الثورة ما بين النجاح في تونس و الفشل في مصر

بقلم : حسام الدين حسين الرابطي

المقدمة:

مر عام 2011 علي العالم العربي عموما وعلي بعض الدول العربية خصوصا ليس كغيره من الاعوام حيث حدثت فيه ثورات اسقطت انظمة في بعض الدول وكادت ان تسقط انضمة في دول اخرى اودخلت دول اخرى في حروب اهلية ومن اهم هذه الدول التى حدثت فيها هذه الثورات هي مصر و تونس فالأولى تمثل فشل الثورة ورجوع النظام القديم الى الحكم او ممكن القول (فشل الثورة الى حد الان )و الثانية تمثل الثورة الناجحة نسبيا الى حد الان ومن خلال هذه الدراسة سنحاول البحث في اوجه الشبه و الاختلاف بين كل من الثورة المصرية التى  سلمنا جدلا

انها تمثل الثورة التى فشلت بعد 6 اعوام من اندلاعها و الثورة التونسية التى تمثل الثورة التى نجحت نسبيا  كما ذكرنا انفا وسأتطرق من خلال هذه الدراسة الى اسباب نجاح وفشل كل من الثورتان وعوامل التى تشترك وتختلف فيها كل من التجربتنان كما سأتطرق الى ما وصل اليه الحال في كل من البلدان بعد 6 اعوما من انطلاق الثورتان

المبحث الاول: اسباب قيام الثورة في كل من البلدين

بالنظر الى الاوضاع في كل من البلدين نجد انها تتشابه الى حدما من حيث طريقة الحكم في كل من البلدين ،فنظم الحكم  التى كانت تحكم من خلالها البلدان قبل الثورات  سواء في مصر او في تونس كانت نظم سلطوية دكتاتورية تحكم عن طريق فرد ذو خلفية عسكرية فالاول  قائد للقوات     الجوية المصرية قبل ان يكون نائب للرئيس انور السادات اما الثاني فهو ابن المؤسسة العسكرية التونسية برغم من توليه العديد من المناصب السياسية في عهد ابورقيبة كان ابرزها وزيرا للداخلية ورئاسة الوزراء، وبالحديث عن رائسي النظامي المصري والتونسي قبل الثورة نجد ان حسني مبارك  اتى الى الحكم قبل 27 عام من ثورة 25 يناير وكان ذالك  بعد ان قتل انور السادات في 6 اكتوبر من عام 1981 الذي كان قد عين حسني مبارك نائبا له عام 1975 و في المقابل نجد ان زين العابدين بن علي وصل السلطة بعد انقلابه على الرئيس الحبيب ابورقبة عام 1987 وبقى من بعد ذلك في السلطة الى ان اطاحت به  الثورة التونسية عام 2011 و المفارقة العجيبة ان كل من الرئيسان حاولا ان يغلفا حكمهما الاستبدادي بدمقراطية فسمحا بوجود حياه حزبيه ولكن في اطار معين لا يمكن الخروج عنه وهو عدم معارضة او انتقاد  رئيس السلطة ومن كان يخرج من دائرة المعارض المسموح بها كان اما ان  يسجن او ينفى او حتى قد  يعدم ولنا في أيمن نور خير دليل على هذا الكلام أيمن نور هو الشخص الذي تجرأ ورشح نفسه امام الرئيس مبارك في انتخابات عام  2005 وكان جزاءه بعد ذالك هو السجن بتهمة تزوير توكيلات حزب الغد الذي كان يرأسه انذاك ، وغير ايمن نور هناك العديد والعديد من الحوادث التى تثبت هذا الكلام سواء عن نظام بن على او نظام مبارك لا يسع المجال هنا لذكرها

{و لكل من هو مهتم بهذا الموضوع اعتقد ان ما كتب عنه وما سيكتب سواء عن ما فعل نظام  حكم بن علي بالشعب التونسي  اونظام  مبارك بالشعب المصري  لا يكفي عمر واحدا لقراءته ولك في الشبكة العنكبوتية خير معينا}

الجانب الاقتصادي لا يمكن ان يختلف اثنان ان الاوضاع الاقتصادية من اهم اسباب قيام الاحتجاجات او الاعتصامات او حتى الثورات وبنظر الى الربيع العربي وما حدث خلال نجد ان العامل المشترك بين جميع الدول التى حدتث فيها الثورات هو تردي الاوضاع الاقتصادية في كل البلدان التي حدتت فيها الثورات ،فكل من الشعب المصري و التونسي يعانون من اوضاع معشية صعبة  جدا لو نظرنا الى الجانب المصري نجد انه يتفوق على الجانب التونسي من حيت تأزم الاوضاع المعيشة ويرجع ذلك الى العديد من الاسباب منها غياب الحكم الرشيد و زيادة التعداد السكاني وغياب الموارد وغير ذلك من الاسباب التي  لا يسع المجال هنا لذكرها ، لمن يريد التفصيل في هذا الامر يمكنه الرجوع الى كتاب انهيار الاقتصاد المصري في عهد مبارك للدكتور.احمد السيد النجار.

 خلاصة القول  في هذه النقطة ان الاوضاع الاقتصادية في كل من مصر و تونس قبل الثورات كانت سيئة جدا وكانت هذه الاوضاع من اهم اسباب قيام الثورات حسب تقديري الشخصي .

وفي ختام هذا المبحث اعتقد ان اسباب قيام الثورات في كل من البلدين تتشابه وربما تجتمع في بعض الاحيان و سأحاول في ختام هذا المبحث  ان اعدد الاسباب و العوامل التي ساعدت علي  قيام كل من ثورة 25 يناير في مصر وثورة الياسمين في تونس حسب تقديري الشخصي

1.غياب اسس الحكم الرشيد في كل من البلدين

  1. غياب الديمقراطية الحقيقية في كل من البلدين
  2. تدني الاوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة في كل من البلدين
  3. انتشار الفساد المالي و الاداري و السياسي في كل من البلدين
  4. انحصار الثروات في يد فئة واحدة من الشعب في كلا البلدين

بعد ان تناولت اسباب قيام الثورات في كل من تونس ومصر سأحاول ان اعدد العوامل التي ساعدت على قيام الثورات سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة

  1. 1. شبكات التواصل الاجتماعي .

في اعتقادي الشخصي ان وجود شبكات التواصل الاجتماعي من اهم الاسباب التى ساعدت الشعبين على القيام بثورات سواء من خلال خلق اعلام بديل للاعلام التقليدي الذي كان يسيطر عليه النظام في كل من البلدين او عن طريق خلق منصات للتواصل ما بين الثوار

  1. وجود شخصي محمد البوعزيزي في تونس وخالد سعيد في مصر .

سأتناول هذان الشخصان بشئ من التفصيل عند الحديث عن مسار الثورة في كل من البلدين

3.قيام الثورة في تونس من اهم العوامل التى ساعدت على قيام الثورة المصرية

  1. وجود مشروع التوريث في مصر ، لا يخفى على احد ان حسني مبارك في سنواته الاخيرة من الحكم كان يمهد لان يحكم ابنه جمال مبارك مصر من بعده

5.أنفتاح الشعوب عن العالم في كل من البلدين عن طريق وسائل الاتصال الحديثة  ، ساعدت الثورة المعلوماتية على انفتاح الشعوب على بعضها البعض باستطاعت اي شخص الان وهو جالس على الانترنت في بيته معرفة ما يحدث في جميع اقطار العالم، في السابق كانت الاخبار لا تصل الى  الشعوب الا  بعد ان  تكون قد مرت على قنوات النظام الرسمية

  1. استحالت المنع، اصبح اليوم من الصعب يكاد يكون من المستحيل على اي نظام ان يمنع شعبه من قراءة كتاب او مشاهدة لقاء تلفزيوني او مشاهدة اي مصنف فني اي كان نوعه وذلك بفضل الانترنت ،حسب تقديري ان هذا الامر زاد من وعي الشعوب وحاجتهم للتغير في كل من البلدين

في ختام المحث الاول من هذه الدراسة احب ان اقول ان الثورة رد فعل وليست فعلا بداتها بمعنى اخر انى اي نظام استبدادي مثل نظام مبارك او زين العبدين معرض اتحدث له ثورة عند اكتمال الاسباب و العوامل  المسألة مسألة وقت لا اكثر وكتلت الاسباب و العوامل بنسبة لنظامين في في عام 2011 وحدتث الثورات

المبحث الثاني :مسارات  الثورة في كل من البلدين

الثورة التونسية تمثل الثورة الاولة من  نوعها في العالم العربي عموما وهي كنات الشراره التى انطلاق من بعدها الربيع العربي

أحداث الثورة في تونس

 في17 ديسمبر 2010 انطلاقت احداث الثورة التونسية  تضامنا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في نفس بعد ان  صادرة الشرطية فادية حمدي  العربة التى يرتزق منها و  كانت الشرارة الاولة التى انطلقة من بعدها  الثورة التونسية تلى هذا اليوم خروج آلاف من التونسيين في تظاهرات معبرين عن غضبهم لرتفاع مستوى  البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم اضفتا لتدني اوضعهم الاقتصادية وغياب الحريات العامة ، ورفعوا شعرات {عيش حرية كرامة انسانية} نتج عن هذه المظاهرات مواجهات ما بين المتظاهرين و الامن التونسي نتج عنها العديد من القتلى والجرحى فيما بدأت تتسع دئرة الاحتجاجات حتى عمت معظم المدن التونسية فيما اجبرت هذه الاحتجاجة التى تحولت فيما بعد الى ثورة رئس النظام انذاك الى قالة عدد من الوزراء من بينهم وزير الداخلية وتقديم العديد من وعود الاصلاح كما صرح بعدم ترشحه للانتخبات عام 2014 كل تلك المحولات لوقف الاحتجاجة لم تنجح بل على العكس زادت من اصرار الشعب التونسي لتخلص من هذا النظام الذي ضل يحكمهم اكثر من  23عام  وفي النهاية لم يجد رئس النظام خلاص من هذه الاحتجاج التى تصاعدت شيأ فشيأ الى ان اصبحت ثورة تحكي عنها جميع وسائل الاعلام العالمية  الى الفرار الى السعودية  وكان ذالك يوم الجمعة 14 يناير 2011 وبذلك اعلن عن تحقيق المطلب الاول ورئيسي لثورة التونسية وأعطيا  ألامل الى باقي الشعوب العربية بأمكنية التخلصهم حكامهم المستبدين وانه ليس لهم خلاص من هذا الاستبداد  ، وبعد هروب زين العبدين أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي رئيسا للجمهورية بصفة مؤقتة وذلك استناداً على الفصل 56 من الدستور و الذي ينص على انه{ لرئيس الدولة الحق ان يفوض الوزير الاول في حال عدم تمكنه من القيام بمهامه  بنفسه} وبعد ذلك اعلن   المجلس الدستوري انه بعد الاطلاع على الوثائق لم يكن هناك تفويض واضح يمكن الارتكاز عليه بتفويض الوزير الأول وإن الرئيس لم يستقل، وبما أن مغادرته حصلت في ظروف معروفة وبعد إعلان الطوارئ وبما أنه لا يستطيع القيام بما تلتزمه مهامه ما يعني الوصول لحالة العجز النهائي فعليه قرر اللجوء للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور منصب رئيس الجهورية ، وبناء على ذالك أعلن في يوم 15 يناير2011 عن تولي رئيس مجلس النواب فؤاد البزع منصب رئيس الجمهورية  بشكل مؤقت الى حين اجراء انتخبات رئاسية مبكرة خلال فترة ما بين  45 الى 60 يوم  ، الى هنا اكون قد اوضحت بشكل موجز دون الخوض في العديد من التفصيل التى لا يسع المقام هنا لذكرها بداية الثورة التونسية الى سقوط نظام زين العبدين بن علي ، سأنتقل الان بلحديث عن انطلقة الثورة المصرية وكيفية التعامل النظام معها .

انطلاقة الثورة المصرية ومحاولة المقارنة بينها وبين انطلاق الثورة التونسية لا نجد انها تختلف كثيرا ولكن يبقى للتجربة المصرية خصوصيتها حيث سبق انطلاقة الثورة المصرية اعلان عن يوم للغضب في 25 يناير من قبل شباب على مواقع التواصل الاجتماعي والذي هو للمفارقة يوم عيد الشرطة في مصر ومن عوامل التشابه ما بين الثورة المصرية و الثورة التونسية وجود شخصية خالد سعيد كمفجر للثورة فكما لدينا البوعزيزي في تونس لدينا خالد سعيد في مصر وبطبيعة الحال لايمكن نكران ان حادث مقتل خالد سعيد له دور رئيسي في انطلاق احداث الثورة في مصر ولكن ايضا لا يمكننا القول ان هذه الحادثة هي السبب الوحيد في انطلاق الثورة ربما تكون السبب في انطلاق الثورة في الوقت التى انطلقت فيه وكنت قد تحدتث عن اسباب قيام الثورة حسب تقديري الشخصي في المبحث الأول فلا داعي لإعادة ذكرها الان،  وبالرجوع  الى خالد سعيد  وتعريف بشخصه خالد سعيد بإختصار هو الشاب المصري الذي قتل ضربا حتى الموت  علي يد مخبرين لدي الشرطة المصرية بتاريخ 6 يونيه 2010 وبعد ذلك كانت قد دست له الشرطة المصرية مخدرات للتهمه بالتعاطي فيما بعد وكان لهذه الواقعة الشهيرة التى هزت الرأى العام المصري صدا واسع جداً في ذلك  الوقت ومن هنا اطلق شباب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي  صحفة بإسم كلنا خالد سعيد حيث انه هذه الصفحة كانت غرفة للعمليات  ان جاز التعبير في ما بعد للثورة المصرية  وكانت في ذلك الوقت قد انشئت في الاساس (لرصد انتهاكات الشرطة المصرية وحل معادلة القمع)، بحسب احد مؤسسيها عبد  الرحمن منصور وقد بادر القائمين علي هذه الصفحة  بالدعوة الى التظاهر في   يوم 25 يناير وكانت في البداية الهدف من التظاهرات هو رفع مطالب محددة على رأسها وقف ممارسة تعذيب و اقالة وزير الداخلية وأنطلقت المظاهرات في يوم 25 يناير ، ومع تعنت النظام في عدم تنفيد مطالب المتظاهرين التي بدأت ترتفع شيئا فشيئا الى ان وصلت الى اسقاط النظام وبالمقارنة ما بين تعامل النظام المصري والنظام التونسي مع المتضاهرين نجد ان النظام المصري كان قد قابل  المتظاهرين بالعنف كما هو الحال في الثورة التونسية  وأستخدامه للعنف ادى الى نتيجة عكسية بالنسبة له فالعنف زاد من  وتيرة الاحتجاجات حتى شملت معظم المحافظات المصرية ونتيجة لذلك قدم رأس النظام انا ذاك العديد من التنازلات بدأت  بتعين نائباً له بتاريخ 29 . يناير .2011 وهو مدير المخابرات السابق عمر سليمان الذي اعلن بعد ذلك تنحي حسني مبارك عن السلطة كما اقال وزير الداخلية انذاك حبيب العدلي في 31  يناير 2011  حتى وصلت التنازلات الى اعلان حسني مبارك في خطابه الشهير في  يوم  1 فبراير  2011 عدم نيته الترشح لولاية جديدة  وفي المقابل قام المحتجين برفض خطابه و المنادى بإسقاطه وبعد ذلك اليوم كان رد النظام قاسي حيث تلى ذلك اليوم موقعة الجمل الشهيرة التى راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى بحسب منظمات حقوقية، واستمرت بعد ذلك ويترة الاحتجاجات بالتصاعد واحتل جماهير الشعب المصري معظم ميادين مصر واعلونوا عن اعتصام مفتوح الى حين تنحي مبارك عن السلطة، وبدأ يزداد الخناق على رأس النظام شيئاً فشيئاً الى ان قرر التنحي وكان ذلك في يوم 11 فبرايرمن عام  2011 عندما اعلن نائبه عمر سليمان في بيان رسمي وحققت

الثورة المصرية مطلبها الرئيسي وهو اسقاط النظام ولكن بعد ذلك اتضح ان ما سقط هو رأس نظام فقط انما باقي اركان النظام اختلت فقط ولم تسقط وسأحاول ان اتناول ذلك بشيئ من التفصيل في المبحث التالي.

 المبحث الثالت :هل نجحت الثورة في تونس وفشلت في مصر .

بدايتة دعوني اوضح على ماذا استندت في حكمي على نجاح الثورة التونسية وفشل الثورة المصرية الى تاريخ كتابة هذه الورقة على الاقل  أقل تقديري لانه لايخفى على احد خاصة من منهم مهتمين بدراسة العلوم السياسية ان نجاح الثورات قد يأخد وقتا طويل نسبيا ولنا في الثورة الفرنسية خير مثال على هذا الكلام فالجميع يعلم كم بقيت فرنسا بعد ثورتها حتى استقرت على وضعها الحالي ، عموما لا أريد الخوض اكثر في هذا الموضوع الذي قتل بحثا وكتب فيه مجلدات ، وبالرجوع الى تبرير حكمي على فشل الثورة المصرية ان ما تعنيه مصر اليوم من حكم الفرد الواحد ومن عصف بجميع مكتسبات ثورة يناير من حرية اعلام بمفهومه الواسع والرجوع الى اعلام الصوت الواحد وتكميم افواه  كل من يعارض الرئيس عبد الفتاح السيسي وايقاف برامج  العديد من الاعلامين دون الرجوع الى احكام قضائية كما ينص القانون المصري مثالا على ذلك ما حصل مع ابراهيم عيسى و يسري فودة وغيرهم العديد من الاعلامين  ، اضافة الى اعتقال العديد من النشطاء السياسين وصل عددهم الى 60 الف معتقل بحسب منظمات حقوقية منهم على سبيل المثال لا الحصر؟ اضافة على قمع المضاهرات السلمية و الوقفات الاحتجاجية  مثل ما حدث مع بعض المحتجين على اتفاقية ترسم الحدود ما بين السعودية ومصر   بتاريخ 13. 6. 2017 امام مقر نقابة الصحفين عندما نظم عدد من المحتجين على اتفاقية تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية وقفة احتجاجية بعد اتباع الاجراءات بأخذ اذن مسبق من وزارة الداخلية على هذه الاتفاقية وقابلهم الامن المصري بالقبض على عدد منهم وضرب الاخر  على عكس ما ينص عليه القوانين المصرية التى تسمح بحق التضاهر في حالة اخد اذن  مسبق من وزارة الداخلية ، اضف الى كل ماذكر سابقا تجاوز نظام  الرئيس السيسي للسلطات القضائية بإقراره وتوقيعه على اتفاقية منح جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بعد ان اقرت المحكمة الادارية العليا بمصرية الجزيرتين.

  طبعا بعد ان مررت على كل هذه الاسباب دون الخوض في الجانب الاقتصادي الذي انحدر في عهد السيسي الى مستويات غير مسبوقة كل ذلك وغيره العديد و العديد من الاسباب التى لم يسعني المجال هنا لذكرها تجعل من حكم الرئيس السيسي حكم استبدادي ربما تفوق على حكم حسني مبارك الذي ثار عليه المصريين في 25 يناير من حيث الاستبداد والتفرد بالسلطة تجعلني اقول ان الثورة المصرية بعد 6 اعوم من انطلاقها قد فشلت في تحقيق اهدافها التي انطلقت من اجلها وهي {عيش حرية عدالة اجتماعية }  ،وهنا قد يسأل سائل هل انتهى الامر على هذا الحد وماتت وانتهت الثورة المصرية برجوع حكم الاستبداد من جديد اقول اجابة على هذا التساؤل ان الثورات الحقيقية لا تموت انما تمرض وتمر بوعكات  حتى تصل الى اهدافها لنا في التاريخ الكثير من العبر يكفي ان نقرأ عن النموذج الامثل للثورات في العالم وهي الثورة الفرنسية وما حدث بها من تعثرات ، وفي خضم هذ الحديث ربما قد يتبادر الى الاذهان سؤال من القارئ وهو على ماذا استندت في حكمي على نجاح الثورة التونسية ؟ أقول ان الثورة التونسية قد حققت بعد 6 اعوام من انطلاقها ما لم تحققه اي دولة في العالم العربي من قبل وهو ارساء قواعد الديمقراطية فاليوم في تونس يوجد رئيس منتخب وبرلمان منتخب ،قد يقول قائل ان في مصر ايضا هناك رئيس منتخب وبرلمان منتخب اقول له نعم  يوجد في مصر رئيس منتخب وبرلمان منتخب لكن يوجد في مصر معارضة تستطيع ان تخرج على الاعلام المصري وتعارض الرئيس السيسي بحرية على عكس ما هو موجود في تونس الان ايضا يوجد في مصر الاف من المعتلقين السياسين بينما لا يوجد في تونس اي معتقل سياسي يوجد في مصر تصحر سياسي واغلاق للفضاء العام امام اي مثقف ليقول رأيه بحرية فيما يخص سياسية النظام  فاليوم لا يوجد اي عمل حزبي حقيقي في مصر جميع الاحزاب الموجودة علي الساحة السياسية المصرية هي احزاب شكلية تأيد الرئيس السيسي تأييد لا حدود له جميع الاحزاب السياسية التي تعارض الرئيس السيسي تم تشويهها والتضيق عليها بمعنى اخر لا يوجد معارضة سياسية حقيقة على الساحة السياسية المصرية لا لانه لايوجد معارضة للرئيس السيسي انما لانه لا يمسح للمعارضة ان تؤدي دورها المطلوب منها  بينما في المقابل نجد في تونس حياة حزبية حقيقية نجد مناخ سياسي يسمح بالمعارضة السياسية نجد العديد من الاقطاب السياسية مثل حركة النهضة ونداء تونس وغيرها العديد من الاحزاب ونجد تنافس بينهم حقيقي على السلطة .

المبحث الرابع: اسباب نجاح الثورة في تونس وفشلها في مصر

بعد ان اوضحت اسباب اقتناعي بفشل  الثورة المصرية ونجاح الثورة التونسية في المبحث السابق سأحاول في هذا المبحث ان اوضح اسباب نجاح الثورة التونسية وفشل الثورة المصرية  وسأبدأ بداية بسقوط كل من مبارك وزين العابدين لو قارنا مقارنة بسيطة بينما ما حدث بعد تنحي كل من  الاثنين ومن تسلم السلطة من بعدهم نجد  ان في حالة الثورة المصرية سلم حسني مبارك السلطة للمجلس العسكري المصري وفي اعتقادي ان هذا الامر كان من الامور الفاصلة في مسار الثورة المصرية في ما بعد وفي المقابل نجد ان زين العابدين سلم السلطة الى وزيره الاول محمد الغنوشي ومن تم تدخل المجلس الدستوري وعزله للاسباب كنت قد ذكرتها في المبحث الثاني اذن هنا نجد ان الفارق  ان الاول قرر من يحكم من بعده وهو المجلس العسكري اما الثاني لم يقرر بسسب تدخل السلطة القضائية وكان لهذا الامر انعكاساته في ما بعد على مجريات الاحداث لأن الطبيعي في الثورات ان الثورة هي التى تحكم بعد سقوط الانظمة بمعنى اخر ان من يحكم في الثورات بعد سقوط النضام يجب ان يكون مؤمن بمبادئ واهداف الثورة لا أن يحكم من هو جزء من النظام السابق وتطلب منه ان يحقق اهداف الثورة الذي هو لايؤمن بها بحكم انه جزء من النظام الذي قامت الثورة عليه. بطبيعة الحال عموما تجاوزا لهذه النقطة انتقل الى

 القوة السياسية في كل البلدين:

من الطبيعي ان القوة السياسية ما بعد اي ثورة تسعى الى تحقيق الديمقراطية ان تبدأ بخلق التوافقات لإرساء قواعد الديمقراطية والبحث عن انشاء دستور يحقق اهداف الثورة لكن ما حدث في مصر انه ما ان سقط مبارك حتى رجع معضم شباب الثورة الى بيوتهم واخلوا الساحة السياسية  للقوة السياسية الاسلامية منها و الغير اسلامية وبدأت كل هذه القوة  في البحث عن مصالحها الضيقة في الوصول الى السلطة بل وصل الامر الى تحالف الاخوان المسلمين مع المجلس العسكري ضد باقي القوة السياسية التي كانت حليفتها بالامس ضد حكم مبارك  لا مصلحة البلاد في تحقيق اهداف  الثورة  وفي خظم كل هذه الصراعات كان المجلس العسكري برئاسة الطنطاوي هو من يحكم البلاد ويتلاعب بالقوى السياسية التى من المفترض انها تمثل الثورة ، ولو نظرنا على الجانب التونسي في هذه المرحلة نجد ان بعض النخبة التونسية كانت هي  الاخرى تلهت وراء مصالحها الخاصة وكانت تتخبط في ما بينها ولكن الفارق هنا عن ما حدث في مصر ان الجيش التونسي لم يكن لاعب او جزء من هذه اللعبة السياسية انما بعد عن السياسية وترك القوة المدنية تتصارع وتتخبط في ما بينها وصولا الى اول انتخابات تشريعية ما بعد الثورة التى فاز فيها حركة النهضة الذراع السياسي للاخوان المسلمين في تونس وشكلت حكومة الترويكا برئاسة حمادي الجبالي وفي المقابل فازالحرية و العدالة في مصر بأكبر عدد من المقاعد في مجلس الشعب الا ان هذا المجلس لم يدم طويلا حيت تم حله من قبل المحكمة الدستورية للاسباب لا يسع المجال هنا لذكرها ولكن الاخوان واصلوا واستطاعوا ان يفوزوا في انتخابات الرئاسة في ما بعد عن طريق مرشحهم الرئيس محمد مرسي الذي تولى منصب رئاسة الجمهورية في 30 يونيو من عام 2012  وجمع ما بين السلطة التشريعية في ضل عدم وجود المجلس التشريعي و السلطة التنفيدية والتي هي من اختصاصه كما ينص الدستور المصري

مابين اخوان مصر و اخوان تونس

في اعتقادي ان من اهم اسباب نجاح الثورة التونسية هو تغليب حركة النهضة التونسية للمصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة  ومن اهم اسباب فشل الثورة المصرية هو تغليب المصلحة الحزبية الضيقة عند الاخوان المسلمين على المصلحة العليا المصرية وذلك في اعتقادي يرجع لعدم فهم اخوان مصر لطبيعة وخصوصة المرحلة التى ترأس بها محمد مرسي مصر وقراره بالتفرد بالسلطة وعدم وعيهم بأن طبيعة المرحلة تتطلب منهم ان يتوافقوا مع باقي القوة السياسية لتأسيس الدولة التى جاءت من اجلها الثورة وانهم لا يمكنهم وحدهم دون شركاءهم في  الوطن من القوى السياسية الاخرى تأسيس هذه الدولة على عكس حركة النهضة في تونس نجد انها من خلال تصرفاتها عندما تمكنت من السلطة اوضحت للجميع انها تتفهم  طيبعة المرحلة وان المعركة الانتخابية الحقيقة قادمة عندما يتم ترسيخ اركان الديمقراطية  تعامل كل من اخوان تونس ومصر مع الاحتجاجات عندما كان الرئيس مرسي في السلطة تحالف ضده كل القوة السياسية الاخرى باستثناء التيار السلفي المتمثل في حزب النور الذي تحالف مع الاخوان اما باقي القوى الاخرى فكلها تحالفت ضد حكم الاخوان وكونت جبهة معارضة قوية ثمتلت في جبهة الانقاد وهذا نفس الامر تقريبا الذي حدث مع حركة النهضة في تونس مع بعض الفوارق البسيطة في قوة الاعلام المصري الذي كان معارضا في مجمله للاخوان المسلمين في مصر اضافة الا ان الجيش في مصر ادعى انه خرج من المشهد السياسي ولكن اتضح غير ذلك في ما بعد وسأتي الى ذلك لاحقا فيما كان الجيش التونسي خارج اللعبة فعليا هنا امامنا  مشهدان متشابهان الى حد ما الان دعونا نستعرض كيف تعامل كل من اخوان مصر وحركة النهضة مع هذا الموقف الذي وضع فيه كل منهم لاول مرة ففي مصر لم يحكم الاخوان يوما في حياتهم وفي تونس نفس الامر تعامل الاخوان في مصر مع المعارضة عندما نغوص في هذا الامر وهو تعامل الاخوان في مصر مع المعارضة نجد ان اقل وصف يمكن ان نصف به تعامل الاخوان المسلمين مع المعارضة هو الغباء السياسي واهم مضاهر هذا الغباء السياسي هو محاولتهم لاخونت الدولة المصرية وكان ذلك عن طريق البدء في حملة منظمة لملئ جميع الوظائف الادارية سواء في الادراة الوسطى  او الدنيا او المناصب السياسية ربما يقول قائل ان هذا من حق الاخوان بمائنهم فازوا في الانتخابات فالرئيس الامريكي مثلا عندما ينجح في الانتخابات يقوم بتغير معظم الوظائف التي تخص الدولة في الادراة الوسطى و العليا لصالح حزبه ولكن لاحظ هنا اننا نتكلم عن دستور راسخ وديمقراطية متأصلة في جذور الثقافة الامريكية  لا محاولة لتأسيس دولة ديمقراطية ناشئة كما هو الحال في مصر فالاخوان عندما اتوا للسلطة اقصوا الجميع وحاولوا التفرد بالسلطة على عكس ما تتطلبه المرحلة التى تحتاج الى انشاء توافقات واشراك الجميع في الحكم الى حين انهاء المرحلة الانتقالية والاتفاق على دستور دائم ،حركة النهضة في تونس ادركت ذلك جيدا ادركت انها لا تستطيع تأسيس دولة وحدها دونما اشراك باقي القوة السياسية فعندما تصاعدت الاحتجاجات و المطالبة بنتخابات رئاسية مبكرة ماذا فعلت حركة النهضة تخلت على السلطة ودعت لانتخابات رئاسية مبكرة بينما الاخوان في مصر كيف قابلوا الاحتجاجات بإعلان دستوري اطلقه الرئيس محمد مرسي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 جعل فيه من نفسه فوق جميع السلطات بما فيها السلطة القضائية وعصفوا بأهم مبادئ الديمقراطية وهو الفصل بين السلطات وفي اعتقادي ان هذا الامر هو نقطة الفصل بين التجربة التونسية و التجربة المصرية وبين اخوان مصر وبين اخوان تونس اخوان تونس تنازلوا عن الحكم بل وصل بهم الامر على عدم الترشح لانتخابات ما بعد التنحي عن الحكم وهنا فضلوا مصلحة الوطن عن المصالح الحزبية الضيقة في  المقابل اخوان مصر اعطوا الفرصة للجيش للعودة لسياسة مرة اخرى بتعنتهم و عدم فهمهم متطلبات المرحلة الانتقالية والجيش كان بالمرصاد استغل غضب الشعب من الاخوان ونزل للشوارع يوم

30/6 /2013 بعد دعوات حركة تمرد وجمعها لتوقيعات ورجع الجيش للمشهد مرة اخرى مصدرا للشعب المصري صورة الزعيم المنقذ المتمثلة في عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع انذاك وحدث اانقلاب بمباركة من الشعب المصري وبغباء سياسي من الاخوان المسلمين وهكذا تم  القضاء على اهم مكتسبات الثورة واخماد ثورة 25 يناير وتم فتح المعتقلات من جديد لترحب بالاخوان المسلمين وبدأت المنظمة الامنية تعمل تدريجا من جديد الى سابق عهدها وفي المقابل ماذا حدث في تونس حدث ان تمت انتخابات نزيهة وتم انتخاب مجلس تشريعي ومن ثم تم انتخاب رئيس لتونس وتم التوافق على دستور جديد لتونس بين جميع مكونات المجتمع التونسي وهنا يجب التذكير بدور المجتمع المدني بتونس وفي مقدمته اتحاد العام للشغل الذي تحصل على جائزة نوبل للسلام ، ولو نظرنا اليوم الى موقع كل من اخوان مصر اخوان تونس نجد ان الاخوان في مصر اما قابعين في السجون واما منفيين ما بين قطر وتركيا اما اخوان تونس فيعدون  انفسهم للمنافسة في الانتخابات القادمة في تونس اعتقد ان هذه السطور الاخيرة تلخص الكثير و الكثير عن الفوارق ما بين كل ذكاء ودهاء اخوان تونس في تسييس الامور لصالحهم والنضر لبعيد لا تحت اقدامهم وفي المقابل غباء اخوان مصر وضيق افقهم ، وهنا من باب عدم التحامل على اخوان مصر وجب على ذكر ان ما واجهه وهم في الحكم من دولة عميقة ومعارضة شرسة اصعب من ما وجهه اخوان تونس .

صحيح ان الاخوان المسلمين في مصر يتحملون جزء كبير من مسؤولية عدم نجاح التجربة الديمقرايطية في مصر لكن ليس وحدهم هناك العديد من العوامل التي ساعدت على افشال هذه التجربة منها تسلم الجيش للسلطة ما بعد الثورة ولا يخفى على احد ان الجيش المصري منذ عهد جمال عبد الناصر وهو تحول من مؤسسة من مؤسسات الدولة الى طبقة حاكمة ومسيطرة على اهم المفاصل في الدولة المصرية فلو نظرنا مثلا الى المناصب الادارية في  المحافظات نجد انها تعج بالواءات و العقداء المتقاعدين اضافة الى الى توغلها  في المجال الاقتصادي فالجيش في مصر يملك ما بين 30% الى 40% من الاقتصاد المصري ، اضافة الى هذا العامل هناك عامل ضعف مؤسسات المجتمع  المدني في مصر على عكس المجتمع المدني في تونس وأيضا ضعف القوى السياسية الاخرى وعدم وعيها بخطورة رجوع الجيش الى المشهد السياسي على التجربة الديمقراطية كل هذا وغيره من العوامل التي سأحاول ان اعددها التي ساهمت في افشال التجربة الديمقراطية المصرية ونجاح الثورة التونسية .

اسباب فشل التجربة الديمقراطية في المصرية ونجاحها في تونس:

  1. 1. حضور الجيش المصري في الساحة السياسية في المقابل غياب الجيس التونسي عن الساحة السياسية
  2. فشل الاخوان المسلمين في مصر في فهم متطلبات المرحلة الانتقالية وفي المقابل فهم حركة النهضة لمتطلبات المرحلة
  3. ضعف القوى المدنية في مصر وعدم تحملها لمسؤوليتها وفي المقابل قوتها في تونس ونجاحها في خلق توازن بين القوى السياسية
  4. عدم وعي المعارضة المصرية انا ذاك لخطورة تدخل الجيش

من الممكن اضافة عوامل اثرت بطريقة غير مباشرة على فشل التجربة المصرية ونجاح التجربة التونسية

  1. 1. وجود نسبة عالية من المتعلمين في تونس على عكس ضعف التعليم في مصر
  2. الطبقة الوسطى في تونس اوسع وافضل حالا من الطبقة الوسطى في مصر
  3. وزن مصر التاريخي في المنطقة ووجودها في مقدمة الصراع العربي الاسرائيلي
  4. وجود اقليات دينية في مصر على عكس التجانس الموجود في تونس

5.الموقع الجغرافي لمصر وهو يمثل جزء من صراعات دولية .

ملاحظة هامة :الى كل من تصله هذه الورقة ويمنحني شرف قرائته لها  ان لا يبخل علي بتوجيه النقد و النصيحة على الاخطاء التى قد يرها في هذه الورقة بأن يتوصل معي عن طريق ايميلي الخاص

hossam.alrabty@gmail.com

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button