كتاب الاستخبارات الأوروبية: معالجات ناقصة لظاهرة المقاتلين الأجانب

عنوان الكتاب: “الإستخبارات الأوروبية : معالجات ناقصة لظاهرة المقاتلين الأجانب“. (كيف تعاملت اجهزة الإستخبارات الأوروبية مع انماط المقاتلين الأجانب)

شارك الكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير 2018، ويشارك في معارض دولية للكتاب ابرزها معرض الشارقة وابو ظبي.

قراءة في الكتاب

يصدر هذا الكتاب عن مؤسسة رؤية الاخبارية للباحث جاسم محمد، المقيم في المانيا عن دار نشر وتوزيع المكتب العربي ـ القاهرة. الباحث مختص في قضايا الإرهاب والاستخبارات ومعني في شؤون الهجرة غير الشرعية الى اوروبا واللاجئين، وله عدد من المؤلفات في اللغة العربية والانكليزية في هذا المجال. وهذا الكتاب هو الأصدار الثامن و يعتبر استمرار الى كتابه السابق : مكافحة الارهاب : السياسات والاستراتيجيات في مواجهة المقاتلين الاجانب وكتابه : اجهزة استخبارات اوروبا في مواجهة خلايا داعش.

الكتاب موزع في ثلاث ابواب : 1ـ مكافحة الارهاب 2 ـ المقاتلون الاجانب 3 ـ اللجوء والهجرة غير الشرعية.

الباب الاول : ناقش الباحث جاسم محمد مدى فاعلية وقدرات اجهزة الاستخبارات الاوروبية في مواجهة المقاتلين الاجانب على الاراضي الاوروبية. استعرض الباحث، السياسات والاجراءات والقوانين التي اتخذتها الحكومات الاوروبية لمواجهة المقاتلين الاجانب ووصفها بانها غير كافية امام تحديات المقاتلين الاجانب التي باتت تهدد عواصم اوروبا. فما زالت اجهزة الاستخبارات تعاني من نقص في الامكانيات البشرية والموارد المالية واحيانا بالخبرات في متابعة المقاتلين الاجانب ومكافحة الارهاب. لكن الباحث جاسم محمد اكد بان الإستخبارات الأوروبية حققت نجاحات نسبية خلال الربع الاخير من عام 2017، وجعل أوروبا ساحة نظيفة من العمليات الإرهابية خلال احتفالات اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية.

ويعتقد الباحث بان الجهود التي بذلتها دول اوروبا، غير كافية ولا ترتقي الى حجم التحديات، فما زالت هناك ثغرات لم تسد، رغم نجاح الاستخبارات الاوروبية بالحد من دعاية التنظيمات المتطرف والايدلوجية المتطرفة على النت ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال عقد انفاقات مع محركات وشركات تجهيز خدمة الانترنيت.

الباحث جاسم محمد شخص ايضا مشكلة معقدة، وهي عدم قدرة اجهزة الاستخبارات على مستوى دول الاتحاد الاوروبي، واوروبا على ايجاد تعاون استخباري وتقاسم المعلومات بين اجهزة الاستخبارات للدول او مابين المؤسسات الامنية للدولة الواحدة. ويعتقد الباحث ان دول اوروبا لاتستطيع ان تصل الى “امن موحد” بسبب عدم الثقة واختلاف الاولويات، رغم ماحققته من تقدم نسبي في موضوع التعاون الامني.

الباب الثاني : ناقش الباحث موضوع مهم، وهو هاجس دول اوروبا حول عودة المقاتلين الاجانب. استعرض الباحث: طرق ومسالك عودتهم، وكيفية تعامل اجهزة الاستخبارات معهم.

وناقش الباحث تكتيك تنظيم داعش “الذئاب الوحيدة” ووصفه بانه ارهاب لامركزي وبدون قيادة، واعتبره سمة مميزة لعمليات التنظيم. الباحث شخص العمليات الانتحارية الاخيرة واعتبر ان اكثر من 70% من منفذي العمليات هم غير مرتبطين بالتنظيم ولم يستلموا التعليمات او الدعم اللوجستي، وان نسبة عالية جدا يعانون من الاضطرابات النفسية وربما لديهم دوافع سياسية بتنفيذ العمليات من وحي تنظيم داعش اكثر من “الايمان” بالايدلوجية المتطرفة او “عقيدة داعش”.
وفي قراءته لمشهد العمليات في اوروبا، يعتقد ان مثل هذه العمليات لايمكن التنبوء بها ولايمكن ايقافها، معتمدا على تصريحات كبار المسؤولين في اجهزة الاستخبارات الاوروبية.

الباب الثالث : ناقش الباحث قضية الهجرة غير الشرعية الى اوروبا وازمة اللاجئين، واعتبرها واحدة من القضايا التي سببت الانقسام داخل الاتحاد الاوروبي، ومازالت تمثل تحديا لها.

وتسعى دول الاتحاد الاوروبي والمفوضية، لايجاد حلول الى هذه القضية، من منظور ان مشكلة الهجرة واللجوء ربما تتعلق بعامل التنمية والاقتصاد. لذا تحاول دول الاتحاد الاوروبي الى ايجاد اتفاقات مع دول شمال افريقيا وخاصة مع ليبيا لايقاف قوارب الهجرة غير الشرعيلة عبر المتوسط الى السواحل الايطالية.

وتبنى الاتحاد الاوروبي اجراءات ابرزها تسريع ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم الى اوطانهم او دولة ثالثة. كذلك عمدت المفوضية الاوروبية ودول الاتحاد الاوروبي على تسيير سفن حربية في المتوسط للحد من الهجرة عبر السواحل الليبية الى ايطاليا.

أوضح جاسم محمد، تسلل بعض عناصر داعش مع موجات اللاجئين الى اوروبا، لكنه حذر من تعميم ذلك على اللاجئين الهاربين من مناطق النزاع والصراعات، وطلب الفصل بينهما. ويعتقد الباحث  ان الاتحاد الاوروبي، بدأ يتراجع امام التزاماته القانونية والاخلاقية امام قضية اللاجئين، وهذا مايتناقض مع روح الاتحاد الاوروبي.

الكتاب تضمن احصائيات وبيانات قائمة على مصادر دولية موثوقة ، يمكن اعتمادها مصادر للباحثين والدارسين، غير محدد بأزمنة او حادثات، الباحث طرح خبرته الميدانية والأكاديمية في قضايا الإرهاب والإستخبارات والبحث العلمي الاكاديمي.

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button