كتاب الحكم العسكري في ميانمار 1962 – 2018

ميانمار أو بورما وفقاً لاسمها القديم أو “جمهورية اتحاد ميانمار” وفقاً لاسمها الرسمي هي احدى دول جنوب شرق آسيا وأكبر دولها على الاطلاق إذ تبلغ مساحتها 676,577 كم2 وموقعها الاستراتيجي جعلها جسراً يربط بين جنوب وجنوب شرق آسيا كما أنها تربط الصين بهذه الأسواق، وتقع ميانمار كما يظهر في الخريطة ادناه في نصفها الشمالي بين دولتين تشكلان ما يقارب ثلث سكان العالم، أي الصين والهند، كما تشارك كل من بنغلادش وتايلند ولاوس في باقي الحدود بالإضافة لخليج البنغال الذي يمتد عبر مسافة 2,800 كم على حدودها الغربية، ويقدر عدد سكان ميانمار بـ 60 مليون نسمة بزيادة سنوية تبلغ 1.5% ([1])

ويخترق نهرُ إيروادي Irrawaddy River الدولةَ من شمالها إلى جنوبها بطول 2,170 كم ([2]) ويشكل النهر ودلتاه قلب الدولة ومحور مجتمعها حيث يعيش حول ضفافه معظم السكان ويضم معظم الاقتصاد والزراعة والمدن الرئيسة وقد تطورت الحضارة البورمانية حول مدينة مندلاي الواقعة على ضفاف النهر أوسط البلاد([3]) وذلك في تشابه كبير مع نهر النيل ودلتاه حيث يعيش معظم السكان في مصر، وإذا كانت مصر هبة النيل وفقاً لتعبير المؤرخ اليوناني هيرودوت Herodotus (حوالي 484 ق.م -425 ق.م) قد لا نبالغ إذا قلنا إن ميانمار هبة إيروادي.

ويتكون سطح ميانمار بشكل عام من أرضٍ منخفضة وسط البلاد، تحيط بها مرتفعات شديدة الوعورة، تنخفض أدنى نقطة في بورما إلى مستوى سطح الأرض على ساحل بحر أدمان، بينما أعلى نقطة هي قمة جبل هكاكابو رازي Hkakabo Razi حيث ترتفع إلى 5,881 متر فوق سطح البحر وهو يقع في شمال بورما وهو من أعلى الجبال في جنوب شرق اسيا ويقع على الطرف الجنوبي الشرقي من جبال الهملايا بالقرب من الحدود الثلاثية لكل من الهند والصين وبورما وتعتبر منبع انهار بورما الرئيسية ([4]) وتمتد جبال أراكان من الشمال وإلى الجنوب بزاوية قائمة وقد شكلت على مدى العصور حاجزاً طبيعياً منيعاً يعيق الاتصال والاحتكاك بين السكان في ميانمار من جهة وبين السكان في الصين والهند([5]) المكتظتين بالسكان من جهة أخرى.

ومن الناحية التاريخية الحديثة فقد قاد الجنرال أون سان Aung San ([6]) ميانمار نحو الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، غير أن الجنرال الذي رفض الانضمام للكومنولث البريطاني تم اغتياله قبل ستة شهور من الاستقلال وبالتالي لم يشهد ذلك اليوم الذي أُعلن في 4 كانون الثاني/ يناير 1948، وبعد الاستقلال ظهر العديد من الأحزاب السياسية ومارست ميانمار الحكم الديموقراطي، وقد شغل يو نو U Nu (1907 – 1995) منصب أول رئيس وزراء بعد الاستقلال، غير أن الصعوبات الاقتصادية وحركات التمرد التي واجهها أدت به لتقديم استقالته وتسليم المنصب للجنرال نو ون الذي شكل حكومة انتقالية لاستتباب الامن والسلام في الدولة الامر الذي فتح الطريق لانتخابات عامة في حزيران 1960، واثناء ذلك ادعى ون أن النظام الديموقراطي الذي يمارسه يو نو غير مناسب للحكم في ميانمار، ومع ذلك فاز يو نو بأغلبية ساحقة في الانتخابات بعد أن لعب بورقة الديانة البوذية السائدة في المجتمع وجعلها قضية محورية، ووعد بأن يجعل البوذية الدين الرسمي وطريق للحياة في الدولة، غير أن هذا الفوز لم يمنع الجيش من ولوج عالم السياسة عندما اقدم على السيطرة على الحكم إثر الانقلاب العسكري عام 1962 بقيادة الجنرال ني ون([7]) لتبدأ مرحلة جديدة في ميانمار والتي تعالجها هذه الدراسة.

  • الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية

تحميل نسخة pdf – الحكم العسكري في ميانمار 1962 – 2018

 

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button