دراسات سياسية

اللبيرالية المساواتية عند جون راولز

ملخص بحث عن نظرية العدالة عند جون راولز ( powerpoint )

 

 

جون راولز الليبرالية السياسية ومسألة العدالة

أحمد أغبال

ما هي شروط التعاقد الأمثل ؟

  1. أن يجري في وضعية منصفة (= وضعية مساواة تتوزع فيها المواقع وفقا لمبدإ التماثليةreciprocity
  2. أن يجري بين أشخاص تتوفر فيهم شروط المواطنة
  3. أن يتم تحييد نتائج التوزيع الطبيعي للإمكانيات والقدرات

لماذا يجب تحييد الفوارق الطبيعية ؟

وما هي مقومات الشخص ؟ مقومات المواطنة ؟

يجب التحكم في الفوارق الطبيعية خلال عملية التعاقد لأنه:

“لا يمكن القول عن التوزيع الطبيعي [للقدرات والمواهب] بأنه عادل أو غير عادل، كما أنه لا يمكن القول إنه ليس من العدالة في شيء أن يولد الناس داخل المجتمع في موقع متميز. هذه وقائع طبيعية فحسب. وأما ما يعتبر عادلا أو غير عادل، فهو طريقة تعامل المؤسسات مع هذه الوقائع […] ليس هناك ضرورة تدعو الناس للاستسلام لهذه الوقائع العارضة. إن النظام الاجتماعي ليس خارجا عن سيطرة الإنسان أو أنه غير قابل للتغيير أو التعديل، ولكنه نظام ناشئ عن النشاط الإنساني”[1]

كيف يمكن التحكم في عوارض الزمن خلال عملية التعاقد في الوضعية الأصلية ؟

جواب راولز: من خلال إسدال ستار من الجهل عليها veil of ignorance
وما تعريفه ؟ يقول راولز :

”… ومن أهم خصائص هذه الوضعية أن أحدا لا يعرف مكانته في المجتمع أو موقعه الطبقي ووضعيته الاجتماعية، ولا يعرف أي أحد نصيبه من التوزيع الطبيعي للقدرات والمهارات كمستوى ذكائه وقوته وما شابه ذلك؛ بل إنني سأذهب إلى حد التسليم بأن أي طرف من الأطراف المعنية لا يعرف تصوره للخير ولا نوازعه النفسية؛ وبذلك يتم اختيار مبادئ العدالة خلف ستار من الجهل. هذا ما يضمن التكافؤ بين الأفراد، بحيث لا يكون هناك من هو في وضعية مواتية أو من هو في وضعية غير مواتية لاختيار المبادئ بناء على حصيلة الحظ الطبيعي أو العوارض الاجتماعية. وبما أن الجميعيوجدون في وضعية لا تسمح لأي أحد أن يضع المبادئ التي تخدم وضعيته الخاصة، فإن مبادئ العدالة ستأتي نتيجة تعاقد منصف“[2]

وما الذي يجعل المتعاقدين يقبلون الوقوف خلف ستار الجهل؟

جواب:

المتعاقد شخص أخلاقي

ولا يقبل التعاقد إلا الشخص الأخلاقي

وما هي مواصفات الشخص الأخلاقي ؟

إنه الشخص الذي يتوفر على ملكتين أخلاقيتين وهما:

  1. 1. القدرة على تشكيل تصور للخير والسعي إلى تحقيقه
  2. 2. القدرة على الإحساس بالعدالة وفهم مبادئها وتطبيقه.
  3. ويعتبر المواطنون متساوين عندما يبلغ مستوى نمو القدرات الأخلاقية الحد الأدنى الذي يؤهلهم للتعاون: يجعلهم قادرين على تفعيلها

تدل الملكة الأولى على أن الشخص الأخلاقي عقلاني

وتدل الملكة الثانية على أنه معقول

ياختصار:

يشترط في المواطن بوصفه شخصا أخلاقيا أن يتوفر على ملكتين، تمثل إحداهما الجانب العقلاني من شخصيته وتمثل الأخرى الجانب المعقول من شخصيته

وما الفرق بين العقلاني والمعقول؟

العقلاني

”إن ما يوجه السلوك العقلاني ..هي تلك المبادئ المألوفة التي توجهنا مثلا نحو اختيار الوسائل التي تمكننا من تحقيق الأهداف بأكبر ما يمكن من الفعالية والنجاح”

المعقول

“إن ما يفتقر إليه الفاعلون العقلانيون هو .. الحس الأخلاقي الذي يشكل أساس الرغبة في الانخراط في التعاون المنصف .. ولست أدعي أن المعقول يستغرق الحس الخلقي كله؛ لكنه يتضمن الجزء المرتبط بفكرة التعاون الاجتماعي المنصف”

باختصار:

الفرق بين العقلاني والمعقول هو أن العقلاني لا يراعي دائما الاعتبارات الأخلاقية أو المصالح المشتركة: فقد يكون المرء عقلانيا في اختياراته إلى أبعد الحدود، ولكن اختياراته قد تكون غير معقولة من الناحية الأخلاقية

وما هي مواصفات الشخص المعقول ؟

q     أن يكون مؤهلا لاقتراح شروط تعاون   منصف يكون من المعقول الاعتقاد بأن الآخرين سيقبلونها

q     الالتزام ببنود اتفاقيات التعاون، ولكن شريطة ان يلتزم بها الآخرون أيضا

q     الاعتراف بصعوبة إصدار الأحكام وقبول ما يترتب عن هذه الصعوبة من نتائج. وهنا يكمن جوهر المعقول

يقول راولز:

”يرجع الأصل في التمييز بين المعقول والعقلاني إلى كانط، ويتجلى ذلك من خلال تمييزه بين الأمر المطلق والأمر الافتراضي.. يمثل الأمر الأول العقل العملي الخالص، ويمثل الثاني العقل العملي الأمبريقي. وفي إطار النظرية السياسية للعدالة حصرت دلالة المعقول في معنى ضيق، وجعلته دالا في المقام الأول على الاستعداد للاعتراف بصعوبة إصدار الأحكام وقبول النتائج المترتبة عنه“[3]

ما الذي يجعل إصدار الأحكام صعبا؟

هناك نوعان من العوامل:

  1. عوامل تتسبب في خلاف غير معقول
  2. عوامل تتسبب في خلاف معقول
  3. أسباب الخلاف غير المعقول

q     يدافع الناس عن الآراء التي تؤيد مصالحهم الضيقة أو الأنانية. ولما كانت المصالح متضاربة، فإن الآراء ستكون متعارضة.

q      جميع الناس ليسوا أذكياء بما فيه الكفاية، ومع ارتكابهم للأخطاء المنطقية وقصر النظر والتعصب الأعمى والمستبقات تتعارض الآراء ويحتد الصراع بينها.

  1. أسباب الخلاف المعقول: صعوبات الحكم

q     صعوبات مرتبطة بالاستعمال الصحيح (البريء) لملكات الاستدلال والاستنتاج والحكم في المجال السياسي. فباعتبارنا أشخاصا عقلانيين، نسعى إلى تحقيق أهداف متنوعة، ونضطر إلى تقدير قيمتها وترتيبها حسب الأولوية، وهنا تواجهنا صعوبة إصدار أحكام عقلانية صحيحة.

q     وباعتبارنا أشخاصا معقولين نضطر إلى تقدير مدى قوة ووجاهة مطالب الآخرين ليس فقط بالنظر إلى مطالبنا الخاصة، ولكن بالنظر إلى مطالب كل طرف بالقياس إلى مطالب الطرف الآخر. وهنا تواجهنا صعوبة الوصول إلى أحكام معقولة وسليمة.

ومن أسباب عدم الاتفاق المعقول أيضا:

q     كثيرا ما يكون الدليل الأمبريقي العلمي معقدا ومتناقضا، ولذلك يكون من الصعب تقييمه.

q     قد نتفق حول بعض الأمور، ونختلف حول تقدير أهميتها النسبية، فنصدر أحكاما مختلفة.

q     إن مفاهيمنا السياسية والأخلاقية كثيرا ما تكون عامة وفضفاضة وقابلة لتأويلات مختلفة.

q     إن طريقتنا في تقييم الأدلة وتقدير مدى أهمية القيم السياسية والأخلاقية تتأثر بتجاربنا في الحياة وانتماءاتنا الطبقية والدينية..مما يؤدي إلى اختلاف أحكامنا.

q     توظف في المناقشات والمناظرات العمومية قواعد معيارية تتفاوت في درجة قوتها، ولذلك يكون من الصعب إعطاء تقييم عام متفق عليه من طرف الجميع

q     لكل نظام مؤسساتي قيمه الأخلاقية والسياسية، وبما أن لكل نظام فضاء اجتماعي محدود، فإنه يضطر لأن يرسم للقيم التي اختارها حدودا بالنظر إلى قيم أخرى. ومما يترتب عن ذلك صعوبة تحديد الأولويات، وصعوبة اتخاذ القرار.

استنتاج

v     إنه من الممكن بلورة تصورات مختلفة للعالم انطلاقا من زوايا نظر مختلفة وبطريقة معقولة. ومعنى ذلك أن تعدد المذاهب ناتج عن تعدد المنظورات

v     إنه من الخطأ الاعتقاد أن كل الاختلافات الموجودة بيننا سببها الجهل او الفساد أو التنافس عن مصادر الثروة والسلطة والنفوذ. إن الاعتقاد بذلك سيؤدي إلى انتشار مشاعر الحذر والعدوان في المجتمع.

v     إن الاعتراف بصعوبات الحكم يستلزم قبول ما يترتب عنها.

ومما يترتب عن صعوبة الحكم

  1. أن لا يعتنق جميع الأشخاص المعقولين نفس المذهب.
  2. نبذ المذاهب غير المعقولة
  3. الدفاع عن المذاهب المعقولة بطرق معقولة
  4. الدفاع عن المذهب المعقول بطرق غير معقولة لا يحوله إلى مذهب غير معقول

باختصار:

مما يترتب عن صعوبة إصدار الأحكام
1. قبول التعددية العقائدية والمذهبية
2. التسامح
إنها مواصفات الشخص الأخلاقي أو المواطن المؤهل للتعاقد

مواصفات المتعاقدين في الوضعية الأصلية

v     العقلانية: القدرة على اختيار الوسائل الفعالة لتحقيق الأهداف والمصالح الشخصية.

v     المعقولبة: القدرة على اقتراح مبادئ التعاون المنصفة وقبول مبادئ التعاون المنصفة التي يقترحها الغير.

v     ستار الجهل: لا أحد يعرف ما هو نوع التنظيم الذي يخدم مصلحته على حساب مصالح الآخرين.

v     الحذر: لا أحد يقبل المجازفة والمخاطرة بمستقبله.

ولرسم معالم الوضعية الأصلية انطلق راولز من المصادرات الحدسية التالية:

v     اللامساواة غير مقبولة أخلاقيا، ولا يجوز السماح بها ما لم يكن هناك مبرر معقول

v      لا يجوز لأحد أن يأخذ أكثر مما ينبغي فقط لأنه يحتل موقعا من المواقع التي تحكمت في توزيعها عوارض  الزمن

v     لا يمكن القضاء على التعددية العقائدية إلا باستعمال سلطة الدولة، وهو ما يعني القضاء على الحريات المدنية.

باختصار:

يسعى كل فرد إلى تحقيق مصلحته الشخصية، ولكن ستار الجهل يحرم الجميع من اتخاذ القرار الذي يضمن لبعضهم التفوق على غيرهم.. وباعتبارهم أشخاصا عقلانيين يوجدون في وضعية عدم اليقين، ما هي مبادئ العدالة التي يكون من المعقول أن يختاروها جميعا دون استثناء ؟ إذا كنت في وضعية عدم اليقين، فكيف يمكنك أن تتصرف بوصفك شخصا عقلانيا ؟ ما هي مبادئ العدالة التي ستختارها ؟ أمامك لائحة تتضمن مبادئ العدالة التي تتحكم في عملية توزيع الخيرات الأولية (الحقوق، الحريات، السلطة، المناصب، الدخل، الثروة)

عينة من مبادئ العدالة التي يجب الاختيار بينها تحت إكراهات الوضعية الأصلية
1. مبدأ المنفعة: يعني تحقيق أكبر قدر من الرفاهية لأكبر عدد من المواطنين
2. مبدأ الماكسمين maximin principle: رفع الحد الأدنى إلى حده الأقصى، أي رفع مستوى رفاهية فئات المجتمع الدنيا

    إلى أقصى حد ممكن. ومعناه أيضا لا يمكن قبول اللامساواة إلا إذا كانت تزيد من رفاهية الفئات الدنيا

بعبارة أخرى

هل تفضل ؟:

q      نظاما اجتماعيا يزداد فيه معدل الرفاهية ارتفاعا

q     نظاما اجتماعيا ترتفع فيه حصة الفئات الدنيا من الخيرات الأولية إلى أقصى حد ممكن

ما هو الاختيار العقلاني؟

في وضعية عدم اليقين يكون اختيار مبدإ الماكسمين هو الاختيار العقلاني. ما الدليل على ذلك ؟

القضية الأولى: يقضي الواجب بعدم إلحاق الأذى بالآخرين.

القضية الثانية: عندما نضطر إلى الاختيار بين بديلين يلحق كل واحد منهما نوعا من الأذى بالآخرين، فيجب

                    اختيار أهون الضررين.

القضية الثالثة: عندما نريد الاختيار بين أنواع النظم الاجتماعية فإننا نكون بصدد الاختيار بين بدائل يلحق كل

                    واحد منها نوعا من الأذى ببعض الفئات.

القضية الرابعة: اختيار النظام الاجتماعي الذي توزع فيه الخيرات الأولية وفقا لمبدإ الماكسمين يعني اختيار البديل

                    الذي يلحق الحد الأدنى من الأذى بالفئات الدنيا

o       إن كنت عقلانيا فحسب، فستختار مبدأ المنفعة؛

o       وإن كنت عقلانيا ومعقولا في نفس الوقت فستختار مبدأ الماكسمين.

استنتاج

من مزايا البعد المعقول في الشخصية أنه:

  • يساعدنا على اتخاذ القرارات في وضعية عدم اليقين وفي الوضعيات المحفوفة بالمخاطر؛
  • يؤهلنا للتعاقد مع الآخرين؛
  • يؤهلنا للتعامل مع المفارقات الأخلاقية وغيرها.

والنتيجة هي أن المواطن شخص أخلاقي

معقول:

لأنه يتوفر على ملكة الإحساس بالعدالة

وعقلاني:

لأنه يمتلك القدرة على تشكيل تصور للخير

يمثل الشخص المعقول والعقلاني النموذج السياسي الأمثل للمواطنة الديمقراطية. والسؤال الآن هو:
كيف تتشكل وتنمو روح المواطنة ؟ هل يمكن تنميتها بواسطة التربية والتعليم ؟

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى