التطبيع الإماراتي الإسرائيلي:أهم بنود الاتفاق

اعداد : محمد عبدالخالق / باحث في العلوم السياسية – المركز الديمقراطي العربي

اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان ، في اتصال هاتفي يوم 13 أغسطس 2020 على بدء علاقات ثنائية كاملة بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة. وسيجمع هذا التطبيع للعلاقات والدبلوماسية السلمية بين اثنين من أكثر الشركاء الإقليميين موثوقية وقدرة. وفقا لما أعلنه البيان المشترك الصادر عن وكالة الإمارات الرسمية ” وام” .

يعد هذا الاتفاق هو الثالث من نوعه بين اسرائيل والدول العربية منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948 حيث حدث تطبيع للعلاقات بين مصر وإسرائيل عام 1979 وكان هذا أول اتفاق ثنائي، تلتها الأردن عام 1994. ويمثل هذا ثالث اتفاق للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية. وقبل ذلك لم يكن هناك علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل ودول الخليج العربي. وقد تباينت ردود الفعل الدولية والإقليمية على هذه الخطوة من جانب البلدان الثلاثة ما بين الرفض والتأييد والحياد وفقا لما ستؤول إليه الأمور وما سيتم تنفيذة. ونتيجة لهذا الاختراق الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس دونالد ترامب وبدعم من الإمارات، ستوقف إسرائيل خطة ضم الأراضي الفلسطينية وفق خطة ترامب للسلام.

  • أهم بنود الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي

–       الاتفاق على التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل. والإمارات العربية المتحدة. تواجه البلدان الثلاثة العديد من التحديات المشتركة وستستفيد بشكل متبادل من هذا الإنجاز التاريخي

–       اجتماع وفود من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بالاستثمار ، والسياحة ، والرحلات المباشرة ، والأمن ، والاتصالات ، والتكنولوجيا ، والطاقة ، والرعاية الصحية ، والثقافة ، والبيئة ، وإقامة لقاءات متبادلة ، وغيرها من المجالات. منفعة متبادلة.

–       تقوم إسرائيل بتعليق إعلان السيادة على المناطق المحددة في رؤية الرئيس للسلام و ستركز جهودها الآن على توسيع العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي.

–       تعمل كلا من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة على حدوث اختراقات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى ، وتسعى معًا لتحقيق هذا الهدف.

–       سيؤدي فتح العلاقات المباشرة بين اثنين من أكثر المجتمعات ديناميكية في الشرق الأوسط والاقتصادات المتقدمة إلى إحداث تحول في المنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي ، وتعزيز الابتكار التكنولوجي ، وتقريب العلاقات بين الناس.

–       تقوم الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على الفور بتوسيع وتسريع التعاون فيما يتعلق بمعالجة وتطوير لقاح لفيروس كورونا. بالعمل معًا ، ستساعد هذه الجهود في إنقاذ حياة المسلمين واليهود والمسيحيين في جميع أنحاء المنطقة.

–       تنضم إسرائيل والإمارات العربية المتحدة إلى الولايات المتحدة لإطلاق أجندة استراتيجية للشرق الأوسط لتوسيع التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني إلى جانب الولايات المتحدة ، –

–       تشترك إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في نظرة مماثلة فيما يتعلق بالتهديدات والفرص في المنطقة ، فضلاً عن الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار من خلال المشاركة الدبلوماسية وزيادة التكامل الاقتصادي وتنسيق أمني أوثق. اتفاقية اليوم ستؤدي إلى حياة أفضل لشعوب الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والمنطقة ( حسب بنود الأتفاق ).

–       يساعد هذا الانجاز الدبلوماسي التاريخي على تعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة ورؤية القادة الثلاثة وشجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد من شأنه إطلاق الإمكانات العظيمة في المنطقة .

–       يواصل الطرفان جهودهما في هذا الصدد للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما هو موضح في رؤية السلام التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب في 28 يناير 2020.

–       يمكن لجميع المسلمين الذين يأتون بسلام زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه ، ويجب أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة  لجميع الأديان.

يتضح من بنود هذا البيان الرسمي الصادر عن وكالة أنباء الإمارات الرسمية، أن النقطة المحورية تتعلق بتعليق إعلان السيادة على ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية مقابل تطبيع العلاقات مع اسرائيل وان كان هذا الأمر قد أوضحه رئيس الوزراء الإسرائيلي في مؤتمر عقب الإعلان عن هذا الاتفاق بأنه قرار تعليق وليس إجراء وقف نهائي للضم.

لم يتم الحديث عن القضايا الخلافية بين فلسطين وإسرائيل أو ما يعرف بقضايا الحل النهائي كقضايا القدس واللاجئين وحق العودة ولا قضية المستوطنات باستثناء قرار تعليق ضم الأراضي في الضفة ولكن لم يتم الاشارة إلى المستوطنات الحالية في القدس وعلى الأراضي الفلسطينية بشكل عام. ويجب التأكيد هنا إلى وجود سفارة الإمارات في تل ابيب وليس القدس وهذا أمر يستق وبنود البيان المشترك وتصريحات المسئولين الإماراتيين عن وضع القدس كعاصمة لفلسطين.

ووفقا لما ورد في البيان المشترك فإن الإمارات وإسرائيل تعمل على حدوث اختراقات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى ، وتسعى معًا لتحقيق هذا الهدف. ولكن لم يوضح البيان من هذه الدول أو طبيعة الاتفاقات التى تبرم معها ولكن يجب التأكيد على أن قرار وقف ضم الأراضي في الضفة قد تم الاتفاق عليه وبالتالي يمكن أن تكون تلك نقطة انطلاق لتحقيق مكاسب من أي اتفاقات مستقبلية دون المساس بالقضايا الأساسية كالقدس.

أثارت تلك المبادرة ردود فعل متباينة فعلى المستوى الدولي لاقت ترحيبا من منظمة الأمم المتحدة ووصفت بأنها خطوة تاريخية. ورحب الأمين العام بـ أي مبادرة من شأنها تعزيز السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك فرنسا وانجلترا، حيث أعرب رئيس الوزراء البريطاني” بوريس جونسون” عن ترحيبه واستحسانه لهذا الاتفاق الدبلوماسي الإماراتي الإسرائيلي وانه يأمل ألا يستمر ضم الأراضي في الضفة الغربية، وأنها دفعة ضرورية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. أما فرنسا فقد أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا رحبت فيه  بالإعلان عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، وأن القرار الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية بوقف ضم الأراضي الفلسطينية خطوة إيجابية ويجب أن تصبح “تدبيرًا نهائيًا”.

على المستوى العربي، أيدت مصر الاتفاق، حيث أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا مع الشيخ محمد بن زايد ، هنأ خلاله بخطوة السلام التاريخية التي اتخذتها دولة الإمارات والتي من شأنها دفع جهود عملية السلام وفتح آفاق أمامها.وأيدت كلا من البحرين وعمان تلك المبادرة من جانب الإمارات. ولكن رفضت السلطة الفلسطينية هذا الاتفاق، واُستدعى على الفور السفير الفلسطيني لدى الإمارات، واعتبرت الاتفاق الإسرائيلي ضربة لمبادرة السلام العربية وقرارات القمتين العربية والإسلامية، فضلا عن اعتداء على الشعب الفلسطيني. رفضت حماس هذه الاتفاقية المعلنة، معتبرين أنها اتفاقية غير ملزمة للشعب الفلسطيني، ولن يتم احترامها.

اما الأردن فقد أكد وزير الخارجية الأردني: “إن هذا الاتفاق سيكون مرتبطاً بما ستقوم به إسرائيل فإن تعاملت معه كحافز لإنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 ستتقدم المنطقة نحو تحقيق السلام العادل، لكن إن لم تقم إسرائيل بذلك تعمق الصراع الذي سينفجر تهديداً لأمن المنطقة برمتها”

أما تركيا وإيران فقد انتقد الاتفاق واعتبرها “خيانة لحقوق الشعب الفلسطيني، وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن بلاده تفكر بإغلاق سفارتها في أبو ظبي وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات بسبب اتفاقها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل ووصف السلوك الإماراتي بالنفاق تجاه القضية الفلسطينية. عبرت إيران عن الاتفاق بالخطوة الخطيرة”، وأنه “غباء استراتيجي ولن يؤدي إلا إلى تقوية محور المقاومة ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بيان للوزارة قوله إن”الجمهورية الإسلامية تعتبر خطوة العار التي أقدمت عليها أبو ظبي لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني خطيرة وسيؤدي إلى تعزيز قوة المقاومة وبلوغ الوحدة ضد الكيان الصهيوني والرجعية.

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button