الجامعة و البحث العلمي

الأسباب التي أدت الى غياب الجامعات الجزائرية عن التصنيف الإفريقي 2021

بقلم  رشيدة دبوب – صحفية بجريدة الخبر

أعاد تصنيف إفريقي جديد للجامعات الإفريقية لسنة 2021، تصدرت ترتيبه الجامعات المصرية والجنوب إفريقية، الجدل حول أسباب غياب الجامعات الجزائرية عن هذه التصنيفات، وهو الإشكال الذي اعتبره مجلس أساتذة التعليم العالي “كناس” تقنيا، لأن الإمكانيات الهيكلية والمادية والبشرية متوفرة للمنافسة.

حسب جدول التصنيف الإفريقي الأخير لجامعات الدول الإفريقية الذي نشره مجلس أساتذة التعليم العالي “كناس”، فإن الجامعات الجنوب إفريقية والمصرية تصدرت ترتيب الجامعات، والجدول الذي تضمن أكثر من 30 جامعة إفريقية، كان النصيب الأكبر فيه للجامعات المصرية أين صنفت 13 جامعة بها في المراتب الأولى، ثم جامعات جنوب إفريقيا التي كان لـ9 جامعات الصدارة، إحداها احتلت المرتبة الأولى إفريقيا، والجامعات التونسية أيضا كان لها نصيب بثلاث جامعات، إحداها في المرتبة الثامنة، في حين صنفت جامعة مغربية واحدة في المرتبة 28، بالإضافة إلى جامعات إفريقية أخرى، منها جامعة العلوم والتكنولوجيا السودانية في المرتبة 27، وجامعة نيروبي في كينيا في المرتبة 20 والجامعة الغانية في المرتبة الـ19 والجامعة الأوغندية في المرتبة 16.

هذا التصنيف غابت عنه الجامعات الجزائرية، وهو ما اعتبره مجلس أساتذة التعليم العالي “كناس” أمرا مؤسفا، خاصة وأن جامعاتنا تستحق أن تكون في أعلى المراتب بالنظر إلى الهياكل القاعدية والإمكانيات المادية والبشرية التي تؤهلها لترتيب مماثل للجامعات المذكورة وأحسن.

وحسب تصريحات المنسق الوطني للكناس، عبد الحفيظ ميلاط، فإنه حسب رأيهم فإن سبب غياب الجامعات الجزائرية عن التصنيفات العالمية والإفريقية، بما فيها التصنيف الأخير، هو خلل تقني بالدرجة الأولى؛ فعندما نشاهد جامعات إفريقية في السودان وكينيا وتنزانيا مصنفة قبل الجامعات الجزائرية – يضيف المتحدث – علينا طرح عشرات الأسئلة؟ فالقواعد الهيكلية والبشرية الجامعية التي تحوزها الجزائر لا توجد في أي دولة افريقية أخرى، ماعدا جنوب إفريقيا، والمستوى التكويني في الجزائر مقبول، بل هو جيد، والدليل على ذلك أن طلبة الجزائر عندما يتوجهون للدراسة في الخارج عادة ما يحصلون على المراتب الأولى، حسبه.

كما أن الأساتذة الجامعيين الجزائريين دائما متميزون في الملتقيات الدولية، يضيف منسق الكناس، ولا يمكن نسيان شيء مهم، حسبه؛ وهو وجود أساتذة جزائريين في جامعات إفريقية وخليجية متميزين كانوا بالجامعات الجزائرية، وانتقالهم إلى هذه البلدان كان بهدف تحسين وضعيتهم المادية فحسب، وهذا ما يؤكد مرة أخرى أن المشكل تقني بالدرجة الأولى، ولا علاقة له بمستوى الجامعات من الناحية البيداغوجية أو العلمية، والتصنيف العالمي أو الجهوي للجامعات يعتمد على مجموعة من المعايير، وبالجامعات الجزائرية لا يجيد المشرفون عليها تسويق إمكانياتها وإظهارها.

ونوه المتحدث إلى أن الجميع يتساءلون لماذا الجامعات المصرية مثلا في مراتب مهمة، والجواب – حسبه – بسيط؛ فقبل سنوات، كانت الجامعات المصرية تعاني نفس المشكلة، أي أنها لم تكن مصنفة، لكنها اليوم في المراتب الأولى عربيا وإفريقيا، لأنها انتبهت إلى إشكالية المعايير، وقامت بتقوية نفسها، أو بالأحرى تسويق نفسها في المعايير التي لديها فيها إمكانية البروز وتحصيل نقاط كبيرة، مشيرا إلى وجود مؤسسات أجنبية بريطانية وأمريكية متخصصة في تحسين المعايير، فجامعة القاهرة مثلا تعاقدت مع إحدى هذه المؤسسات، وبعدها بسنتين، تصنيف الجامعات المصرية صعد كالسهم.

وأكد ممثل “الكناس” على استعدادهم التام لتقديم مقترحاتهم حول هذه الإشكالية، لأنه بإمكانهم بسهولة تحسين تصنيف الجامعات الجزائرية، خاصة عندما نجد جامعات بدول إفريقية فقيرة مصنفة قبل الجامعات الجزائرية.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى