...
دراسات اقتصاديةدراسات سياسية

الخدمة العامة الجديدة: الخدمة أفضل من التوجية

مقال: روبرت دينهاردت،  جانيت فينزانت دنهارت

جامعة ولاية أريزونا

The New public service: serving rather than steering))

الخدمة العامة الجديدة: الخدمة أفضل من التوجية

 

إعداد / محمد السيد بغدادي علي

 

سيتم الحديث عن الآتي:

أولاً: مقدمـــــة عن المقال

ثانياً: خلفية هامة

ثالثاً: الإدارة العامة الجديدة والإدارة العامة القديمة

رابعاً:  يقترح الكاتبان مجموعة من المبادئ

خامساً: جذور الخدمة العامة الجديدة وبروز دور المجتمع المدني

سادساً: الخدمة العامة الجديدة

سابعاً: الإدارة الجديدة ادخلت بعض التعديلات على الصورة التقليدية للإدارة

ثامناً: هناك تحديات تواجه المدير العام

تاسعاً: الخاتمـــة

 

أولاً: مقدمـــــة

        أيدت الإدارة العامة الجديدة رؤية المديرين العامين ورجال الأعمال من تطبيق مبادئ وفكر القطاع الخاص من خلال إنشاء الحكومة الجديدة، والتي هي أصغر حجماً، وتقوم بالخصخصة على نحو متزايد، حيث لا تقتصر على الممارسات في الشكل والمضمون، بل نلاحظ زيادة مستمرة في أنصار الإدارة العامة الجديدة عن أنصار الإدارة العامة القديمة ، وفي هذه المقارنة سنجد أن الإدارة العامة الجديدة بالطبع تفوز دائماً ويتضح ذلك جلياً في ما نسميه الخدمة العامة الجديدة وهي حركة مبنية على العمل والمواطنة والديمقراطية والمجتمع المحلي والمجتمع المدني والإنسانية وهناك مبادئ للخدمة العامة الجديدة حيث يتمثل الدور الرئيس للموظف العام في مساعدة المواطنين على التعبير عن مصالحهم المشتركة وتلبية مطالبهم بدلاً من محاولة السيطرة على المجتمع أو توجيهه.

        فمن جهتها شهدت الادارة العامة ثورة جديدة فبدلاً من التركيز على مراقبة البيروقراطية وتقديمها للخدمات حيث يقوم الإداريين العاميين في المنظمات العامة بتقديم الخدمة الحكومية بطريقة أكثر كفاءة وفعالية ويتم تكوين الحكومة الجديدة بشكل حديث وأصغر حجماً، ووفقاً للمتطلبات التي تخدم الخدمة العامة الجديدة حيث يتم خصخصة جميع القطاعات ونتيجة لذلك حدث عدد من التغييرات الايجابية للغاية والتي تم تنفيذها في القطاع العام حيث اتسمت الخدمة العامة الحكومية بأنها أكثر جودة وفي أقل وقت ممكن ووفقاً لمشاركة المواطنين في متابعة الخدمة وتقويمها.

      ولذلك فإن مجال الإدارة العامة يتحلى بفكرة التجديف وليس فقط التوجية بمعنى أن يقوم الموظف العام بإدارة وظيفتة بشكل به مسئولية واحساس بالسلطة والوظيفة التي يقوم بها بدلاً من توجيه المواطنين في محاولة منه لارثاء قيم المشاركة المجتمعية، فالمواطنين الآن يشاركوا في وضع أهداف المنظمة ورسم اتجاهها لان المشاركة تعطي مزيداً من القوة للمنظمات العامة، خاصة وأن هذا الأسلوب كان مرفوض في الإدارة العامة القديمة. وكما تحدث وستيفرز في كتابة الحكومة لنا عام 1998. وأكد على أن الحكومة تنتمي إلى مواطنيها، والموظف العام هو أيضاً من المواطنين فمن باب أولى يجب أن يكون هناك مشاركة في تقديم الخدمة الحكومية بأخذ آراء المواطنين من طريقة تقديم الخدمة الحكومية.

      وبناءاً على ذلك ينبغي على المسؤلين الحكوميين التركيز على مسئوليتهم في خدمة المواطنين وتمكينهم من الحصول على خدمة حكومية بطريقة آدمية بها احترام للحقوق والحريات حيث أنها تدير المنظمات العامة وتنفذ السياسة العامة وبعبارة أخرى جعل المواطنين في طليعة التنمية حيث ينبغي التركيز على التجديف بدلاً من توجيه المواطنين لتلقي الخدمة العامة الحكومية.

ثانياً: خلفية هامة

يشير مفهوم الإدارة العامة الجديدة ومفهوم الخدمة العامة الحكومية إلى مجموعة من الممارسات التي تسعى في جوهرها لاستخدام منطق وفكر ونهج القطاع الخاص والأعمال التجارية في القطاع العام. بينما كانت هناك دعوات منذ فترة طويلة إلى إدارة الحكومة بإدارة مختلفة مثل إدارة الأعمال التجارية.

    ففي التسعينيات خرجت مبادرة الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها كلينتون ونائبه آل جور بجعل العمل الحكومي أفضل وتكلفة أقل حيث خرج كتاب إعادة اختراع الحكومة عام 1992 الذي ألفه آل جور وبنفس الفكرة تم تطبيقها في العديد من الدول منها بريطانيا ونيوزلاندا ، وهذه الاصلاحات والجهود على المستوى المحلي كان لها صدى لأن حركة الأعمال تنطوي على استخدام تقنيات الأعمال بدلا من ذلك الجمهور الجديد وأصبحت الإدارة نموذجاً معيارياً إشارة إلى التحول العميق في كيفية تفكيرنا في دور الموظف والمديرين الحكوميين وطبيعة المهنة وكيف ولماذا نفعل ما نقوم به؟.

      ومع ذلك استمر العديد من العلماء والممارسين في الإعراب عن مخاوف بشأن الإدارة العامة الجديدة ودور المديرين العامين. فمثلاً في الندوة الأخيرة في أمريكا لاستعراض دور الإدارة العامة في القيادة والديمقراطية حيث نظر عدد من المؤلفين بشكل مدروس في الفرص والتحديات التي تواجهها الإدارة العامة الجديدة.

      فكيف يتم التوفيق بين التركيز على اللامركزية التي يتم الترويج لها في السوق والحاجة إلى التنسيق في القطاع العام والأدوار والعلاقات الضمنية من الفروع التنفيذية والتشريعية والسؤال الآن ما هي آثار حركة الخصخصة في القطاع العام؟ والاجابة من أجل القيم الديمقراطية والمصلحة العامة وقد اقترح آخرون أن ريادة الأعمال العامة تهدد بتقويض الديمقراطية ووالقيم الدستورية مثل الإنصاف، والعدالة، والمشاركة.

      وبدأ الحديث عن الانتقادات الموجه للإدارة العامة الجديدة التي أصبحت تتحدث بلغة القطاع الخاص، ويرفض الكاتبان فكرة إعادة اختراع الحكومة لانها تقوم على أساس تغيير طبيعة عمل القطاع الحكومي بطريقة عمل القطاع الخاص لكن دون الوضع في الاعتبار المسائل الانسانية واعتبارات المواطنة.وينبغي مقارنة الإدارة العامة الجديدة مع الإدارة العامة القديمة ففي حين كانت هناك العديد من التحديات الجديدة في الإدارة العامة والعديد من الأفكار البديلة بشكل بارز مقدمة من قبل العلماء والممارسين، فلم تكن هناك محاولات لتنظيم هذه الجهود والتأكيد على مواضيعهم المشتركة. وهذه المقالة هي محاولة للقيام بذلك.

أولاً: يلخص بإيجاز الأسس والحجج الرئيسية من وجود الإدارة العامة الجديدة التي تتناقض مع الإدارة العامة القديمة. ثم يصف النموذج المعياري الذي نسميه “الخدمة العامة الجديدة”.ويوضح هذا النموذج الجديد الجدل القائم في ما هي الطرق الجديدة للتفكير في نقاط القوة والضعف. ونختتم من خلال النظر في الآثار المترتبة على وضع المواطنين، والمواطنة، والجمهوروالخدمة العامة الجديدة.

ثالثاً: الإدارة العامة الجديدة والإدارة العامة القديمة

     على مدى العقد الماضي والنصف، والإدارة العامة الجديدة تقوم بحركة تجديد جوهرية اجتاحت العالم.  حيث تم استخدام آليات السوق في العمل الحكومي من خلال معاملات مماثلة لتلك التي تحدث في السوق. ويحث المديرون الحكوميين على “توجيه منظماتهم، وإيجاد طرق جديدة ومبتكرة لتحقيق نتائج بعينها أو خصخصة الوظائف التي كانت تقدمها الحكومة في السابق. ففي العقدين الماضيين، كان هناك العديد من الولايات الأمريكية حيث شرعت تلك الولايات في بذل جهود لزيادة الإنتاجية وإيجاد آليات بديلة لتقديم الخدمات قائمة على افتراضات الاختيار العام ووجهات النظر فقد ركز المديرون على المساءلة وإعادة هيكلة البيروقراطية ، وإعادة تعريف البعثات التنظيمية، وتبسيط عمليات اللامركزية في صنع القرار.

     فلقد نجحت العديد من الحكومات والوكالات الحكومية في خصخصة الوظائف العامة وعقد كبار المسؤولين التنفيذيين مؤتمرات حول المساءلة عن الأداء، ووضع عمليات جديدة لقياس الإنتاجية والفعالية، وإعادة هندسة نظم الإدارات لتعكس التزاما من جانب الحكومات بتحقيق خدمة ذات جودة مرتفعة وكذلك في عدد من بلدان أخرى، وضعت الحكومات في جميع أنحاء العالم

    على أن يلاحظ أنه يجري البحث عن معايير جديدة لتوضيح أدوار المنظمات الحكومية فمن جهته قدم أوسبورن عددا من المبادئ والتي من خلالها قام أصحاب المشاريع العامة بالمطالبة بالإصلاح الحكومي والأفكار التي لا تزال في جوهر عمل الإدارة العامة الجديدة.

      وهدفت مبادئ أوسبورن وجايبلرلتكون بمثابة الإطار المعياري للإدارة العامة الجديدة وفرصة لتطبيق الخدمة العامة الحكومية بطريقة تضع في الاعتبار آراء المواطنين أو العملاء لان السوق به منافسات وتحديات فضلاً عن التحديات التكنولوجية وعالم الاتصالات وأن العالم أصبح الآن قرية صغيرة.

      وعلى هذا النحو، فإن الإدارة العامة الجديدة مرتبطة ارتباطاً واضحاً بمنظور الاختيار العام في الإدارة العامة. في أبسط أشكاله، حيث يختار الرأي العام الحكومة من وجهة نظر الأسواق والعملاء. والإدارة العامة الجديدة ليست مجرد المنفذ للسياسة العامة للدولة بل إنها من التقنيات الجديدة، حيث تحمل معها مجموعة جديدة من القيم، وتحديداً مجموعة القيم المستمدة إلى حد كبير من القطاع الخاص. وكما سبق أن لاحظنا، هناك منذ فترة طويلة رأي يقول بأن الإدارة العامة يجب أن تدعم فكرة أن “الحكومة يجب أن تدار مثل الأعمال التجارية”، وظهرت على الساحة مفاهيم أخرى منها “الإدارة العلمية” و “إدارة الجودة الشاملة” التي وجد أنها مفيدة في القطاع الخاص. مع العلم أن  الإدارة العامة بدأت تخطو خطوة أخرى إلى الأمام وهي أنها أصبحت لا تعتمد فقط على التقنيات من إدارة الأعمال، ولكن ينبغي أن تعتمد على القيم أيضاً.

     ومن جهة أخرى نجد أن هناك اختلافاً كبيراً بين شكل البيروقراطية قديماً وحديثاً، فالبيروقراطية التقليدية وصفت بأنها تجاهل طموحات المواطنين، وتبعدهم عن الابتكار، وتخدم احتياجاتهم الخاصة. ووفقا لأوسبورن وغايبلر، “يعتبر هذا النوع من الحكومات تطور من خلال العصر الصناعي، مع البيروقراطية البطيئة، وانشغل بالقواعد والأنظمة، وسلاسل التسلسل الهرمي للقيادة، فلم تعد البيروقراطية القديمة تحقق أهداف المنظمات العامة، لذلك ظهرت البيروقراطية الحديثة التي تضع في الاعتبار أهمية وجود دور للمواطنين في عملية البيروقراطية ومن ثم في عملية تقديم الخدمة الحكومية بشكل جيد مع تطبيق مبادئ الادارة العامة الجديدة.

رابعاً:  يقترح الكاتبان مجموعة من المبادئ منها:

  • الإدارة العامة عملية محايدة عن السياسة فهي تدخل في جميع القطاعات.
  • تركز الحكومة على تقديم الخدمات مباشرة.
  • أفضل هيكل تنظيمي هو البيروقراطية.
  • يتم تنفيذ البرامج من خلال التحكم من أعلى لأسفل مما يحد من قدرتها التقديرية قدر الأمكان.
  • فهناك تطور غني وحيوي في الفكر والممارسة في العملية الإدارية.
  • يفكر الكاتبان في بديل ثالث يربط بين الإدارة العامة القديمة والإدارة العامة الجديدة.

خامساً: جذور الخدمة العامة الجديدة وبروز دور المجتمع المدني

    ظهرت الخدمة العامة الجديدة على حد سواء في الممارسات المبتكرة والمتقدمة من الادارة العامة الجديدة. وهي نتيجة حتمية لتطبيق مبادئ الإدارة العامة الجديدة في الآونة الأخيرة، كان هناك ولادة جديدة للاهتمام بالفكرة من المجتمع في أمريكا والقادة السياسيين وكلاً من الأحزاب السياسية ، والعلماء والكتاب توافق على أن المجتمع في أمريكا قد تدهور، وأنهم بحاجة ماسة إلى إحساس متجدد وتواصل اجتماعي. على الرغم من تزايد التنوع في أمريكا.

على الرغم من الاختلافات الكبيرة بين مجتمع ما بعد الحداثة والمنظرين، فيبدو أنها تصل الى استنتاج مماثل لانها تعتمد على بعضها البعض في عالم ما بعد الحداثة فيجب أن تقوم الحكومة على الخطاب الصادق والمفتوح بين جميع الأطراف بمن فيهم المواطنون والإداريون، وفي حين أن منظري الإدارة العامة ما بعد الحداثة هم متشككين في النهج التقليدية تجاه المشاركة العامة، ويبدو أن هناك اتفاقا كبيرا يعزز ذلك فإن الحوار العام مطلوب لإعادة تنشيط البيروقراطية العامة واستعادة الإحساس بالشرعية في مجال الإدارة العامة.

سادساً: الخدمة العامة الجديدة

منظمو المواطنة والمجتمع والمجتمع المدني، والتنظيميين، والجمهور ما بعد الحداثي ساعد الإداريون على خلق مناخ لتطوير الخدمات العامة والتي تأتي من الدولة للمواطنين فهناك جمهور جديد ومتطلبات جديدة ومتطورة فلو عجزت الدول عن تقديمها الخدمة بشكل جيد سيقدمها القطاع الخاص والمجتمع المدني بشكل ممتاز. وهناك عدد من المدارس قامت بشرح أهمية وجود خدمة عامة متطورة وهناك سمات للخدمة العامة الجديدة منها: أنها خدمة بدلاً من كونها توجية، مساعدة الموظف العام المواطنين على تلبية مصالحهم.

بدلا من محاولة للسيطرة على المجتمع أو توجيهه في اتجاهات جديدة. في حين لعبت الحكومة دورا مركزيا في الماضي ما أطلق عليه “توجيه المجتمع” فإن تعقيد الحياة الحديثة يجعل أحيانا مثل هذا الدور ليس فقط غير مناسب، ولكن من المستحيل تفعيله مره أخرى. ففي هذا العالم الجديد، نجد أن الدور الرئيسي للحكومة هو ليس فقط لتوجيه أعمال الجمهور من خلال التنظيم (على الرغم من أنه قد يكون مناسبا في بعض الأحيان)، كما أنها ليست مجرد وضع مجموعة من القواعد والحوافز (العصي أو الجزر) التي من خلالها الناس سيكون مسترشدين في الاتجاه السليم ولكن هناك أدواراً يتم لعبها على مساحات كبيرة منها دور المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمنظمات الغير حكومية والشركات متعددة الجنسيات ، وبدأنا نسمع عن وجود حكومة الأعمال بالتنسيق مع الجماعات الخاصة والغير ربحية وبالفعل تم حل معظم المشكلات التي تواجه المجتمعات المختلفة. وهناك ما يسمى بالدائرة المستديرة والتي تضم فاعل رئيس وهوالحكومة وأيضاً تضم فاعلين آخرين لهم دور في تقديم الخدمات العامة. فالموظفين العموميين سوف يلعبوا بشكل متزايد أكثر من دور في تقديم الخدمات الحكومية.

2- المصلحة العامة هي الهدف وليس المنتج الفرعي فهي عامة ويجب أن يسهم المسئولون في بناء المجتمع فهي فكرة مشتركة للمصلحة العامة والهدف هو البحث عن حلول سريعة تتطلب الخدمة العامة أن يتم إنشاء رؤية للمجتمع ليس عن طريق سياسيين وقادة منتخبين أو مدراء عاميين لكن الجميع يشتركون في هذه الخدمة.

3- التفكير الاستراتيجي والعمل بشكل ديمقراطي فيمكن أن تكون البرامج التي تلبي الاحتياجات العامة أكثر فعالية وتحقق المسئولية من خلال الجهود الجماعية والعمليات التعاونية ولتحقيق رؤية جماعية فإن الخطوة التالية هي تأسيس الأدوار والمسئوليات ووضع اجراءات محددة وخطوات للتحرك نحو الأهداف المرجوة.

4- يجب انضمام جميع الأطراف معاً في عملية تنفيذ البرامج التي سوف تتحرك في الاتجاه المطلوب. من خلال المشاركة في برامج التربية وتطوير مجموعة واسعة من القادة المدنيين، ويمكن للحكومة تحفيز وتجدد الإحساس بالفخر المدني والمسؤولية المدنية. نحن نتوقع أن يتطور هذا الشعور بالفخر والمسؤولية في استعداد أكبر للمشاركة في العديد من المستويات، كما تعمل جميع الأطراف معا لخلق فرص للمشاركة، والتعاون. مع العلم أن الحكومة يجب أن تكون مستجيبة وتلبي احتياجاتهم.

  1. خدمة المواطنين، وليس العملاء فإن الموظفين العموميين لا يستجيبون فقط للمطالب من “العملاء”، ولكن التركيز أيضاً على بناء علاقات ثقة وتعاون مع المواطنين وفيما بينهم. وتعترف الخدمة العامة الجديدة بأن العلاقة بين الحكومة ومواطنيها ليست هي نفسها كما بين الأعمال التجارية وعملائها.

5- هناك أهمية قصوى للرأي العام في مساءلة السلطة التنفيذية أي الحكومة عن طبيعة آداء عملها والإدارة في المفهوم الحديث تعني بعملية المحاسبة والمسئولية وتقديم الخدمة العامة بكل كفاءة وفعالية.

6-لأول مره يصبح للمواطن دور في مساءلة الموظف العام وليس فقط مديره هو الذي يتولى هذه العملية، وهناك قيمة للناس وليس فقط الانتاجية فلابد من احترام للناس والأفراد والمواطنين الذين تم تسميتهم العملاء بلغة الإدارة العامة الجديدة وهناك معايير جديدة تؤكد أهمية الإدارة من خلال الناس مثل تظم تحسين الانتاجية وإعادة هندسة العمليات وقياس الآداء.

  • هناك أهمية للقيادة المشتركة في توفير فرص تدريب للموظفين والمواطنين أيضاً لمعرفة دوافع المواطنين تجاه خدمة معينه ودراسة الموقف جيداً والمشاركة في عملية اتخاذ القرار. وهناك أهمية لادخال قيم المواطنة فوق قيم ريادة الأعمال.
  • المواطن هو مشرف على عملية تقديم الخدمة العامة الجديدة وليس فقط ذبون أو عميل أو مجرد مستقبل للخدمة العامة.

سابعاً: الإدارة الجديدة ادخلت بعض التعديلات على الصورة التقليدية للإدارة منها:

  • استقطاب الكفاءات: حيث تم اضافة هذه الوظيفة إلى قسم الموارد البشرية.
  • توسيع فكرة الموارد، لم تكتفي الادارة الحديثة بفكرة الموارد المالية كمورد رئيسي للمنظمة بل انها وضعت الموارد المعلوماتية والفكرية والثقافية اضافة للموارد البشرية بنفس مستوى اهمية الموارد المالية ان لم تعتبرها هي مصدر للموارد المالية , وعليه تم تغيير اسم وقيم قسم الافراد الى ( الموارد البشرية ) واصبح رعاية الفكر المبدع هو نفس طريقة رعاية رأس المال وتنميته.
  • اللامركزية : حاولت الشركات الكبرى والضخمة رغم تمسكها بأسلوب القيادة التقليدية باتباع اسلوب اللامركزية في فروعها المترامية لكي تضمن نوع من الابداع يتأقلم مع طبيعة المنطقة والموقع الذي يعمل به الفرع.
  • إدارة الجودة : اغلب الشركات المتوسطة والكبرى بدأت بتطبيق مفهوم الجودة متغلبة بذلك على فكرة الهرمية المطلقة
  • الحفاظ على البيئة : من الملاحظ ان العديد من الشركات حتى الصغيرة منها بدأت خلال العشرين سنة الماضية بأطلاق شعارت الحفاظ على البيئة ومراعاة ذلك بأنتاجها او خدماتها
  • إدارة الازمات والصراع: اصبحت المنظمات اليوم تضع خطط بديلة لتفادي الازمات المستقبلية.
  • التدريب : من اكثر الامور فائدة في الادارة الحديثة هو التدريب المفيد والايجابي، حيث اصبح امتياز التدريب هو من اهم مايحصل عليه الموظف بعد تعيينه لانه سيضمن له اضافة خبرة جديدة.
  • الشركات الذكية : بدأت اكثر حساسية ضد دوران العمل ، وسوق العمل ، والتركيز على الصفات القيادية ، وصقل المهارات ، والحفاظ على الموظفين ، وتطوير البيئة الداخلية ، وتقويتها.

ثامناً: هناك تحديات تواجه المدير العام حالياً منها:

1-أن يعرف طبيعة ومتطلبات المواطن ودوافعه واتجاهاته.

2-أن يقيم موارده وبرامجه.

3-لا يتحمل المدير العام مخاطر العمل كما في القطاع الخاص وإنما مخاطر العمل في الإدارة العامة الجديدة وأيضاً الخدمة العامة الجديدة ترتكز في اطار من الديمقراطية والمواطنة والمسئولية المشتركة فالجميع يقرروا ما هو الأفضل لهم.

  • كيفية التوفيق بين العملاء او المواطنين وبين موارده المحدوده مع العلم أنه يجب ارضاء المواطن عن الخدمة المقدمة.

    يهدف تطوير آداء إدارة الخدمة العمومية إلى خلق التوازن بين حجم المنظمات أو مجموعات من المنظمات الخدمية و محيطها الطبيعي و الاجتماعي. و يتطلب تحقيق هذا الهدف الأخذ في الاعتبار العديد من  العوامل منها: محدودية الموارد في محيط المنظمة، الشكل السلطوي للمنظمات، العلاقة بين المنظمة و الزبائن و التي لا يمكن أن تعتمد بشكل كلي على عرض الخدمات بل على المنظمات ، والعمل على التأثير في المحيط بشكل نوعي، وضرورة قيام المنظمة بتسيير علاقتها مع الجمهور و الحصول على تأييد لأهدافها، العمل على تفحص و إعادة النظر بشكل مستمر في الأهداف الخاصة بالمنظمة كون الهدف النهائي هو حصول إدارة الخدمة العموميةعلى الشرعية المفتقدة في عصر العولمة الذي نعيش فيه.

تاسعاً: الخاتمـــة

    لا شك أن تقديم خدمة عامة جديدة له دور في زيادة القبول لدى الحكومات ويدفع لمزيد من اللامركزية عن طريق دخول المواطن أو العميل كطرف رئيس فعال وقوي منذ التفكير في الخدمة وحتى الوصول لدرجات الرضاء العام لدى المواطن.

إن التحديات التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة أصبحت الحكومات أكثر مرونه وأكثر احساساً بالمسئولية تجاه المواطنين لانها أصبحت ليست الوحيدة التي تقدم الخدمة وإنما هناك منافسين.

الاهتمام بالخدمة أكثر من توجيه المواطنين يعطي دافعاً هاماً وايديولوجية كاملة في التحرر من السلطة إلى الذهاب للمواطن.

وبالتالي من الضروري أن يحمل منطق الحلول في إطار التحديث و الإصلاح ذلك التوازن بين اعتبارات الفعالية أي اعتبارات اقتصادية و اعتبارات اجتماعية.إن التغيير الجوهري في أساليب إدارة الخدمات العامة وفق نظرية الإدارة العامة الحديثة، يكمن في اعتبار مستهلكي الخدمات العامة زبائن واعيين يتم التعامل معهم وفق مفاهيم وقيم تجارية. كما يتم استخدام المفهوم ألمقاولاتي في تنفيذ مهام إدارة الخدمات العامة ،بمعنى البحث عن مصادر تمويل إدارة الخدمات العامة من المحيط الاقتصادي الذي تعمل من خلاله وليس عن طريق الرفع في الاقتطاعات الضريبي مع انتهاج اللامركزية التسيير ، التعامل بمفهوم الوكالات ، العقود الخدمية ، وما يصاحبها من استخدام لأنظمة تفويض السلطات و تقييم و الأداء المناسبين و كذا أنظمة معلوماتية المستخدمة للتكنولوجيات الحديثة.

إن إدارة الخدمات العامة الحديثة تتطلب تغيير على مستوى مؤسساتي و كذا، الأمر الذي يتطلب دعم و تجنيد واسع ومثابرة مستمرة من طرف جميع الشرائح، إلا أن الرافعة الحقيقة تكمن في قناعة المعنيين بصحية الأشياء التي يقومون أو بإقناع الغير بأن الإدارة العامة الحديثة و الأساليب التي تتضمنها لمصلحة الجميع.

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى