الكتاب الذي أضعه بين أيدي المهتمين بالشئون الدبلوماسية والقنصلية وطلابها هو في «العلاقات الدبلوماسية والقنصلية». ولم يكن اختيار عنوانه اعتباطا ، بل اختير ليعبر عن فحواه. فالعلاقات الدبلوماسية والقنصلية – كأي موضوع في العلاقات بين الدول . تشمل التعامل الفعلي للدول في وضع سياساتها الخارجية موضع التنفيذ وإدارة وتنمية العلاقات بينها عن طريق التمثيل والمفاوضات ورعاية المصالح التطبيق)، ثم الأسس النظرية التي يقوم عليها هذا التعامل (النظرية)، وأخيرا القواعد القانونية المقتنة والعرفية التي تنظم هذا التعامل (القانون). وهذا ما تتحرى عنه فصول الكتاب الأربعة عشر.
والكتاب بمجمله هو إضافة تكميلية – عمودية إلى ما سبق وأرساه الأساتذة الأفاضل من البنات في حقل الدبلوماسية . وكل إضافة – مهما كانت متواضعة – يمكن أن تؤدي إلى شموخ البناء طالما لم تكن جانبية تتوسع أفقية بعزلة عن مساهمات الغير.
والدبلوماسية، مثل بقية الفعاليات الاجتماعية، تتعرض للتغييرات المستمرة . هذه التغييرات قد تكون تدريجية أو مفاجئة، وقد تكون مستمرة أو انتقالية ، وقد تكون جوهرية أو شكلية، صريحة أو ضمنية. كل ذلك يعتمد على حاجات العصر بصورة عامة وعلى ما ترمي إلى تحقيقه السياسة الخارجية لدولة معينة في ظروف زمنية ومكانية عاشتها . والمنجزات التكنولوجية والعلمية خلقت مشاكل جديدة تحتاج إلى حلول، والتطور الهائل في وسائل النقل والمواصلات وتزايد الشعور بمسئولية المواطنة ساعد على خلق رأي عام له تطلعات ومواقف واهتمامات تتطلب الاستجابة ، والانقلاب الجذري في تشكيلة المجتمع الدولي وتوقعات شعوبه