تحليل السياسة الخارجيةنظرية العلاقات الدولية

السياسة الخارجية الإيرانية

يفترض التحليل العلمي للسياسة الخارجية للوحدات الدولية أنها سياسة نمطية. فالعلم، سواء أكان طبيعياً أم اجتماعياً، يهدف إلى البحث عن الثابت والنسقي والمتكرر. وهكذا، فمن بين اهتمامات علم السياسة الخارجية معرفة الخصائص المتميزة للسياسة الخارجية للوحدة الدولية التي تحدث بطريقة تكرارية، والتي يمكن رصدها والتنبؤ بها.

وتحدث السياسة الخارجية في شكل أنماط يمكن تفسيرها وتوظيفها للتنبؤ بمساراتها المستقبلية. ومن هنا يتطلب فهم السياسة الخارجية الإيرانية استخلاص الأنماط الرئيسية لتلك السياسة.

أهمية الموضوع :
تعود أهمية دراسة موضوع : السياسة الخارجية الإيرانية إلى النقاط التالية :

– أهمية دراسة الأحداث والمسارات والتوجهات السياسية في العالم وفي منطقة الخليج العربي على وجه خاص .

– الجدل الدائر إقليميا و دوليا حول دور إيران في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط عامة .

– محاولات إيران الدؤوبة إلى نشر المذهب الشيعي و تصدير الثورة الإيرانية إلى المنطقة .

– خطورة التحركات الإيرانية في المنطقة خاصة في اليمن والعراق وسوريا والبحرين .

مشكلة البحث :
تتمثل مشكلة هذا البحث في : التعرف على طبيعة السياسة الخارجية الإيرانية.
تساؤلات البحث:
– ما أهمية السياسة الخارجية بالنسبة لإيران؟

– ما العوامل الأكثر تأثيراً في رسم السياسة الخارجية الإيرانية؟

– ما ملامح الاستمرار والتغير في السياسة الخارجية الإيرانية؟

– ما مضمون الأبعاد الأساسية للسياسة الخارجية الإيرانية؟

– ما مستوى التوافق والتفاوت بين الأبعاد الأساسية للسياسة الخارجية الإيرانية؟

– ما مدى استقلالية السياسة الخارجية الإيرانية؟

– ما هي أدوات السياسة الخارجية الإيرانية؟

– ما قضايا السياسة الخارجية الإيرانية؟

أهداف البحث:
1- التعرف على أهمية السياسة الخارجية بالنسبة لإيران.

2- التعرف على العوامل الأكثر تأثيراً في رسم السياسة الخارجية الإيرانية.

3- التعرف على الاستمرار والتغير في السياسة الخارجية الإيرانية.

4- التعرف على مضمون الأبعاد الأساسية للسياسة الخارجية الإيرانية.

5- التعرف على التوافق والتفاوت بين الأبعاد الأساسية للسياسة الخارجية الإيرانية.

6- التعرف على استقلالية السياسة الخارجية الإيرانية.

7- التعرف على أدوات السياسة الخارجية الإيرانية.

8- التعرف على قضايا السياسة الخارجية الإيرانية.

منهج البحث :
و يتمثل في المنهج التاريخي التحليلي . ويركز البحث التاريخي عادة على التغير والتطور في الأفكار والاتجاهات والممارسات لدى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية المختلفة. وهو منهج يساعد الباحث على وصف وتسجيل الأحداث والوقائع التي جرت وتمت في الماضي، ولكنها لا تقف عند مجرد الوصف والتأريخ لمعرفة الماضي فحسب، وإنما تتضمن تحليلاً وتفسيراً للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم الحاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث في المستقبل .(العساف، 1424هـ، 214)
مصادر البحث :
في هذا البحث سوف أعتمد على جمع المعلومات من عدة مصادر أولية وثانوية من الكتب و الدراسات و المقالات و صفحات الانترنت .
أهمية السياسة الخارجية بالنسبة لإيران:
تحتل السياسة الخارجية الإيرانية موقعاً مركزياً، ويزداد موقعها أهمية عبر الزمن. يتجلى هذا الاهتمام من خلال عمليات استحداث دائمة ومستمرة لوزارة الخارجية من خلال استبدال للدبلوماسيين بغيرهم وبوجوه جديدة وشابة، وإنشاء مراكز للتخطيط الاستراتيجي والدراسات السياسية والدولية، بهدف تحسين آلية اتخاذ القرارات، وجمع المعلومات، وغيرها من المراكز والفروع التي ترمي إلى تنشيط السياسة الخارجية وتحسين أدائها.

العوامل الأكثر تأثيراً في رسم السياسة الخارجية الإيرانية

رغم تعدد القوى المؤثرة إلا أن منصب المرشد الأعلى يعد أعلى منصب في اتخاذ القرارات الكبرى بشأن السياسة الخارجية لإيران.

تشكل ولاية الفقيه أحد أهم مصادر السياسة الخارجية، بوصفها تجسيداً للإطار الفلسفي للحكومة الإسلامية القائمة على فكرة الحاكمية.

المرشد صاحب السلطات الأوسع في تقرير الملامح العامة للسياسة الخارجية، واتخاذ القرارات بشأنها.

منصب الولي الفقيه يشكل أحد المحاور والأركان الأساسية المؤثرة في توجهات السياسة الخارجية، فمكانته تلعب الدور الأكبر الرئيسي والحاسم في توجيه السياسة الخارجية، وخصوصاً في القضايا العليا.

الاستمرار والتغير في السياسة الخارجية الإيرانية
ثمة عناصر للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية مستمدة من حقب تاريخية قديمة:

1- سعي إيران إلى امتلاك التكنولوجيا النووية.

2- جعل البلد ذا شأن في السياسة العالمية.

3- ميل صانعي السياسات إلى تبني أهداف لا تتناسب مع الإمكانات والقدرات والوسائل المتوفرة لديهم.

4- تحكم القيادة وشخصية الملوك في السياسة الخارجية.

5- الحياد أو عدم الانحياز وسياسة عدم الانضمام إلى التحالفات الدولية.

الأبعاد الأساسية للسياسة الخارجية الإيرانية
1- البعد العالمي للسياسية الخارجية لإيران

تتميز إيران بتعاظم تأثير النسق الدولي على سياستها الخارجية، فهي تتأثر بشكل كبير بالواقع الدولي ومعطياته

2- البعد الإقليمي للسياسة الخارجية لإيران

البعد الأول : يشكل الخليج بعداً حيوياً من أبعاد السياسة الخارجية الإيرانية.

أما البعد الثاني للسياسة الخارجية الإيرانية، فيتجلى في منطقة بحر قزوين

والبعد الإقليمي الثالث المهم للمصالح الإيرانية ونظام السياسة الخارجية يتجسد في مصالحها تجاه لبنان وفلسطين واليمن والعراق وسوريا.

3- البعد المحلي للسياسة الخارجية الإيرانية

يعتبر البعد المحلي في غاية الأهمية، حيث تسعى إيران إلى التنمية الاقتصادية والاكتفاء الذاتي، والحصول على التقنية لتلبية احتياجاتها الداخلية.

التوافق والتفاوت بين الأبعاد الأساسية للسياسة الخارجية الإيرانية
يمكن القول إن مضمون أبعاد السياسة الخارجية الإيرانية، يهدف إلى جعل إيران قوة عظمى لها مكانتها الدولية المرموقة، ومصوبة خصوصاً تجاه العالم الإسلامي وخاصة إلى قلب منطقة الخليج العربي، وتأخذ أشكالاً متعددة منها العمل العلني من خلال البعد الدبلوماسي وتنمية العلاقات الودية، ومنها الخفي ممثلاً في دعم القوى المعارضة للنظم السياسية العربية، ودعم الشيعة في المنطقة.

وتعتمد على استراتيجيات عدة لتحقيق هذه الأهداف:

1- استراتيجية التبني

2- استراتيجية التحفيز الذاتي

3- استراتيجية المساومات

4- استراتيجية التصلب

استقلالية السياسة الخارجية الإيرانية
إيران تتسم بدرجة حساسية عالية، فكثير من دوافع سياستها الخارجية تجاه وحدات معينة يكون سببه الرئيسي عامل خارجي، وكثير من الدوافع الداخلية مرتبط باحتياجات إيران الداخلية. إن وجود واشنطن في جوارها الإقليمي أشعرها بالتهديد المباشر، فحاولت أن تواجه ذلك بسياسات أخرى مقابلة لفرض معادلة التوازن الإقليمي.
أدوات السياسة الخارجية الإيرانية
تتعدد الأدوات التي تنفذ من خلالها إيران سياستها الخارجية، فكل نمط من الأنماط الفرعية له أدوات محددة تتناسب معه. فمثلاً لا تستخدم إيران الدعم العسكري والتدخل السياسي والقوة العسكرية إلا مع الدول العربية والإسلامية. بينما تستعمل أداة الدبلوماسية مع المنظومة اللاتينية والأوروبية.
قضايا السياسة الخارجية الإيرانية:
ثمة قضايا عدة تهتم بها إيران، وإن كانت تتغير أولوياتها بتقادم الزمن، وبتغير البيئة الدولية والإقليمية، كما تختلف الأدوات التي تستخدمها للتعامل مع كل قضية، وكذلك تختلف الدول التي يتم التعامل معها بشأن تلك القضية.

كانت قضية تصدير الثورة ذات أهمية قصوى إبان نجاح الثورة في القضاء على الشاه، لكنها تراجعت إبان عقد التسعينات

وتقدمت القضية الاقتصادية وأمست القضية المركزية في نظام السياسة الخارجية لإيران، ومع تحسن الوضع الاقتصادي تقدمت القضية الأمنية كقيمة مركزية، ومع الاحتلال الأمريكي العراقي أمست قضية الملف النووي القضية المركزية الأولى في السياسة الإيرانية، بالإضافة إلى تحويل إيران إلى دولة إقليمية مركزية، كما أمسى الحصول على القوة والمكانة المرموقة في النظام الإقليمي من أولويات السياسة الخارجية الإيرانية.

الخاتمة
بعد تحديد وبلورة ملامح السياسة الخارجية الإيرانية من خلال الأبعاد السابقة، يمكن رصد أنماط السلوك السياسي الإيراني، وهي:

أولاً: نمط توسعي إمبراطوري أو حركي نشط

ثانياً: نمط عدم الانحياز أو الحياد ورفض الانضواء في تحالفات تحت مظلة دولة كبرى.

إن حركة السياسة الخارجية الإيرانية تكون منتظمة أو مستقيمة عند استبعاد كل عائق، لكنها تتغير عندما تؤثر فيها قوة مماثلة. فهذه الأنماط تنطوي ضمناً على فكرة غياب الطرف الآخر.

قائمة المراجع:
البطنيجي ، عيد (2015م) انماط السياسة الخارجية الإيرانية، مجلة آراء العدد101، متاح على الرابط:

http://araa.sa/index.php?view=article&id=778:2014-06-25-22-50-20&Itemid=172&option=com_content

عبد الناصر، وليد (1997م) إيران: دراسة عن الدولة والثورة، دار الشروق، بيروت، متاح على الرابط:

http://alrased.net/site/topics/view/412

العساف ، حمد بن صالح (1424هـ) المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ، ط3 ، مكتبة العبيكان ، الرياض.

نافع ، بشير موسى (2010م) الإسلاميون، مركز الجزيرة للدراسات، قطر.

نصر، ولي(2007م) صحوة الشيعةـ الصراعات داخل الإسلام وكيف سترسم مستقبل الشرق الأوسط، دار الكتاب العربي، بيروت، ترجمة: ترجمة سامي الكعكعي.

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى