مقتطف من كتاب المدخل في دراسة الاستراتيجية – الدكتور عبد القادر محمد فهمي – بغداد-
تحظى الاستراتيجية ، كموضوع باهتمام متزايد وواسع النطاق من قبل المفكرين والمثقفين والأكاديميين ، فضلاً عن اهتمام النخب القيادية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية لما لها من تماس شديد وعلاقة وثيقة بالعديد من مجريات السياسة الدولية ، وهذه الجاذبية التي تتحلى بها الإستراتيجية جعلت منها مفردة مقترنة بجملة أفعال لا حصر لها وإن لم تكن ذات طبيعة سياسية .
فكلمة إستراتيجية تستخدم اليوم في مختلف ميادين الحياة ، وفي أنشطة وفعاليات عديدة حتى أصبح من الصعوبة بمكان تحديد ما المقصود بها على وجه الخصوص ، ولا شك أن هذه السيولة في استخدام المصطلح إن دلت على شيء إنما تدل على أهمية الاستراتيجية كموضوع تفرض علينا موجبات الضرورة العلمية والموضوعية دراستها وتحديد ما هميتها ، وخاصة بالنسبة لطلبة العلوم السياسة حيث تلامس هذه المادة العديد من الموضوعات التي ينشغلون بدراستها .
وقد حرصنا في هذا الكتاب على معالجة الجوانب النظرية والتطبيقية التي يتشكل منها علم الاستراتيجية وبإبعادها السياسية والعسكرية في إطار وحدة فكرية تأخذ بنظر الاعتبار ما تفوضه الضرورات العلمية – الأكاديمية لتغطية القسط الأكبر من موضوعاته .