لقد تحولت الشراكة الأمريكية- الروسية لمحاربة الإرهاب المسماة بـ:(الشراكة الإستراتيجية) والتي عقدت غداة أحداث الحادي عشر من أيلول العام 2001م، إلى منافسة جيوسياسية ،يحاول فيها كل واحد منهما تعزيز قدرات نفوذه النسبية على جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه روسيا الاتحادية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة هي سياسة ثابتة تتمثل في العمل على أعاقة أعادة ظهور روسيا الاتحادية كقوة إقليمية مهيمنة دبلوماسياً واستراتيجياً، أو كقوة شاملة منافسة أو ندّ لها، فإنّ النزاع الأخير في (القوقاز) يفسّر ذلك بعدما تطورت السياسة الخارجية الروسية، إذ تسعى موسكو من اجل الظهور كقوة إقليمية دبلوماسياً واستراتيجياً، وهكذا فإنّ للنزاع الأخير في (القوقاز) بين روسيا الاتحادية وجورجيا وجهان : فعندما هاجم اوسيتيا الجنوبية، أسهم الرئيس الجورجي (ميخائيل ساكاشفيلي) المحاط بمستشارين أمريكيين في استراتيجية تهميش روسيا الاتحادية التي اتبعها الحلف الأطلسي منذ العام 1991م، ولكن من خلال سرعة وقوة الرد، فإن (الكريملين) أراد إيضاح أن حقبة التساهل قد ولت نهائياً، إلاّ أن هذا النزاع يرتسم على الأمد البعيد، وهو أمد دوامة التاريخ .