكن عفوية وكان مخططا لها بشكل كبير” كما قال اردوغان
ما يمكن استنتاجه هو ان أردوغان وقف موقفا وسطيا، فلا هو حمل ولي العهد المسئولية رغم ان الملف بين يدي أردوغان، ولكنه ايضا اشار لولي العهد بطريقة ضمنية وكأن ولي العهد يختفي بين السطور ووراء كلمات أردوغان، ومن ناحية ثانية برأ الملك سلمان وابدى ثقة فيه، وهو ما يستهدف خلق قناعة بأن ” شعرة معاوية ” بين البلدين ما تزال قابلة للشد والإرخاء.
كان خطاب اسئلة ولم يكن خطاب اجابات ..وخطاب تلميح أكثر منه خطاب تصريح..وخطاب تناغم فيه مع شكوك الاوروبيين حول مسئولية جهة عليا” معروفة ” ومع بعض مناورات ترامب وتأرجحه بين اللوم والعتاب، لم يكن فيه تعرية كما وعد اردوغان ، ولكنه ألبس الخطاب “تنورة قصيرة”، وقد يكون ذلك كافيا في هذه المرحلة.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى