المكتبة السياسيةدراسات سوسيولوجيةدراسات سياسية

كتاب الثقافة الإسلامية: مداخل معاصرة

الثقافة الإسلامية: مداخل معاصرة

، كتاب مركز الدراسات الاستراتيجية

يطلع القارئ في هذا العمل على سلسلة من المحاضرات التي ألقيت في دورات «الثقافة الإسلامية في مواجهة التطرف، التي أقامتها مكتبة الإسكندرية على مدار السنوات الأخيرة في مناطق مختلفة، وهي محاولة لتعميم فائدة ما احتوته تلك الدورات من نقاشات ومحاور العموم القراء

ولا يخفى ما تزخر به الثقافة الإسلامية بمفهومها الواسع من قيم ومبادئ يمكن توظيفها في الكشف عن ادعاءات المتطرفين وتداعي بشيائهم الفكري. إن الفكرة الرئيسية التي تحرك تلك الجماعات على اختلاف أسمائها ومشاربها، هي تقسيم العالم إلى مجموعتين وإشعال الصراعات بينهما باسم الدين، وهو مفهوم يخالف تماما ما اصطلح عليه المسلمون شرقا وغربا من و نام و توافق مع الآخر الديني أو المذهبي؛ وهو ما يكشف عنه رصد مظاهر الحضارة الإسلامية على مدار أربعة عشر قرنا. فالعمارة والفنون والآداب والعلوم كانت كلها نتاج تلاقح بدأ مع دخول الإسلام بلدان الحضارات القديمة التي كانت الحضارة الإسلامية لها جسرابین فنون الصين، وفلسفة الإغريق، وحكمة الفرس والهندية وعلوم الرومان وغيرهم.

وعلى الرغم من كثرة ما سطر عن هذه الجوانب من كتب و أعمال فكرية وأكاديمية في العالم الإسلامي و الغرب، فإنه كان من الضروري في وقتنا الحالي إعادة قراءة هذه الجوانب کی تكون عونا لنا في مجابهة الفكر المتطرفي دون الركون فقط إلى الحلول المعتادة. إن إلقاء الضوء على قيم الثقافة الإسلامية و جوانبها الجمالية من شأنه أن يدفع جموع المسلمين لاستكمال ما بدأه أجدادهم من قرون و أسهموا به في تشكيل الحضارة العالمية الحالية.

كان من الضروري أيضا إلقاء الضوء على الجوانب المتعلقة بتحديد الخطاب الديني والفلسفي الإسلامية على اعتبار أن هذه العوامل لا تنفصل عن مسألة الإصلاح الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية. فقد كان تعثر هذا الإصلاح نفسيژا دائما لجنوح عدد من المسلمين نحو التطرف واعتناق الأفكار العنيفة. لذا كان من الضروري إعادة قراءة تراث الإصلاح والتجديد في الفكر الديني الممتد إلى قرون، والمرتبط عضويا بالإسلام كدين وثقافة. ومن المؤكد أن طرح هذه القضايا من شأنه أن يغير طبيعة النقاشات الدائرة في العالم الإسلامي، ويعمقها التناقش أزمات مجتمعاته وسبل الخروج منها.

وهذا العمل وغيره من نشاطات المكتبة ليس إلا إسهاما في هذا الجهاد، نأمل أن يكتمل، وأن يتكامل مع الجهود الدوب للإصلاح والتجديد.

متاح باللغة: العربية

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى