هي شجرة شيطانية لا تراها فوق أنفك، ولا ترى رسمها فوق السطور، بذورها التوراة وجذورها التلمود ، وجذعها بروتوكولات الحكماء، وفروعها الهيئات والمنظمات الدولية، وأوراقها كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وثمارها الإلحاد والانحلال. أُنتجت بذورها في ألمانيا ونقلت وزُرعت في بريطانيا وسُقيت بماء الذهب، وأضيف إليها سماد الشهوة، ولما استقام عودها نُقلت وغُرست في أمريكا، ذات الأراضي الخصبة لمثل هذا النوع من الأشجار، فاشتدّ عودها وارتفع حتى بلغ عنان السماء ، وامتدت جذورها إلى شتى بقاع الأرض، وبدأنا نقطف شيئا من بواكير ثمارها، وعندما ينضب ماء الذهب من الأرض، ستعلن حربها المدمّرة على العالم، لنقطف الفوج الثاني من ثمار الفقر والمجاعة والمرض ولا علاج. آنذاك يأتي يوم الحصاد، قيام المملكة اليهودية الدكتاتورية العالمية الأبدية، على أطلال المسجد الأقصى في قدس الأقداس، ليُنصّب العجل الذهبي إله أوحدا لكل البشر.
ومع ظهور الإسلام ومعرفتهم بما سيكون من أمره، من سرعة انتشاره واتساع دولته لتشمل مناطق شاسعة من العالم ، ومن ضمنها سيطرته على الأرض المقدّسة ، تلاشت أحلامهم في السيطرة عليها، لإقامة ملكهم الأممي الثاني فيها على المستوى الفرعوني ، فتخلّوا عن ذلك الطموح مؤقتا، وشرعوا في تحقيق الملك الفردي على المستوى القاروني، بجمع المال بالطرق غير المشروعة، من ربا واحتيال وسرقة والتهريب وتجارة الرقيق والدعارة، والتمتع بزينة الحياة الدنيا من جرّاء هذا الكسب، واستمروا على تلك الحال إلى أن تمكنّوا من إقامة دولتهم الحالية في فلسطين، منتظرين حكم العالم أجمع من خلال النبوءة الأخيرة ، بالذي يأتي من ربوات القدس.
وبعد ذلك اتجه أغلبهم إلى الشمال، وتفرقوا في البلاد العربية الأخرى، فتواجدوا في العراق وبلاد الشام ومصر والأندلس، وبالرغم من تعامل الإسلام السمح مع أهل الكتاب، إلا أنهم كانوا مقيّدين بما وضعه الإسلام من قيود على أهوائهم ومطامعهم المادية، ووجود القرآن عدوهم اللدود وثيقة أبدية، تكشف طبائعهم وحقيقة نواياهم وتحذر منهم. ولكي يستطيع أحدهم من العيش في ظل الحكم الإسلامي، كان يعمد إلى إظهار إسلامه وإخفاء يهوديته، أو أن يُرغم نفسه كارها على التخلي عن طبائعه وأهوائه في الفساد والإفساد، وهذا مما لا يوافق طبعهم ولا ما يأمرهم به تلمودهم، ولذلك آثر الكثير منهم الهجرة من كل البلاد التي كانت تخضع للحكم الإسلامي تباعا على مرّ العصور، ومن ثم استقر بهم المقام في القارة الأوروبية، حيث وجدوا فيها متنفسا في البداية لجهل الأوربيين بطبيعتهم البشعة.
وعندما تبين للأوربيين مع مرور الوقت، أن الكثير من المشاكل والمصائب والكوارث الاجتماعية والاقتصادية، من فقر ومجاعات وانهيارات اقتصادية، وانتشار للفساد والرذيلة، كان سببه اليهود، وضعوا الكثير من الحلول لمواجهة مشكلتهم ، مثل سن القوانين التي تقيد حركتهم وتعاملاتهم، فلم تكن تجدي نفعا مع ما يملكون من مكر ودهاء. وتم عزلهم في أحياء سكنية خاصة بهم فلم يجدي ذلك نفعا، فكان لا بد من الحل الأخير وهو طردهم ونفيهم من معظم بلدان أوروبا الغربية، وكان رجالات الكنيسة آنذاك يعملون كمستشارين للملوك في العصور الوسطى، وكانوا يؤيدون تلك الإجراءات ضد اليهود لتحريم المسيحية للزنا والربا، بالإضافة إلى ما اكتشف من تجديف على المسيح والدته وكرهٍ وبغضٍ وعداءٍ للمسيحيين في تلمودهم السري، الذي جلب لهم المذابح الجماعية في بعض البلدان الأوربية كإسبانيا والبرتغال، وفي النهاية تم طردهم بالتعاقب وعلى فترات متباعدة، من فرنسا وسكسونيا وهنغاريا، وبلجيكا وسلوفاكيا والنمسا، وهولندا وإسبانيا وليتوانيا، والبرتغال وإيطاليا وألمانيا، بدءا من عام 1253م وحتى عام 1551م، فاضطر اليهود للهجرة، إلى روسيا وأوروبا الشرقية والإمبراطورية العثمانية …..
آنذاك – و أبواب الجنّة الأوربية قد أغلقت من دونهم، – بدأ هناك – بعد رحيل أغلب اليهود – ما يُسمى بالنهضة الأوروبية، فحيل بينهم وبين تحقيق أحلامهم، سواء على مستوى الملك الأممي، أو مستوى الملك الفردي، وهذا ما لا يستطيعون احتماله أو تقبّله، وهذه الأجواء تذكّرنا بأجواء المؤامرة الأولى في تاريخهم، حيث واجه أخوة يوسف همّا مشتركا، تمثّل في شعورهم بالدونية بالمقارنة مع يوسف وأخيه، وكان دافعهم الحسد فاجتمعوا سرا وتآمروا وأجمعوا فنفّذوا.
ويحضرني في هذا المقام قول لابن القيم ، إذ يقول في كتاب الفوائد أن أصول المعاصي ، ثلاثة: الكبر والحرص والحسد، فالكبر جعل إبليس يفسق عن أمر ربه ، والحرص أخرج آدم من الجنة، والحسد جعل أحد ابنيّ آدم يقتل أخاه، وبعد التدبر في هذا القول ، ستجد أن الطريق إلى الوقوع في المعصية، هو الوقوع فريسة للمقارنة والمفاضلة، من خلال الاعتماد على الحواس فقط وبتغييب العقل والفؤاد، وبالتالي فقدان القدرة على الاستبصار والحكم على الأمور، وقد نهى سبحانه في مواضع كثيرة من القرآن عن المقارنة والمفاضلة، وحسم الأمر بأن الفضل من لدنه يؤتيه من يشاء من عباده، أما اليهود وبعد إطلاعي على ما جاء في توراتهم وتلمودهم ، فإنهم جمعوا فيها أصول المعاصي كلها ، فالكبر يشعرهم بانهم أفضل الناس على الإطلاق، والحرص جعلهم يفضّلون الدنيا على الآخرة، والحسد جعلهم يستبيحون ممتلكات الآخرين ويستحلّونها لأنفسهم.
(لوثر) بإصلاحاته الكنسية في القرن السادس عشر، مكّن اليهود من احتلال أوروبا اقتصاديا:
وعندما تم تدمير السلطة الكنسية، التي قام بها الإصلاحيون في أوروبا (بفعل اليهود أنفسهم)، وضُمّت التوراة إلى الإنجيل في كتب النصارى المقدسة و تهودت الكنسية، وجد اليهود بعض القبول في الدول الأوروبية، فعادوا إليها شيئا فشيئا، ونتيجة للطرد الجماعي الذي تعرض له اليهود في هذه الدول فيما مضى، اجتمع قارونات المال اليهود، وبدءوا يعقدون اجتماعاتهم السرية في نهايات القرن الثامن عشر (قبل أكثر من مائتي سنة) للانتقام وتجنب ذلك المصير المرعب مرة أخرى. وبوجود المال اليهودي، تشكل لديهم مخططا شيطانيا للسيطرة على العالم كله وحكمه فوضعوا مخططا مبدئيا ، كان موجها في الدرجة الأولى ضد ملوك أوروبا ورجالات الدين المسيحي.
المخطط في اليهودي
ويتلخص مخططهم المبدئي مما كُشف من محاضر اجتماعاتهم في كتاب ( أحجار على رقعة الشطرنج ) لمؤلفه (وليام كار) ضابط الاستخبارات في البحرية الكندية، بما يلي:
الهدف العام: تأليه المادة ونشر المذاهب الإلحادية، لتمهيد سيطرة اليهود على العالم، ومن ثم تتويج أنفسهم ملوكا وأسيادا على الشعوب. ( ونتيجة لذلك برز الكثيرين من المُفكّرين اليهود كفرويد وماركس وغيرهم ، ومن غير اليهود من المأجورين كداروين وغيره ، حيث بدأت الأطروحات والنظريات الإلحادية المنكرة لوجود الله عزّ وجلّ ، فظهرت الشيوعية (لا إله) والرأسمالية (المال هو الإله) وظهرت الاشتراكية (التي جمعت ما بين المبدأين من حيث الكفر).
فلسفة المخطط: يتم تقسيم الشعوب إلى معسكرات متنابذة ، تتصارع إلى الأبد دونما توقف، حول عدد من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعرقية وغيرها ، ومن ثم يتم تسليح هذه المعسكرات، ثم يجري تدبير حادث ما (فتنة) تتسبب في إشعال الحروب بين هذه المعسكرات، لتُنْهِك وتحطّم بعضها بعضا ، وبالتالي تتساقط الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية تباعا.
**********
المؤامرة اليهودية على العالم
(مقتطفات من كتب أحمد رامي عن اليهودية و الصهيونية)