للجهل أشكال كثيرة وكلها ينطوي على خطـر. ففـي الـقـرنين الـتـاسـع عـشـر والـعـشـريـن اتجـهـت جهودنا الرئيسية نحو تحرير أنفسنا من التقالـيـد والخرافات في المسائل الكـبـرى ومـن الخـطـأ فـي المسائل الصغيرة التي عليها تنهض وذلك بـإعـادة تحديد ميادين المعرفة وتزويد كل منهـا بـالأسـلـوب ا*ميز الذي يصلح لتعهده. وفاقت النتيـجـة كـل مـا كان يمكن أن نتوقعه وإن كان لذلك ثمنه. فعندما تطـورت كـل مـادة جـديـدة مـفـردات ومـصـطــلــحــات متخصصة تتيح سرعة ودقة الإشارة إلى رصيدها المشترك سريع النمو من الأفــكار والاكتشـــافـات وأصبحت بفـعلها هـذا بحاجة إلـى مـزيـد لا ينقطع من الخبرة المتخصصة من جانب إخصائييها عزل الباحثون نتيجة لتبحرهم ذاته لا عن عامة البشر فحسب وإما أيضا عن النتائج التي يخلص إليها غيرهم من العامل في * سائرالميادين بل وفي أجزاء أخرى من ميدانهم هم.