دراسات سياسية

المواطنة ودورها في بناء ثقافة الديمقراطية في ظل تنامي التهديدات الأمنية

المواطنة ودورها في بناء ثقافة الديمقراطية ظل تنامي التهديدات الأمنية (الإرهاب، الهجرة غير شرعية، أزمة الهوية) فرنسا – نموذجا.

ان اليوم يأخذ موضوع المواطنة أهمية مضاعفة نظرا لتفاقم تهديدات الوحدة المجتمعية في عديد من الدول الغربية، نتيجة ما تطرحه تطورات البيئة الإقليمية والدولية من تهديدات امنية عديدة من جهة وما تطرحه العولمة من إشكالات وتطورات متسارعة من جهة أخرى، لعل أخطرها أزمة الهوية وقضايا الهجرة الإرهاب…  الاخ كل هذه التهديدات أدت الى بداية بروز صراع اجتماعي – سياسي داخل الدول الديمقراطية الغربية لا سيما الدول الأوربية وفي مقدمتها فرنسا والقائم على “عقدة التمييز” ضد العرب خاصة بعد الهجمات “شارلي أبدوا” ثم الهجمات الإرهابية في باريس بتاريخ 13 نوفمبر 2015. وأدت الى وفاة 130    قتيل. و في هذا الاطار يؤكد المحلل الاستراتيجي الفرنسي “باسكال يونيفاس” الذى أشار إلى تفشى آفة “الإسلاموفوبيا” التى تمنع الاندماج الكامل للجاليات العربية والمسلمة، وهى أيضا المسؤولة عن الاضطهاد والتمييز الاقتصادي ضد العرب، وقال: «إن بعض الإعلاميين والمثقفين الفرنسيين من الذين يدافعون عن الديمقراطية هم أنفسهم من يغذون هذه الظاهرة»، وأضاف «يونيفاس»، إن ظاهرة الإسلاموفوبيا فى فرنسا ليست بحديثة العهد، بل إن التمييز والعنصرية ضد العرب كانا حاضرين بشكل قوى في الماضي، بل إن «العرب والمسلمين يعانون العنصرية والتمييز أكثر من فئات أخرى في المجتمع الفرنسي»، والدليل تعدد المقالات في الصحافة الفرنسية حول المسلمين وتصريحات بعض السياسيين وتزايد عدد اصدرات الكتب التي تتهم الإسلام و المسلمين بأنهم سبب كل الازمات التي تعاني منها فرنسا ( سياسيا و اقتصاديا و حتى اجتماعيا).

وامام هذا الواقع للممارسات المواطنة الناقصة حتى في الدول الديمقراطية نطرح الاشكال التالي: كيف تساهم المواطنة في بناء ثقافة الديمقراطية في ظل تنامي التهديدات الأمنية في الدول الغربية؟

والى جانب الإشكالية، هناك مجموعة من الأسئلة الفرعية

1- ما المقصود بالمواطنة؟

2-ماهي أسس ومبادئ التي تستند عليها المواطنة؟

3- ما المقصود بثقافة الديمقراطية؟

4-ماهي طبيعة العلاقة بين ممارسات المواطنة والثقافة الديمقراطية؟

5-كيف تؤثر التهديدات الأمنية (الإرهاب، الهجرة غير شرعية، ازمة الهوية) على واقع المواطنة في الدول الغربية؟

والإجابة على الإشكالية والأسئلة الفرعية نعتمد على مجموعة من الفرضيات التالية

– المواطنة عرفت تطورا في مفهومها وأسسها عبر عدة مراحل تاريخية.

-كلما كان هناك انتشار لثقافة الديمقراطية، كلما كان هناك تطبيق وممارسة أفضل للمواطنة داخل الدولة

– كلما كان هناك اضطهاد اجتماعي لفئة معينة، كلما كان هناك تراجع في ممارسات المواطنة.

الفصل الأولى: الإطار المفاهيم للمواطنة

المبحث الأول: مفهوم المواطنة

يرتبط مصطلح المواطنة بمصطلحات “الوطن “، “المواطن”، “الوطنية”، فالوطن هو المكان الذي يعيش فيه الانسان ويتفاعل معه طيلة حياته، بمعنى الإقليم الذي يمارس فيه المواطن حقوقه وواجباته المستمدة من القانون والنظام السياسي.

اما المواطن فهو الانسان الذي يستقر في مساحة ومكان معين (إقليم) وينتسب اليه ويكون طرف في علاقة تربط الافراد بالدولة وهي علاقة بحددها القانون بطبيعة الحال.

كذلك لدينا الوطنية وهي تعبر عن الشعور بالانتماء الى الوطن والولاء لشعبه ومصالحه العليا مثل الدفاع عن الوطن حتى الموت.

اذن لا يمكن أن تتحقق المواطنة بدون مواطن يعرف جيدا حقوقه وواجباته في وطنه فلا مواطنة بدون مواطن، ولا مواطن إلا بمشاركة حقيقية في شؤون الوطن على مختلف مستوياته.

اما بالنسبة لتعريف المواطنة فهناك عدة تعاريف نذكر بعضها

 المواطنة هي “مجموعة الحقوق التي يكتسبها الفرد من خلال عضويته في مجتمع معين”.

هي الانتماء العضوي الذي ينشأ من العلاقة بين الفرد والدولة في ضوء القانون الذي يحدد حقوق الفرد وواجباته.

هي الحق الفردي لكل أبناء الوطن في تقرير المصير، التمتع بكل خيراته وتكون هناك مساواة بين الأفراد.

كما يقول توماس ألفريد ان المواطنة هي أكبر من اعتراف الفرد بالوظيفة القانونية، بل هو أيضا اعتراف بالحقوق السياسية، المدنية، الاقتصادية والثقافية.

وفي الأخير يمكن ان نستخلص ان المواطنة هي قائمة على التوافق الاجتماعي باربرام عقد تكون المواطنة هي الأساس مع ضرورة وجود شرطين

1- عدم وجود مظاهر الحكم الفردي الشمولي، الاولغارشي وهذا يعني تحرير الدولة من التبعية للحاكم ويكون الشعب هو مصدر للسلطات اعتمادا على الدستور.

2- حصول كل الافراد على نفس الحقوق والواجبات مهما كان لونهم، أصلهم، جنسهم، ديانتهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية.

المبحث الثاني: تطور مفهوم المواطنة عبر العصور

عرف مفهوم ومضمون المواطنة تطورات عيدية عبر التاريخ بداية من الحضارة الفرعونية والصينية، مرورا بالحضارة الإغريق والرومانية وصولا دور الثورات الفرنسية والامريكية في القرن 18 م وكانت هذه المرحلة هي حاسمة لوضع مرتكزات واسس المواطنة بمفهومها المعاصر.

1- مفهوم المواطنة في العصور القديمة

تطور مفهوم المواطنة في بلاد الإغريق
أكد أرسطو هذا المعني بقوله ” إن المواطن الحق هو مواطن الديمقراطية 
مفهوم المواطنة ينطلق من مفهوم المساواة بين المواطنين ويتنافى مع مفاهيم الإكراه والتسلط بين الفرد والدولة.

كانت بداية المواطنة بالاعتراف بحرية الفرد خاصة في ظل كثرة العبيد

– إمكانية استعمال نفس اللغة لتفاهم.

– ضرورة دفع الضرائب

-التزام الجندي بمشاركة في كل الحروب واحترام كل الأوامر وتنقيدها

– أولوية المصالح الجماعية على المصالح الفردية

فأفلاطون يقول المواطنة تعني احترام القانون واومر الحاكم.

تطور مفهوم المواطنة في بلاد الرومان

شهدت روما بعض المحاولات المحدودة في سبيل الحرية والمساواة وإذا كان القائمون بهذه المحاولات قد نجحوا في الحصول على جانب من هذه الحقوق فان هذا لا يعني مطلقاً ان الإمبراطورية الرومانية قد شهدت عصراً تمتع فيه الفرد بكامل حقوقه وحرياته تجاه الدولة التي كانت مسيطرة تماماً على الشؤون المختلفة في الحياة، وقد دوّن الرومان العادات والتقاليد والأعراف المرعية في قانون الألواح الاثني عشر 450 ق.م لكي تثبت وتستقر ويتساوى الجميع في معرفتها والخضوع لأحكامها واخذ الرومان ينادون بصورة تدريجية بحرية العقيدة في المسائل الدينية كما أن الفقهاء الرومان قد نظروا إلى الرق نظرة غير مشجعة، ورأى بعضهم أن نظام الرق مضاد للطبيعة

وقد أكد الرومان أنه:

1- لا يجوز في القانون الطبيعي ان يولد الناس إلا أحراراً وان العبيد وان عدوا موجودين في نظر القانون الوضعي فانهم ليسوا موجودين في نظر القانون الطبيعي الذي يقرر ان الناس جميعاً متساوون.
2-اعتقد المشرعون الرومان ان الطبيعة جاءت بمبادئ محددة يجب أن تعبر عنها القواعد القانونية الوضعية، فالقانون الطبيعي طبقاً لما ذهب إليه هؤلاء، هو المفسر لمبادئ العدالة العامة باعتبارها المبادئ الطبيعية

3-يجب احترام كل الاتفاقات التي تنسجم مع قيم العدالة في المعاملات بين الأفراد

4 – ضرورة حماية القاصرين من الأطفال وحماية النساء والاعتراف بالمطالب التي تقوم على صلات الدم والقرابة

وأدت هذه المبادئ إلى ظهور تنظيم قانوني حطم سلطة الأب المطلقة على ابنائه، ومنحت المرأة المتزوجة مركزاً قانونياً يقترب من حقوق الزوج فيما يتعلق بإدارة الأملاك أو تربية الأطفال.

ولقد تباينت حقوق المواطنين بموجب القانون الروماني وفقا لموطنهم الأصلي، وخدمتهم للدولة، وحسب تصنيف الفرد داخل الدولة، وعليه تم تحديد فئات قانونية مختلفة من الحقوق القانونية الفردية التي كانوا يتمتعون بها.

كان الشخص الأول في القانون الروماني هو المواطن؛ وكان تعريفه عندهم هو أنه الشخص الذي ضم إلى إحدى القبائل الرومانية بحكم المولد أو التبني، أو العتق، أو المنحة من قبل الحكومة. وكان الذي ينطبق عليهم هذا التعريف ينقسمون ثلاث درجات

المواطنين الكاملين الذين يتمتعون بالحقوق الأتية 1-

حق التصويت في المجالس الرومانية

حق الترشح في المناصب المدنية أو العامة

حق الزواج رومان

حق الدخول في تعاقد تجاري

حق الهجرة

المواطنين الذين ليس لهم حق التصويت

كان لديهم الحق في عقود الزواج والتعاقدات التجارية وليس لهم الحق في تولى المناصب الإدارية.

المعتوقين الذين يمتلكون حق التصويت والتعاقد

لا يمكن لهم حق الزواج بحرة رومانية أو شغر المناصب.

3- دور الثورتين الفرنسية (1789) والامريكية (1775) في تطور مفهوم المواطنة

تعتبر الثورة الفرنسية من أهم الثورات تأثيرا على الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في فرنسا وأوروبا وحتى على العديد من الدول العالم. لقد بدأت الثورة الفرنسية عام1789. وانتهت عام 1799. ومن أبرز أسباب قيام الثورة الفرنسية نذكر:

أ-تسلط الكنسية وتدخلها في حياة الافراد ومحاربتها للعلماء والمفكرين.

ب- قيام حركات اجتماعية وفكرية والمطالبة برفض اللامساوة بين افراد الشعب حيث كان الطبقة العاملة هي من الفلاحين والتي تمثل 96% من الشعب آنذاك وكذلك المطالبة القضاء على تسلط الملك وحاشيته.

لقد دامت مرت الثورة الفرنسية ب ثلاثة مراحل أساسية

مرحلة الأولى: مرحلة الملكية الدستورية

مرحلة الثانية: بداية النظام الجمهوري

مرحلة ثالثة: تراجع التيار الثوري وعودة البرجوازية المعتدلة للسيطرة على الحكم.

ومن بين نتائج الثورة على الواقع السياسي والاجتماعي وتداعياتها على ممارسات المواطنة:

  • اعلان حقوق الانسان والمواطن 1786، وهو اعلان الحقوق الفردية والجماعية للامة وكان الإعلان متأثر بأفكار التنوير ونظريات العقد الاجتماعي والحقوق الطبيعية أمثال جان جاك روسو وفولتير وموتسكيو وكان بمثابة الخطوة الأولى لصياغة الدستور والإعلان حدد حقوق البشر ككل لكن لم يحدد حقوق المرأة
  • كذلك من النتائج هناك الغاء النظام الملكي المطلق/ إقرار الفصل بين السلطات/ المساواة بين افراد الشعب / إقرار حرية التعبير/ تحرير الاقتصاد / الغاء امتيازات النبلاء / مجانية واجبارية التعليم للأطفال / فصل الدين عن الدولة/ حق المواطن في الانتخاب والمشاركة السياسية/ الغاء النظام الاقطاعي.

اما دور الثورة الامريكية في التطور مفهوم المواطنة فالفي البداية تشير الثورة الامريكية على الاحداث التي وقعت في واخر القرن 18م التي قامت ضد بريطانيا وأدت الى استقلال الولايات المتحدة عن الإمبراطورية الامريكية

وكان السبب الرئيسي لهذه الثورة هو السياسة الاقتصادية التي اتبعتها بريطانيا في أمريكا، فقد اجبر قانون الملاحة (التجارة) الذي صدر عام 1651 ان يكون نقل كافة الصادرات من المستعمرات الى إنجلترا على متن السفن التي يملكها الإنجليز فقط وشحن السلع في اروبا لن يكون الا من خلال الموانئ الإنجليزية.

كذلك فرض ضرائب على السكان الأمريكيين بسبب دخول بريطانيا في ازمة مالية حادة بعد حربها ضد فرنسا لمدة 7 سنوات.

لقد دخل الامريكيون الحرب ضد الإنجليز عام 1775 وأعلن البرلمان الإنجليزي مستعمرات مساتشوسيتش متمردة ويجب قمعها وفي 4 جويلية 1776 قام الكونغرس بإقرار علان الاستقلال ” اننا نؤمن بان الناس خلقوا سواسية وان خالقهم قد وهبهم حقوقا لا تقبل المساومة منها حق الحياة، الحرية، المساواة، والسعي لحياة سعيدة..” لكن هذا الإعلان ابعد حقوق المرأة، السود والهنود الحمر (السكان الأصليين)

ولقد استمرت الحرب الى غاية انهزام الإنجليز في نيويورك بفضل دعم فرنسا 1777م. وفي عام 1783 انتهت الحرب رسميا وتم الإعلان عن استقلال الولايات المتحدة.

المبحث الثالث: أسس المواطنة وأهدافها

الأسس التي تقوم عليها المواطنة

أسس المواطنة: حتى تتحقق المواطنة في المجتمع بشكل جيد يتطلب توافر أساسين للمواطنة:
الأساس الأول: الحرية وعدم استبداد الحاكم
الأساس الثاني: توافر المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العرف. ولا يتوافر هذان الأساسان إلا إذا توافرت الأنظمة التالية
نظام سياسي لخدمة الديمقراطية التي هي حكم الشعب بالشعب وللشعب والذي يعطي الحق للمشاركة
نظام قانوني لمعرفة حقوق الإنسان المواطن وواجباته.
نظام اجتماعي يعتمد على حب الوطن، ومعرفة حقوق الوطن، والسلوك العملي المعبِّر عن احترام حقوق الوطن على أبنائه، كالدفاع عنه وعن المواطنين وحقوقهم وعن حقوق الدولة.
. وجود نظام تشريعي قوي وعادل
وضوح الأهداف المشتركة للجميع وقبول الآخر.

المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات

أهداف المواطنة
 دعم قيم الولاء والانتماء للأفراد
المساواة الكاملة بين الجميع
المشاركة الجماعية في صناعة القرارات
المساهمة في تشكيل شخصية المواطن
بناء نظام سياسي تعددي كتنوع في (الأحزاب، النقابات، )
العمل علي ضمان استقرار الدولة والمجتمع

العمل على الانتماء.

الفصل الثاني: تطور مفهوم الثقافة الديمقراطية وعلاقتها بالمواطنة

المبحث الأول: مفهوم ثقافة الديمقراطية

تطور مفهوم الديمقراطية منذ أول ديمقراطية ولدت في أثينا اليونانية، مع تطور المجتمعات ونظرة الإنسان لنفسه ولمصالحه وحقوقه، وعرف اليونانيون الديمقراطية “بحكم الشعب نفسه بنفسه ولنفسه”
وعرف ابراهام لينكولن رئيس دولة الولايات المتحدة الأميركية الديمقراطية بأنها “حكم الشعب بواسطة الشعب ولأجل الشعب” يعني بذلك أن الدولة تستصدر القوانين والقرارات كافة بإدارة شؤون الدولة بإجماع آراء المواطنين.
وجان جاك روسو انتقل بمفهوم الديمقراطية من قاعدة الإجماع “عند اليونانيين” إلى قاعدة الأغلبية.
وهكذا، نجد أن تطور الديمقراطية يترافق كما أشرنا في السابق مع تطور وعي الإنسان لذاته ولمصالحه، وتطور الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبالتالي تطور الأهداف التي ترمي الديمقراطية إلى تحقيقها.

المبحث الثاني: أسس ومرتكزات الثقافة الديمقراطية

أسس الثقافة الديمقراطية

 1- سيادة الشعب في إطار دولة القانون واحترام إرادته وحقه في اختيار ممثليه بدون تزوير ولا ضغط، ومراقبة عملهم في إطار الاختيارات التي تضمن السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقيق والحظوظ.

2- التعددية السياسية والثقافية وممارسة واحترام الحريات الفردية والجماعية.

3- الفصل الحقيقي للسلطات كمبدأ ديمقراطي لا رجعة فيه، وليس البحث عن توازن مزعوم بين سلطات تبقى كلها مركزة بين نفس الأيادي…
لتحقيق المساواة بين جميع أفراد ومكونات المجتمع “الدولة”، وتحقيق العدالة والحرية للجميع على حد سواء وبالتساوي، وحق الجميع في إطار الدستور والقانون.
المشاركة بالحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، وصياغة القوانين والقرارات التي يرى أنها تخدم مصالحه، والسلطة تعمل وفق إرادته وتحت رقابته.
وأخيراً الشعب بأغلبيته يملك الحق بتكليف سلطةٍ القيام بالحكم لمدة محددة وتحت رقابته.

عن طريق الحوار العقلاني المنفتح، بعيدا عن  العصبية والسلطوية رغم  كل الخلافات الممكنة والطبيعية في عالمنا الانساني.

السلوك الديمقراطي يظهر في كل مجالات العلاقات الإنسانية أهمها العائلة . فالحوار حول أمور تسيير شؤون البيت هي أول تجربة للديمقراطية شرط أن يكون هناك مساواة كاملة بين الرجل والمرأة ، بدونها تبدو الديمقراطية نفاق لأن السلطة الأبوية وحدها تتحول غالبا إلى تسلط وتعجرف غير معقول. فالنقاش المفتوح بين الزوجين يعطي للأبناء درسا وممارسة سليمة. حتى أن إشراكهم في الحوار مع احترامهم، ينمّي حرية كل فرد ويزيد من قدراته الخلاقة. كذلك الحال في المدرسة حيث يتعلم الطالب عن طريق أساتذة ديمقراطيين، التشبع بالقيم الديمقراطية وكيفية تطبيقها في الواقع. هكذا يتعلم  الأطفال مثلا  الانفتاح على الآخر ورفض التسلط ونبذ المتسلطين وتنمية عقولهم واستقلاليتهم ليبدعوا معا في جملة نشاطاتهم  المشتركة. أما في المحيط الاجتماعي العام، فقبول الأفراد لبعضهم البعض كما هم أمر حيوي لاحترام الذات والشعور بأهمية الفرد وتميزه ضمن الجماعة.

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى