الملخص
يهدف هذا المقال إلى البحث في الأبعاد الأمنية لحركة التثاقف في منطقة المتوسط، و ذلك من حيث اعتبار ان المدخل الثقافي يعتبر أحد الأبعاد الهامة في قياس أمن الدول، خاصة في ظل التطور الرقمي و التكنولوجي الراهن، وارتباط بعض التحديات والتهديدات في الإقليم بمعطيات ثقافية وأخرى قيمية، خاصة وأن المتوسط يضم تمايزا ثقافيا بين ضفتيه، و في ذلك ميزنا بين تصورين اساسيين، التصور الأول قائم على اعتبار حركة التثاقف فرصة لدول المتوسط لتقريب الرؤى و تشجيع الحوار الذي يفضي للتواصل و التعاون، في حين يقوم التصور الثاني و هو الغالب على أن حالة اللاتكافؤ المادي بين ضفتي المتوسط ستؤدي لهيمنة طرف واحد ( دول شمال المتوسط ) على حركة التثاقف، و توظيفها كأحد آليات القوة الناعمة، ما يؤدي لاحتمالات صراع مستقبلية في الإقليم.