البعد السياسي في العلاقات العربية – الصينية و أفاقها المستقبلية
البعد السياسي في العلاقات العربية – الصينية و أفاقها المستقبلية
إن العلاقات الودية بين الصين والدول العربية تضرب جذورها ا لي قديم الزمان،وقبل أكثر من 2000 عام ربط طريق الحرير القديم الصين بالدول العربية ربطا وثيقا وترك تراثا نفيسا يجسد مجد وروعة الحضارتين الصينية والعربية.ولبعد المسافة بينهما استعملت الصين مجازاً للبعد والاستحالة والمشقة إذ حث الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته على طلب العلم ولو في الصين وما تدل مقولته صلي الله عليه وسلم إلا على تلك العلاقة الوطيدة التي تجمع بين الصين والدول العربية منذ القدم.
منذ أواسط القرن السابع للميلاد أي قبل أكثر من 1300 سنة دخل الإسلام الصين عن طريق القوافل التجارية بين غرب آسيا والصين وقد عرف هذا الطريق بطريق الحرير الذي يبدأ من تشانغآن (مدينة شيآن بقاطعة شنشي اليوم) عاصمة أسرة تانغ شرقا مخترقا قلب قارة آسيا ليصل إلى القسطنطينية (اسطنبول في تركيا اليوم) عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية غربا وعن طريق البحر بإرسال البعثات الدبلوماسية والتجارية.ووفقا للمصادر التاريخية أرسل ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، مبعوثاً إلى مدينة شيآن (تشانغ آن) Xian، عاصمة الصين يومذاك في فترة حكم الأمبراطور تانغ تشاو تسونغ، من سلالة تانغ الملكية. في حينه التقى المبعوث، وهو الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، الإمبراطور الصيني عام 29 هـ/650 م وشرح له عن الإسلام، وأطلعه على أحوال دولة الخلافة وعادات المسلمين فاعتبر المؤرخون ذلك العام بداية وصول الإسلام إلى الصين.