الإرهاب النسائي: خريطة الملشيات النسائية المسلحة خلال ثلاث عقود ( الجذور، الدوافع، الوظائف)

ظاهرة الإرهاب النسائي ليست ظاهرة حديثة ولكن لها جذورها الممتددة وفقا لطبيعة السياقات الزمنية والمكانية المختلفة، ولكن ما جرى هو تطور واستحداث أدوار للنساء داخل التنظيمات الإرهابية وحجم مشاركتها فيها، فخلال ثلاث عقود انتقل دور المرأة من الأدوار التقليدية (الزوجة، الأم، أعمال التطيب والتمريض، جمع الأموال والتبرعات والمعلومات) إلى أدوار غير تقليدية ومستحدثة أكثر خطورة منها (الدعاية الالكترونية، التجنيد، التدريب، والأعمال اللوجستية، تنفيذ العمليات الانتحارية، الشرطة النسائية والرقابة ، المشاركة في العمليات المسلحة والسيطرة).

                في الوقت الذي تطورت فيه أدوار النساء وأدواتها واستراتيجياتها ووظائفها المتنوعة داخل الجماعات الراديكالية، اتخذ العمل النسائي العنيف منحنيات تطور أخرى على مستوى مأسسة هذا النشاط وتكوين ميلشيات وفرق وكتائب تنظيمية مسلحة ونوعية للنساء لاستيعاب حجم النساء المنضمات إليها وتوظيفها بشكل أكثر راديكالية، مما يخلق تحدي أكبر لدى السلطات الأمنية في مواجهتها وتغير أطروحات “ذكورية العمل العنيف”، فكيف كانت بداية تلك التنظيمات؟ وما هي أبرز تشكيلاتها المسلحة؟ وما هي أبرز مرجعياتها الفكرية؟ وما هي أدوار النساء داخل تلك التشكيلات؟

                نستعرض في هذه الدراسة جذور مسألة الإرهاب النسائي تاريخيا، ونسعى إلى رصد لأبرز التنظيمات والتشكيلات النسائية المسلمة المسلحة في أخر ثلاث عقود، من أجل التعرف على أبرز أنماط تلك التشكلات ودوافعها ومرجعيتها الفكرية.

الجذور التاريخية للإرهاب النسائي

                لا تعد ظاهرة الإرهاب النسائي ظاهرة جديدة أو مستحدثة، ولكنها قديمة بقدم حركات العنف والتطرف، وهي تختلف باختلاف السياقات الزمنية والمكانية، يربطها البعض بموجات الإرهاب والعنف المتعاقب خلال القرن الماضي، فتطور شكل التنظيم النسائي المسلح ارتبط بتطوير استراتيجيات الجماعات الإرهابية المسلحة.

                تمتد موجة حركات العنف و الإرهاب لعقود متتالية، وهي موجات متداخلة ومتشابكة، يزداد من خلالها تعقيد وتركيب النشاط العنيف خاصة مع تعاظم أيديولوجيته وأطروحاته، وهنا يرصد “ David C. Rapoport ” في دراسته عام 2002 أربعة موجات للعنف والإرهاب اتسمت بطابع أيديولوجي وهي كالتالي(1):

–          الموجة الأولى ( من 1880- 1920) وهي الموجة الأناركية

–          الموجة الثانية (1920- حتى 1969) الموجة التحررية في مواجهة الاستعمار.

–          الموجة الثالثة ( من الستينات – 1979) موجة اليسار الجديد

–          الموجة الرابعة ( 1979- حتى 2004) الجماعات الدينية الراديكالية.

                خلال تلك الموجات الأربعة لم تكن المرأة بمعزل عنها، ولكنها شاركت في الموجات الأربعة بدرجات مختلفة وتحت غطاء أيديولوجي مختلف، كانت النساء دائمًا جزءًا من الحركات الإرهابية كداعمين ومقاتلات،(2) وما يهمنا هنا هو التركيز على الموجة الرابعة، والتي تعد امتدادا للموجة الثالثة، حيث أن صعود التيارات الدينية الراديكالية وخاصة الإسلامية جاءت من رحم الصراع مع التيار اليساري والاشتراكي في مرحلة ما بعد الاستقلال وتأسيس الدول القومية.

الراديكالية الدينية والنساء

                مثلت الموجة الرابعة من صعود تيارات “السلفية الجهادية” والجماعات التكفيرية منطلق جديد في تعقد ظاهرة الإرهاب والعنف، وهي موجة تأسست على خلفية الدعوة إلى تأسيس خلافة إسلامية وتكفير الأنظمة السياسية والقانونية والاقتصادية الحاكمة، بالإضافة إلى تكفير ونبذ المنظومات الاجتماعية المتعددة، ورفض الآخر، وذلك عبر شرعنة دينية لحمل السلاح في هدم تلك المجتمعات عبر ” الهجرة، الدعوة، التمكين، الجهاد”، وبالرغم من أن السلفية بشكل عام والجهادية منها بوجه خاص تخدم أيديولوجيا متشددة ومتطرفة حول المرأة ومناسكها المتعددة، إلا أنها عملت على توظيف وتجنيد النساء في صفوفها عبر مراحل مختلفة وموجات متعددة نذكر أبرز ملامحها في الآتي:

–          غياب التنظير في السنوات الأولى 

                تشير الدكتورة “نادية سعد الدين” إلى أن مفهوم الجهادية النسائية كمفهوم دلالي تعود جذور هويته الأيديولوجية في السلفية والقطبية، حيث كان “سيد قطب” أول من أفرد في كتابه “معالم في الطريق” الحديث عن النساء “المجاهدات” ودورهن في إعادة أسلمة الدولة والمجتمع عبر العمل المسلح العنيف.(3) ولكن توقفت الأدبيات المرجعية في التنظير لمسألة إشراك النساء في العمل الجهادي المسلح.

                وبمراجعة الأدبيات المرجعية للتنظيمات الراديكالية كـ ” كتاب الفريضة الغائبة”لمحمد عبد السلام فرج وهو أحد مؤسسي الحركات الجهادية في مصر”، ووثيقتي الاعتراف والخلافة ووثيقة حتمية المواجهة ووثيقة فلسفة المواجهة، وغيرها من الأدبيات المختلفة فى فترة السبعنيات التى اعتمدت عليها الجماعات الجهادية، لم نجد صدى فيها لأي ملمح تنظيري لتفعيل أدوار النساء داخل التنظيمات الراديكالية، ولكنها اعتمدت بشكل اساسى على الطابع الذكوري دون النظر لدور المراة وتخصيص لها أدوار مستقلة.

–          نحو أدوار تقليدية

                مع دخول العالم الإسلامي في سنوات ما بعد 1979 والتطورات السياسية والدينية بقيام الثورة الإيرانية وتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، اتخذت الجماعات السلفية منحنى اكثر راديكالية تجاه المنظومة السياسية الحاكمة، وبدء التأسيس والتنظير للعمل المسلح بشكل تطبيقي، وهنا بدء تشكيل جماعات مسلحة وجهادية متسعة في مناطق متفرقة، ومعها بدء إعادة النظر في مسألة إشراك النساء داخل التنظيمات المسلحة.

                مع نهاية الثمانينات كان العالم الإسلامي يشهد العديد من التحولات حيث مزيد من الصراعات السياسية والدينية الداخلية، بالإضافة إلى التدخلات الأجنبية العسكرية ، وهنا تزايد دور التشكيلات المسلحة كنوع من المقاومة للتدخلات الأجنبية والمطالبة بالانفصال أو الاستقلال، وبدأت تصدر فتاوى تدعو المراة للتضامن والمساندة في التنظيمات المسلحة، وكانت أبرز تلك الفتاوى ” فتوي لعبد الله عزام ” فقد أفتى بخروج المرأة للجهاد دون أذن وليها إذا استعدي الامر وتعرضت البلاد الإسلامية للاحتلال أو تم الإعتداء على الأمة”(4)، ومن هنا برز دور المرأة المساند وفتح عبد الله عزام الباب للمرأة للجهاد ، لكن ظل دور المرأة فى تلك الفترة محدد في العمليات غير القتالية.

–          تحول نوعي

        في التسعينات شهدت العديد من المناطق ظهور أدوار للمرأة المسلمة في عدد من التشكيلات المسلحة خاصة في المناطق المتنازع عليها مثل فلسطين وكشمير، وتصاعد دورها فأصبحت مقاتلة وسجينة واسيره  كما في الحالة الجزائرية في العشرية السوداء،(5) ومع بلوغ الألفية الجديدة وصعود تيار “الجهاد العالمي” وتأسيس تنظيم القاعدة أخذ دور المرأة منحنى أكثر راديكالية وتزايد انخراط المرأة في العمل المسلح ، ومع الغزو الأمريكي لأفغانستان 2001 و العراق في 2003 ظهرت مشاركات النساء في الأعمال الانتحارية سواء بشكل فردي أو بشكل تنظيمي سمة مميزة لتعقد الظاهرة الإرهابية.

–          التحول الأكبر

                بعد اندلاع الموجة الأولى من  ثورات الربيع في (تونس، سوريا، مصر، اليمن) ومع تعقد المسألة السورية ودخول البلاد في معترك الحرب الأهلية، وصعود تنظيم داعش وسيطرته على مناطق الموصل والرقة وإعلانه ” خلافته” أخذت النسائية الجهادية منحنى آخر أكثر راديكالية وبشكل متسارع، حيث عكفت الوسائل الإعلامية  المختلفة للتنظيم على تجنيد ومخاطبة النساء للهجرة والانتقال إلى أرض التنظيم، وأعطى التنظيم  للمرأة مساحة كبرى داخله في كافة الأدوار اللوجستية والدعوية والترويجية والتجنيدية والقتالية. 

                في تلك الأثناء انفتحت كافة الفصائل والتنظيمات المسلحة الأخرى بدرجات متفاوتة من تزايد الاهتمام والتركيز على تجنيد عناصر نسائية وتكوين فرق وكتائب نسائية كاملة داخلها، فيما تكونت في تلك الأثناء أيضا تشكلات نسائية أخرى للدفاع عن أراضيها وأعراضها في مواجهة تلك التنظيمات المسلحة خاصة في سوريا والعراق التي ظهرت بها عدة كتائب نسائية للدفاع عن النساء ومقاومة داعش.

مستويات الإرهاب النسائي العنيف

                تختلف درجات ومستويات العمل النسائي المسلح، حيث تشير السردية التاريخية لهذا العمل العنيف إلى تنوع مستوياته بين ثلاث مستويات مختلفة، تدور في فلك الفردية والجماعية، حيث أنها أن تؤثر على ديمومة هذا النشاط وتختلف درجات تأثيره المختلفة. 

يتمثل النوع الأول في العمل الفردي وغالبا ما يشكله “الانتحاريات” خارج الأطر التنظيمية، وهو نمط تقوم به سيدة أو أكثر، وقد يتواجد هذا النمط داخل التنظيمات الكبرى ولكن دون هيكلته في كتائب أو فرق، وهو نمط وجد في تنظيم القاعدة، فيما يتشكل النمط الثاني في الإرهاب العائلي وهو نمط يقوم على استخدام العائلات أي أشخاص تربطهم صلات قرابة في تنفيذ عمليات انتحارية، كما أرسل تنظيم القاعدة الزوجين ساجدة الرشاوي وحسين الشمري في تفجيرات عمان 2005، ويعتبر تنظيم داعش أكثر التنظيمات استخدامها لهذا النمط حيث ارتكب الشقيقان العنزي جرائم قتل باسم التنظيم في السعودية(6)، أما المستوى الثالث وهو الأكثر ديمومة واستمرار وهو التنظيم والهيكلة للنشاط النسائي العنيف سواء داخل تنظيمات مستقلة أو عبرة هيكلته في كتائب وفرق وخلايا ضمن تنظيمات كبرى، وهي تشكلات تستقي أفكارها ومرجعيتها من السياقات الزمنية والمكانية التي تنشأ بها.

أنماط التشكلات النسائية المسلحة

                خلال الثلاثون عاما الماضية شهدت دول العالم الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط، تطورا وتحولا جديدا في مستوى التنظيم المسلح للمجموعات النسائية، فقد حدث تحول على مستوى الدوافع من مقاومة الاستعمار والتحرر الوطني إلى تشكلات نسائية مسلحة دينية من أجل تطبيق الشريعة أو غير دينية بحثا عن الحرية والاستقلال وإسقاط النظم السياسية الحاكمة.

تتسم التشكلات النسوية المسلحة بكونها جماعات أو خلايا عنقودية، قليلة العدد والعدة ، بسيطة التسليح، محدودة النشاط، سرعان ما تتعرض للتفكك والتحلل، ويرتبط مصير معظمها بمصير التنظيم الأم الذي تنمتي إليه.

تشكلات دينية

                وهي تنظيمات أو تشكيلات نسائية مستقلة أو مؤسسة داخل تنظيمات دينية، تسعى إلى تطبيق الشرائع الدينية، وفرض أيديولوجية دينية، أو تأسيس دول دينية.

–          بنات الأمة الكشميرية “Dukhtaran-e-Millat”

                يعتبر “بنات الأمة” أقدم التنظيمات النسائية الإسلامية المسلحة، والذي مازال نشطا حتى الآن، وهو التنظيم النسائي الإسلامي المسلح الوحيد المستقل، وهو أحد التنظيمات المدرجة على قوائم الإرهاب في الهند ،وهو يتكون من مجموعة من النساء الأصوليات الساعيات إلى ضمان الالتزام بتطبيق الشريعة الإسلامية، أنشئ في عام 1987  على يد ” أسيا اندرابي” المعروفة بكونها إسلامية محافظة ونسوية متطرفة، وبرز دور التنظيم فى محاربة الغزو الأمريكي لأفغانستان 2001 معتبراً أن الرئيس الأمريكي “جورج بوش” أسوء عدو للأمة الإسلامية، وطالب بضرورة محاربة أمريكا ومقاطعة منتجاتها(7).

                يهدف “بنات الأمة” أيضا إلى تحرير كشمير من قبضة الهند وضمها إلى باكستان تأكيدا منه أن قضية كشمير قضية دينية والجهاد إلزامي فيها، كما يعمل على محاربة الانحلال الأخلاقي وفرض الالتزام بالزي الإسلامي عند الكشميريات، فقد استخدم التنظيم وسائل غير قانونية لفرض عقائده، وتورط  في مداهمة عدد من المطاعم والفنادق المقدمه للخمور ومنع تداولها ، كما قام بمداهمة بيوت الدعارة وقفلها، ونادى التنظيم بضرورة عدم الاختلاط بين الجنسين واغلاق محلات الانترنت حتى لا تنتشر المفاسد ، وعمل على  اغلاق السينما فى كشمير(8).

–          نساء القاعدة

لم يهتم مؤسس تنظيم القاعدة ” أسامة بن لادن” وخليفته ايمن الظواهري بدور المرأة واقتصرت خطابتهن على منع المرأة من المشاركة فى العمليات القتالية، وانحسرت المرأة تحت زعامتهم فى أدوراها التقليدية (9)، ثم  تطور الخطاب المتعلق بالمرأة داخل التنظيم على يد” يوسف العييري” مؤسس فرع التنظيم  بالسعودية ، فقام بإصدار مجموعة من الكتب تدور حول أدوارها ركز من خلالها على ضرورة ادخال النساء فى الأدوار اللوجستية(10)، كما اجاز قيام المرأة بالعمليات الانتحارية في موضوع له بعنوان  “هل انتحرت حواء أم استشهدت؟” عندما دافع عن حواء براييف الشيشانية واعتبرها شهيدة بعدما قامت بتفجير نفسها بالقوات الروسية. (11)

                ومن خلال رجل القاعدة بالسعودية تطور دور المرأة وظهر ذلك مع اصدار اول مجلة نسوية فى التنظيم باسم ” مجلة الخنساء “سبتمبر 2004، صدرت عن ” المكتب الاعلامي النسوي ببلاد العرب” وقد خصصها التنظيم للنساء ، وكانت ” أم أسامة” هى المسؤولة عن المجلة وهى امرأة مصرية اعتقلتها السلطات السعودية بعد التأكد من نشاطها الاعلامي التابع للقاعدة(12).

                بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003 بدأ التنظيم ينظر بشكل أخر للمرأة باعتبارها قوة يجب استغلالها، خاصة بعد صدور قانون الإرهاب وتصاعد اعتقال النساء السنة، وتنامي الانقسامات والحرب الأهلية بعد الاحتلال(13).

                بادر أبو مصعب الزرقاوي ” رجل القاعدة فى العراق ، بتطوير قدرات المرأة ومحاولة دمجها فى الأعمال القتالية، وأظهر ذلك في أحد خطابته بقوله ان لم يكن هناك رجال فعليهم افساح المجال للنساء الحرائر لشن الحروب وعلى الرجال التزام منازلهن(14) ، وبدأ يدعو بتمرد المرأة على وضعها(15) وخاطبها فى 2005قائلا” هذه رسالة إلى الحرائر من نساء الرافدين خاصة، وإلى نساء الأمة عامة أين أنتن من هذا الجهاد المبارك؟ وماذا قدمتن لهذه الأمة؟ ألا تتقين الله في أنفسكن؟ أتُربين أولادكن ليذبحوا على موائد الطواغيت؟ أرضيتن بالخنوع والقعود عن هذا الجهاد؟”(16)

                حققت رسالة الزرقاوى نجاحا فعليا وانتقل دور المرأة للممارسة فنفذت العمليات الانتحارية، وقامت ” ساجده الريشاوي” القاعدية فى 9 نوفمبر من نفس العام بمحاولة تفجير نفسها بفندق فى عمان ، وبعد وفاة الزرقاوى 2006 ، تولى أبو عمر البغدادى وتم تأسيس أول كتيبة للانتحاريات عام 2008 على يد أحد زوجات زعماء التنظيم وتدعي ” ام سلمة”  فى شمال العراق وتعتبر أول الكتائب الانتحارية فى العراق.(17)

–          كتيبة خنساء داعش

                يعد تنظيم الدولة الإسلامية المكنى “داعش” من أكثر التنظيمات الإرهابية المسلحة في تجنيد وإشراك النساء في العمل المسلح، ويعتبر التنظيم امتدادا لجماعة الزرقاوي التي أدخلت النساء في التنظيمات المسلحة، كما يصنف داعش علي أنه من أكثر التنظيمات اجتذابا وتجنيدا للنساء الأجنبيات، وعمل التنظيم منذ سيطرته على الموصل بالعراق والرقة في سوريا في  2014 إلى ضم العديد من النساء إلى تنظيمه عبر التجنيد أو الاختطاف(18)، وشاركت المرأة داخل التنظيم فى أدوار اجتماعية وادارية ولوجستية كأمهات وزوجات ومعلمات، حتى تدرجت لادوار وظيفية وقتالية مهمة داخل التنظيم فبدأت تشارك للتخطيط للعمليات التفجيرية، ومن هنا تم تكوين مليشيات نسائية خاصة بالتنظيم(19).

                وفي يوليو 2014 أعلن تنظيم داعش عن إنشاء أول لواء نسائي خاص باسم كتيبة الخنساء، وقال ” أبو أحمد” أحد مسؤولي  التنظيم ” أنه تم إنشاء كتيبة الخنساء لرفع الوعي بالدين الإسلامي ومعاقبة النساء الغير ملتزمين دينياً”(20)، وبناءً علي ذلك تتمثل وظائف الكتيبة  فى مجالات  الدعوة والتعليم والأمن والشرطة، فقامت على تطبيق الشريعة الإسلامية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومراقبة النساء ومتابعتهم ومحاسبة الخارجين منهن عن تعاليم الإسلام، وانتشرت نساء الكتيبة فى الشوارع وقمن بمعاقبة المتبرجات وغير الملتزمات باللباس الشرعي الاسلامي والمقصرات، وواضعي العطور(21) .

                وكن يقمن بمعاقبة المرأة الخارجة عن القواعد بشكل سريع عن طريق الجلد أو استخدام الكماشة ” وهي الة حادة متعددة الأسنان”(22)، كما قمن  بالتجسس على النساء  من خلال الاندماج والاختلاط داخل الحشود، ولجأ التنظيم لاستخدام سيدات الكتيبة فى العمليات الانتحارية.

                من أشهر نساء الكتيبة ” ندي القحطاني” السعودية التى كلفت من قبل أمير التنظيم ” أبو بكر البغدادى” بإنشاء فرع من النساء للتنظيم فى ولا ية الحسكة، وأيضا ” ايمان البغا” الحاصلة على درجة الدكتوراه فى الشريعة الاسلامية،وإلتحقت بالتنظيم وبايعته اكتوبر 2014،  بعد ان  تركت التدريس وقدمت استقالتها من جامعة الدمام لتذهب للتنظيم وتشارك فيه وتحاول جاهدة تجنيد الفتيات ومحاولة استقطابهم داخل التنظيم(23).

                تتعدد المجموعات داخل الكتيبة أمثال مجموعة ” أم ريحان – أم عمارة”، وتنشط الكتيبة فى الأنبار بالعراق وفى الرقة بسوريا(24). واندثرت الكتيبة واختفى دورها مع تراجع تنظيم داعش منذ أواخر عام 2017، ليتم إعادة استخدام النساء داخل التنظيم في إطار غير مؤسسي والإقامة بأدوار القتال داخل كتائب الرجال أو عمليات التجنيد والاستقطاب أحيانا أو تنفيذ العمليات الانتحارية.

–          لواء الزينيبيات الحوثي

                على الطريقة الايرانية فى استخدام النساء فى الثورة الايرانية 1979 قامت حركة أنصار الله الحوثيين بتشكيل لواء الزينيبيات ، وقد تشكل قبل سقوط صنعاء فى أيدى الحوثيين 2014 فى صعدة ، ولعب دور بارز فى الصراع اليمنى وتزايد نفوذه بعد مقتل الرئيس اليمنى السابق” على عبد الله صالح” فى ديسمبر 2017  (25).

                وتمثلت أهم مهامه فى أعمال الحسبة ومراقبة السيدات لمنعهم من الخروج عن قواعد الشريعة الإسلامية وقمع المعارضيين، وقمع أى عمل معارض او صوت معارض للحوثيين ،واقتحام البيوت وتفتيشها  بغرض النهب والتخريب، واعتقال النساء المعارضة والمشاركة فى المظاهرات الاحتجاجية ، وفي 6 أكتوبر 2018 قامت مليشيات الحوثي بالقبض علي 34 طالبة لدورهم فى التخطيط لاحتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي نفس اليوم قامت الزينيبيات باعتقال 33 أمراه فى احتجاجات الجوع التي قام بها سيدات جامعة صنعاء، وبالفعل نجحت الكتيبة فى تكميم الافواه واسكات المعارضيين وقمع العديد من المظاهرات(26) .

                خضعت نساء الزينيبيات للعديد من الدورات القتالية للتدرب على القتال واستخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة ، وتطورات قدراتها القتالية فشاركت نساء الكتيبة فى زرع الالغام والعبوات الناسفة(27).

–          الأرامل السوداء

                أطلق على نساء تنظيم بوكوحرام ” الأرامل السوداء” وتعتبر جماعة بوكو حرام جماعة إرهابية مسلحة تنشط فى نيجيربا وتأسست عام 2002  يقودها ” أبو مصعب البرناوى”، وصنفت من قبل الحكومة النيجيرية بانها منظمة ارهابية، وتعتبر من أكثر التنظيمات استغلال للمراة  فقد قامت بخطف العديد من السيدات والفتيات وتجنيدهم، واستغلالهم فى العمليات القتالية خاصة وأن النساء لا يتم تفتشيها فى الحواجز الأمنية نظرا لان التقاليد والاعراف تمنع تفتيش السيدات،وبذلك يسهل عليهم اخفاء القنابل تحت ملابسهم . (28)

                وتعتبر أولى عمليات التنظيم التى أثرت ضجة إعلامية وتم فيها استغلال النساء ، عندما قامت الجماعة باختطاف  276  طالبة من تلاميذ مدرسة الثانوية بقرية شيبوك 2014،  وتم تجنديهم تبع التنظيم واجبارهم على القيام بعمليات انتحارية، كما يستغل التنظيم السيدات التى قتل ازواجهن فى المواجهات مع الحكومة لاستخدامهم كانتحاريات.(29)

–          نساء “شباب المجاهدين” الصومالية

                حركة الشباب المجاهدين هي حركة سلفية إسلامية تم تأسيسها فى أوائل عام 2000، تسعي لاقامة دولة على أسس الشريعة الإسلامية،(30) أدركت حركة الشباب دور المرأة وقوتها وسعت لتغير دور المرأة فأصبحت تقوم  بتجنيد المقاتلين، واتضح دورهم فى تجنيد عدد من المقاتلين من كينيا وكيسمايو، كما قام نساء الحركة بجمع التبرعات ووضح ذلك فى قضية أمينة فرح علي وحوا محمد حسن التى أدانتها الولايات المتحدة الامريكية نتيجة التأكد من دورهم فى جمع الاموال من الجاليات الصومالية بأمريكا وإرسالها للتنظيم(31) .

                تقوم نساء الحركة بجمع المعلومات الإستخبارية عن المنشآت الحكومية والقوات الدولية بالصومال لمساعدتها للقيام بالعمليات العسكرية ومجابهة التهديدات ومنع الهجمات(32)، وتهريب الاسلحة  ونقل المتفجرات(33) ، والقيام بالعمليات الانتحارية، ويظهر ذلك  فى انفجار يوليو 2019 التى قامت به امراة كفيفة فى مكتب عمدة العاصمة وتبنته حركة الشباب(34).

تشكلات غير دينية

                وهي تنظيمات وأشكال للجماعات النسائية المسلحة غير الدينية، لا ترفع شعارات دينية، ولكنها تعمل في إطار حمل السلاح في مواجهة الأنظمة الحاكمة، مدعية القتال من أجل الحرية والاستقلال والديمقراطية ومقاومة الفقر والاضطهاد والتهميش، فهي أقرب إلى التنظيمات اليسارية والليبرالية، كما أن من تلك التنظيمات ما هو ينتمي إلى التيارات الانفصالية.

–          الأرامل السوداء بالشيشان 

                ظهر العنصر النسائي فى الصراع الشيشاني بشكل قوي فى  يونيو 2000 بعدما  قامت  حواء بارايف البالغة من العمر 17 عام  بتفجير شاحنه ممتلئة بالمتفجرات فى قوات روسية وهي أول أمراة تنفذ عملية انتحارية فى الشيشان، ثم سميت الظاهرة بالارامل السوداء من قبل الإعلام الروسي والدولي، وتحددت أهدافهم فى استهداف أفراد الأمن الروسي وذلك للثأر  والانتقام لمقتل ازواجهن  وأفراد علائلتهم على يد القوات الروسية فى حرب الشيشان الاولي والثانية، فقررن أن يكون مصيرهم مثلا أزواجهن لانتمائهم نفس الفكر(35).

                تبنت الحركة عدد من العمليات الارهابية، أكثرهم بروزففى23  أكتوبر 2002  عندما قامت 19 سيدة مرتدين ملابس سوداء وقنابل على أجسادهن من بين 41 مسلح بالهجوم على مسرح “دبروفكا”  فى موسكو  واحتجزوا أكثر من 800 رهينة، وانتهي الهجوم بالإفراج عن الرهائن(36). 

                وتشير البيانات المرصودة حول العمليات الانتحارية في الشيشان أنه بين عامي (2000، 2005) شهدت البلاد ما يقارب من (110) عملية انتحارية نفذت منها السيدات (47) عملية انتحارية بنسبة بلغت (43%) من حجم تلك العمليات، فيما نفذ الرجال (63) عملية انتحارية بنسبة بلغت (57%) من حجم العمليات الانتحارية المنفذة في الشيشان خلال الخمس سنوات(37).

–          النمور السوداء السريلانكية

                وهي حركة شكلت ضمن فصائل ” نمور التاميل السريلانكية” التي تعد حركة انفصالية قومية سيرلانكية تسعي لتأسيس تاميل إيلام مستقل، وتم تأسيسها عام 1976، تمثل دور النساء داخل التنظيم في التجنيد وجمع الأموال والتبرعات والمساعدات الطبية،ومع مرور الوقت غير التنظيم استراتيجياته في استخدام النساء فبدء استغلالهم فى العمليات العسكرية وتم إنشاء جناح عسكري لهم تحت تحت مسمى ” النمور السوداء”(38)، ونفذت النساء حوالي 30% إلى 40% من إجمالي العمليات الانتحارية  التى تبناه التنظيم(39)، وكان أبرز هجوم له في 21 مايو 1991 عندما قامت شابة انتحارية تابعة للتنظيم بتفجير عدد من القنابل اليدوية في مقاطعة تاميل نادو الهندية(40). وقد انتهى هذا التنظيم بعد أن حلت الحركة الأم “نمور التاميل السريلانكية” بعد الحملة الأمنية التي شنتها الحكومة السريلانكية على التنظيم في 2009.

–          نساء سوريا المتمردات

                فى سوريا  تشكلت مجموعة من الكتائب النسائية التابعة للجيش الحر السوري، ففى عام 2012 تم تشكيل كتيبة بنات الوليد وهى  تضم مجموعة من السيدات الحرائر لمناهضة نظام بشار الأسد وحماية أنفسهم من وحشية جيشه(41)، وجاءالبيان التأسيسي للكتيبة من خلال مقطع فيديو بث على الانترنت وأكدوا انهم يسعون للانتقام من نظام الاسد على الجرائم المتتالية فى حق الشعب السورى الحر والحرائر السوريات، وتنشط الكتيبة فى حمص وحلب.

                قام الجيش الحر بتأسيس كتيبة ” أمناء عائشة” فى نوفمبر 2013، لتساعد كتيبة بنات الوليد فى مهمامها، وقد تم إنشاء كتيبة حرائر الريف الشمالى من نساء ريف حلب رداً علي استخدام تنظيم الدولة للنساء.

                وتأسست كتيبة هبون عرب فى اكتوبر  2017 فى مدينة الطبقة، هى كتيبة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وسميت الكتيبة على إسم مقاتلة من وحدات حماية المراة قتلت فى المعارك الخاصة حملة ” غضب الفرات” فى مدينة الرقة، ويتدربن نساء الكتيبة لمنع أى خطر يمس منطقتهم والمناطق المحيطة.(42)

خاتمة

                وفقاً لآخر إحصائيات مؤشر الإرهاب العالمي ( Global Terrorism Index 2019)  تضاعف عدد الهجمات الانتحارية النسائية من (4) هجمات في عام 2013 إلى (22) هجوم انتحاري خلال 2018، فيما سجل المؤشر العالمي تنفيذ أكثر من (300) هجوم انتحاري للنساء منذ عام 1985 وحتى 2018 ترتب عنها سقوط ما يقارب من (3071) ضحية. (43)

أكدت احصائيات المؤشر أن غالبية الهجمات الانتحارية التي وقعت في الفترة من (2014 وحتى 2019) نسبت إلى تنظيم ” بوكو حرام” في نيجيريا، حيث تورط التنظيم في تنفيذ (146) عملية انتحارية خلال تلك الفترة أودت بحياة (900) حالة وفاة. فيما رصد المؤشر العالمي تورط (8) جماعات إرهابية في توظيف الإرهاب النسائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. يأتي تنظيم ” داعش” كأكثر التنظيمات توظيفا لهذا النمط العنيف بعد “بوكو حرام” حيث تورط التنظيم في تنفيذ (23) هجوم انتحاري للنساء منذ 2014.

لم تتوقف الهجمات الانتحارية النسائية عند الفترة الزمنية التي رصدها المؤشر ولكن شهد عام 2019 ومطلع 2020 استمرار تنفيذ تلك الأنماط من العمليات، بالإضافة إلى شهد تطور متزايد في أدوار النساء بشكل عام داخل التنظيمات خاصة بعد تراجع تنظيم ” داعش” وخسارته لأغلب عناصره من الرجال واستمرار نهج “بوكو حرام” واتجاه عدد من التنظيمات الأخرى لتجنيد وتوظيف النساء في عملياتها الإرهابية حتى باتت سمة مميزة للعمل العنيف.

                بالرغم من أن بيانات وإحصائيات الـ GTD أشارت إلى أن الهجمات الانتحارية للنساء مازالت تشكل نسبة صغيرة  من مجموع العمليات الانتحارية الإجمالية منذ (1985 إلى 2018)، إلا أنها أسقطت مقولات “ذكورية التنظيمات المسلحة” لتؤكد على خطورة تجاهل دراسة “العمل النسائي المسلح” وخلفياته الأيديولوجية والفكرية والاجتماعية، فقد عملت ظاهرة “الإرهاب النسائي” على تعقد مسألة الإرهاب بشكل عام، ووضعت البرامج والسياسات الأمنية الاحتياطية في موضع المسألة بعد سهولة اختراقها في عدد من العمليات الإرهابية، كما وضعت القانونيين أمام تحدي أكبر في صياغة عقوبات الإرهاب وتعريف مسألة التطرف العنيف والهجرة النسائية إلى المناطق المسلحة، ووضعت العالم أجمع في مواجهة ظاهرة “العائدات” وأبنائهم، على المستوى القانوني والسياسي والاجتماعي والأمني.

                تشير البيانات الكمية المرصودة والتحليلات الكيفية عن توقع استمرار وتزايد حجم العمليات النسائية المسلحة خلال السنوات القادمة، وربما تعقدها بشكل يصعب تتبعها ورصدها، خاصة في ظل تنامي واستمرار العمليات الإرهابية، وتزايد عدد التنظيمات المسلحة والمتمردة في كثير من بلدان العالم.

                تشير الحواضن الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المعاصرة والتي بدأت في التعقد في العقد الأخير، مع التوسع في سياسات العولمة والرأسمالية إلى توقع تضاعف نشاط الإرهاب النسائي، ودخوله في مراحل أخرى ربما بتزايد عدد التشكيلات النسائية المسلحة المستقلة للدفاع عن حقوقها وحرياتها المسلوبة، أيضا استمرار وبشكل أساسي توسع الجماعات في التوظيف النسائي وتكوين تشكيلات أوسع داخلها. 

المراجع

(1)-  David C. Rapoport, The Four Waves of Rebel Terror and September 11,  University of California at Los Angeles, 2002.

(2)-  Cyndi Banks (2019) Introduction: Women, Gender, and Terrorism: Gendering Terrorism, Women & Criminal Justice, p: 181-187.

  (3)- نادية سعد الدين، قراءة في “الإرهاب النسويّ” بعد أحداث سبتمبر من المنظور البحثيّ، مؤسسة مؤمنون بلا حدود، ۱۲ سبتمبر,۲۰۱۹، متاح على الرابط:

https://www.almesbar.net/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%91-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D8%B3%D8%A8/#ftnt1

 (4)- عبد الله عزام، الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان، مركز الشهيد عبد الله عزام، ص194.

 (5) – Par Simon BONNET, Western women in jihad, triumph of conservatism or export of sexual revolution ?, le 12 juin 2015,on: https://www.diploweb.com/Western-women-in-jihad-triumph-of.html.

  (6)- هالة الحفناوي، الإرهاب العائلي ” استخدام خلايا التجنيد الآمن لرأس المال الاجتماعي المظلم،مركز المستقبل للدراسات ، اتجاهات الاحداث، العدد:16، 23 سبتمبر 2016،متاح على الرابط: https://futureuae.com/media/issu16M_daedfe05-5556-4a82-bc4b-ef46c656f4b2.pdf

(7)  –Dukhtaran-e-Millat (DeM) Jammu & Kashmir, South Asia Portable (STAP),ON: https://www.satp.org/terrorist-profile/india-jammukashmir/dukhtaran-e-millat-dem

(8)-   Dukhtaran-e-Millat, South Asia Portable (STAP), ON

https://www.satp.org/satporgtp/countries/india/states/jandk/terrorist_outfits/dukhtaran.htm

(9)-  أبو جندل الأزدي، أسامة بن لادن: مجدد الزمان وقاهر الأمريكان، منبر التوحيد والجهاد، ص36/38. 

 (10) ـ يوسف العييري، دور النساء فى جهاد الاعداء، منبر التوحيد والجهاد ، ص3/4، متاح على الرابط:

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_9160.html

 (11) – يوسف العييري، هل انتحرت حواء ام استشهدت؟، منبر التوحيد والجهاد، ص2، متاح على الرابط:

http://www.ilmway.com/site/maqdis/MS_13005.html

 (12)- محمد ابو رمان وحسن ابو هنية، النسائية الجهادية من القاعدة لتنظيم الدولة الاسلامية ،2018، ص187، متاح على الرابط:

http://paltoday.tv/uploads/documents/g01Bk.pdf:

(13)  – Murad Batal al-Shishani, Is the role of women in al-Qaeda increasing?,bbc, 7 October 2010, on: https://www.bbc.com/news/world-middle-east-11484672.

(14)  – CharlieWinter & Devorah Margolin, “The Mujahidat Dilemma: Female Combatants and the Islamic State,” CTC Sentinel 10, no. 7 (August 2017).

(15)  – Seran de Leede, Women in Jihad: A Historical Perspective, ICCT Policy Brief, September 2018,p-4,ON  https://icct.nl/wp-content/uploads/2018/09/ICCT-deLeede-Women-in-Jihad-Sept2018.pdf

 (16) – Stone and Pattillo, “Al Qaeda’s use of female suicide bombers in Iraq,” P: 161.

(17)- سامان نوح، ظاهرة الانتحاريات في العراق نتاج تخلف وفقر أم مقاومة احتال، مركز أمان، 30/10/2008، متاح على الرابط:

http://ror21.d1g.com/qna/ show/2406378

(18)  -“Jihadist Women, a Threat not to be Underestimated,” General Intelligence and Security Service (AIVD), Novembe2017.

