دراسات سياسية

الإدارة الأمريكية تستهدف القضية الفلسطينية تحت مسمي كونفدرالية

كثر الحديث هذه الأيام حول التخلص من القضية الفلسطينية بصفة نهائية و ذلك بإقامة كونفدرالية. هذه الخطة تدخل في نطاق صفقة القرن و إزالة فلسطين من الوجود و إختزالها في الشريط الساحلي المصري الذي يضم رفح و العريش و الشيخ زويد. لكن الغريب في الأمر أن هناك بعض الدول العربية باعت تلك القضية التي ناضلت من أجلها أجيال وراء أجيال بالدماء. الكل يتذكر إغتيال الشيخ ياسين و محمد الدرة بأبشع عمليات الغدر الإسرائيلي. أما اليوم نشاهد الهرولة العربية نحو التطبيع و رضاء إيدي كوهين عنهم و هو عراب التطبيع و المنسق العام بمركز بيغن للدراسات الإستراتيجية من أجل ربط إتصالات عربية إسرائيلية بين المسؤولين من الجانبين. كل ذلك لا يكفي بل منهم من أبرم صفقات إقتصادية و تجارية و حتي فيهم من باع وطنهم لإسرائيل. إن إعلان الإدارة الأمريكية “القدس” عاصمة أبدية لإسرائيل لم يأتي من فراغ بل هو يندرج ضمن مخطط طويل بحيث تم اليوم غلق مكتب حركة التحرير الفلسطينية و الضغط علي أبو مازن بقبول مشروع كونفدرالية فلسطينية و ذلك بضم الضفة الغربية إلي الأردن و بالتالي تصبح تسميتها “الأردن الكبير”.

إن الإغراءات المالية بإقامة عواصم عالمية تحتوي علي أحدث التكنولوجيات و التقنيات أو شطب ديون سابقة أو التقرب من العم سام الأمريكي لا يعوض الوطن المنهوب. إذ علي الملوك و الرؤساء العرب إتخاذ قرار صارم و التجرأ و لو مرة واحدة لقول “لا” للمشروع الأمريكي الإسرائيلي المعروف بصفقة القرن و الذي بدء تطبيق بنده الأول و هو إقامة الكونفدرالية الفلسطينية – الأردنية. هذه المهزلة تجعل كأنما الأمريكان يتعملون مع رابطة كرة قدم أو إلحاق الدوري الفلسطيني بالدوري الأردني و جعلها بطولة مشتركة. علي العرب النهضة و الإنتفاضة ضد هذا المخطط و القول للعالم أن هناك دولة إسمها فلسطين تم إعلانها بالجزائر سنة 1988 و عاصمتها القدس و لا يجب البكاء علي الأطلال و الرجوع لنكبة 1948 و نكسة 1967. إن العلاقات الدولية بها الدبلوماسية الناعمة و الدبلوماسية العنيفة يجب علي العرب وضع المصالح الإقتصادية و التجارية و مقاطعة المنتجات الأمريكية و الإسرائيلية من أجل نصرة القضية الفلسطينية. كذلك الإقتداء بالنواب العرب بالكنيست الإسرائيلي مثل “أحمد الطيبي و جمال الزحالقة و حنين الزعبي” اللذين قالوا “لا” لإسرائيل في عقر دارهم و بيتهم بحيث قال أحدهم أن الفلسطينين باقون و الإسرائيليون زائلون. إن الحرب الإقتصادية و التجارية هي السلاح الردعي الوحيد ضد المخطط الأمريكي الإسرائيلي. كما أن البيترول و الغاز يجب أن يوضع علي طاولة المقايضة و المساومة مع الأمريكان لوقف مشروع “صفقة القرن” تحت عنوان كونفدرالية و دويلة فلسطينية يتم اختزالها علي الأراضي الفلسطينية. كذلك يعتبر القلم الفلسطيني سلاح ذو حدين لإسقاط أقنعة بعض الرؤساء و الملوك العرب و كشف جميع المخططات المستقبلية لأمريكا و إسرائيل في المنطقة العربية. الزحف قادم و الثورة لم تبدء بعد ضد العدو.

فؤاد الصباغ باحث اقتصادي دولي

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى