دراسات تاريخية

عبد الحميد بن باديس و منهجه في الدعوة و الإصلاح 1889-1940 م

الشيخ عبد الحميد بن باديس من ابرز رجالات الإصلاح في العالم الإسلامي في القرن العشرين و رائد النهضة الحديثة في الجزائر. عرف بشغفه بالعلم منذ صباه، حفظ القرآن الكريم و تعلم مبادئ علوم الدين و اللغة في الجزائر، و سافر إلى تونس لاستكمال الدراسة بالزيتونة التي ظل بها أربع سنوات.

ثم سافر إلى الحجاز و التقى بعلمائها و تدارس معهم وضع العالم الإسلامي ليعود إلى الجزائر و هي في أسوء أوضاعها جهلا و فقرا و إحباطا و يأسا، فحمل على عاتقه بعث مقومات الشخصية الجزائرية العربية الإسلامية، و اتخذ بذلك منهجا خاصا للدعوة و الإصلاح ـ موضوع هذا البحث ـ حيث اعتمد منهجه على التربية و التعليم سبيلا لتغيير الفرد من الداخل جاعلا شعاره الأبدي ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم. فشرع في تأسيس جمعية التربية و التعليم سنة 1925م التي حملت على عاتقها مهمة إنشاء المدارس و تأطيرها بالمعلمين و الأساتذة.

و في سنة 1931م أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي جمعت أشتات كل علماء القطر الحاملين لفكر ابن باديس لتنطلق بذلك مسيرة التجربة الباديسية على جبهات الصحافة و الإعلام و السياسة و مقارعة الاستعمار و التصدي لنماذج التدين المغشوش دون أن يبعده كل هذا عن هدفه الرئيسي و الأساسي تعليم الشعب بكل فئاته و اتخاذ التعليم نافذة لبث الوعي الديني والسياسي و القومي.

و قد نجحت التجربة الباديسية نجاحا باهرا في كسب تعاطف الشعب و إقباله على المساجد و المدارس و التفافه حول رجالات الجمعية و قد كانت ثمرة ذلك واضحة في ازدياد نسبة المتعلمين و رفع مستوى الوعي الجماهيري مما مهد الطريق لإعداد جيل نوفمبر الذي فجر الثورة الجزائرية و انهي بذلك أزيد من قرن و ربع من الاحتلال الفرنسي للجزائر.

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى