القاموس السياسيدراسات سياسية

الأحزاب السيبرانية: انتشارها وتأثيرها على الديمقراطية

الأحزاب السيبرانية Cyber Parties

الفكرة الرئيسية: الأحزاب السيبرانية

ظهور الأحزاب السيبرانية: وهي الأحزاب الموجودة على الساحة الإلكترونية، فمع ازدياد استخدام شعوب العالم للانترنت، أصبحت للأحزاب منصات على مواقع الالكترونية.

والحزب السيبراني هو نوع من الأحزاب السياسية الذكية التي تستخدم الانترنت في المشاركة السياسية، وبتكلفة بسيطة، وأنه يمكن الأحزاب الصغيرة من التواجد والانتشار الالكتروني، والتي يمكن لها بطريقه ما أن يؤدي بها الحال إلى منافسة حزبية.

العناصر الرئيسية التي ركزت عليها الكاتبة:

كيف يمكن استخدام الأحزاب السيبرانية كمنصة لتحديد حجم المشاركة السياسية؟

وما هي طبيعة العلاقة بين الأعضاء، والناخبين، والمؤيدين داخل هذا النوع من الأحزاب؟

وما هي الآثار المترتية على ذيوع وانتشار الأحزاب السيبرانية، وهل تمثل خطورة على الديموقراطية؟

وما هو تأثير الأحزاب السبرانية على الأحزاب التي لم تدخل عالم الإنترنت؟

المشاركة السياسية عبر الإنترنت

تناقش الكاتبة فكرة استخدام المواطنين للإنترنت منذ بداية ظهوره في التسعينات، وأنه بدأ يتزايد في الأونة الأخيرة، على نحو جعل السياسية تأخذ مساراً لها في عالم الإنترنت، مثل الدعوات للتظاهر في أعوام 2000 و2003، التي تم تنظيمها عبر الإنترنت.

توضح الكاتبة فكرة دور الانترنت في عملية الحشد والتعبئة لأفرد مختلفين وفي منطاق مختلفة ولا يعرفون بعضهم البعض من أجل الدفاع عن أهداف أو مصالح أو أيديولوجية معينة.

وأنه بدأ التوسع في استخدام الانترنت ليشمل تقديم خدمات للمواطنين مثل موقع أمازون وغيره.

علاقة الحزب السيبراني بالمؤيدين والأعضاء والناخبين

تستخدم الأحزاب السيبرانية التكنولوجيا، التي تعتمد على شبكة الإنترنت لتعزيز العلاقة بين المؤيدين والأعضاء والناخبين وبين الحزب.

أن العضوية داخل الحزب ليست عضوية تقليدية كما هو الحال في الأحزاب القديمة، ولكن هذا الأمر يثير مشاكل بشأن طبيعة العضوية داخل هذا النوع من الأحزاب، في المقابل يعطى هذا النوع من الأحزاب فرصة حقيقية للأعضاء المشتركين لإقامة علاقات قوية وقريبة مع الحزب وقياداته.

تسهم الأحزاب السيبرانية في إقامة نوع من التقارب بين الحزب ومصالح الناخبين وما يريدونه، وأن هناك سهولة في دعوة الناخبين لمؤتمرات الحزب لمناقشة بعض القضايا.

تسمح الأحزاب السيبرانية للمؤيدين بالدخول إلى مواقع الأحزاب الإلكترونية، لوضع رؤيتهم وتصوراتهم بشأن الحزب بشكل سريع بدلاً من الطرق التقليدية القديمة مثل اجتماعات الأحزاب والاقتراع البريدي، وإجراءات التصويت.

الحزب السيبراني: التنظيم الداخلي

أن الأحزاب السيبرانية هي في الأصل أحزاب ذات مواقع إلكترونية مصممة بشكل جيد جدًا، ويعتبر الموقع الالكتروني هو المنصة الأساسية للحزب.

فالمواقع الإلكترونية تمثل الهيكل التنظيمي للحزب حيث تستخدم في ربط القطاعات المحلية للحزب، كما أن مواقعها الالكترونية مصصمة على نحو يسمح لها بتكوين إئتلافات انتخابية.

التواجد الإلكتروني للحزب السيبراني له دور هام في تحسين صورة الحزب وفي المقابل قد يعمل على تشويه صورة الحزب، خاصة في أوقات الحملات الانتخابية.

بالنسبة لتمويل الأحزاب السيبرانية، فهي لا تواجه مشكلة تمويل مثل الأحزاب القديمة بسبب كثافة حملاتها الإنتخابية المكلفة، أما الأحزاب السيبرانية فتتمكن من حل هذه المشكلة من خلال اللجوء إلى الانترنت كوسيلة للدعاية في أوقات الانتخابات وبتكلفة منخفضة، بل أحياناً تستطيع الأحزاب السيبرانية جمع تبرعات مالية بشكل كبير ومن مناطق مختلفة، وهو ما حدث مع أحزاب في سنغافورة ومع نواب في الولايات المتحدة.

العلاقات بين الأحزاب السيبرانية: تنافس الأحزاب

مثَّل ازدياد مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أداة الضغط على الأحزاب للتواجد في المجتمع الالكتروني، بهدف جذب انتباه المواطنين ودعوتهم للمشاركة.

تأخر استخدام الأحزاب القديمة الكبرى للانترنت، أعطى فرصة للأحزاب الصغيرة والجديدة للظهور بشكل مكثف إلكترونيا.

انتشار الأحزاب الصغيرة والجديدة بفضل إبداعهم، مكنها من منافسة الأحزاب القديمة.

واستندت الكاتبة إلى دراسة بيبا نورسى بشأن دور الانترنت في خلق مجتمع تعددى تنافسى، حيث أوجدت الأحزاب السيبرانية نوع من المنافسة بينها والأحزاب القديمة، فقد أسهمت الساحة الالكترونية في تحول المجموعات الاجتماعية وجماعات المصالح إلى أحزاب بصورة سريعة عابرة للحدود الجغرافية والاختلافات الإثنية واللغوية، وفي توحيد المصالح أو الأيدلوجيات.

بفضل الانترنت نشطت أحزاب صغيرة في اليابان وتمكنت من منافسة الحزب الديموقراطي الليبرالي المهمين على النظام السياسي، وتكرر الأمر نفسه في أوكرانيا وروسيا والمملكة المتحدة.

مستقبل الأحزاب السيبرانية:

تعتقد الكاتبة أن الأحزاب السيبرانية ستتطور مع الوقت، وذلك في ضوء تراجع الشكل التقليدي للتجمعات والاجتماعات الحزبية.

وتتصور الكاتبة الأحزاب في المستقبل ستصبح كمواقع البيع والشراء على الانترنت، وأن الحزب يكون قائم على تعامل غير مادي بين المسئولين والناخبين والمؤيدين له.

في المقابل ترى الكاتبة أن لأحزاب السيبرانية بالطبع تواجه تهديدات، فهي تسمح للناخبين بالدخول على مواقعها، كما تسمح لهم بالتدخل في الأمور الاستراتيجية الخاصة بالحزب مثل برنامجه، كما يمكن للناخبين الدخول على الموقع الإلكتروني للحزب والعمل على التأثير على قرارات الحزب، دون التصويت له في الانتخابات، وقد حدث ذلك في الولايات المتحدة، عندما قام ناخبون ليسوا من الحزب الجمهوري، على الموقع الالكتروني الخاص بالحزب والعمل على التأثير على قرارات الحزب حتى وإن كان بشكل ضئيل.

إن التهديد الأكبر للحزب بشكل عام هو عدم وجود له نسخة سيبرانية على الإنترنت تعمل على حشد الناخبين له، وإلا سيتعرض الحزب لخطر يهدد وجوده من الأساس، مع العلم أن الأحزاب السيبرانية تحتاج لمزيد من الجهد والموارد، لكي تستمر وتتطور وحتى لا تخسر أي مؤيدين لها.

الكاتبة: Helen Margetts

عرض: حازم عمر

Helen Margetts هي أستاذة علوم سياسية، ومديرة معهد أوكسفورد للأنترنت، وتدرس مادة الانترنت والمجتمع في جامعة أوكسفور، ومتخصصة في دراسات السلوك السياسي والمؤسسات السياسية، وسائل الاعلام الاجتماعية، السياسة في العصر الرقمي وهي رئيسة تحرير مجلة السياسة والإنترنت.

ولها أنشطة في مجال الخدمة العامة، فهي تشغل العديد من المناصب الاستشارية، فهي عضو المجلس الاستشاري الرقمي للخدمة الرقمية للحكومة البريطانية.

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى