الدور الإيراني في الوطن العربي

فهرس البحث

مقدمه عامة

عناصر البحث

المشكلة البحثية وتساؤلات البحث- أهداف البحث – فرضيات البحث – حدود البحث حسب الإطار الزمني والجغرافيالدراسات السابقةوالإطار النظري والمفاهيمي لمصطلحات البحث ومفاتيح الكلماتمنهجية البحث

*تقسيمات البحث*

*الفصل الأول: مقدمة عن إيران الدولة (الفارسيه) القديمة

المبحث الأول: ايران وتاريخ متقلب العلاقات مع الجيران العرب

المبحث الثاني : محددات السياسة الخارجية الإيرانية منذ الثورة الاسلامية 1979

المبحث الثالث: الدور الإيراني في الوطن العربي بصفة عامة،بين الشد والجذب .                                                                                               

*الفصل الثاني: مقدمة عن التمدد الإيراني المذهبي والسياسي في الدول العربية و القوي الناعمة في الشرق الاوسط

المبحث الأول: الدول العربية المتأثرة تدخل إيران المباشر في شؤونها.

المبحث الثاني: :القوة الناعمة الإيرانية كإحدى استراتيجيتها مع دول الوطن العربي.

المبحث الثالث: الموقف الايراني/القطري من الرباعي العربي في أزمة الخليج العربي.

*الفصل الثالث :مقدمه عن ردود الفعل العربيه والاقليميه والعالميه حول برنامج ايران النووي.

المبحث الأول: الهاجس العربي والخليجي بصفة خاصة حول البرنامج النووي الإيراني.

المبحث الثاني: الأمن القومي للوطن العربي بين الموقف العدائي الايراني /الاسرائيلي وبرنامج إيران النووي وسلاح اسرائيل المحتمل النووي..!!ايهما اخطر على أمننا القومي؟

المبحث الثالث: البدائل المتاحة العلاقات الايرانية العربية المتوترة،وهل هي قابلة للتطبيق..!! 

نتائج الدراسة البحثية – التوصيات – الخاتمة – المراجع 

  مقدمه عامه 

 تعد دولة إيران بوضعها الحالي ومنذ قيام الثورة الإسلامية في فبراير 1979 بقيادة آية الله الخميني من منفاه في باريس،والتي أدت إلى سقوط الحكم البهلوي بقيادة محمد رضا بهلوي الذي لجأ بدوره إلى مصر بعد رفض الدول الاوروبية واميركا استقباله، ومنذ ذلك الحين فقد تحكم النظام الاسلامي المتشدد في ايران حتى بدورها أصبحت تمثل أحد التحديات الكبرى لدول الجوار العربي والوطن العربي بصفة عامة،خاصة بعد ما انتهجته ايران ونظامها المتشدد من اثارة مشاكل حدودية وتدخلات سياسية في شئون دول الجوار من الوطن العربي،اعتمادا على قدراتها العسكرية ومدى إمكانية امتلاكها لسلاح ردع نووي! لدولة ايران دوما ما كانت تحلم بعودة سطوتها ومجد إمبراطوريتها السابقة ولأن تتحكم في مقدرات دول الجوار العربية في منطقة الشرق الأوسط ،ومن الملفت للنظر ان ايران تمتلك حدود جغرافية طبيعية مع دول آسيوية سوفيتية سابقة وكذلك تركيا،الا ان تحرشاتها الحدودية الامنيه والعسكريه والمذهبية. وكذلك التدخل في الشئون الداخلية للدول دائما كانت من نصيب الدول الإسلامية والعربية!!؟ وسنتطرق لمناقشة ذلك البعد الجيوسياسي و الثيوقراطي  في الخلفية التاريخية لدولة ايران.

فقد اعتمدت إيران على افتتان بعض الشعوب العربية والإسلامية بانتهاج الثورة الإيرانية كثورة ذات مرجع إسلامي ومحاولة الاقتداء بها دون علمهم بتفاصيل ومرجعيات ومذهب الطائفة الاسماعيلية الشيعية بمختلف مسمياتها،ولطالما رغبت في تصدير الثورة والعمل على التمدد الشيعي الإيراني لأهداف قد تكون سياسية عنها اسلاميه،ومنها تسليح بعض الميليشيات والمعارضة المسلحة في الدول العربية ذات البعد المذهبي مثل حماس،الحوثيين،العلويين وقد عمد حكم الإسلاميين في إيران إلى تخطي بعض الخطوط الحمراء في علاقاتها الدولية والسياسية بدول الوطن العربي،وروحت إيران لثورتها عبر منابر كثيرة لتصدير الثورة والإقناع الشعوب العربية حذوها مما أدى إلى ظهور مشاكل سياسية كبرى بالمنطقة ومنها دولة العراق كحدود مشتركة وباقي دول الخليج ذات الحدود المتشاطئة معها في مياه الخليج العربي (الفارسي)بل وبعض المشاكل المتعلقة باحتلال جزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى،فقد بدأ الصراع فعليا بين العراق وإيران فيما يعرف بحرب الخليج الأولى والتي استمرت قرابة الثماني سنوات،انهكت فيها اقتصاديات العراق وايران،ولم تكتفي ايران بذلك بل عمدت علي تفكيك العراق بأكمله وصعود نظام رئاسي عراقي يخدم مصالحها.

ليس ذلك فقط بل محاولة التدخل في شؤون دول عربيه اخري سواء بتشجيع القيام بثورات كما حدث في البحرين واليمن ودورها المحوري في سوريا، وباقي ثورات الوطن العربي..

 المشكلة البحثية وتساؤلات البحث:

 يتضمن البحث هنا عدة مشاكل كلها تدور حول الدور الإيراني في الوطن العربي،ومن ثم فالمشكلة الأولى، هي دور إيران ومدي تأثيرها علي كل دول الخليج العربي من جانب،والمشكله الثانيه هي دور ايران في باقي الوطن العربي ومدى محاولاتها للتمدد السياسي والديني في كل الدول العربيه، وماقد تخلقه من مشاكل في دول الوطن العربي،كما سيناقش البحث كل أدوارها في العراق ،اليمن،سوريا،الامارات،السعوديه ولبنان.وغيرها من الدول العربية خاصة بعد ثورات الوطن العربي منذ 2011 وكيف كان لإيران دور خفي في بعض الإمدادات اللوجستية والمخابراتيه من خلال مليشيات واحزاب معارضة مثل حزب الله وحماس وما يطلق عليه بجيش النصرة او الجيش المحمدي التركي وداعش،حيث ان التاريخ اثبت أن كل المتشددين الدينيين يتبعون نفس المنهج ولو كان شيعي طالما يخدم أفكارهم.

كما أن هناك من المشكلات الحدودية بين ايران وبعض الدول العربية منها العراق و مشكلة الجزر الإماراتية والأمن العربي الخليجي وكيف أن إيران دائما ما تسعى للسيطرة على دول الجوار العربي من خلال عدة اصعدة لبسط سيطرتها ونفوذها السياسي والديني على المنطقة بأسرها، أما بالنسبة للمشكلة الثالثة،هي مدى تقبل الدول العربية الدور الإيراني وكيف يمكننا تحييد إيران في مشاكل الوطن العربي من خلال شراكات أهمها الاقتصادية، أو ربما إدماج إيران في الأدوار المحورية للوطن العربي،وإعطاء الفرصة لإبداء حسن النوايا من الطرفين العربي/الإيراني لذلك هناك العديد من التساؤلات البحثية في هذا الشأن منها:

1-ماذا يعني التمدد الشيعي والنفوذ الإيراني في العقل الجمعي العربي؟

2-ما هي  أهداف إيران من تملك سلاح نووي وعلاقة ذلك بتهديد الأمن العربي؟

3-ما تأثيرات الحصار الاقتصادي على ايران وهل عزلتها الدولية بسبب عدوانيتها.!

4- هل لإسرائيل دور في عدم إدماج إيران مع الدول العربية في شراكات دولية؟

5-محددات البعد الأمني لدول الخليج بعد قرارها التطبيع مع اسرائيل،وهل يمكن الجمع علاقات ودية تجمع الوطن العربي بين الجارتين الأعداء ايران/اسرائيل!

6-محددات السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الوطن العربي.

أهداف البحث:تكمن أهداف البحث في دراسة الدور الإيراني في الوطن العربي بصفة عامة،وفي نفس الوقت محاولة إثبات مدى تأثير الدور الإيراني على الأمن القومي العربي والأمن الخليجي،وتدخلات إيران المباشرة في 4 دول عربية.

ومدي تأثير البرنامج النووي الايراني علي استقرار الخليج،واستنفاذ ثرواته في سباق التسلح لدول الوطن العربي،ومدى الخلاف التاريخي بين إيران من جهة والسعودية ومصر بصفة خاصة،مما له الأثر البالغ في توتر العلاقات العربية معها بشكل كامل.

فرضيات البحث:

كلما زادت فرصة امتلاك إيران لسلاح نووي كلما قلت معه فرص التقارب السياسي،وماذا لو تقاربت الدول العربية مع إيران،وفرضيات مستجدة على الساحة بخصوص التطبيع العربي الإسرائيلي ذهب بعلاقات إيران العربيه الي غير رجعه..!

حدود البحث حسب الإطار الزمني والجغرافي:

الإطار الزمني للبحث منذ الثورة الاسلامية في ايران 1979/2020،نظرا لتطور الأوضاع وتغير السياسات الخارجية لدولة إيران مع دول الوطن العربي.

الإطار المكاني هو الشرق الاوسط ،والوطن العربي في آسيا/أفريقيا.

الإطار النظري والمفاهيمي لمصطلحات البحث ومفاتح الكلمات

الدولة الفارسية:والمعني بها دولة إيران الحالية نسبة إلى إقليم فارس منذ امبراطورية كوروش

الوطن العربي:الدول الناطقه بالعربيه في آسيا وأفريقيا ومنها دول الجوار لإيران في آسيا

دول الجوار للوطن العربي:المشترك في حدود جغرافية الدول العربية وبما أن ميثاق جامعة الدول تجمعهم في الصراعات الايديولوجية او السياسية او الحدودية تؤثر علي كل الوطن كوحدة لغة ودين وعرق.

الأمن القومي العربي:المتمثل في قدرة الوطن العربي لحماية جغرافيته،انظمته وشعوبه على كل الأصعدة.

الشراكات الاقتصادية:مدي التفاعلات الاقتصادية بين الدول سواء عن طريق منظمات دولية او اقليمية.

الصراع المائي/الحدود البحرية:الصراع المائي لمجاري الأنهار الطبيعية مثل انهار ايران/العراق واعاقتها.

امن ايران الاقليمي:من خلال القدرات العسكرية التقليدية وغير التقليدية مثل برنامجها النووي.

السياسه الخارجيه الايرانيه: المتمثلة في مدخلات ومطالب شعبها وهيئاتها الدينية التي تجعلها دائما مخرجات متغيرة.

الرباعي العربي وإيران:منذ 2017 وتحالف السعوديه/الامارات/البحرين ومصر لمقاطعة دولة قطر.

أمن الخليج العربي:جزء اصيل من الأمن العربي الشامل من المحيط للخليج.

ميليشيات ايران:المتمثلة في حزب الله وحماس الحوثيين والتدخل الإيراني في المنطقة من خلال النظام السوري النصيري(العلوي)

تهديد ايران لممالك الخليج من منظور سعودي /مصري:التحالف المصري الخليجي لضمان أمن الخليج،ووقوف الخليج إلى جانب بعض الدول بعد الثورات العربيه حتي لاتقع تحت المد الإيراني.

البرنامج النووي الإيراني:منذ 2010 واثاره من العقوبات الدولية والحصار الاقتصادي على إيران لمنع تخصيب اليورانيوم والقدرة على صناعة قنبلة نووية.

منهجية البحث:عند البحث في الشؤون الإيرانية ودورها في الوطن العربي والذي يجمعهم وحدة الدين والبيئة،فإن منهج ديفيد ايستون لتحليل الأنظمة هو الاعم والاشمل لعدة اسباب،هو عدم انفصال السلطة عن طبيعة الشعب وتنشئته الاجتماعية ونظام حكمه السلطوي،فان مخرجات ذلك النظام ناتج عن تفاعل معظم مريدي السلطة الدينية في إيران مع كل المتطلبات والتأييد المطلق للسلطة الدينية كمدخلات،فكل أشكال المصالح والحدود والدين واستراتيجية الأمن للمنطقة وخلفياتها التاريخية والبيئة المحيطة وتداخلات الدين مع السلطة الحاكمة تعتبر مقدمة أو مدخلات تسببت في مخرجات تبدو غير مستحبة لكل جيرانها،ولكن بصورة عدائية على الوطن العربي والخليج بصفة خاصة.

الفصل الأول: مقدمة عن إيران الدولة (الفارسيه)القديم country profile   

    إيران هي الدولة المسلمة ذات المذهب الشيعي ووريثه الثقافة الفارسية ،في ايران او ارض الاريين كما تم تسميتهم ووصفهم من خلال ملاحم شعرية قديمة تقول ان تسميه ايران يعود ل(اري ان)منذ عهد الامبراطور كورش،حتى بدأ عهد الصفويين 1501 وازالوا اسم فارس، وتعتبر اللغة الفارسية هي اللغة الأم ،إلا أن كلمة فارس أصبحت ممنوعة في التداول الرسمي منذ عام 1936 إبان حكم رضا بهلوي،إيران تعد ثاني أكبر دولة شرق أوسطية بعد السعودية من حيث المساحة،وموقعها الإقليمي المتميز يعد قوة إقليمية كبرى لها حدود مع جنوب غرب وأواسط آسيا إضافة تركيا وحدودها مع العراق وشاطئها مع دول الخليج العربي الفارسي سابقا، ايران الدولة الاسلامية منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب حتى يتم فتحها في عهد عثمان بن عفان، ذات التعداد ما يقرب من 65 مليون نسمة منقسمون بين 20 ولاية أشهرهم طهران فارس وشيراز،تمتلك رابع أكبر احتياطي عالمي من النفط وثاني أكبر احتياطي عالمي من الغاز،وهي تعد أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة أوبك ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز.

الغالبية من السكان مسلمين شيعة ينتمون للطائفة الإسماعيلية بطوائفها وبعض الاقليات من المسلمين السنة واليهود والمسيحيين وديانات أخرى مثل بقايا الزرادشتية والبهائيين واليارسانيين.وبها عرقيات اضافه للسكان الأصليين من 2800 عام قبل الميلاد مثل العرب،الارمن ،تركمان،بلوش وكرد وبها ما يقرب من 110 لغة أبرزها في الأدبيات الفارسية،الكردية،العربية،البلوشيه والذريه.وتعد ايران الحديثة بمفهومها الحالي وتكوينها الاقليمي منذ عهد الصفويين 1501 حتى 1763 ثم الدولة القاجارية حتى عام 1925 وتأسيس الدولة البهلوية حتى 1979 عندما ترك شاه إيران الحكم ولجأ إلى مصر بعد الثورة الإسلامية وترأس آية الله الخميني حكم إيران من خلال منصبه المرشد الاعلي للثوره الاسلاميه وهي أعلى سلطة في ايران. وتعد إيران القومية الوحيدة التي صدرت للإسلام والمسلمين مشاكل عرقية وقومية ومذهبية  فقد شهدت إيران في الوقت الحالي تحولات عدة على بعض الأصعدة مثيرة للدهشة وهي عسكرة النظام الديني ،وانتهاج سياسات مخالفة للقاعدة العالمية بان العسكرية في الغالب تتحول بالتبعية لأفكار مدنية ولكن العكس ليس صحيحا ،الا ان الانسان بطبيعته منظور نفعي فلسفي قد ادي به الي تطويعه للدين لأغراض تبدو دينية روحانية ولكن مغزاها الحقيقي كان النفعية والمصلحة!

المبحث الأول:ايران وتاريخ متقلب العلاقات مع الجيران العرب                                 

إيران والعرب لهم تاريخ طويل من العلاقات،ولاسيما قبل الإسلام وفتح بلاد فارس منذ عهد الخلفاء،فقبل الإسلام كانت القوميه الفارسيه اليد العليا في كل المنطقة بل إن معظم البلدان العربية وجزء من تركيا ومصر والشام كانوا احد اقاليم امبراطوريتهم الزائلة بعد نزول الإسلام وفتح بلاد فارس،وهنا قد تكمن الضغينة والعداء من الفرس للعرب،وذلك بطبيعة الثقافة الفارسية التي تعتبر القومية أعلى من الوحدة الدينية، وقد استقرت الحالة بين الفرس والعرب بعد دخولهم الإسلام والتوحد مع الإقليم العربي الإسلامي الممتد حتى ما بعد الشرق الفارسي،فقط لمدة 200 عام حتى استعادت إيران نعرة القومية والتي غالبا ما كانت تعلو التوجه الديني ،بالأدبيات الايرانية غالبا ما تتحدث عن العرب الغزاة جامعي الجزية والضرائب،في العلاقات الحقيقية والتداخل بين الثقافات بدأت مع نقل عاصمة الخلاف من المدينة المنورة إلى الكوفة.

فبدأ الايرانيون يسترجعون أمجاد الآباء من الزرادشتية وقوميتهم الضائعه مع اعتلاء العرب عرش العالم القديم وفتوحاتهم شرقا وغربا،في العلاقة الغريبة حقا بدي ظاهرها مع حكم الخليفة هارون الرشيد وابنه الأمين الأموي الوالدين والمأمون وامه الفارسية ومن بعدها نكبة البرامكة واقصائهم لما ابدوه من خيانة للتحكم في مفاصل الدولة الإسلامية،لذا ومع انتشار المذهب الاسماعيلي او التشيع كدولة حكمت الاسلام لقرنين من الزمان،فقد وجد الفرس فرصتهم لاعتناق المذهب المخالف والمغاير للعرب وهو المذهب السني وامتدت إلى وقتنا هذا،فاتسعت الهوة والخلافات حتى أخذت شكلها الحالي في عام 2021 وليسع هنا ذكر كافة التفاصيل عما مرت به المنطقة كلها من أهوال سببها القرامطة والحشاشين الفرنسيين الاصل،حتي عندما نتحدث عن استخدام القوة الناعمة في استعادة التوازن بين العرب والفرس نجد ان الذاكره العربيه والفارسيه قد امتلأت بكل ما هو سيء عن إيران المتشيعة المذهب، وأهل السنة سواء من سكانها الاصليين او العرب المهاجرين إليها،فالتاريخ مليء بكل ما يجعل من محددات أي سياسات وعلاقات دولية في القرن ال21 بين الوطن العربي وإيران ما هو مشين وغير مقبول على الصعيد الديني والشعبي بين الإقليمين الإيراني والعربي.

منذ 1979 و الثوره الاسلاميه المتشدده ومحاولة تصديرها للدول العربية،والأدوار المتلونة للحرس الثوري الإيراني في بلدان عربية مثل سوريا/اليمن/لبنان والعراق وأخيرا البحرين.والغريب في الامر ان ايران حاليا لها حلفاء وعلاقات وثيقة مع بعض الأنظمة العربية مثل سوريا/والعراق ولبنان،وفي نفس الوقت اشد العداء لدول جوار الخليج .وذلك رغم أن نزوح عائلات من اصول ايرانية الى شبه الجزيره العربيه شىء واضح إلى يومنا هذا،حتى إن في العصر الحديث حدث تزاوج ملكي بين محمد رضا شاه ايران الشيعيه والاميره السنيه المصرية فوزية اخت الملك فاروق وحدث تقارب لبعض الوقت انتهى بقطع العلاقات عام 1960 ثم عادت وازدهرت في عهد السادات قبل الثورة،كانت دول الخليج في ذلك الوقت مستعمرات بريطانية لم تنل استقلالها بعد،في الوقت الذي كانت إيران تحتل بعض الجزر العربية الإماراتية والبحرين وأجزاء من قطر،فالتاريخ الإقليمي العرب والايرانيين تداخل معه نفوذ اوروبيه وعثمانية لم يستطع اي منهم ان يخفي أطماعه في تلك المنطقة الغنية اشعلوا الفتن مرات بين السنة والشيعة وبالاخص عن تبني الدولة الصفوية المذهب الشيعي رسميا للبلاد فحاربهم سليم الأول بجند عرب سنيين في ديار بكر وغذي بذلك العداء التاريخي بين الفرس والعرب،ومرورا باحداث جسام وصول 1979 وما تلاها فقد تعرضت (العلاقات العربية الإيرانية لهزات عنيفة مع حرب الخليج الاولي ايران/العراق،1980/1988وصولا لحرب العراق حتى ان الخميني علق على انتهاء الحرب وكأنه قرار لان يتجرع السم)(هيكل،محمد،بدون سنة نشر،ص 121) وتقسيم السلطة في العراق وتمدد إيران وصولا لسوريا شرقا بهدف إمداد لوجستي لحزب الله والجيش السوري وحماس،مما وضع دول أخرى على المحك في العلاقات الدبلوماسية مع إيران مثل مصر،خاصة بعد ثورة 2011 ومحاولة إيران التمدد السياسي والمذهبي في مصر وتهريب السجناء.

المبحث الثاني: محددات السياسة الخارجية الإيرانية منذ الثورة الاسلامية 1979

(المحددات الرئيسة للسياسه الخارجيه الايرانيه بصفة عامة وتجاه الوطن العربي بصفة خاصة و دائما ما تعكس صورة إيران للعرب بأنها المدافع الأول عن الإسلام و بمظهريه الاعتدال أمام الغرب!وكلها جوانب مؤثرة في صنع السياسه الايرانيه،وان المرشد الاعلى للثورة الايرانية له سلطان على رئيس الجمهورية نفسه المقيد فعليا بكل أوامر المرشد الأعلى ولابد من موافقته على أي أمر يخص الدولة على الصعيد الداخلي والخارجي،بصفته الولي والحاكم المطلق)(المركز الديمقراطي العربي،2017).بالرؤية الايرانيه لمشاكلها الاقليميه والدوليه تحددها اليات او محددات أهمها:

-اولا الثوره الايرانيه الحرس الثوري،كفكر سياسي جديد لضمان الولاء للمرشد الأعلى و هي محدد أساسي بدء من أرض العراق حيث مقر الخميني حتى غادر الى باريس،ومنذ ان نجحت الثورة فقد عمدت على تصديرها لدول الجوار العربي بكل الطرق،ورغم أن إيران كان لها من الثقل الدولي في التسليح التقليدي إلا أن الثورة وحرب الخليج الأولى أثبتت أن منظومة الجيش الإيراني لابد من اعادة صياغته كأحد أبرز قرارات الثورة وفيما بعد اتخاذ القرار بالاستمرار في البرنامج النووي الذي قد بدء فعلا في عهد الشاه،فما كان من الخميني إلا أن يؤسس حكمه من خلال إنشاء بعض المؤسسات المعيلة للمجتمع حتى يكسب تعاطف جموع الشعب مثل مؤسسات الاغاثة وإعانة اسر شهداء الثورة والاسكان.

ثانيا:الموقع الجغرافي ويتميز الإقليم بالموارد الطبيعية،إيران تحتل موقع إقليمي متميز يجمع بين جنوب وغرب آسيا وحدود مشتركة مع الاتحاد السوفيتي سابقا وتركيا والعراق وخليج عمان بالإضافة للخليج العربي،إضافة لاتساع رقعة مساحتها مما أعطاها اتجاهات استراتيجية مع حوالي 8 دول حدود برية مشتركة،وحدود متواطئة في بحر قزوين مع كازاخستان وروسيا،وفي الخليج العربي مع الكويت والعراق وقطر والبحرين والامارات وسلطنة عمان.كل ذلك من مميزات الإقليم الإيراني أعطاها ثقل كمحدد لسياستها الخارجية.

ثالثا:الانظمه السياسيه الحاكمه،واولها مؤسسه الولي أو المرشد ويتبعها لجنة الخبراء و صيانة الدستور الذي يتحكم بدوره في كل مناحي الحياة السياسية بما فيها العسكرية،نصوص الدستور تعطي للولي أو المرشد كافة الصلاحيات في إدارة شئون البلاد بما فيها السياسة الخارجية،ومن صلاحياته عزل الرئيس،العفو،نقض الأحكام،القيادة العامه للقوات المسلحه،والأمر بالاستفتاء ارفض اي منازعات بين السلطات.ومن تعريفات الأنظمة:

-مجلس الخبراء وهو مكون من 86 عضوا ينتخبون رئيس يكون وليا أو مرشد أعلى

-مجلس صيانة الدستور مكون من 12 عضوا نصفهم قضاة معنيين بشؤون الانتخابات.

-مجلس تشخيص مصلحة النظام لفض المنازعات بين البرلمان والمجالس الأخرى.

أما بالنسبة للسلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية كلها منصهرة في أوامر ورغبات المرشد.

رابعا:التيارات السياسية المختلفة والصراع بينهما،وهو غالبا بين التيار الأصولي الذي يتبع المرشد وكل المؤسسات الدينية التابعة له والتيار الإصلاحي الذي يعتبر بعض المتنورين والإصلاحيين مجرد فقاعات أو نقد للوضع القائم دون جدوى،لأن المرشد ومجلس الخبراء هم أصحاب القرار بل وصانعيه حتى في السياسه الخارجيه.

خامسا: الايديولوجية الإيرانية المتمثلة في الخلط والمزج الكامل بين الدين والسياسة،ولكن هذا المحدد السياسي الثقافي الديني اخذ منحدر آخر حيث ان الدولة في شكلها العام تتجه نحو العلمانية التوافقية رغم التدين الظاهري للسلطة هناك.فالاسلام ك إيديولوجية أصبح إسلام سياسي حكومي لكن على صعيد القاعدة الشعبية فالأمر مختلف.

المبحث الثالث:الدور الإيراني في الوطن العربي بصفة عامة،بين الشد والجذب .

(أننا سنصدر ثورتنا إلى كل العالم حتى يعلم الجميع لماذا قمنا بالثورة، لقد كان هدفنا الاستقلال بمعنى التحرر من القيود والتبعية للشرق والغرب والحرية،. إن ثورتنا يجب أن تصدّر إلى كل أنحاء العالم، لا يفهم من ذلك على نحو خاطئ إنّنا نريد فتح البلدان، فمعنى تصدير الثورة هو أن تستيقظ كل الشعوب والحكومات.هكذا صاغ آية الله الخوميني الايديولوجية الايرانيه الجديده)(تصريح الخميني).في المؤسسه الدينيه هي صاحبة الكلمة العليا في توجيه السياسة الخارجية الايرانية لذا فإن دور ايران الاقليمي في المنطقة العربية تفاقم مع تقدم التسليح وبرنامجها النووي وتنامي الحرس الثوري الايراني الذي عكس بدوره عسكرة النظام السياسي،مما أثر بشكل مباشر على العلاقات الدوليه الخاصه بالوطن العربي،فإن التحولات والثورات العربية قد ساعدت إيران في (التدخل في شئون بعض الدول العربية بداية من حرب العراق تصريحات المرشد الأعلى للثورة الايرانية آية الله الخميني بأن حربه مع العراق لن تنتهي حتى يسقط صدام حسين وكذلك لن تعود الحياة الممرات البحرية إلا بعد إسقاطه..في النية مبيته للعراق من زمن)(الين،توماس،1993،ص104) حتى الازمة السورية والحرب في اليمن،مما اضطر معها الحكومة الدينية الايرانية تستغل الحرب الطائفية في تلك الدول لتحقيق طموحها بالتمدد ،فكلما زادت الطائفية والحروب الاهلية كلما نشط الدور الايراني في الوطن العربي،وفي نفس الوقت ضعف المؤسسات والمنظمات العربية دور جامعة الدول العربية قد ساهم في تمدد إيران خاصة مع تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية قد اعطى ايران فرصة ذهبية لإحلال الدور العربي هناك بالايراني.

وفي ذات الوقت فالعرب منقسمون بطيئون في الاستجابة للتطورات المتلاحقة،فغالبا إيران تسبق العالم العربي بخطوات في تحديد الأولويات لسبب بسيط ان ايران رغم محدداتها إلا أن لها سلطة عليا واحده انما الدول العربيه لها العديد من الانظمه الدوليه المختلفة فكريا وسياسيا،لذا من الصعب التوافق على امور عده ولو كانت تخص إيران نفسها وعلاقاتها بدول الوطن العربي،إيران تتعمد إبراز موقفها وتوفقها الدولي لانتزاع دور إقليمي والسيطرة على مجريات الأحداث مع جيرانها العرب، ويرجع ذلك للأسف غياب المشروع القومي العربي أمام المشروع الإقليمي الإيراني.فنجد إيران تجيد لعبة الكر والفر السياسي مع الجانب العربي ففي الوقت الذي تمدد فيه في اليمن وسوريا والعراق نجدها تغازل مصر والسعودية من خلال تصريحات بشأن عمل مصالحه أو اتفاقيات استراتيجية،وفي نفس الوقت تساند المعارضة المسلحة في الدول العربية من خلال ميليشياتها.

الفصل الثاني: مقدمة عن التمدد الإيراني المذهبي والسياسي في الدول العربية و القوي الناعمة في الشرق الاوسط.

 يعد مفهوم القوة من أهم المفاهيم في دراسة العلاقات الدولية والعلوم السياسية بشكلٍ عام, و يمكن تعريف القوة في العلاقات الدولية  بأنها امتلاك الدولة القدرة على التأثير في سلوك الأطراف الآخرين أو تغييره وفقاً أهداف محددة بما يخدم مصالحها,( و من ثم فإن القوة اختصاراً هي القدرة على التأثير في سلوك الآخرين،لذلك لدولة إيران الشيعية تحاول التمدد وفرض نفوذها من خلال امتلاك سلاح ردع هو في الأغلب لإرهاب الدول المناهضة توسعها على حساب جغرافيتها ووضعها السياسي وبالأخص دول الخليج والأعم الوطن العربي كله لما له من ارتباطات لا يمكن بأي حال من الأحوال الهروب منها، لأن الأصل في الحياة بين الجوار خاصة المسلمين بشكل متزامن وامني كما يشرع الإسلام)(فوللر،ليست؛جراحان،ايران،1996،ص 121)مثل المحدد الجغرافي والديني والعرقي والمصالح المشتركة.

المبحث الأول: الدول العربية المتأثرة تدخل إيران المباشر في شؤونها.

(إذا بدأنا بالدول العربية التي تقع في فلك التأثير الإيراني المباشر فسنجد أن الدول الحدودية معها هي أشد الدول تأثرا بسياسات إيران الخارجية. لذلك فإن أدوار ايران مختلفة في كل البلدان العربية حسب توجهاتها ومحددات سياستها الخارجية وعلى سبيل المثال:

– العراق ويبدو جليا أن إيران تعتبر الجناح الشرقي للعالم العربي نطاقًا استراتيجيًا مهمًا لأمنها القومي، وهكذا كانت الحال منذ إنشاء الدولة الصفوية في بداية القرن السادس عشر الميلادي، وسنحت الفرصة لتحقيق هذا «الحلم الإيراني» بعد سقوط نظام صدام حسين وتعزز بشكل واضح بعد الانسحاب الأميركي من العراق، حيث سعت إيران إلى ملء الفراغ السياسي والأمني، ما جعل طهران صاحبة النفوذ الأبرز في العراق في الوقت الحاضر)***(نايف،خالد،2015).

سوريا ولبنان: فالأمر جد خطير من بعد الثورة السورية والإمدادات اللوجستية لبشار الاسد اللامحدود،فهو ليس للبعد الاثني والمذهبي فقط ولكن ايران مستعدة ايضا لان تكون قوة سياسية فاعلة في حال سقوط بشار الأسد كما حدث مع صدام حسين ، وفي لبنان خلّق الدعم الإيراني اللامحدود لحزب الله دولة داخل الدولة اللبنانية، الأمر الذي عزز الانقسام اللبناني وأضعف الوفاق الوطني، فأصبح لبنان بلا رئيس منذ عدة شهور والان لبنان يعاني الإفلاس والفراغ السياسي وبوادر حرب أهلية مع جائحة كورونا والازمه الاقتصاديه ويبدو أن إيران لها الرغبة في إفساد اتفاق الطائف بين الطوائف اللبنانية.

اليمن: تدعم إيران الميليشيات والتنظيمات السياسية والمسلحة في المنطقة العربية دائما ما كان انتقائيا تحكمه دوافع مصلحية ضيقة ومشبوهة في اليمن بشماله وجنوبه يقع تحت وطأة الحرب الاهليه والطائفيه والمجاعات،(رغم ان التدخل الايراني هو ضد كل الأعراف الدولية والدبلوماسية والدينية فكيف للإنسان أن يقتل باسم الله أو الدين فقد اصبح الانسان الذي يعيش ببلدان طائفية يشعر بالخوف من الحرية فهم اعتادوا على الانسياق ولو للمذهبية)(ياكوبوتشي،مايكل،بدون سنة نشر،ص 55/56) ولكن، في إطار تركيز إيران على منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، عُدّت اليمن إحدى أهمّ نقاط الإهتمام الرئيسية بالنسبة إلى إيران، التي من شأنها أن تساعدها في تعزيز مكانتها في الإقليم، وتدعيم موقفها سواء في مواجهة الأطراف الإقليمية الأخرى، أو في مواجهة بعض القوى الدولية، وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك سعت إيران إلى ممارسة دور نشط في اليمن مستندةً إلى مزيج من الاعتبارات المصلحية البراغماتية و الاعتبارات المذهبية والأيديولوجية، ولا سيّما مع جماعة أنصار الله الحوثية، كمحاولة من قِبل إيران لتغيير التوازنات والمعادلات السياسية اليمنية بما يتيح لها تعزيز نفوذها في اليمن، ومِن ثَمّ التأثير على المعادلات السياسية والتوازنات في الجوار الإقليمي خاصة مع السعودية الجارة الشمالية لليمن، الأمر الذي يثير التساؤل حول انعكاسات الدور الإيراني في اليمن على الأمن الإقليمي ،ولكن ذلك يصنع محددات أخرى لدول بعيدة عن اليمن جغرافيا ك مصر والأردن وإسرائيل بالإضافة للسعودية لما يشكله تهديد مباشر للملاحه الدوليه في البحر الأحمر وقناة السويس

المبحث الثاني:القوة الناعمة الإيرانية كإحدى استراتيجيتها مع دول الوطن العربي.

يعد (مفهوم القوة من أهم المفاهيم في دراسة العلاقات الدولية والعلوم السياسية بشكلٍ عام, و يمكن تعريف القوة في العلاقات الدولية  بأنها امتلاك الدولة القدرة على التأثير في سلوك الأطراف الآخرين أو تغييره وفقاً أهداف محددة بما يخدم مصالحها, و من ثم فإن القوة اختصاراً هي القدرة على التأثير في سلوك الآخرين،فعند الحديث عن إيران وقوتها الناعمة من خلال استغلال الدين بصفة خاصة لأهداف سياسية فسنجد الامثله كثيره ك استغلال حزب الله للترويج ان التدخل الايراني هو لحماية المقدسات كما هو الحال مع حماس والحوثيين وتمدد افكار الحرس الثوري الإيراني للدول العربية.)

(القوة الناعمة السياسية لها من القوة والتأثير اقوي بكثير من القوة الصلبة أو التقليدية العسكرية في معظم المواقف المصيرية السياسية،بل وتحدث تغلل ثقافي باشكال متعدده في اللعب على الوتر الحساس الشخصية العربية ومقدساته من خلال بثها بقوة ناعمه كا افلام وثائقية ومراكز تعليمية أو كتاب تحرير القدس والمسجد الأقصى ونشر صور قبة الصخرة حيث عرج نبي الإسلام واسري به،فهو يعد اعتداء على الذات وتطويعها بأكاذيب)(طه،عبدالقادر،1998،ص324) ولنا امثلة كثيرة مثل ماتفعله ايران وتركيا كدول جوار عربي من أجل السيطرة الفكرية على جيرانها من خلال إعلام ممنهج يخدم مصالحهم وقضاياهم في المنطقة وتتمثل القوة الناعمة في التأثير الفكري والثقافي والإعلامي كأحد أدوات التأثير الدولي, اعتماداً علي الأبعاد الدينية و الثقافية و الحضارية, و تعتمد الدولة في ذلك على الإقناع و الترغيب و قد عرف القوة الناعمة كذلك بقدرة الدولة على خلق وضع يفرض على الدول الأخرى أن تحدد تفصيلاتها ومصالحها بشكل يتفق مع هذا الإطار الذي تم وضعه أو بمعنى أخر أن تقوم هي بوضع أولويات الأجندة الداخلية لغيرها من الدول،ولعل أبرز الأمثلة على ذلك استخدام كل وسائل السوشيال ميديا لترويج انتصار حزب الله الإسلامي في الانتصار على اسرائيل في لبنان،وماحدث ان اغلب المتشددين الاسلاميين السلفيين الاعداء التقليديين للمذهب الشيعي لان يتغنون بإيران والثورة الإسلامية.

(تقوم إيران على  توظيف قدراتها بما يمكنها من تحقيق أهداف الأمن القومي الإيراني،ويأخذ شكل الصراع بين قوىناعمه فهو صراع غير عسكري بسبب اختلاف استراتيجيات أومصالح وحتىان ان صراع قوي ناعمه فإنهيخلق حالةمن عدم التوازن)(عوده،جهاد،2006،ص 19) مما يكسبها مكانة مهمة في العالم. يهتم الكاتب بتحليل وضع إيران على الساحة الدولية بعد فك العقوبات الاقتصادية حيث أن إن العالم يعتبر إيران لاعبا مهما على الساحة الدولية في الفترة الأخيرة، ليس فقط لأهميتها الاقتصادية، ولكن أيضا لقدرتها على فض كثير من الاشتباكات في السياسة الإقليمية في الشرق الأوسط, حيث أن المهارة الدبلوماسية الإيرانية لا ترجع لتملُـك إيران للعديد من مصادر القوة المادية التي تؤهلها للقدرة على التهديد و تستخدمها إيران بما يمكنها من تحقيق أهدافها دونالتورط في نزاع مسلح مباشر مع جيرانها من أفغانستان في الشرق إلى البحرين واليمن في الغرب فقط. بل لتملكها أيضاً عدداً من مصادر القوة المعنوية أو “القوة الناعمة” منها الخبرة التفاوضية والإعلام والتجارة والاستثمار والمذهبية الدينية

في استخدام القوة الناعمة أمثلة للاستراتيجية الإيرانية في المنطقة العربية *

  • العراق بعد 2003
  • عمدت إيران إلى تخريب الدولة العراقية ونشوء السلطة الجديدة على ان تكون اكثر طائفية ومواليه للأيديولوجية الإيرانية فكانت أكثر طائفية خاصة بعد اعتماد نظام المجلس الرئاسي،بما يضمن بقاء القوى الوطنية العراقية المناهضة لسياساتها خارج إطار دائرة صنع القرار،واستقطاب خونه عراقيون حاربوا إلى جانبهم أثناء حرب الخليج الأولى،(واستخدمت السياحة الدينية للعراق لتنفيذ هذا المخطط والذي كان مفترضا استخدامه في مصر اثناء حكم الاخوان ولكن الاجهزه الرسميه المصريه كانت تعي ذلك جيدا في إيران تجيد استخدام منهج المدرسة السلوكية في السياسة وهي مبدأ القوة والدوافع والأحاسيس إلهاب مشاعر الناس لتحقق الهدف ولو بالصدام فالاهم ان تكسب جولات)(بدوي،مرسي؛محمد،ليلي،2001،ص285).فحوالي ثلاثة إلى أربعة ملايين شخص يزورون العراق أثناء الاحتفالات السنوية بيوم عاشوراء كان من المخطط توجههم لمصر والأزهر والأضرحة الشيعية بمصر القديمة!

 –الاستراتيجية الإيرانية في لبنان:

(تعد الاستراتيجية الإيرانية تجاه لبنان من أبرز ملامح القوة الناعمة الناعمة, حيث وجود المشترك الثقافي الشيعي كأداة أساسية للقوة الناعمة في لبنان, و حزب الله اللبناني صاحب المرجعية الشيعية و تحرك إيران استراتيجيتها تجاه لبنان معتمدة على البعد الديني كمؤشر للقوة الناعمة المتمثل في إطار مشروع المقاومة بقيادة حسن نصر الله الشيعي الايراني التوجه فتعمل إيران إبراز استخدام القوة الناعمة لأنها على دراية بأن الولايات المتحدة واسرائيل تريد تطهير لبنان وسوريا اولا من الوجود الإيراني لتتفرغ لبرنامجها النووي ومشاكل الحدود والاستيطان بين إسرائيل والفلسطينيين)(الاشعل،عبدالله2006،151)،وذلك لعدة أسباب منها:.

  • النشاط الثقافي, أنشطة المركز الثقافي الإيراني التي استهدفت جميع المكونات اللبنانية,
  • بالإضافة لتوفير المركز عدداً من المكتبات العامة بعدة لغات، و قام بإصدار عدة مجلات أدبية، و دورات لتعليم اللغة الفارسية، و افتتاح قسم للغة الفارسية في الجامعة
  • النشاط التعليمي، جامعة أزاد الإسلامية، ومعهد الرسول الأكرم والسيدة الزهراء في لبنان، والمدرسة الإيرانية، و تقديم المنح للدراسة في الجامعات الإيرانية، وكذلك بعض
  • الإعلام, تمتلك إيران عدد كبير من المؤسسات الإعلامية مقرها لبنان أو لها مكتب ممثل في لبنان، منها قناة العالم وقناة آي فيلم وقناة الكوثر، فضلا عن قنوات حزب الله

و بكون حزب الله مؤثر أساسي في لبنان  له مؤيديه  و من خلال علاقته الوطيدة بإيران و دعمها الدائم له فبالتالي يعد الحزب بمثابة أداة لإيران في لبنان, بناءً على ذلك تمكنت إيران من كسب لبنان كحليف في العديد من المصالح المشتركة, بالإضافة لظهورها بمظهر الداعم للبنانيين ضد إسرائيل.وكذا هو الحال مع سوريا واليمن حاليا،باستخدام كل الوسائل التي بدورها ترفع الروح المعنوية للأحزاب مواليها وأن تقنع كل الشيعة في البلدان العربية بانهم اقلية مضطهدة وهو الاداره الحاليه التي تحاول ايران استخدامها من خلال الهيومن رايتس ووتش بأن الأقليات الشيعية في الوطن العربي تعاني الاضطهاد على أساس ديني!!

  المبحث الثالث: الموقف الإيراني/القطري من الرباعي العربي في أزمة الخليج العربي.

منذ العام 2017 وإعلان دول الربيع العربي مقاطعة النظام القطري لانتهاكاتها خصوصيات وسياسات بعض الدول العربية منها مصر والسعودية والامارات والبحرين من خلال استخدامها للقوة الناعمة المتمثلة في قنوات الجزيرة وبعض القنوات الدبلوماسية المعادية (وامداد المعارضات المسلحة في الدول العربية للنيل من استقرارها،في دولة قطر تلعب دور سياسي هي بكل محدداتها ومقوماتها لاتقدر عليه الا بالمال وهذا ما تملك قطر،ولكن على صعيد المحدد آخر فهي دولة لا تملك مقدراتها!!وبعد توجيه افظع انواع الدبلوماسية مع مصر التي أبرزت قيم الشخصية العربية في كل المحافل والحروب دفاعا عن أمن وعزة الوطن العربي وهذا ما طلبته مرحلة من حياة العرب ارتبطت بمصر الوضع الجيو بوليسي والحضاري والتاريخي فإن كانت قطر عندما دافعت مصر عن الاسلام والعروبة على مدار تاريخها الإسلامي)(عيد،محسن1998،ص175)،والسعودية بما تملكه من مؤسسات عبر التاريخ الاسلامي و الحضاره العربيه،فبعض الأنظمة في الدول العربية لا تمتلك من الثقافة العربية والحضارة الاسلامية الا العصر الجاهلي بكل محدداته مع الاسف ولا يستطيعون التفاعل الدولي الديبلوماسي لتحقيق وحدة الوطن العربي.

لذلك ما كان من دول الرباعي إلا أن تخط 13 شرط لقطر حتى تتجنب المقاطعة العربية،ولكن لان السياسه والمصالح متغيره،وظهور بعض المستجدات على الساحة جعلت من الرباعي العربي يصدر بيان العلا والذي لم ينص صراحة على عدم المقاطعة ولكن هناك توجهه إقليمي لتحييد دور إيران المتنامي في اليمن وسوريا وهاهم العرب كل يوم يدفعون ثمنا باهظا لعدم اتحادهم وتفعيل ميثاق جامعة الدول العربية.ولذلك لم تكف اتصالات الرباعي العربي منذ 2017 عن الاجتماعات ومناقشة المستجدات على الساحة،وطالبت “اللجنة الوزارية العربية الرباعية”، بوقف تدخلات طهران ومطالبتها بالتوقف عن دعم وكلائها بالمنطقة،

وقال بيان صادر عن جامعة الدول العربية، إن “اللجنة المعنية بتدخلات إيران” في اجتماعها الذي عقد على هامش أعمال الدورة (154) لمجلس الجامعة، ناقشت تطورات الأزمة مع طهران وسُبل التصدي تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية،وطالبت اللجنة بإدانة التدخلات وكذلك الكف عن تمويل وكلائها المنطقة لزعزعة الاستقرار فيها وطالبت اللجنة في بيانها الختامي، المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة،وفي المقابل عينت قطر سفير فوق العادة في إيران بعد سحب السفير لمدة 20 شهرا مكايدة في السعودية، وتشارك إيران وقطر في 268 كيلومتراً كحدودٍ بحرية وفتحت لها الحدود البحرية في الخليج،، فضلا عن تقديمها خدمات مالية للتجار الإيرانيين داخل أراضيها رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران!!يذكر أن النظام الحاكم في الدوحة أعلن صراحة رفضه العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، بما فيها تشديد الحظر على صادرات النفط الخام التي تراجعت بشدة مؤخرا، حيث زار تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر طهران وأجرى مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني،مما حدا بدول الرباعي وبالاخص البحرين باستبعاد أي انفراجة حالية معنية بحل جميع الخلافات..فقطر مع كل أسف كانت السلاح الذي يطعن به أعداء الوطن العربي التقليدية وغير التقليدية.

الفصل الثالث: ردود الفعل العربيه والاقليميه والعالميه حول برنامج ايران النووي.

يعد البرنامج النووي الإيراني هو احد اكبر التحديات للنظام الدولي الجديد منذ سقوط الاتحاد السوفيتي،في الدولة الإيرانية تجيد التفاوض واستخدام الوقت المفصلي في استراتيجيتها السياسية.

المبحث الأول: الهاجس العربي والخليجي بصفة خاصة حول البرنامج النووي الإيراني.

منذ العام 1957 وإيران تمتلك برنامج نووي سلمي كانت الولايات المتحدة ساعدت إيران في بناء عدة مفاعلات للطاقة السلمية وتوقف العمل بها بعد الثوره الاسلاميه الايرانيه،ولكن في تسعينيات القرن الماضي استطاعت إيران تخصيب اليورانيوم بنسب بسيطة تكفي لاغراضها السلمية،ولكن مع اعلان ايران وصولها إلى نسبة 20%الذي دعا بدوره إلى قلق دول الجوار وخاصة العربي والخليجي والقوى الدولية،ومن ثم اعلن الرئيس الاميركي السابق ترامب بأن على إيران توقع ضربة عسكرية ولكن هذا لم يحدث،مما حذا بايران لان تطالب بسقف أعلى من خلال مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة،وقامت المجموعة 5+1 باستحداث بنود إضافية على الاتفاق الغربي الايراني لاحقا،في الوقت طالبت فيه الدول العربية والخليجية بصفة خاصة الانضمام إلى مفاوضات الغرب الإيراني النووي ولم تستجب له الولايات المتحدة رغم كثرة الشكوك حول نوايا إيران العدوانية.

لقد أثار موضوع الملف النووي الإيراني قلق العالم بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص لان من شانه ان يؤثر على البيئة الاستراتيجية لمنطقة الشرق الاوسط، كما انه يفرض تهديدا مباشرا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومصالح حلفائها في المنطقة وأهمها دول الخليج العربي., الأمر الذي انعكس بدوره على ترحيبهم فيما بعد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانسحاب من هذا الاتفاق خاصة مع قناعاتهم في أن إيران كانت قد استغلت هذا الاتفاق من اجل انعاش بلدها اقتصاديا , ورسم استراتيجية جديدة لها على منطقة الشرق الأوسط وبما يمكنها من مد أذرعها الى داخل دول المنطقة بما يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، كما أن هذا البرنامج قد أثار حفيظة دول الجوار ودول الخليج العربي بسبب قلقها من آثار استخدامه عسكريا على أمنها واقتصادها بشكل خاص، ولعل العرب يقيموا مجلس تعاون عربي على غرار الاتحاد الأوروبي وربما يكون السبيل للأمن القومي والجماعي)(نافع،ابراهيم،1997،ص 42) وأمن واقتصاد منطقة الشرق الأوسط، ومع عدم التزام إيران بالتزاماتها تجاه منظمة الطاقة العالمية، ومن أجل ذلك عملت الدول العربية على إرجاع العقوبات المفروضة على إيران،التي تستغل بدورها المفاوضات في جني مكاسب سياسية من خلال الكر والفر السياسي أثناء المفاوضات.

وفي مصر ومقر جامعة الدول العربية أعلن أبو الغيط إن “هناك حاجة لمراجعة اتفاق خطة العمل المشتركة التي أبرمتها قوى دولية مع إيران لمراقبة أدائها النووي” ويعد البرنامج مبعث قلق بعض دول الخليج يتمثل في تركيز الاتفاق على المصالح الأمريكية دون مراعاة مخاوف دول الخليج، لاسيما فيما يتعلق بتعاظم نفوذ إيران دون ضمانات لأمن دول الخليج والوطن العربي ، بما يمنح إيران أدوار تدخليه متزايدة في الملفات الإقليمية إيران تجيد المفاوضات ولعبة المصالح.

المبحث الثاني:الأمن القومي للوطن العربي بين الموقف العدائي الايراني /الاسرائيلي وبرنامج إيران النووي وسلاح اسرائيل المحتمل النووي..!!ايهما اخطر على أمننا القومي؟

مع كل اسف يعتصرني الألم عند المقارنة بين الكيان الصهيوني والعداء التاريخي والصراع العربي الإسرائيلي ودولة هي في الاصل مسلمة دما ولحما ولكن عقلا هي طائفية عدوانية لا تملك من التسامح والديمقراطية غير مجلس يطلق عليه الخبراء وحرس ثوري كل همه تفجير العرب بأي طريقة ولو في الحج الإسلامي!!( وعليه، فإن المقصود بهذا السرد كله هو الإجابة عن السؤال الذي تم تداوله في الآونة الأخيرة وهو: «مَن الأخطر علينا كعرب يا تُرى… هل هي إسرائيل أم إيران»؟! وكان من المفترض ان تكون الاجابه إسرائيل!!!، لكن ما العمل ما دام هذا النظام الإيراني المنتفخ بالأورام المذهبية وبالعُقَد التاريخية، لم يترك أمامنا أي مجال إلا القول وبصوت مرتفع إنه تطلعاته الحالية والمستقبلية لا يقل خطراً على العرب من الخطر الإسرائيلي، وهذا إنْ هو لا يتجاوزه ما دام أن استهدافه لنا أخطر من استهداف الحركة الصهيونية وما دام أن عمليات التفريغ على الأسس الطائفية والمذهبية الجارية في سوريا والتي كانت قد جرت في العراق ستقدم هذه المنطقة كلها في حروب كارثية…
وعن الأسباب؟ فإن الجواب واضح ومعروف، وهو أن إسرائيل مهما حاولت ومهما فعلت ومهما وظّفت من إمكانات فإنها لا تستطيع اختراق نسيجنا العربي الاجتماعي ولا نسيجنا الإسلامي، لا السني ولا الشيعي، اللهم إلا بحدود اصطياد بعض الجواسيس والمأجورين… أما إيران فإن لديها من المعطيات والإمكانات ما يجعلها قادرة على اختراق لُحمتنا الدينية والاجتماعية، والدليل هو هذا الذي فعلته وتفعله في سوريا وفي العراق وفي اليمن… وفي لبنان، مما يعني، إذا أردنا أن نكون صرحاء ونقول الحقيقة، أنها بهذا الذي تفعله أكثر خطراً علينا من الخطر الإسرائيلي مع أن إسرائيل لا تزال وهي ستبقى خنجراً مسموماً في قلب الأمة العربية… وإلى أبد الآبدين)(القلاب،صالح،2018) ووفق كل المعطيات، تمتلك إسرائيل ترسانة كبيرة من القنابل النووية والهيدروجينية والنيو ترنيمة فضلًا عن وسائل إطلاقها من طائرات وصواريخ قادرة على الوصول إلى أهداف تبعد عنها آلاف الكيلومترات ومن غير المتوقع ، أن يمثّل المشروع النووي الإيراني خطرًا على وجود إسرائيل حتى لو امتلكت إيران ترسانة من الأسلحة النووية،ولكن إسرائيل تريد إحباط المشروع النووي لتعزيز سياستها في الاستقواء وبسط النفوذ والتوسع والعدوانية التي تتبعها إسرائيل في المنطقة، ويساهم في الحفاظ على مكانتها بصفتها أقوى دولة إقليمية في المنطقة.فهي ترى أن إيران علي مقربه من صنع قنبلة نووية قد تشاركها الهيمنة على مقدرات المنطقة،ودائما ما تدعي إسرائيل أنها بحاجه لعمليه عسكريه لاجهاض المشروع الإيراني لكن تعارضه الولايات المتحدة الأمريكية، لقد قدمت إسرائيل مرارا وتكرارا بديلين مختلفين لهذا الاتفاق السيء، فقد دعمت أولا سياسة التفكيك مقابل التفكيك، والقاضية بتفكيك نظام العقوبات بعد أن يكون البرنامج النووي الإيراني قد فكك وليس قبل ذلك.ودائما ما تعلن اسرائيل أنها غير ملتزمة بأي اتفاق مع إيران وتحتفظ بحق الرد والدفاع عن نفسها.

وفي المحصله النهائيه العداء بين ايران واسرائيل فان الامن القومي العربي يقف في المنتصف،وخاصة بعد اعلان دول عربية بالتطبيع مع إسرائيل في وقت كانت الولايات المتحدة على وشك توجيه ضربات عسكرية لإيران ولكن ترامب تراجع في آخر لحظة.

المبحث الثالث:البدائل المتاحة العلاقات الايرانية العربية المتوترة،وهل هي قابلة للتطبيق..!!

(فيري صمويل هنتنغتون أن القانون والنظام يتماشيان في أماكن عدة من العالم وكأن العالم يستسلم للبربرية وقد تعود بالإنسانية إلى عصور كونية مظلمة ،لذلك فإن البديل الوحيد لنزع فتيل الأزمات بين دول الوطن العربي والجاره ايران يكمن في حسن النوايا والشراكات المتبادلة على أساس المصلحة العليا للطرفين،وعلى أنهم يملكون ما يشجعهم على ذلك وهو وحدة الدين والمصير منطقة واحدة شرق أوسطية،فإن قامت الحرب شامله ولو كانت نووية في الغبار الذري لن يفلت منه عربي او ايراني،في المسألة حياة أو موت لكل الأطراف)(هنتنجتون،صامويل،1998،ص 520).

ولكن إيران تجيد لعبة التفاوض والرهان على كل المكاسب السياسية وإلا فلا،وفي كل مناسبة فهي تعلن استعدادها للتفاوض والجلوس لحل كل المشكلات العالقة ،ولكن عملياتها العسكرية في الدول العربية من خلال حزب الله والحوثيين والحرس الثوري قائمة في كل اتجاه.في الفكر الفارسي متأصل في محددات سياستهم الخارجية وهو اضعاف الخصم المفاوض معنويا واستنفاذ كل طاقاته أقبل بأقل ما هو معروض عليه،ففكرت النفس الطويل مطلوبة مع المفاوض الإيراني بشكل كبير.ومن بعض الامثلة لطلب إيران الجلوس والتفاوض على لسان نائب الرئيس ووزير الخارجية،ولكن دعونا لا ننسى بأن السلطة التنفيذية في ايران ليست في شخص الرئيس كما هو الحال في كل الأنظمة،ولكنها في يد الولي أو المرشد الاعلى للثورة،فإذا لم يكن الكلام على لسانه فهي مجرد مناورات سياسية لكسب مزيد من الوقت

وفي تصريح له خلال اجتماع رؤساء الغرف التجارية الإيرانية مع دول الجوار، قال نائب الرئيس الإيراني انه وفق الإحصائيات فقد بلغت نسبة صادرات السلع الإيرانية إلى الدول الجارة 65 بالمائة من إجمالي صادرات البلاد خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الإيراني الجاري في تلميح الى العراق ودول الخليج العربي،وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في مؤتمر صحفي، عن علاقات بلاده مع السعودية وإيران إنه “في أي لحظة تصحح هذه الدول مسارها الخاطئ وتنتبه إلى حقائق المنطقة، ستكون أحضاننا مفتوحة”، على حد تعبيره..فكل المناورات السياسية في الغرف المغلقة شىء والواقع الفعلي شيء آخر،ولعل ما يحدث في اليمن وتوجيه ضربات بصواريخ وطائرات موجه صوب السعودية والإمارات هو أمر جلل في صياغة ومضمون الأمن القومي العربي..!!

خاتمه

وفي نهاية البحث والتحقق من المشكلة وتساؤلاتها،فان الامن القومي العربي هو على المحك ويقع بين شقي الرحى ما بين الاستواء الاسرائيلي والتعنت والتمدد الإيراني الذي لم يضطلع بدوره كدولة إسلامية ذات ملامح تاريخية عريضة و قوة اقتصادية لا يستهان بها.في الأمن الخليجي في خطر والدول العربية التي خاضت تجربة ثورات العالم العربي مازالت تعاني، والعراق وسوريا يحتاجون سنوات للعودة إلى دورها السابق في الوطن العربي،وإفشال العملية السياسية في كل من اليمن وسوريا والعراق ولبنان كان ورائها التمدد الإيراني الذي يلعب دورا محوريا في الوطن العربي ويجعل من الطائفية مرض عضال ينهش في جسد الوطن،ما لم تجلس إيران والدول العربيه للتفاوض الفعلي على الأمن القومي المتبادل,,!!

ولكن..هل سيسمح الغرب بذلك ويتقبله..هل معاهدات السلام الاردنيه المصريه الفلسطينيه الاسرائيليه ستكون قائمة بالفعل..الأمر يحتاج معجزة ورجل عربي في قائمة السادات لأن يأخذ قرار.

النتائج والتوصيات

لعل أهم ما يدور في ذهن أي باحث في معضلة الأمن العربي ودور ايران في الوطن العربي وبرنامجها النووي هو،ما هي البدائل عن الحل العسكري مع ايران من طرف المجتمع الدولي والذي تقف الأمة العربية كلها في نفس الخندق مع الغرب للاسف،لان التمدد والطائفية الايرانية المتشعبة في الوطن العربي سرطانات تقتل على المدى البعيد بكل اسف.

فالنتيجة اننا نقبل الوضع الحالي باستمرار المفاوضات على برنامجها لضمان الأمن العربي واشراكها في شركات ومنظمات اقليمية تعكس على الشعب انتعاشه وقتها سينقلب السحر على الساحر والبديل الآخر وهو التقارب الفعلي بين العرب وإيران ولكنه سيخلق مشكلة أكبر مع شركات ومصالح الغرب والوطن العربي،والنتيجة الثالثة أو البديل هو المواجهة مع إيران وعلى العرب وقتها تحمل كل التبعات،لأنه رهان ربما يكون فيه مستقبل الخليج كله.

المراجع

الكتب

 1نافع،ابراهيم(1997)حوارات للتاريخ،ط أولى،القاهرة:مؤسسة الأهرام

2-عوده،جهاد(2006)الصراع الدولي مفاهيم وقضايا،القاهرة:الهيئة المصرية العامة للكتاب

3-طه،فرج(1998)علم النفس وقضايا العصر،ط7،القاهرة:عين للدراسات والبحوث الانسانية

4-الأشعل ،عبد الله(2006)المؤامرة القانونية على سوريا،ط أولى،القاهرة:بدون ناشر

5-بدوي،مرسي؛محمد،ليلي(2001)مدخل إلى العلوم السياسية،الاسكندرية:منشأة المعارف

6-عيد،محسن(1998)انفجار السلام،طبعة أولى،القاهرة:حزب الاحرار

7-هيكل،محمد(1992)حرب الخليج أوهام القوة والنصر،طبعه اولي،القاهره:مؤسسه الاهرام

كتب مترجمه

1-هنتنجتون،صامويل(1998)صدام الحضارات إعادة صنع النظام العالمي،طبعه ثانيه،ترجمة طلعت الشايب،القاهرة:بدون ناشر

2-ياكوبوتشي،مايكل(2010)أعداء الحوار أسباب اللاتسامح ومظاهره،ترجمة د عبد الفتاح حسن،القاهرة:الهيئة المصرية العامة للكتاب

3-الين،توماس(1993)العاب الحرب،طبعه اولي،ترجمة الهام عثمان،القاهرة:الدار المصرية للنشر والتوزيع

4-فوللر،ليسر؛جراهام،اياناو(1997)طبعه اولي،ترجمة شوقي جلال،القاهرة:مركز الأهرام للترجمة والنشر

مواقع الكترونية

1-المركز الديمقراطي العربي(2017)السياسه الخارجيه الايرانيه(زياره5فبراير2021)

2نايف،خالد(2015)دراسة حول الدور الإيراني في المنطقة العربية،الشرق الأوسط،العدد 13243،زيارة 6 فبراير 2021

3- القلاب،صالح(2018)،حقائق عن اسرائيل وايران،ار تي،عدد 14422(زياره 5فبراير2021)

4-المركز الديمقراطي العربي(2016)العلاقات العربية الإيرانية(زياره4فبراير2021)

5-المقاتل(2020)زياره<4فبراير2021>

محاضرات معهد البحوث والدراسات العربية

قسم أبحاث العلوم السياسية.

ا.د هدى ميتكيس زووم اون لاين/لايف

*************

مع جزيل الشكر

الطالب / صفوت جبر

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button