التدخلات العسكرية الصينية: الأنماط والمحركات والإشارات

ما مـن شــك بأنّ الـقـوى الـعـسـكـرية فـي أيّ دولـة مـن الدول، تشكّل ركنًا أساسيًا في صون السلام الداخلي ولكيان الدولة ولبنيانها، وحفظ مؤسّـساتها السـياسـية والقانونية والإقتصادية.

 كما أن المؤسسة العسكرية تضطلع بدورٍ أساسيٍ على مستوى الحفاظ على الأوضاع العامة للدولة ضمن إقليمها الجغرافي وحدودها القائمة، وفي تأمين سلامة الحدود الإقليمية والخارجية، والتي تقع في إطار المسؤولية السيادية لأي دولة من الدول، وحماية سكان الدولة وشعوبها ومقدراتها الوطنية، بما تمثله من كيان حرّ ومستقلّ.

ويمتدّ هذا التأثير ليشمل أبعادًا، تتمثّل في حماية مصالح الدول الاستراتيجية خلف الحدود، وفي صون الأبعاد الاستراتيجية لكيان الدولة ولأهدافها وسياساتها، وإدارة سياستها الخارجية وأهدافها القومية على أكثر من صعيد.

بالإضافة إلى هذا الدور الأمني- الاستراتيجي، تضطلع المؤسّسة العسكرية بدورٍ إقتصاديٍ فاعلٍ ومؤثرٍ، من حيث تدعيم البنى الإقتصادية للدولة، ومدّها بالمقدّرات الإقتصادية ورفدها بالخبرات والإمكانيات، التي تجعلها تتقدّم على مستوى الإقتصاد بأبعاده ومستوياته كلها.

 وعليه نخلص إلى أن المؤسّسة العسكرية، في حال كانت فاعلة ومتطوّرة في دولةٍ ما، فإنها تساهم، إلى جانب دورها الدفاعي والأمني، في تقدّم الدولة، وفي بلوغها مواقع متقدّمة في بناها الإقتصادية ومؤسّساتها الإنتاجية.

وفي دولة كبرى بحجم الصين، يتجلّى حضور المؤسّسة العسكرية بشكلٍ بارزٍ في أكثر من ميدان من ميادين سيادة الدولة، بما يمثّله من ثقل في القرار السياسي والسيادي للدولة في آن، كما يشكّل أحد أهم الروافد للقطاعات الإقتصادية الصينية، في عملية تكاملية منقطعة النظير، مع بقية القطاعات المنتجة في الدولة.

وإذا قاربنا موضوع الدور الذي تضطلع به المؤسّسة العسكرية الصينية، في دفع الصين نحو الريادة والتقدّم ومن حيث البعدان الكمي والنوعي، سواء على المستوى البشري أو على مستوى الجهوزية والتجهيز؛ نلاحظ أنه على المستوى العددي، يُعتبر جيش التحرير الشعبي الصيني أكبر جيش في العالم، إذ يصل عدده إلى حوالى ثلاثة ملايين ونصف المليون، وهو ما يجعله من أكبر الجيوش من حيث عدد العسكريين في العالم[1].

كما أن تسليح هذا الجيش، قد تطوّر بشكلٍ كبير كمًّا ونوعًا خلال السنوات الأخيرة، بما يؤهّل الصين لأن تصبح قوّة عسكرية كبرى دوليًا.

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button