اصبحت قضية البيئة وتفرعاتها والعواقب المترتبة عليها ومستويات تحليلها من بين اهم ما يشغل الاهتمام الانساني على المستويين الرسمي والشعبي ومن قبل مختلف حقول المعرفة ومستويات صناع القرار، وفي الوقت ذاته، فأن تطور حقول المعرفة وتداخلها في كثير من الحالات لمعالجة المشكلات التي تواجه المجتمعات المحلية والوطنية والعالمية قد قاد الى بروز وتشكل حقول معرفية جيدة، وهذا ما يحصل الآن لحقل الجغرافيا الذي تدفع به ضغوطات العولمة بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية لأن يعالج قضايا البيئة من منظور مختلف لاسيما ما يتعلق بالقواعد الشعبية Grassroots مثل الفقر، وتآكل القاعدة المواردية، والصراعات البيئية، واللاجئين البيئيين، والقابلية على التكيف الهيكلي وغيرها يضاف إلى ذلك، التطورات التي شهدتها الجغرافيا من ظهور فلسفات وتقاليد Traditions جديدة مثل الفلسفة الراديكالية Radical والنقدية Critical ، والانسانية Humanstic قد دفعت بشكل كبير إلى ظهور تخصصات وحقول معرفية جغرافية جديدة منها الايكولوجيا السياسية Political Ecology الذي أظنه الابن الشرعي الثالث للجغرافيا السياسية – بعد الجيوبولتكس وجغرافية الانتخابات – والذي يمكن تعريفه كحقل جغرافي بانه ذلك العلم الذي يربط قضايا الايكولوجيا وفواعلها بالاقتصاد السياسي بمعناه الواسع من منظور مکانی.
