ولقد مرت البشرية بمراحل عديدة بدءًا من الفوضى والاعتماد على القوة وانتهت بالتنظيم والخضوع للقانون من أجل تحقيق الأمن للجميع وتحقيـق المـصالح المـشتركة، إلا أن البـشر مازالت تحكمهم في علاقاتهم بعضهم البعض الأهواء والرغبات الإنسانية والآمال والطموحات المشروعة وغير المشروعة بدوافع نابعة من حب السيطرة والتملك مما أدى إلى صدام الادعاءات بحقوق وتعارض المصالح، وإن كان الإنسان غير قادر على الحياة بمفرده ومنعزلا عن باقي أفراد جماعته، كذلك أيضا الدولة فقد وجدت نفسها في حاجة ملحة إلى إقامة علاقات مع غيرها من الدول وذلك لعدة أهداف أهمها دفع خطر العدوان وتحقيق السلام والأمن، فضلاً عن الحاجة للعلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، مما دفعها إلى القيام بالتعاون والتنسيق مع بعضها البعض، ومن ثمة نشأت فكرة المصالح المشتركة ونـشأ الوعي بها وعقدت الاتفاقيات الدولية في شتى المجالات.