تحليل السياسة الخارجيةدراسات أمريكا الشمالية و اللاتينيةدراسات سياسية

السمات الشخصية للرئيس بايدن وأثرها على السياسة الخارجية

بقلم : د . صفوت جبر – كاتب وباحث في العلوم السياسية

  • المركز الديمقراطي العربي

منذ أن رشحه الحزب الديموقراطي لخوض انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، فكان موضوع الساعة للمحللين السياسيين وعلماء النفس هو دراسة شخصية المرشح المحتمل لرئاسة أميركا، جو بايدن، وذلك لاعتماد مؤسسات الدولة العملاقة على سمات شخصية الرئيس، والذي غالبا ما يحاول فريق الرئيس إخفاءها عن العامة والإعلام والدول المناوئة لسياسات الولايات المتحدة، لتأثيرها المباشر على اقتصاديات السوق ووضع انتشار القوات الأمريكية حول العالم.

فقد قام العديد من الباحثين بعمل اختبارات قياس نفسي لشخص الرئيس جو بايدن من خلال لقاءاته الإعلامية ومناظراته وكانت النتائج محيره عن شخص الرئيس والتنبؤ بأفعاله وقراراته فمنها أولا أن بلوغ الرئيس جو بايدن عامه الثامن والسبعون دلالات نفسيه وتحليليه عن مدي قدرة استيعابه وقدرته علي التحرك وخلق سمات تحاكي قوه الولايات المتحدة، فعندما قارنت بعض القنوات الإخبارية إجراءات القسم أو صعود سلم الطائرة أو صعود سلالم مبني الكابيتول بشخوص الرئيسان الديموقراطيان كلينتون وباراك أوباما ا مع جو بايدن، فكانت احدي النتائج الداخلية علي مستوي أميركا لدي الرائي العام ورجل الشارع أن الحزب الديموقراطي قد افلس سياسيا وان أمريكا ستظل دوله طاعني السن.

أما على باقي الأصعدة الخاصة بتحليل شخص الرئيس فكانت النتيجة غير مرضيه فمن خلال المقياس عن سمات الشخصية فهو شخص لا يميل إلى الطموح بل وان نسبه تأنيب الضمير بمعني اللوم أو الأنا العليا عنده بسيطة جدا وان نسبة المخاطرة عنده تكاد تكون منعدمه بل أيضا تحدث الخبراء النفسيين عن أن قدرته على التكيف والسيطرة هي نسب متواضعة، مما حذا ببعض السياسيين بان جو بايدن سيسلك سياسة القبول بالأمر الواقع وربما كل تلك الصفات تجعله يقع تحت ضغوط جماعات المصالح وخاصة اللوبيات، وربما يعيد أو يغير من بعض الإجراءات المتخذة حيال الصين وإيران وبعض الدول الأخرى المارقة لأنه لا يملك النزعة إلي

السيطرة، وقد أهتم بالدراسات كل من تربطه علاقات دوليه ومؤسسيه أو مصالح بالولايات المتحدة الأمريكية، خاصة المارد الصيني والعدو الاستراتيجي وريثة الاتحاد السوفيتي روسيا، فمن المهم جدا أن يتعرفوا على سمات من سيجلس في المكتب البيضاوي لأربع سنوات قادمة قد تسبب تحولات وتغيرات جذريه في سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، من سيخلف الرئيس الجمهوري ترامب الذي قاد تحالفات وسياسات مختلفة تماما عن سابق رؤساء أمريكا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، بل ونستطيع القول بان سياسات ترامب قد أذهلت الساسة الأمريكيين أنفسهم! بل ونستطيع التنبؤ بان قرار الاستفتاء الضاغط2017 /2019 بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان سببه ا ن الرئيس ترامب بسماته الشخصية قد وصل للسلطة، وسيكشف لنا التاريخ ذل ك! ليس هذا فحسب بل اتفاق الرباعي العربي علي مقاطعة قطر لم يكن ليحدث لو الرئيس ترامب ذا الشخصية المخاطرة سياسيا في السلطة، والأغرب تهدئه الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا وما أذهل العالم تراجع السعودية تركيا وأوروبا عن إسقاط بشار الأسد!

هناك الكثير من مراكز الأبحاث الأمريكية التي يعتمد عليها الساسة الأمريكان في معرفه كل تفاصيل شخصيه الرئيس خاصة في مرحله ما قبل المناظرات السياسية، فقد تكون بعض سمات المرشحين سببا في خسارته الانتخابات، فمن المعروف أيضا أن معظم الجامعات الأمريكية تملك أقساما لأبحاث تختص بدراسة شخصيات صناع القرار الأمريكي، بعضها ينشر إعلاميا والبعض الآخر يظل حبيس الأدراج لعدم وصولها لأي طرف معادي للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لاستخدامها كورقه ضغط نفسي في حال أي مفاوضات مع شخص الرئيس أو من يقوم بها.

وعلى الجانب الآخر قد تساعد تلك الأبحاث النفسية والتحليلية الأمريكية عن رؤساء وحكومات العالم السلطة التنفيذية الأمريكية المتمثلة في شخص رئيس الولايات المتحدة ووزارة الخارجية وهيئه الدفاع والأمن القومي والبنتاجون وهم المخولين بصناعه القرار السياسي والاقتصادي والعسكري لفهم طبيعة الشخصية قبل انعقاد أي مقابلات أو مؤتمرات لعقد اتفاقات، من جهة أخري فان أجهزة المخابرات العالمية أيضا تحاول دراسة وفهم شخصيه جو بايدن خاصة لحصد أي مكاسب سياسية..

ويذكر أن جو بايدن الرئيس المخضرم والذي يعد أكبر الرؤساء سنا كان نائبا للرئيس باراك أوباما من عام 2009 حتى 2017 وانه رجل سياسة مفوه لكنه لا يستطيع التحكم في زلاته فدائما لسانه يسبق عقله ويسبب له بعض المواقف المحرجة ففي العام 2012 قال أمام حشد جماهيري على سبيل التفاخر قبيل الانتخابات انه عرف عن قرب ثمان رؤساء للولايات المتحدة وكان ت علاقته ثلاثة منهم بشكل حميمي!! فمما يدعو إلى الدهشة السؤال الذي ينصرف إلى الأذهان عن مدي وقع هذا التعبير على مسامع المواطن الاميركي، فقد فهم من كلمته بحسب الثقافه الأمريكية انه قد مارس الجنس معهم وليس بمعني أصدقاء مقربين كما ود أن يقول ولكن خانه التعبير كما هو معتاد ويطلق ناخبوه على جمله قنابل جو!

ويطلق الأمريكيون على خطابات جو بايدن بانها أحاديث ربما تنقلب لقنابل بسبب جمله ممكن تخرج الموضوع عن سياقه، لذا كان فريق حملته الانتخابية حذر جدا من أي مفارقات قد تسبب ضياع الانتخابات أمام ترامب بسبب أن يتحدث بما يراه ويؤمن به، ويرجع هو شخصيا ذلك الأمر انه يتكلم بعفويه وبما يؤمن به لأنه كان يعاني التلعثم في النطق وهو طفل لذلك هو يهوي الحديث من القلب وليس من شاشات عرض لأنه يتففوه بما يؤمن به.

جو بايدن الرئيس -الذي يهوي شم شعر النساء- قد واجه عدة اتهامات بالتحرش بالرغم أن جو بايدن غالبا ما يتحدث من قلبه، حتى أن جون كيري وزير الخارجية مرشح الرئاسة الأسبق يصف جو بايدن بانه رئيس سياسي قريب من القلب فكثيرا ما يحتضنهم ويربت على أكتافهم كنوع من تقوية أواصر الصداقة والعمل. إلا أن ذلك سبب عدة مأزق لجو باين حيث قامت ثمان نساء باتهامه بانه قبلهن أو لامسهن بشكل غير لائق حتى أن الإعلام تحدث عن طريقته في شم شعر النساء، لكنه وعد لاحقا أثناء الحملة أن يكون حريص. على صعيد آخر أن من أظرف ما أثير مؤخرا عن طبيعة وسمات شخصيه جو بايدن أن المخابرات المركزية قد عثرت في مخبأ بن لان على مذكرات أنه أمر أنصاره باستهداف أوباما ا وليس جو بايدن لأنه كان يعتقد لو أن جو بايدن حكم أميركا بالطبع سيقودها إلى أزمة، هكذا ينظر إليه الآخر وان كان إرهابي.

أما الشق العائلي الذي بدوره أثر على سمات شخصيه جو بايدن هو وفاه زوجته وبنته فيحادث سير وإصابة ابنيه بو وهانتر ثم إصابة بو بسرطان دماغي ووفاته 2015 فهو كما يقول كل أحبائه ماتوا صغار لذا فهو يتودد ويتقرب إلى الناس. حتى عند حديثه عن أوباما الذي عمل معه نائبا 8 سنوات تفوه ببعض الكلمات عن انه أول رئيس أفريقي اسود نظيف ووسيم ولامع! وفي بعض اللقاءات كثيرا ما يطلق قنابل جو..

ولا يفوتنا الموقف التاريخي لرئيسه مجلس الكونجرس الاميركي الديموقراطية نانسي بلوسي طلبها من البنتاجون ورئاسة أركان الجيش الأمريكي بسحب الشفرات للأسلحة النووية من الرئيس ترامب إبان أحداث اقتحام مبني الكابيتول، وذلك للخوف من أن يحاول ترامب استخدامها للبقاء في السلطة وفرض أحكام عرفية تسمح له بالبقاء بتخويل من الدستور.. فالسؤال هنا لماذا طلبت بلوسي ذل ك من البنتاجون؟؟ ببساطه لعدم ثقتها في شخصيه الرئيس ترامب العدوانية! ولعل ذلك أبرز مثال لماذا تهتم كل الدوائر المؤسسية بسمات شخصية الرئيس.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى