السياسة الخارجية الصينية تجاه الشرق الاوسط “دراسة حالة سوريا”

اعداد الباحثة : يمنى سيد رائف همام -المركز الديمقراطي العربي
اشراف : د / انجى توفيق

المقدمة :
ظهرت الكثير من التغيرات السياسية على الساحة الدولية خلال الفترة ما بين نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين خلل فى التوازنات بين القوى الدولية حيث نتج عن ذلك انهيار قطب الاتحاد السوفيتى ، وانفراد الولايات المتحدة الامريكية بالهيمنة ، ومع ذلك يوجد هناك بعض القوى التى تحاول ان تفرض نفسها على الساحة الدولية سواء كان بشكل مستتر او معلن ، ومن الامثلة التى ظهرت واضحة فى وقتنا هذا وظهرت واضحة علي الصعيد الدولى الصين التى جذبت الكثير من الانظار حولها . حيث احدثت الكثير من التقدم الهائل فى مجالات عديدة . (1)وتسعى الدراسة الحالية ان تلقى الضوء على ان الصين اصبحت كواحدة من القوى الصاعدة القوية ، وتلعب دورا مهما فى الشرق الاوسط ، فاصبحت تهدد الولايات المتحدة الامريكية لمكانتها كقطب اوحد فى العالم ، وان الصين تذكر حاليا بصفات متعددة مثل التنين او اللغز او المارد وايضا ترمز برمز التنين ، وهذا يدل على قوتها وهيمنتها فى الشرق الاوسط وفى العالم .

وياتى هنا صعود دور الصين فى علاقاتها مع دول الشرق الاوسط وخاصة سوريا ، حيث اقامت الصين وسوريا العديد من العلاقات الدبلوماسية الرسمية . وخلال 1980 ، تم توثيق العلاقات بين البلدين عندما ابدت الصين رغبتها واستعدادتها لتصدير تكنولوجيا الصواريخ المتوسطة المدى الى سوريا بعد ما تم الرفض من الاتحاد السوفيتى على طلب سوريا بان تعمل فى هذا المجال .
حيث قام الرئيس بشار الاسد لتوثيق العلاقات بين البلدين بزيارة الصين لاول مرة فى 2004 وتناولت تلك العلاقات علاقات اقتصادية ، حيث قامت سوريا بتامين سوقا اقتصادية جديدة للصين ، وبذلك ساندت سوريا حيث شملت العلاقات الاقتصادية بشان استثمارات الصين فى سوريا عقود ناقلات النفط ، الطاقة ، ومرافق التصنيع وحتى العمال فى الخارج .

وخلال 2010، اصبحت الصين اكبر مستهلك للنفط ، حيث تركزت العلاقات الصينية السورية فى استثمارات ومجالات الطاقة . (2)

1 سهرة قاسم محمد حسين ، الصعود الصينى وتاثيره على الهيمنة الامريكية فى الشرق الاوسط 2001 -2009 ، (رسالة ماجيستير ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ) ، ص 6 .
2 استير تران لي ، الصراع السورى غير وجهة السياسة الخارجية الصينية ، (موقع انترناشونال بيزينس تايمز ، 10 مارس 2012 ) ، متاح على : http://www.ibtimes.com/articles/312266/20120310/china-syria-un-syrian-veto-libya-chinese.htm
، تاريخ الدخول 19 ابريل 2014 .

وان الصين تركزت علاقاتها فى دول الشرق الاوسط وغالبيتها اصبحت تركز على علاقاتها مع الصين وايران وهما اكثر الدول القريبة من السياسة الخارجية الصينية ، وباعتبار سوريا الحليف الاستراتيجى للصين ، وايضا توجد علاقات مع السعودية ومصر ، وبذلك بدات الصين بفضل سياساتها ان تهيمن على دول الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية وشملت العلاقات الصينية مع الدول العربية علاقات اقتصادية ، وثقافية ، وعسكرية ، وفكرية ، وبذلك اصبحت الصين تغلغل داخل الاسواق الدولية العربية .

وجاء موقف الصين واضحا من اندلاع الثورة السورية والاجراءات التى اتخذتها الصين تجاه حليفتها سوريا حيث جاء مقف الصين مؤيدا لسوريا حيث رفضت الصين شأن التدخل الاجنبى فى الشئون الداخلية للدول ذات السيادة ، وعارضت القيادة الصينية كل الاجراءات التى اتخذتها امريكا اي العقوبات الامريكية ضد نظام بشار الاسد ، وتحاول الصين مجاهدة للوصول الى حل سلمى ويكون مناسب لحل الازمة السورية ، وانها تحاول استخدام وسائل سياسية دبلوماسية وليس عسكرية ،حيث الصين تعتبر سوريا حليفها الاستراتيجى لذلك تؤيد الصين السياسة الاسرائيلية .

وتؤيد الصين المبدأ المقدس لديها وهو سيادة الدولة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدولة ، ولكنها عندما رفضت التدخل الامريكى والاوروبى لمعاقبة نظام بشار الاسد كانت لم تتدخل فى شئون الداخلية لسوريا ولكنها كانت تعمل مجاهدة لتحقيق المصلحة الوطنية لسوريا ، حيث كان عمل الصين- كبلد انعزالى عادة حيث تنشط لسياساتها الخارجية والتى تقوم على سيادة الدولة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية ، وان الازمة السورية دفعت الصين للانخراط والتعمق على الصعيد الدولى من اي وقت سابق ، ولها دور فى الشرق الاوسط . (3)

المشكلة البحثية :
بدأت الصين وخلال فترة زمنية قصيرة ان تسلك طريقها حول التنمية والتقدم ، وبدات تظهر مكانة دولية للصين على الساحة الدولية ، حيث احدثت الصين طفرة هائلة فى جميع المجالات ، واصبح لها الاقتصاد المستقل الضخم ، وبدأت الصين ان تغير فى ميزان القوى ، واصبحت لها نفوذها وظهرت الصين كدولة من الدول التى تسعى للحصول على الهيمنة الاقليمية والعالمية ، حيث تركزت الصين عملها فى الشرق الاوسط التى تزايدت فيه علاقات الصين مع الدول العربية ، وتتميز منطقة الشرق الاوسط بدولها العربية التى تمتلك النفط العربى فى الخليج العربي ، والكثير من الدول العربية اصبحت حليفة للصين ، وخاصة سوريا التى اصبحت حليف الصين الاستراتيجى والاقتصادى ، وايضا مصر لها علاقات مع الصين وادراكها لاهمية قناة السويس كممر مائى وتجارى عالمى وللقناة وزنها وثقلها فى المكانة العالمية ، وبذلك اصبحت الصين تسير فى طريق الهيمنة وتهدد بذلك هيمنة الولايات المتحدة الامريكية باعتبارها هى الدولة الوحيدة المهيمنة فى العالم .

واصبح دور الصين المحايد لسوريا تجاه الازمة السورية ادى الى ذلك تغلغل الصين داخل النظام الدولى ، وهنا الصين اصبحت تمثل قوة فاعلة فى النظام الدولى وظهرت قوة الصين كدولة لها ميزانها وثقلها العالمى من فترة وجيزة ، ولذلك بفضل استراتيجياتها وسياساتها اصبحت الان مرشحة وبقوة ليكون لها دور فى التفاعلات الدولية . وهى دولة يرمز لها رمز التنين او المارد لظهور قوتها فى جميع المجالات .

ومن هذا المنطلق يتمثل السؤال البحثى الرئيسى فى : ما تأثير السياسة الخارجية الصينية على منطقة الشرق الاوسط وخاصة سوريا ؟
وينبثق عن هذا التساؤل الرئيسى عدد من الاسئلة البحثية الفرعية التى تحاول الاجابة عليه كالاتى :

1 – كيف تؤثر السياسة الخارجية الصينية على السياسة السورية ؟
2- الى اي مدى اصبحت الصين تؤثر على ميزان القوى الدولى واصبحت دولة مهيمنة تنافس الولايات المتحدة الامريكية فى الشرق الاوسط ؟
3- ما هى ابعاد وملامح العلاقات الصينية السورية فى ضوء التغيرات الاقليمية والدولية ؟
4- ما دور التى اتخذته السياسة الصينية تجاه الازمة السورية ؟

3- استير تران لى ، الصراع السورى غير وجهة السياسة الخارجية الصينية، ( موقع انترناشونال بيزنس تايمز ، 10 مارس 2012 ) ، متاح على : http://www.ibtimes.com/articles/312266/20120310/china-syria-un-syrian-veto-libya-chinese.htm
. . تاريخ الدخول 19 ابريل 2014 .

اهمية الدراسة :
الاهمية العلمية : تتمثل الاهمية فى دراسة طبيعة العلاقات الصينية السورية وموقف الصين من الثورة السورية التى تؤيد حكم بشار الاسد ، حيث تأتى سوريا فى مقدمة اهتمام التحالفات الصينية حيث سوريا تعتبر الحليف الاستراتيجى ، وتكمن الاهمية العلمية للدراسة باعتبار ان الصين تكمن فى داخلها القوى العظمى وهى تمثل التنين الصينى رمزا للقوى لها ، ومحاولة الصين على اتخاذ الهيمنة على الشرق الاوسط وتكوين علاقات التحالف مع الدول العربية واهمية موقع الشرق الاوسط الذي يكمن فى داخله مصدر النفط ويعتبر الشريك التجارى للصين ، وان الصين دولة كبرى فى حين سوريا كانت هادئة فى علاقاتها مع الصين وجاء موقف الصين التى اتخذته تجاه الثورة السورية المؤيد لحكم بشار الاسد واعتبرت ان الثورة السورية ماهى الا أضطرابات ، وموقف الصين من الربيع العربي ومحاولة الحفاظ على وضعها المحايد .

الاهمية العملية :

وهنا تأتى الاهمية العملية فى انها تهتم باهمية الصين كدولة عظمى وعلاقاتها مع سوريا ومحاولة الصين ان تتربع على عرش الهيمنة للشرق الاوسط ، ولكن تقوم هيمنتها على اساس علاقات اقتصادية وغيرها ، ولكن لا تقوم هيمنتها على اساس فرض القوة العسكرية ، وذلك وفقا لتوافقها مع مبدائها كل دولة حرة لها سيادتها وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد .
ولكن جاء هدف الصين ليس قائم على بناء الامبراطوريات ولكن قائم على التحالفات والصداقات وهى تحاول جاهدة بان لاتتدخل فى شئون الدول ، ولكن هنا جاء موقف التنافر من حيث تأييدها لموقف بشار الاسد ومناداتها بسيادة الدول وعدم التدخل فى الشئون الخاصة .

فجاءت قوي التنين الصينى تختلف عن القوى العظمى فى الغرب كالولايات المتحدة الامريكية، حيث استخدمت الصين قوتها الناعمة كوسائل الاعلام ونشر ثقافتها فى الشرق الاوسط لكى تدافع عن المصالح الوطنية الصينية ، ولكن حدث بعض التطورات والتغييرات فى السياسة الخارجية الصينية تجاه الثورات والربيع العربي حيث هى مازالت تؤيد صلاحية الرئيس بشار الاسد والتأكيد على استمرار بشار الاسد فى الحكم وسميت الصين الثورة السورية بانها اضطرابات فهى تتحفظ علي استخدام مصطلح الثورة ومازالت تؤيد شرعية حكم بشار الاسد وجاءت الصين تتحفظ على موقفها وتأييدها لحكم بشار الاسد مما ادى الى ظهور بعض صور التنافر من موقف الصين ، ومع ذلك تحاول الصين جاهدة بان لا تتدخل فى شئون السياسة الداخلية للبلاد حتى لا تخسر خطتها واهدافها فى منطقة الشرق الاوسط ، وهى تحاول ان تتحفظ على انحيازاتها وتأييدها لاي دولة وخاصة سوريا ، حيث لاتريد ان تخسر منطقة الشرق الاوسط الغنية بالبترول ، ويعتبر النفط هو الشريك التجارى ، وايضا ان تتدخلها يعتبر مناقض لما يتفق مع مبدأها التى تتدعيه بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول .

النطاق المكانى :
وهنا باعتبار ان الصين قوى عظمى ومحاولة تأثيرها على الهيمنة فى الشرق الاوسط وعلاقاتها التحالفية مع دول الشرق الاوسط التى تمركز فيه مصدر الاقتصاد العالمى ومحركه وهو النفط ، ولذلك تاتى سوريا وهى الحليف الاستراتيجى للصين ، وجاء موقف الصين مع سوريا بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية فى 1980 ، وايضا جاءت الصين بتاييد الحكم لبشار الاسد واعتبارالثورة مجرد اضطرابات ، وبذلك يكون موضع التنافر مع دعوتها لمبدائها وهو سيادة الدولة وتحاول ان تتحفظ على عدم تتخلها فى الشئون الخاصة للبلاد وبذلك تم التركيز على دراسة حالة سوريا مع العلاقات الصينية .

النطاق الزمنى :
حيث تم اختيار هذه الفترة الزمنية من (2001-2013) بسبب ظهور وتصاعد قوة التنين الصينى والثورة الصينية واصبحت قوى عظمى تؤثر على النظام الدولى ، ومحاولة جاهدة للحصول على الهيمنة فى منطقة الشرق الاوسط وهنا جاءت بتهديد لهيمنة امريكا وسيطرتها ، وان الصين اصبحت قوى عظمى لا يستهان بها ، وجاءت القوى العظمى للصين بسبب تقدمها فى الثروة الاقتصادية والتنموية والعسكرية واصبحت مكونة للكثير من التحالفات والصداقات مع دول الشرق الاوسط ، وجاءت الصين بموقفها المحايد محاولة بان لا تتدخل فى الشئون الداخلية لسياسة الدول العربية التى شهدت الثورات وخاصة سوريا ، حيث تتحفظ على الثورة السورية ، باستخدام انها اضطرابات ولكن فى نفس الوقت محاولة بان تبعد عن التدخل فى الشئون الداخلية لسوريا ، ولم تنتهى الحرب الاهلية فى سوريا وما زالت مستمرة الثورة السورية حتى الان

مفاهيم الدراسة :
سوف يتم عرض عده مفاهيم تم استخدامها فى الدراسة حيث تساعد المفاهيم على بلورة الافكار التى جاءت بها الدراسة كمفهوم الهيمنة والتى توضح الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط من قبل الصين والتى اصبحت تنافس امريكا فى هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط ، وايضا جاء مفهوم الشرق الاوسط التى تعددت مفاهيمه على مستوى التعريفات العالمية ، ومفهوم النظام الدولى ،ومفهوم السياسة الخارجية .

1-مفهوم الهيمنة :
جاء هذا المفهوم منذ القدم وذلك كان يعنى عند الاغريق اليونانيين هو السيادة لمدينة ما او شعب ما علي المدن الاخرى ، ويمكن فهم هذا المفهوم الذى جاء من خلال الحرب التى كانت بين اسبرطة واثينا والتى كانت اثينا صاحبة السيادة ثم انهارت على يد اسبرطة وايضا جاء هذا المفهوم مساويا للنزعة الهتلرية التسلطية وسيطرة هتلر النازى على العالم ، وينطبق ايضا على فرنسا فى العصر النابليونى ، وعلى انجلترا فى العصر الفكتورى ولذلك جاءت الهيمنة مساوية ومرادفة للتسلط العسكرى فى اغلب الاحيان وممكن ان توجد الهيمنة على ان تكون هيمنة ذات طبيعة سياسية وايديولوجية واقتصادية وثقافية .(1)
وجاء هذا المفهوم مع محاولة الصين للحصول علي الهيمنة فى الشرق الاوسط وظهور الصين كقوى عظمى وتأثيرها على النظام الدولى .

2- مفهوم الشرق الاوسط :
حيث تعددت المفاهيم ولم يتم الاتفاق على مفهوم واحد حيث جاءت التعريفات المختلفة لمصطلح الشرق الاوسط : حيث تعريف مصطلح الشرق الاوسط وانه يرتبط بجغرافية منطقة الشرق الاوسط حيث يصعب تحديدها بسبب وجود الاختلافات فى اراء الدول وحول ما تحدده كل دولة وفقا لمصالحها المرتبطة بالشرق الاوسط ووفقا لابعاد ورؤي الدول ، حيث يرجع بداية مصطلح الشرق الاوسط الى عام 1902 م حيث كانت انجلترا بدأت فى رسم استراتيجيات وجودها فى المستعمرات التابعة لها ، حيث قامت انجلترا بتقسيم مستعمراتها الى الشرق الاوسط الادنى والاقصى . (2)

3- مفهوم النظام الدولى :
حيث جاء المفهوم ليشير الى مجموعة من التفاعلات والانشطة السياسية والاقتصادية والعسكرية حيث التى تنتج انماط ونماذج مختلفة من العلاقات ، حيث يشترط فى النظام الدولى لكى يوصف بكونه دولى لابد من وجود كيانات اما بصفة دولة او منظمات دولية ومعترف بها ولهم الشخصية القانونية الدولية ، ووجود مؤسسات لها صفة الاستمرارية حيث يتم السعى الى التوفيق بين تفاعلات اشخاص المجتمع الدولى . (3)
1سهرةقاسممحمدحسين،الصعودالصينىوتأثيرهعلىالهيمنةالامريكيةفىالشرقالاوسط 2001-2009

، ( رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ) ، ص 16 .
2 المرجع السابق ، ص 17 .
3 محمد انور محمد ، اثر المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية على العلاقات السياسية الاردنية السورية 1985-2003 ،(رسالة دكتوراه ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2009 ) ، ص 11

حيث دائما يكون النظام الدولى فى حالة تغير وذلك بسبب ما يرجع الى ما يطرأ على اوضاع الدول من تغيير وفضلا التغيير فى المناخ العام للبيئة المحيطة ، حيث يكون النظام الدولى يتمتع غالبا مابين حالات الاستقرار واللأستقرار ، حيث النظام الدولى يقترن بعدد من الانظمة الاقليمية او الفرعية .(4)

4- مفهوم السياسة الخارجية :
حيث تعتبر السياسة الخارجية هى سلوك دولة ما واحدة على الصعيد الدولى ، حيث يقوم صانع القرار باستخدام السياسة الخارجية لهذه الدولة بتحقيق اهداف محددة تعمل لتحقيق الصالح العام لدولته ، حيث تعتبر السياسة الخارجية فى الاصل انها مبادرة من جانب دولة معينة لتحقيق اهداف معينة وفقا لاجندة او برنامج عمل محدد ، ويتخذ صانع القرار عدة اجراءات ليتبنى سياسته الخارجية وفقا لاهداف دولته . (5)

ويعتبر مفهوم السياسة الخارجية من المفاهيم المعقدة بسبب تشابك ابعاده وتغيير التوجهات تبعا لتحقيق الاهداف المراد تحقيقها .

ومن تعريفات السياسة : تعريف الدكتور/ حامد ربيع حيث يعرف السياسة الخارجية بانها تأخذ جميع صور النشاط الخارجى حتى ولو لم تصدر عن الدولة كحقيقة نظامية ، حيث يعتبر اي نشاط الجماعة كوجود حضاري او التغييرات الذاتية كصور فردية وللحركة الخارجية تنطوى وتدخل تحت هذا السياق الواسع الذى تسمى السياسة الخارجية .

كما ايضا بتعرف على انها هى سلوك الدولة التى تتخذه تجاه الدول والمحيط الخارجى وانها ايضا امتداد للسياسة وتستخدمها الدولة لتحقيق اهداف محددة وتسعى لتحقيق ذلك عن طريق عدة وسائل دبلوماسية وسياسية وعسكرية واقتصادية ودعائية وثقافية . (6)

ويأتى التعريف الاشمل لمفهوم السياسة الخارجية بانها موسوعة السياسة حيث انها تنظم نشاط الدولة ورعاياها والمؤسسات التابعة لسيادتها مع غيرها من الدول الاخري والتجمعات الدولية التى تهدف الى استقلال الدولة وامنها وحماية مصالحها الاقتصادية ، وتوجد عوامل رئيسية تؤثر فى تحديد خطوط السياسة الخارجية كطبيعة الوضع الداخلى ونظام الدولة وموقعها الجغرافى والقوة العسكرية وعدد السكان والموارد الطبيعية والتكوين التاريخى والثقافى والحضارى .

4 دينا شعبان عبد العليم محمد ، التقارب والتباعد فى العلاقات المصرية – الايرانية فى ضوء ثورة 25 يناير2011
، (خطة بحثية ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2013 ) ، ص 9 .
5 نورهان الشيخ ، مبادئ العلوم السياسية (العلاقات الدولية ) ، ( كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2013) .
6 اسلام محمد جوهر ،الاستمرارية والتغير فى السياسة الخارجية الامريكية تجاه ايران بعد احداث 11 سبتمبر 2001
، (رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2011 ) ، ص 16 .

الاقتراب المستخدم فى الدراسة :
يتمثل الاقتراب الذى تقوم عليه الدراسة فى منهج تحليل النظم .

اولا : ماهية منطلقات هذا الاقتراب ؟
حيث تعتمد هذه الدراسة على منهج تحليل النظم ويعتمد هذا المنهج على المدخلات والمخرجات ، وتتمثل الفكرة الجوهرية التى تقوم عليها هذا المنهج فى انه يعتمد هذا المنهج على افتراض اساسى وهو ان النظام السياسي الخارجى يتضمن مجموعة من المتغيرات ( سواء بيئية ، مجموعة من الفاعلين ، مكونات النظام ).

وكل نظام للسياسة الخارجية يشمل مجموعة من العناصر والتى يتم تصنيفها فى مراحل ثلاثة وهما : المدخلات – العملية – المخرجات ، ويقوم هذا المنهج على عدة مقولات كالتالى :

يعتبر النظام السياسى : يكون كوحدة التحليل الاساسية .

اولا : تاتى المدخلات والمحددات المؤثرة على السياسة الخارجية الصينية تجاه الشرق الاوسط وخاصة تجاه سوريا ، والتى تضم مجموعة من العوامل والظروف التى اثرت على السياسة الخارجية الصينية وجعلت ان تذهب الى اقامة علاقات تحالف مع دول العالم النامى فى الشرق الاوسط لكى تتخلص من الحصار التى قادته الولايات المتحدة الامريكية على الصين وخاصة فى موضوع عضوية الصين فى الامم المتحدة ، ولذلك لجئت الى بناء علاقات صداقة مع دول الشرق الاوسط ، فكانت مصر وسوريا والجزائر من الدول التى اسست الصين معها علاقات اقتصادية ودبلوماسية وغيرها . (1)

وبذلك واجهت الصين المتغيرات الخارجية من حصار الولايات المتحدة الامريكية عليها ، وجاءت المتغيرات الداخلية حيث عملت على تنمية اقتصادها حتى عملت على بناء قوى اقتصادية عظمى وعسكرية وثقافية وعملت على استخدام القوة الناعمة كالاعلام فى النشر فى الشرق الاوسط حتى تكون مرتبطة به .

ثانيا : عملية صنع السياسة الخارجية الصينية تجاه منطقة الشرق الاوسط وهنا تركز الصين على المؤسسات الرئيسية والمعاونة لها فى صنع القرار والسياسة لها والمناسبة وفقا لها ولتحديد مصالحها مع دول الشرق الاوسط ، وتكون الصين فى سياستها الخارجية مع منطقة الشرق الاوسط ووفقا لمصلحتها الوطنية التى تقوم على التنمية الاقتصادية ، وتحاول ان تبتعد عن التنمية السياسية ويكون هنا المصلحة الوطنية تاتى كهدف من الاهداف التى تحاول ان تسترشد بها الصين ، وتمثل المعيار الجوهرى التى يتحكم فى الخيارات السياسية التى تتبناها الدولة فى سياساتها ، حيث ترى الصين ما هى مصلحتها فى العلاقات التى تقيمها مع كل دولة . (2)

وذكر مفهوم المصلحة الوطنية على انه من المفاهيم المحورية فى فكر المدرسة الواقعية والتى ترى ان العلاقات الدولية هى التى تقوم على اساس علاقات صراعية ، حيث يسعى دائما كل طرف الى امتلاك

القوى ،وتكون المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار ، ولا تلتزم الدولة باى قيم اخلاقية من اجل تحقيق مصالحها الوطنية . (3)

ثالثا : حيث تعتبر المخرجات هى مضمون التصرفات والقرارات والسياسات الصينية تجاه الشرق الاوسط وخاصة سوريا ، حيث قامت الصين بالتعاقد مع سوريا فى تعاقدات اقتصادية ودبلوماسية ، وقامت ايضا باتخاذ موقف محايد مع حكم بشار الاسد ورأت ان الثورة السورية مجرد اضطرابات ، وهنا جاءت فى موقف تنافر بين موقفها ومع ادعائها لمبدا سيادة الدولة ، وايضا رفضت اى تدخل عسكرى الشئون الخاصة لاى دولة وفقا لمبدائها التى تتخذه ، وان القرارات التى تتخذها الصين تؤثر فى النظام الدولى وفقا لقوتها العظمى وعضويتها فى مجلس الامن الدولى .

وتاتى المحددات الخارجية للسياسة الصينية المعاصرة تجاه الشرق الاوسط :

  • 1_ حيث تعتمد السياسة الصينية الحالية على المصالح الاقتصادية التى تريد ان تحققها باى وسيلة كانت ، والتى يلزمها ذلك ايضا الحفاظ على الامن والاستقرار على المستوى الاقليمى والدولى ، وان المصالح الصينية تتاثر باى اجراءات او سياسات تتسبب فى عدم الاستقرار .​
  • 2_ تنظر الصين الى الشرق الاوسط والتى تقوم على اساس ان سياساتها تجاه الشرق الاوسط تخضع لسياساتها العامة التى دائما تدعى الى بناء بيئة استقرار وسلام وامن دولية .​
  • 3 _ وتحاول الصين ان تسعى الى بناء تعاون اقتصادى مع الدول العربية اكثر من ميلها الى التعاون السياسي ، وترى الصين ان التنمية الاقتصادية هى السبيل والطريق الافضل لارغام العالم للاستماع اليك.​
1 محمد عبد الفتاح الحمراوى ، السياسة الخارجية الصينية ، (رسالة دكتوراه ، كلية التجارة ، جامعة الاسكندرية ، 2008 ) ، ص 9 .
2 W.jentlesonbruce ,American foreign policy the dynamics of choice in the 21st century ,(united state of America ,ww. Norton &company ,2000) , P 10 .
3 Donnelly jack ,realism and international relations ,(united kingdom ,combridge university press ,2000) ,P 7 .
  • 4 _ تحاول الصين دائما الى عدم التورط عسكريا فى منطقة الشرق الاوسط ، وترى ان التعاون الثنائى والاعتماد على التنمية الاقتصادية ، وذلك سوف يحد من الازمات فى الشرق الاوسط وتشجيع تلك العلاقات، وتعتمد على التعاون الاقليمى كاساس للسياسة الامنية . (4)​
ثانيا : لماذا تم اختيار هذا الاقتراب ؟
حيث رات الباحثة ان منهج تحليل النظم هو الاكثر ملائمة فى هذه الدراسة لانه نجد فى هذا المنهج انه يعمل بطريقة منظمة حيث يحول هذه المدخلات الى قرارات او مخرجات ، وتسعى الى تحليل السياسة الخارجية الصينية تجاه الشرق الاوسط وخاصة سوريا ، بطريقة ديناميكية حيث تترجم المدخلات الى سياسات ، وبالمثل تتم دراسة دوافع صانعى السياسة ، ومعرفة الظروف المؤثرة فى السياسة الخارجية الصينية ، وناتى بما يسمى بالتغذية العكسية والراجعة وهى التى تربط بين المكونات التلاتة وتحاول الابقاء على النظام، ويقوم منهج تحليل النظم وهو المناسب الذى يساعد على فهم اهداف السياسة الخارجية للصين .ثالثا : كيف يمكن تطبيق الاقتراب على الدراسة :
تقوم الدراسة بتطبيق منهج تحليل النظم من اجل تحليل اهداف السياسة الخارجية الصينية تجاه الشرق الاوسط وتجاه سوريا ، وتفسير اسباب قيام الصين علاقات التحالف مع دول الشرق الاوسط ،وتاثير الصين فى النظام الدولى وعضويتها فى الامم المتحدة ، واصبحت لها الهيمنة فى الشرق الاوسط وتنافس هنا الولايات المتحد الامريكية فى هيمنتها على الشرق الاوسط ، ولكن الصين لا تسعى الى تكوين امبراطوريات على اساس فرض القوة والسيطرة العسكرية ، حيث تعتبر اهداف السياسة الخارجية مرتبطة لاى دولة بغايات واهداف معينة ، فتتخذ الصين السياسة المناسبة لها وفقا لمصلحتها ، وان اهداف السياسة الخارجية تعكس الرغبة فى الحصول على الدور الدولى وبالهيبة الدولية ، ولكنها على العموم تدور وتتركز حول الحفاظ على الكيان الذاتى والداخلى للدولة ، ولذلك لا تخرج السياسة الخارجية الصينية عن هذه القاعدة ، ويوضح وضع التنافر التى واجهته الصين بسبب موقفها تجاه الازمة السورية .

4 جواد الحمد ، (اتجاهات ومحددات لتطوير العلاقات الصينية – العربية (2005 – 2010)) ، الاردن ، مركز دراسات الشرق الاوسط .

وترى الباحثة انه بناءا على مقولات المنهج وتحديدا المقولة الاولى الخاصة بتحديد اتجاه الصين الى تكوين علاقات تحالف مع دول العالم النامى فى الشرق الاوسط ، لكى تتخلص من الحصار التى فرضته الولايات المتحدة الامريكية ، لذلك اتجهت الصين الى الشرق الاوسط ، وهو ما يتناوله الفصل الثانى حيث لعبت الصين دور قوى فى منطقة الشرق الاوسط ، وذلك بفضل تكوينها لعلاقات الصداقة والتحالف مع دول الشرق الاوسط ، واتخاذ الصين لها دولا عربية حليفا استراتيجية لها كسوريا ، وهنا اصبحت الصين التى ظهرت كقوى عظمى والتى لها التاثير على النظام الدولى ، وتنافس الولايات المتحدة الامريكية وهى التى لها هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط وان الولايات المتحدة الامريكية هى صاحبة اكبر قوى فى العالم ولها نفوذها الدولية والعالمية ولكن مع ظهور الصين كمتنافس لها فى الحصول على الهيمنة على الشرق الاوسط وذلك يدل على ان الصين ليس بمتنافس سهل ولايستهان بقوتها ، وخاصة ظهور الصين كقوة اقتصادية عظمى وايضا تاثيرها على النظام الدولى وعضويتها فى الامم المتحدة ، ولعب الشرق الاوسط دورا مهما فى قوة الصين حيث قامت الصين بعلاقات خارجية مع دول الشرق الاوسط حيث تاسست جمهورية الصين فى عام 1949 م واجهت حصارا من قبل الدول الغربية ، ولذلك ادى الى ان الصين قامت بتحالفات مع دول الشرق الاوسط وتاسست خاصة مع مصر ، وسوريا ، والجزائر وايران ، وكانت هذه العلاقات سواء اقتصادية ودبلوماسية وغيرها التى قامت بها الصين مع الدول العربية ، وذلك كانت العلاقات بمثابة كسر الحصار التى قادته الولايات المتحدة الامريكية .(5)
وتمثل منطقة الشرق الاوسط منطقة غنية بالبترول ، ويعتبر النفط هو الشريك التجارى للصين ، وله موقع متميز فى العالم والذى يريد العالم كله محاولة السيطرة عليه ، وهنا اتجهت الصين الى التعاقدات مع دول الشرق الاوسط لانها وجدت فى ذلك تحقيق مصلحتها ولرؤيتها وتحقيق التنمية الاقتصادية ، وهى ترى ان التنمية الاقتصادية هى الافضل والتى تجعل العالم يستمع اليك ، ووتتكمن فيها القوى العظمى ، وان هدف الصين ليس فى اقامة الامبراطوريات ولكن على اساس التحالفات والصداقة ، واستخدام الصين للقوة الناعمة كوسائل الاعلام التى تنشر الثقافة وتعمل على تدعيم العلاقات بين الدول .
كما يمكن استخدام المقولة الثانيةعلى ان صنع السياسة الخارجية الصينية تجاه منطقة الشرق الاوسط وخاصة تجاه سوريا ، تكون وفقا لمصلحتها الوطنية ، وذكر مفهوم المصلحة الوطنية بان الدولة لا تلتزم باي قيم اخلاقية من اجل تحقيقها لمصالحها الوطنية ، وتعتمد الصين على التنمية الاقتصادية فى علاقاتها مع الشرق الاوسط ، وذلك مايتناوله الفصل الاولتصاعد الصين ودوره فى الشرق الاوسط وتاثيره على النظام الدولى .

5 محمد عبد الفتاح الحمراوى ، المرجع السابق .

وياتى هدف الصين فى سياساتها صيانة السلم العالمى ودفع التنمية المشتركة بين الدول ، وتدعو دائما الى الديموقراطية ومقاومة الارهاب وتسوية الخلافات ، وتعارض سياسات القوة بشتى اشكالها ، وان هيمنتها قائمة على اساس النفع الاقتصادى وليس السيطرة والتحكم على منطقة الشرق الاوسط ، وتدعو الى التعايش السلمى وذلك ياتى فى سياساتها الخارجية ، كما فى المبحث الثانى من الفصل الاول ، وياتى المبحث الاولفى الفصل الاول وان الجهود الصينية تبذل جهدها فى سبيل تحفيز التعايش مع القوى المتعددة ، والمحافظة على استقرار المجتمع الدولى وتحقيق الازدهار المشترك وتنمية المصالح وتجنب الاضرار ، وتقوم علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع سوريا ، وسوريا الحليف الاستراتيجى للصين .

ونتناول المقولة التالتة حيث تعتبر المحددات الخارجية للسياسة الصينية تجاه الشرق الاوسط ، حيث انها تنظر الى الشرق الاوسط والتى تقوم على اساس سياساتها تجاه الشرق الاوسط ، حيث انها تنظر الى الشرق الاوسط وتخضع لسياساتها العامة ودائما تسعى الى بناء بيئة استقرار وسلام وامن دولية ، وتحاول ان تسعى الى بناء تعاون اقتصادى مع الدول العربية وتحاول الصين ان تبتعد عن عدم التورط عسكريا فى منطقة الشرق الاوسط . (6)

ويتناوله الفصل الثالثحيث يجعل ان الصين تحاول ان تبتعد عن التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد وان لا تتورط فى التدخل العسكرى على دول الشرق الاوسط حتى لا تخسر ماتريده من اهدافها وخطتها ولذلك تعتمد على التنمية الاقتصادية ، وتقوم علاقات اقتصادية ودبلوماسية بين الصين وسوريا ، ولكن عندما قامت الثورة السورية فكان موقف الصين تجاه الثورة السورية بانها مجرد اضطرابات ، وايضا رفضت اى تدخل عسكرى يتدخل فى الشئون الداخلية لسوريا وهى تؤكد على مبدا سيادة الدولة ، وانها تحاول ان تتحفظ على موقفها وعدم التدخل .

حيث تعتبر اي دولة من الدول انها لا تمتلك مرونة مطلقة فى اتخاذ قراراتها السياسية ، ولابد من وجود متغيرات مؤثرة عليها وتؤثر فى صنع القرار السياسى الخارجى ، وان المتغيرات الداخلية والخارجية هى التى تشكل بيئة القرار ، ومن هنا تؤثر البيئة على صنع القرار فان القرار فى حد ذاته يسعى لتغيير هذه البيئة بما يتفق مع اهداف وغايات التحرك السياسي ، وهنا حتى الصين قد واجهت عدة متغيرات على المستوى الداخلى والخارجى ، وتتمثل المتغيرات الداخلية للصين ، واجهت المتغيرات المادية والمجتمعية ، كانت قد شكلت بيئة ايجابية لقرار سياسي يرتبط بالسياسة الخارجية ، حتى ان المتغيرات الخارجية والاقليمية والدولية تشكل فى احد الاوجه تحديات لقرار السياسة الخارجية الصينية .

6 جواد الحمد ، المرجع السابق .
وهنا ياتى موقف الصين تجاه سوريا والازمة السورية انها رفضت التدخل العسكرى في شئونها ، وحاولت بان لا تدخل فى سوريا بشان موضوع الانهاء على الاسلحة الكيماوية وانها حاولت ان تتحفظ على موقفها حتى لا تدخل فى شئون الداخلية لسوريا ومنطقة الشرق الاوسط ، وتؤكد على سيادة الدولة ، وجاءت الصين ترفض الارهاب الذي يحدث فى الشرق الاوسط وفى العالم وتساهم فى مكافحته . (7)

وتحاول الصين بان سياساتها الخارجية الصينية فى منطقة الشرق الاوسط ستقوم فى اطار التعاون مع جميع الفاعليين الدوليين الجدد ، حتى تتحقق المصالح المتبادلة بين مختلف الاطراف الفاعلة فى الشرق الاوسط والصين ، وهذا مايتناوله المبحث الاول والثانى من الفصل الثالث .
وبالتالى ينطبق منهج تحليل النظم على الدراسة الراهنة ، حيث جاءت السياسة الخارجية الصينية تجاه منطقة الشرق الاوسط وخاصة تجاه سوريا ، وذلك يتوافق مع منهج تحليل النظم واوضحت المؤثرات على السياسة الصينية وموقفها من الازمة السورية .

8- تقسيم الدراسة :

الفصل الاول : الصين ودورها المتصاعد فى النظام الدولى وسياساتها تجاه منطقة الشرق الاوسط .

  • المبحث الاول : المكانة الدولية للصين وظهورها كقوى عظمى .​
  • المبحث الثانى : السياسة الخارجية الصينية تجاه منطقة الشرق الاوسط .​
  • المبحث الثالث : العلاقات الصينية السورية .​
الفصل الثانى : تأثير الصين على الهيمنة فى منطقة الشرق الاوسط وتنافسها مع الولايات المتحدة الامريكية .
  • المبحث الاول : الولايات المتحدة الامريكية هى صاحبة الهيمنة على الشرق الاوسط .​
7 احمد عبد الامير الانبارى ، السياسة الخارجية الصينية وكيفية التعامل مع الازمات الدولية (الازمة العراقية للفترة 1990- 2007 م) ، مركز الدراسات الدولية ، جامعة بغداد ، 2007 م ، ص 14 .
  • المبحث الثانى : ظهور الصين كقوة تنافس على الهيمنة تجاه الشرق الاوسط .​
  • المبحث الثالث : ما دور الشرق الاوسط الذى يلعبه فى العلاقات الخارجية الصينية ؟​
الفصل الثالث : ابعاد العلاقات الصينية السورية فى ظل التغيرات الاقليمية والدولية .
  • المبحث الاول : طبيعة العلاقات الصينية السورية قبل وبعد قيام الثورة السورية .​
  • المبحث الثانى : موقف الصين تجاه الازمة السورية ورؤيتها تجاهها .​
الخاتمة :
وهنا اصبحت الصين التنين والعملاق الاسيوى المتصاعد والتى لها القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية ، واصبحت كقوى عظمى تؤثر على النظام السياسي الدولى ، واقامت العديد من التحالفات مع دول الشرق الاوسط واصبحت لها الهيمنة على الشرق الاوسط القائم على علاقات التحالفات وليس الغزو العسكرى فمن هنا هى تعتبر افضل من الولايات المتحدة التى تسيطر على بعض دول الشرق الاوسط بالغزو العسكرى ، فمن هنا يكون للصين مستقبل فى انها تكون المهيمنة الفعالة على الشرق الاوسط ومع نشرها للديموقراطية والتى تنادى بسيادة الدولة ، وترى ان التنمية الاقتصادية هى افضل من السياسية وهى التى تجعل العالم يستمع اليك دون تخطى حدود حرية الدول ، ورات ان الاقتصاد القوى هو الذي يمثل قوة الدولة وهو الصوت المسموع فى العالم .9 – قائمة المراجع :
اولا : الكتب-
1)- احمد عبد الامير الانبارى ، السياسة الخارجية الصينية وكيفية التعامل مع الازمات الدولية (الازمة العراقية للفترة 1990 – 2007 م ) ، مركز الدراسات الدولية ، جامعة بغداد ، 2007 م .
2)- جواد الحمد ، اتجاهات ومحددات لتطوير العلاقات الصينية – العربية (2005 -2010 ) ، الاردن ، مركز دراسات الشرق الاوسط .
3)- نورهان الشيخ ، مبادئ العلوم السياسية ( العلاقات الدولية ) ، جامعة القاهرة : كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2013 .

ثانيا : الرسائل العلمية
1)- سهرة قاسم محمد حسين ، الصعود الصينى وتأثيره على الهيمنة الامريكية فى الشرق الاوسط 2001 – 2009 ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية .
2)- محمد انور محمد ، اثر المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية على العلاقات السياسية الاردنية السورية 1985 – 2003 ، رسالة دكتوراه ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2009 .
3)- دينا شعبان عبد العليم محمد ، التقارب والتباعد فى العلاقات المصرية – الايرانية فى ضوء ثورة 25 يناير 2011 ، خطة بحثية ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2013 .

4)- اسلام محمد جوهر ، الاستمرارية والتغير فى السياسة الخارجية الامريكية تجاه ايران بعد احداث 11 سبتمبر 2001 ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2011 ,
5)- محمد عبد الفتاح الحمراوى ، السياسة الخارجية الصينية ، رسالة دكتوراه ، جامعة الاسكندرية ، كلية التجارة ، 2008 .

6)- على سيد فؤاد النقر ، اثر التغير فى النظام الدولى على السياسة الخارجية الصينية تجاه الولايات المتحدة الامريكية ، رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه فى العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية .
ثالثا : مصادر من الانترنت
1)- استير تران لى ، الصراع السورى غير وجهة السياسة الخارجية الصينية ، موقع انترناشونال بيزنس تايمز ، 10 مارس 2012 ، متاح على :
http://www.ibtimes.com/articles/312266/20120310/china-syria-un-syrian-veto-libya-chinese.htm
تاريخ الدخول 19 ابريل 2014 .

-قائمة المراجع : ( باللغة الانجليزية )

4)- W. jentleson Bruce , American foreign policy the dynamics of choice in the 21st century , united state of American , ww.norton& company ,2000 .
5)- Donnelly jack , realism and international relations , united kingdom , combridge university press , 2000 .
6)- Samuel P.Huntington , The Clash of civilization , the national interest , 2002.
7)- Frankel joseph , national interest , London , pitman press , 1970

 

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button