دراسات اقتصادية

العولمة تحت السطح

ظاهرتان تستحقان التنبه لتفسير الاتجاهات الكبرى في تفاعلات الحياة الدولية، الاول التفتت السياسي والاجتماعي والثانية الترابط الاقتصادي، ولكي لا نبقى في إطار الجدل النظري نسعف تحليلنا بمؤشرات كمية تدل على الصلة الوثيقة بين هاتين الظاهرتين لتفسير ظاهرتين أخريين هما استمرار وتيرة الصراعات والحروب الاهلية الداخلية وتراجع متواصل لعدد الحروب بين الدول( تزايد حروب داخل الدول وتناقص حروب بين الدول)
وعند المقارنة للفترة بين 1945(انشاء الامم المتحدة) وعام 2017، يتبين ان عدد الدول الجديدة في الامم المتحدة هي على النحو التالي:
مرحلة القطبية الثنائية:
1945= 51
1950=60
55=76
60=99
65=117
70=127
75=144
80=154 المعدل 2,4 دولة في السنة
85=159
90=159
أما مرحلة ما بعد انهيار المنظومة الاشتراكية فكان الامر على النحو التالي:
95=185
2000=189
2005=191
2010=192 المغدل 1,2 دولة سنويا
2015=193
2017=193

ذلك يعني لو قسمنا المراحل إلى ثلاث(كل مرحلة حوالي 25 سنة تقريبا) فإن عدد الدول يتزايد على النحو التالي:
المرحلة الأولى كان معدل الزيادة 25,33 دولة
المرحلة الثانية كان المعدل هو 20.66 دولة
المرحلة الثالثة ومعدلها هو 1.3 دولة
والملاحظ من الاتجاه العام أن معدل عدد الدول الجديدة يتناقص بشكل واضح رغم أن هناك (طبقا لاحصاءات اكاديمية العلوم الروسية) حوالي ثلاثة آلاف ومئة شعب في العالم.
فإذا ذهبنا للترابط الاقتصادي باشكاله المختلفة(مناطق التجارة الحرة-الاتحادات الجمركية- الاسواق المشتركة- الاتحادات الاقتصادية- التكامل الاقتصادي التام) نجد ان عدد حالات الترابط الاقتصادي بالاشكال المختلفة المشار لها على النحو التالي:
المرحلة الاولى:279 اتفاق اقتصادي= المعدل 4,04 اتفاق سنويا
المرحلة الثانية:445 = 6,44 اتفاق سنويا
المرحلة الثالثة:659= 9,55 اتفاق سنويا
ذلك يعني أن العالم يعرف تزايدا في الترابط الاقتصادي وتناقصا في التفتت السياسي والاجتماعي، فهل الاول يلجم الثاني تدريجيا ؟ وكيف نربط بين تناقص الحروب “بين الدولية” واستمرار وتيرة الحروب ” الداخلية”؟
ومن الطبيعي التنبه للفارق بين الاتجاهات الفرعية والاتجاهات الأعظم(mega-trends)…
ملاحظة: حجم التجارة العربية الينية لم يبلغ 10% منذ نشوء الجامعة العربية..هل المناقشة السابقة تفيد في تفسير الوضع العربي؟ تستحق التأمل .ربما.

وليد عبد الحي

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى