المتغيرات الاستراتيجية والتكنولوجية المؤثرة في خارطة توزيع موازين القوى في النظام الدولي
المُلخص:
نعيش في العصر الراهن فترةٌ تاريخيةٌ مُتميزةٌ ونحنُ نشهد جُملةً مِن المُتغيرات الاستراتيجية والتكنولوجية الدولية والإقليمية المُتسارعة تعصف بالكرة الأرضية، مُنذِرةً بِنشوء نظام دولي جديد على أنقاض نظام سابق، وصعود قوى جديدة مُقابل سقوط أُخرى.. إِذ أّخذ النِظام الدولي يعيش مرحلة تراجُع مكانة القوة العسكرية مُقابل إِعطاء وزناً مُضافاً للمكونات الاقتصادية والتكنولوجية في تقرير وتقدير مكانة القوى المؤثِرة في النِظام الدولي، وانتشار تِلك المكونات بين أَكثر مِن دولة واحِدة، يجعل النِظام الدولي يتجه صوب الانفِتاح على علاقات التأَثير المُتعدِدة، وإعادة انتشار مكوِنات القوة دولياً سيعمل على استنهاض قطبية جديدة تحل محل ما هو قائم، كما أَنَّ العلاقات الدولية المُعاصِرة لم تعد علاقات بين الدول فقط وإنما أصبحت علاقات عالمية نظراً لدخول أطراف أُخرى فاعِلة في النظام الدولي مِن غير الدول. ويقوم البحث على فرضية مفادُها؛ إِنَّ المُتغير التكنو- اقتصادي أَضحى المُتغير الرئيس في رسم هياكل القوة في النظام الدولي الجديد، وبالتالي إِنتاج الأنماط الجديدة مِن العلاقات الدولية.