دراسات اقتصادية

الرأسمالية والنظام العالمي الجديد..نوفل صحراوي..       

 

إن الرأسمالية في مفهومها الواسع تعني:النظام الاقتصادى الذي تكون فيه ملكية وسائل الإنتاج كالأرض والمصانع،والشركات الكبري ، مملكة ملكية خاصة تستعمل من أجل الربح وعادة ما تكون حكرا على عدد قليل من الناس.

_ بمعني: (رؤوس الأموال مملوكة لأصحاب الأموال الموظفة، وغير مملوكة للعمال).

_وبهذا المفهوم يتضح المبدأ الاساسي لها و المتمثل في  تعزيز وتنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها، وبذلك تكون ضد الملكية العامة و دور الدولة ليس إلادور رقابي  هامشي فقط.

_ ففي بعض الدول تسيطر الرأسمالية(رجال المال) علي القرار السياسي وهذا مما يؤدى إلى انحياز السياسة لطبقة بعينها، وتتسبب في ضعف الخدمة العامة(العمومية) وخصوصا فى الدول النامية.

 _وهنا السؤال المطروح كيف سيطر هذا النظام علي العالم:

 قام هذا النظام والمتحكمين فيه(الولايات المتحدة الأمريكية) علي هندسة الازمات الاقتصادية والسياسة وخاصتة الثورات العربية (ليبيا، وسوريا، ولبنان، ومصر،وتونس وايران، تركت في صناعة تلك الازمات مع  بعض الدول العربية مثل قطر والسعودية والامارات.

 _وكذلك افتعال الحروب السابقة مثلا  إحتلال (العراق وأفغانستان) فكانت الحرب  على الإرهاب”  وطلب دعم وتأييد مجلس الامن ذريعة لتلك الاطماع، فستعانوا بحلفاء مثل حلف شمال الاطلسي المسمى” الناتو” لتحقيق الدعم الدولي لإضفاء الشرعية علي ذلك لا غير.

_فقاموا بسرقة ونهب ثروات تلك البلدن الضعيفة التي احتلتها  وسرقة اثارها وذهبها وبترولها والقضاء علي قيمة الانسانية وتجهيل المجتمعات  وخالق جماعات طائفيه وخاصة في العرق من دعم امريكا وايران،(((تدمير  الهوية العادة والتقليد وتشوية صورة الاسلام والحث علي الدعارة والاباحة بكل اشكالها وتصوير المجتمعات علي انها غير متحرر فكريا))) واستعمالت لذلك  الاعلام، فلاعلام يعتبر الحلقة الاهم لاحكام السيطرة علي العالم.

_وكذلك عملوا علي  اغرق الدول في الديون الربوية  والتحكم في انظمتها السياسة وصنع القرارات السياسية بما يخدم مصلحتهم.

_ فعمدوا علي احتكار كل شئ، لكنها رغم كل تلك المساعي تعرض هذا النظام العالمي المتواحش  لعدت أزمات متكررة  كادت تقضي عليه،  الا انه اقتصاد الدول يعتمد عليه، فبي طبعة الحال النمو الاقتصادي والارباح  المحق منة فاق كثيرا النمو الذى يتحقق ضمن النظم  الأخرى ولكن تعتبر اكبر مأسي هذا النظام   انه اهمل بشكل كبير الجانب الانساني.

_فالرأسمالية المتواحشة لازالت تدور داخل حلقة الإحتكارات العابر للقارات، وقد تفننت في تطوير هذه الفكرة  فإبتكرت مايسمي نظرية العولمة(العولمة الامريكية اقصد) لتجعل من العالم سوق كبير يستوعب فائض الإنتاج مثلاً افريقيا تعتبر كاسوق لمنتجات وترويج السلع فيها ،وبذلك  أصبحت بضع شركات  تتحكم في العالم.  

فهيمنة الرأسمال المالى تمكن تلك النخب الحاكمة من إحكام سيطرتها الإحتكارية، فتتحكم في الدول المصدرة لها وتتحكم في القرارت المصرية لها، فإذا هذه النخب المالكة لتلك البنوك استطاعت التحكم في كل الإصدارات المالية (خاصة الدولار)، فأصبحت توجه وتدير سوق البورصة العالمية، وتوظف البنوك والمؤسسات المالية العابرة للقارات لتنفيذ خططها الاستغلالية والتخربية ، وتستقطب تلك الدول التي تفرض عليها الحماية والتي تحصرها بعقوبات الاقتصادية في تحصيل مبتغاه .

 _ لذلك فدول التي قامت بتأميم  البنوك التابعة لها كانت تفكر في عالم واقتصاد  مابعد الرأسمالية وتدمير ذلك السوق الذي عجز  عن حماية حقوق الانسانية في ضمان حيات كريمة، توجد فيها كرامة الانسانية  ، وبذلك تؤسس لأقتصاد ما بعد الرأسمالية، فا الرأسمالية المتهالكة الان اصبحت مستقبل  خطير كنتيجة لما أصاب البيئةوالانسان من قهر وجوع وخاصة في افريقيا ودمرت الارضي والغبات بشكل  متعمد فيه.

_والان وبغد انتشار فيرس كورونا اصبح العالم الرأسمالي الذي يعج بصناعة الخرافات يتخبط كا الافعة، فمرض كورونا لم يضرب اسواق النفط والتجارة والصناعة والسفر فحسب بل ضرب بقوة اسواق انتاج  الخرافة و الإسلاموفوبيا  والارهاب.

 _لكن هل تتوقعون ان سباق الدول العظمى عبر العلم على اكتشاف لقاحات وعلاجات ناجعة  لانقاض البشرية فأنتم مخطئون  جدا علي هذا النحو ، فالانسانية  تأتي في اخر اولوياتها،  فالبشرية ونسبة وفيات الاطفال والشباب والشيوخ  نتيجة سوء التغذية والادوية والفقر في افريقيا يبلغ في كل دقيقة موت طفل وشاب وشيخ ، ولا احد يكترث لهم.

فسبب كل هذا  التسابق في اكتشاف علاج لمرض فيروس كورونا، ليس لانقاذ البشرية بل التنافس لانقاذ اقتصادياتها من الركود والانتهاء ، لانقاذ شركاتها وبنوكها ومصانع  من الافلاس والدمار، فمرض فيرس كورونا لقد شل كل شئ وحتي الخدمات في ابسط صورها،وحتي الصين التي  سيطرة على المرض الان  تريد تحوله الي  انتصار عظيم، وتسويق نموذجها للعالم لدوافع سياسية اقتصادية فه اعتمدت علي الاستثمار في العنصر البشري ويهمها الخدمة المقدمة وليس المال.

 وفي الاخير وفي خلاصة هذا القول ربما الاحداث القائمة الان علي العالم ستحدث اثر في اعادة الانسانية حقها دخل المجتمعات المعاصرة والعودة الي نظام الاخلاق  ومبادي الاخلاق، وزوال الفكر والفلسفة الرأسمالية   فمن الاحداث الراهنة يمكن القول بأن ربما  الرأسمالية اشرفت علي الانتهاء والزول   اوظهورها في مفهوم جديد بمعني المزج بين الاشتركية والرأسمالية ويكون للدولة دور مهم في مؤسساتها العامة مثل شركات البترول  والمدارس وجامعات  ومستشفيات وبذلك تضمن لكل الطبقات العاملة امل العيش بكرامة وسلامة  والتقليل من تضاخم راس مال الخواص والشركات الاستثمارية الكبري.

 بقلم نوفل صحراوي 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى