شهدت سنة 1951 إعلان استقلال ليبيا تحت حكم الملك محمد إدريس السنوسي ، شاب هذا الاستقلال الكثير من النقائص على رأسها كان وجود ثلاثة قواعد أجنبية في البلاد ، قاعدة بريطانية في برقة وأخرى أمريكية في طرابلس والثالثة فرنسية في فزان ، استثمر الملك إدريس السنوسي وجود القواعد العسكرية البريطانية والأمريكية لشن حرب سياسية ضد الهيمنة الفرنسية على إقليم فزان وإرغامها على الجلاء منه ، مواصلا بذلك الحرب التي بدأت على عهد جده محمد بن علي السنوسي بين الفرنسيين والحركة السنوسية
تعود العلاقة المتوترة بين فرنسا والسنوسية إلى عهد الغزو الفرنسي للجزائر سنة 1830 ، حيث
كان هم مؤسس السنوسية محمد بن علي السنوسي تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي ، لهذا عمل على دعم الثورات الجزائرية و مدها بالأموال والأسلحة ، منها ثورة الأمير عبد القادر وثورة محمد بن عبد الله في تلمسان والصحراء الجزائر سنة 1848و 1861 وثورة محمد بن تكوك في منطقة الظهرة بالجزائر عام 1851 وثورة الصادق في جبال الأوراس سنة 1879 وثورة أولاد سيدي الشيخ سنة 1879و 1881
حول هذا الدعم ذكر الرحالة الفرنسي هنري دوقريبه ( DUVEYRIER Henri ) أن السنوسية هي المسؤولة عن جميع أعمال المقاومة التي قامت ضد فرنسا في الجزائر وأن السنوسية هي المعرقل الأساسي للمجهود الاستعماري الفرنسي في شمال إفريقيا وفي السنغال والمناطق الواقعة شمالي خط الاستواء
خلال عهد المهدي السنوسي تحولت العلاقة المتوترة بين السنوسية وفرنسا إلى حرب مباشرة بينهما شهدها شمال تشاد بداية من سنة 1899 م واستمرت إلى عهد أحمد الشريف السنوسي إلى غاية 1913 حيث انهزمت السنوسية أمام الفرنسيين..