في هذا الكتاب، يقدّم المؤرّخ المخضرم وولتر لاكوير توصيفاً دقيقاً حول الانعطافة المدوّية التي قامت بها روسيا في الآونة الأخيرة نحو ما سمّاه نهج المحافظة Conservatism، في عهد الرئيس فلاديمير بوتين تحديداً.
يكشف لاكوير ، في كتابه المعنون “البوتينية روسيا ومستقبلها مع الغرب” الصادر عن دار الكتاب العربي في بيروت، والذي نقله إلى العربية فؤاد زعرور، من خلال استعراض مطوّل، عن ثقافة محافظة متأصلة بعمق وواسعة الانتشار، وعن إيديولوجية انعزالية رجعية مرتكزة على ثلاث دعائم تقليدية للمجتمع الروسي هي: إيمان راسخ بالكنيسة الأرثوذكسية، وإحساس بـ«قدرٍ أوراسي» بائن، ووسواس عصابي قهري من أعداء أجانب!
وهذا الكتاب هو محاولة لدراسة وتقييم الآفاق المحتملة لمستقبل روسيا، والأهم «المشروع الروسي» (إيديولوجياً كان أم عقيدة) الذي سيحلّ محلّ الشيوعية.
ومع أن الكاتب لا يخفي انحيازه للمنظومة الغربية (الفكرية – السياسية) المعادية لروسيا بالعموم، إلاّ أنه قدّم رؤية شاملة ودقيقة نسبياً للواقع الروسي، قبل وبعد تسلّم بوتين لسدّة الرئاسة الروسية (2000/2012).