المفتاح {عند عينينا} !
محمد مراح
تبارت الأقلام والألسن في طرح مخارج للأزمة، والكلُ يخطب رضى الحراك ، وأكثر هذا الكل ُ يُمنَى النفس بما يُقَدر أنه يقدم ما قد يُحفظ له عند بزوغ فجر وقت ما مكانة أو مكسبا ما .
وجُلَُ ما يطرح بمثابة حواشي شرح متن مطالب الحراك ، ولذا تدور في أغلبها طبعا في استنساخ ما يعتقدونه ابتكارا لفكرة الهيئات المستقلة إما لإدارة مرحلة انتقالية، أو إدارة حوار وطني ، وهكذا دواليك هيئات وشخصيات وطنية .
لكن لست أدري هل يتغاضى هؤلاء الُشَراح الاستنساخيون عن العقبات الواقعية التي تطرحها عناقيد الهيئات والشخصيات الوطنية المرموقة ؟ أم هو الغرام بالسقوط في حالة يسهرُ الخلق جرّاها ويختصمُ، وإن لم ينم الحراك ملء جفونه عنها ؟
لا علينا مهما تكن إحدى الحالتين، فليجبنا الشُرَاح الدعاميص عن الأسئلة الآتية :
من ينتدب هيئة الشخصيات المرموقة لإدارة الحوار؟ من يضمن التوافق عليها إن عُيُنت ؟ ما هي بل من يضمن أطراف الحوار الاجابة إليه؟
الجبهة اللائكية ترفض النظر في وجوه السلطة الفعلية بما فيها قيادة الأركان ، بل التغيير الحقيقي عندها هو إسقاط هذه القيادة أو جرُها لوضع { مستنقع الطرف العسكري المستولى على السلطة}، والذي يجب مواجهته وطنيا ودوليا في الوقت اللازم { نسخ الحالة السودانية } ؟ فضلا أن كل الأدلة والمواقف ولا نستبله أنفسنا لنقول مؤشرات قد تضافرت، على أنها لا تبغى دون مشروع المجتمع الذي ناضلت عليها منذ الثورة التحرير حتى اليوم بديلا . فهي اليوم ترى نفسها في منعطف المعركة الحاسمة ، إما حياة بالمشروع اللائكي بكلُ مقوماته ومتطلباته وسطواته ووقاحاته ، واستبداده الملفوف في قفاز الديمقراطية وما هو إلا { سطوقراطية } مكتملة الأركان خرج إلى المُعالنة به بكل قوة وجرأة وإصرار .
أم القوى الوطنية والإسلامية التي تترنح هنا وهناك ؟ فيما يبدو لهول الصدمة، وإن بدا بعضها تستفيقه الأحداث والتطورات والمواقف
أما الحراك فما يزال مصرُا على بقائه كتلا بشرية ترفع شعارات في المظاهرات، فما آليات التحقق من {نعمه} و {لائه} ؟
الحلُ على مرمى بصر الجميع إلا من أبى :
الضغط وتركيز الجهد والنضال للحصول على لجنة انتخابات مستقلة تتولى انتخابات رئيس شرعي من ألف العملية إلى يائها . ثم يتولى القائد الشرعي حينئذ زمام المبادرة لباقى فصول القصة .
عدا هذه البساطة البسيطة فهو في الغالب تدافع أواني {المصلحجية} للاستيلاء على الحكم والمال، فتنبت بهما عصابات جديدة، تضحك باسم الديمقراطية على الشعب عقودا زمنية الله أعلم مداها .
علينا أن نكون واقعيين فالمال { خمج الجميع } إلا ما رحم ربك .
و{تولانا الله برحمته} أسوة بقول أستاذنا صالح عوض في ختم مقالاته .