 (19)- محمد أبو رمان – حسن أيو هنية، عاشقات الشهادة ” تشكلات الجهادية النسائية من القاعدة على الدولة الإسلامية”،عمان، مؤسسة فريدريش ايبرت، 2017،ص138/142

(20)  – Khansaa Brigade – ISIS ‘female ” Police “,belfastchild, October 21, 2015,on: https://belfastchildis.com/2015/10/21/khansaa-brigade/

 (21)-  أحمد إبراهيم، هاجر، وكتيبة الخنساء، موقع الجمهورية، 7 يوليو 2015 ، متاح على الرابط:

http://aljumhuriya.net/33606

(22) –MARY CHASTAIN, ISIS Female Brigade Uses Bear Clamp to Torture Breastfeeding Women, BREITBART, 31 Dec 2014, on: https://www.breitbart.com/national-security/2014/12/31/isis-female-brigade-uses-bear-clamp-to-torture-breastfeeding-women/

(23)- محمد أبو رمان – حسن أيو هنية، عاشقات الشهادة ” تشكلات الجهادية النسائية من القاعدة على الدولة الإسلامية”،مرجع سابق،ص141/145.

(24)  – Dalia Ghanem-Yazbeck, Women and jihad,open democracy free thinking , 23 September 2014,on: https://www.opendemocracy.net/en/north-africa-west-asia/women-and-jihad/

(25)  – Abdul Hadi Habtoor, Zeinabeyyat: The Face of Female Militias in Yemen,Ashareq el awsat, Riyadh , 15 January, 2018,on:  https://aawsat.com/english/home/article/1144196/zeinabeyyat-face-female-militias-yemen

(26)  – Fatima Abo Alasrar, Iran-Backed Yemeni Houthis Abuse Women to Silence Opposition, inside arabia, Jan 27, 2020,on: https://insidearabia.com/iran-backed-yemeni-houthis-abuse-women-to-silence-opposition/

 (27)- مع تخريج كتيبية جديدة..”الزينبيات” مليشيا الحوثي النسائية لقمع المرأة اليمنية، بوابة الحركات الإسلامية،24 يناير 2018، متاح على الرابط:

 http://www.islamist-movements.com/42002

 (28)- ماهيتاب طارق ،”بوكو حرام” الإرهابية دمرت نيجيريا الخضراء بـ”الأرامل السوداء” ،6/3/2018، متاح على الرابط :

http://gate.ahram.org.eg/News/1837008.aspx

  (29)- مها عقيل، المرأة والتطرف والإرهاب، 3 اغسطس 2019،متاح على الرابط-:

https://aawsat.com/home/article/1841111/%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%B9%D9%82%D9%8A%D9%84/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8

 (30)- امين زرواطي، من هي حركة الشباب الإسلامية الصومالية ومن يقودها؟، متاح على الرابط:

https://www.france24.com/ar/20150407-

 (31)- محكمة أمريكية تؤيد حكما بإدانة امرأتين بتمويل حركة الشباب،  مركز مقديشو للبحوث والدراسات، 26/8/2015،متاح على الرابط:

 http://mogadishucenter.com/2015/08/%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9- 

  (32)- Phoebe Donnelly, Women in Al-Shabaab through a New War’s Lens, WIIS, July 25, 2018, AVAILABLE ON:

 https://www.wiisglobal.org/women-in-al-shabaab-through-a-new-wars-lens/

(33)- Crisis Group interviews, senior government official, Mogadishu, April 2019.

  (34)- الصومال: انتحارية كفيفة وراء مقتل عمدة مقديشو، سبوتنك، 9 -8-2019، متاح على الرابط:

  https://arabic.sputniknews.com/world/201908091042619521-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%81%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%B9%D9%85%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B4%D9%88/

(35)  – Yoram Schweitzer, Female Suicide Terrorists, Jaffe Center, January 2006.

(36)  – Laura sjoerg, carone E Gentry, Mothers, Monsters,Whores:Womans violence in global politics,ZED BOOKS, London and  New York, p98

(37)-  Yoram Schweitzer, Female Suicide Terrorists, Jaffe Center, January 2006.p03

(38)  – Sara Dissanayake, Women in the Tamil Tigers: Path to Liberation or Pawn in a Game?, International Centre for Political Violence and Terrorism Research, Vol. 9, No. 8 (August 2017),p1, on:

 https://www.jstor.org/stable/26351541?seq=1#metadata_info_tab_contents

(39)- عبد البارى عطوان، القاعدة التنظيم السري،لبنان، دار الساقي، الطبعة الاولي،2007.

(40)- AEIdeas, Sri Lanka’s women terrorists, then and now,AEI, April 24, 2019,on:

 https://www.aei.org/foreign-and-defense-policy/asia/sri-lankas-women-terrorists-then-and-now/

 (41)  –Dalia Ghanem-Yazbeck, Women and jihad,open democracy free thinking , 23 September 2014,on:

https://www.opendemocracy.net/en/north-africa-west-asia/women-and-jihad/

 (42) – قوات سورية الديقراطية تشكل أول كتيبة للمرأة في الرقة، 12/10/2017،متاح على الرابط:

https://www.aletihadpress.com/?p=102280

(43)-  Institute for Economics & Peace. Global Terrorism Index 2019: Measuring the Impact of Terrorism, Sydney, November 2019. Available on :

http://visionofhumanity.org/reports

  المركز العربي للبحوث والدراسات

SAKHRI Mohamed
SAKHRI Mohamed

I hold a Bachelor's degree in Political Science and International Relations in addition to a Master's degree in International Security Studies. Alongside this, I have a passion for web development. During my studies, I acquired a strong understanding of fundamental political concepts and theories in international relations, security studies, and strategic studies.

Articles: 14819

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *