النزاعات الحدودية في الوطن العربي

أصبحت الحدود دقيقة ومؤكدة بعد تبلور القوميات داخل الحدود الحاجزة وظهور الدولة القومية الحديثة في نهاية العصور الوسطى.. وارتباط هذه الدولة بملكية الإقليم والسيادة عليه.. ولأن الحدود ترتبط بالملكية، لذا فإن المنطقة التي تسودها الدولة يجب أن تكون معلومة ومعينة بخطوط حدية دقيقة. والحدود بمفهومها المعاصر، عبارة عن مصطلح يستخدم للإشارة إلى الخطوط الحديثة التي تعين النطاق الذي تمارس فيه الدول ما لها من اختصاصات وسلطات.
وهذه الفواصل لا تعين إقليم الدولة على اليابس فقط، ففي الدول الساحلية، تمتد هذه الفاصل في خطوط مستقيمة نحو البحر، لتعين النطاق البحري الذي يخضع لسيادة هذه الدولة. وقد عرفت المنطقة العربية متغيرات سياسية وتاريخية عديدة، كان لها أثر بالغ في تعيين الحدود الفاصلة بين دولها في الوقت الحاضر. والمنطقة العربية كانت جزءا من الدول العربية الإسلامية التي تمتد إليها ولاية المسلمين، دون حدود سياسية، فقط حدود إدارية تعين الإقليم والولايات، التي لم يكن لها شكل الدولة الحديثة، وترتبط بين شعوبها الأخوة الإسلامية، وتحكمها القواعد والأحكام الشرعية الإسلامية. وتولى الأتراك حكم الدولة العربية الإسلامية باستثناء الأطراف البعيدة كمراكش وموريتانيا وأريتريا والصومال، وذلك في القرن السادس عشر، ومنذ أوائل القرن الثامن عشر تقريبا بدأت تظهر ملامح الضعف على الدولة العثمانية، وأصبحت هدفا للتوسع الاستعماري خاصة من جانب بريطانيا وفرنسا.

وبعد هزيمة تركيا وتفكيك أوصالها في الحرب العالمية الأولى، جرى تقسيم المنطقة العربية بين الدول الحليفة، بعد تنازل تركيا عنها بموجب اتفاقية لوزان عام 1924م.. وأسفرت عن حصول بعض الولايات على استقلال منقوص كمصر والسودان ونجد والحجاز، ووضع البعض منها تحت الانتداب البريطاني كالعراق وفلسطين، والبعض الآخر تحت الانتداب الفرنسي كسوريا ولبنان.. وخضع البعض لنظام الحماية الفرنسية كتونس ومراكش ومشيخات الساحل، كما وضعت جنوبي شبه الجزيرة العربية وعدن تحت الحماية البريطانية.
كما ظلت الجزائر وموريتانيا والصومال الشرقي (جيبوتي) خاضعة للاستعمار الفرنسي، وليبيا واريتريا والصومال الجنوبي خاضعة للاستعمار الإيطالي.. فضلا عن خضوع الصومال الشمالي للاستعمار البريطاني.

وقامت الدول المنتدبة بتحويل الحدود الإدارية في المنطقة العربية إلى حدود لها صفة سياسية، تفصل بين مناطق الانتداب.. وذلك بموجب معاهدات لتوزيع مناطق النفوذ، كمعاهدة سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا وروسيا.ثم بدأت الدول العربية تحصل على استقلالها بدءا من 1941م حين حصلت لبنان على استقلالها ثم عام 1943م حين حصلت سوريا على استقلالها.. وتتوالى بعد ذلك الاستقلال حتى عام 1976م حين اسنحبت إسبانيا من إقليم الصحراء الغربية.
والحدود السياسية العربية حدود سابقة وبالتالي، فإن نشأة هذه الحدود بمفهومها القانوني السياسي سابقة عن نشأة الدول العربية وظهورها في شكلها المعاصر مع ملاحظة أن هذه الحدود السياسية مفروضة كأمر واقع على الدول العربية التي لم تشارك في تعيينها وتخطيطها.. وبما أن الحدود مفروضة في واقع معين لم يعد لأكثره وجود، فمن الطبيعي ألا تتفق الحدود مع الوضع الجديد.. ومن هنا ظهرت الخلافات على الحدود بين الدول العربية وبعضها البعض.

مشاكل الحدود هي ظاهرة عالمية وليست مقتصرة على اليمن والسعودية او على الدول العربية والتعاطي معها يختلف من مكان لآخر، ولعل اوروبا هي القارة التي تضرب المثل الأرقى في حل مشاكل الحدود، فلم تكن الحدود بين دولها فواصل وحواجز أمام الشعوب والمصالح وحركة الناس، بل لقد ألغيت تماماً من قاموس التعامل الثنائي والجماعي بعد أن تشكل الاتحاد الاوروبي، وأوشكت اوروبا أن تصبح وحدة سياسية واحدة، وتتحول الحدود فيها الى جسور تواصل بين شعوبها المختلفة.
وفي حالتنا اليمنية – السعودية او العربية – العربية تأمل قطاعات كبيرة من أبناء البلدين والأمة العربية ألا تكون الحدود المشتركة ترمومتر العلاقات سلباً او ايجاباً، فذلك يقفل كل منافذ التواصل بيننا، حيث تنسحب مشكلة الحدود على مجمل الأنشطة ومناحى الحياة، وهذه هي الحالة التي نحن عليها في الوقت الراهن ويلح السؤال المطروح سلفاً من جديد.. ما هو الحل؟
تتوافر اليوم قناعات جياشة في كل البلاد العربية تطالب بتغيير مسارات الحوار بكل صدق وشفافية اذا ما أريد للعرب ولجزيرتنا العربية ان تتعافى من هذا المرض المزمن الذي سد كل الأبواب أمام حركة المصالح والشعوب.

وعلى هذا الأساس لابد من تجاوز المثالية كمسلمين وجيران وأشقاء ولنبدأ بالتحدث بلغة المصالح بخط مستقيم لا عوج فيه وسيكون من الأنجح أن تتخذ الحوارات المستقبلية الاتجاهات التالية:
1- العلاقات الاقتصادية والتجارية والشراكة.
2- الدبلوماسية الشعبية ودورها في ترسيخ العلاقات الثنائية.

كنت قد أشرت في المقال السابق الى بعض هذه النقاط في خطة العمل التي كنت أزمع تنفيذها بعد تسلمي لعملي كسفير لدى المملكة في منتصف الثمانينات، وكانت المشكلة أن الحماس لتنفيذ تلك الخطة اقتصر على جانب واحد، ومن ثم لم تر النور، وهذا يجب ألا يعني أن أبواب الحوار قد اقفلت فذلك هو اليأس بعينه.. وأكاد أسمع الأصوات آتية من كل إتجاه تنادي بضرورة فتح حوارات سعودية – يمنية وعربية – عربية على المستويات غير الرسمية بين القوى الاقتصادية والاكاديمية والشبابية تسهم في وضع تصورات مستقبلية للعلاقات بين الدول العربية. وسأحاول اركز في هذا المقال على العلاقات اليمنية – السعودية بحكم انني كنت سفيراً في المملكة، فمن ضمن خطة العمل المطالبة بفتح حوارات غير رسمية بين علماء البلدين بهدف الوصول الى رؤية متسامحة لا مكان فيها للتعصب ثم لقاء موسع لكوادر اعلامية شعبية ورسمية لغرض الاتفاق على ثوابت الخط الاعلامي بين البلدين لتعزيز الثقة بينهما والتعاطي مع الجانب الأسهل غير المختلف عليه من الحدود.

وانعاش التواصل الثقافي وإعادة إحياء الأسابيع الثقافية التي شهدت انطلاقة نشطة في بداية الثمانينات في مدينة جدة وتركت انطباعات ممتازة في البلدين وبعدها صمتت. وإذا اتفقنا على انه لا أمن مع القطيعة والحصار فان ذلك سيترتب عليه التفكير الجاد بضرورة وأهمية تسهيل انتقال مواطني البلدين وتنشيط ذلك على المستوى السياحي والرياضي والاكاديمي وتسهيل عمليات التبادل التجاري والاستثماري حتى تتشابك المصالح على المستوى الشعبي.. وهذا أهم بكثير من توفير مصالح مادية لبعض الشخصيات السياسية.. وبناءً على ذلك يصبح التكامل الاقتصادي على مستوى قطاعات الدولة، والقطاع الخاص من المفاتيح المستقبلية لعلاقات سوية مرتبطة بمصالح ومنافع الناس المشتركة. ومن الاهمية بمكان ان يسبق كل هذا تخفيف او إلغاء حواجز الانتقال للناس والسلع التجارية ومن ثم يصبح التنسيق الأمني ضرورة ملحة بين الاجهزة المختلفة ومنع الإخلال بأمن الطرفين.. وهذه القضية تكتسب أهمية خاصة لدى البلدين، وتحتاج الى حوار مفصل ودقيق يساهم فيه كل المؤهلين علمياً وعملياً حتى لا تتحول الاتفاقية الأمنية الى كارثة تحمي الاقلية وتضحي بالسواد الأعظم من الناس.

من نافلة القول التأكيد على أن خصوصية العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين تلعب دوراً هاماً في اشاعة جو من التسامح والتفاهم بينهما على المستوى القيادي والشعبي، وأعرف من التجربة ان اليمن يحتل مكانة مرموقة خاصة بين اشقائه في المملكة على كل المستويات.. وهذه حقيقة تفسر الوضع الخاص والامتيازات التي كان يتمتع بها اليمني منذ سنوات طويلة.
لقد كانت الجالية اليمنية من أكبر الجاليات عندما وصل عددها إلى ما يزيد على المليون والنصف في وقت من الاوقات، فقد كان اليمني يعامل بالتساوي مع أخيه السعودي في كل المواقع، وكانت الجامعات السعودية تزخر بالطلاب اليمنيين وكذلك مراحل التعليم الأساسي، ولقد لعب سلوك اليمنيين الحسن دوراً كبيراً ايضاً في أن يحتل هذه المكانة المرموقة الودية بين أشقائه السعوديين.. وعندما وقعت كارثة عام 0991م، وعاد ذلك العدد الكبير من أبنائنا من المملكة لمست عن قرب من أشقاء سعوديين حزنهم على مغادرة اشقائهم بعد عشرة عمر طويلة في العمل، تظللهم المحبة والتفاهم والانتماء الى أسرة واحدة متداخلة القربى والنسب يجمعهم الدين واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد.

لابد من القول الصريح المباشر أن اليمن والسعودية جسد واحد في هذه الجزيرة، وإضعاف أحدهما يضعف الآخر وإضعافهما معاً هي كارثة عربية بكل المقاييس.. ونأمل أن تكون هذه المسلمة في أذهان الجميع، ويصبح من المعيب أن يسود بين الشقيقين روح العداء والكبرياء والقطيعة بدلاً من روح التسامح والتساهل والتعاون داخل الأسرة الواحدة.
إننا في اليمن والمملكة بحاجة الى خلق مناخ نفسي جديد يساعد على بناء علاقات رشيدة على المستويين الرسمي والشعبي، كما أنه من الأهمية بمكان الحرص الشديد على توفير المحيط الأمني داخل الجزيرة والخليج العربي حتى تتكامل حلقات وشبكات الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة كلها التي تشكل سياجاً وعمقاً امنياً متكاملاً يقينا من القوى المعادية من خارج اقليمنا والعالم، خاصة في هذه المرحلة التي لم تعد فيها مشكلة الحدود بين البلدين بعد حلها تشكل مانعاً او حاجزاً نفسياً للتفاهم والتقارب.

ولقد كانت مشاركة المملكة العربية السعودية في احتفال اليمن بعيدها الوحدوي العاشر والثاني عشر في صنعاء وعدن وبذلك العدد النوعي و الكمي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان يومها يشغل منصب ولي العهد والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني ملفتة للنظر لكل المراقبين.. وهي دون شك لفتة كريمة تدخل تحت اطار العلاقات الخاصة المتميزة بين اليمن والمملكة. واستطيع الجزم ان هذه السابقة تخص المملكة واليمن وحدهما، وانها قد فتحت الباب على مصراعيه حينها للتفاؤل بقرب إنفراج أوسع في العلاقات الثنائية، ولاشك أن الزيارة الرئاسية التي قام بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الى المملكة خلال تلك الفترة قد فتحت هي الأخرى الأبواب للتفاؤل لأنها أتت في ظروف كانت تستدعي القيام بهذه الزيارات المتبادلة للوقوف أمام العديد من القضايا التي تهم البلدين ليس فقط قضية الحدود وحدها، ولكن للإقتراب من قضية العلاقات الثنائية بشموليتها السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية وحركة المواطنين بين البلدين وتوفير الأمن والحرية لتنقل رؤوس الاموال وربط الشعبين والقيادتين بمنظومة من المصالح غير القابلة للاختلاف. وهذا ما حصل بالفعل بعد تسوية مشكلة الحدود وان كان الشعبان الشقيقان يطمحان الى ما هو اكبر، لكن كما يقال مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واذا ما تم الاتفاق على الأخذ ببعض هذه المطالب التي يرددها السواد الأعظم من جماهير البلدين فستكون تحولاً نوعياً جذرياً يقود بلدينا الشقيقين الى المستقبل الأرحب الواعد نقطع فيه دابر الشكوك والمعاناة وترحيل المشاكل الى فضاءات غير مأمونة العواقب.. كما نتمنى لكل الشعوب العربية ألا تبقى مشاكل الحدود بينها تحول دون التعاون والتواصل، وعلينا الاقتداء بما حققته الدول الاوروبية رغم ما يوجد بين شعوبها من اختلافات في اللغة والمذاهب الدينية واحقاد نتيجة الحروب السابقة، ولكنهم وضعوا كل ذلك جانباً وفكروا في مصلحة اوروبا التي تسير اليوم على طريق التوحد لتصبح دولة واحدة.. ونحن كعرب ما احوجنا الى تحقيق مثل هذه الخطوة.

كان العرب ولازالوا يهتمون كثيراً بالخطوط الحمراء و الحدود الفاصلة في حياتهم الشخصية، فما أكثر مانرى في الشوارع العربية شخص “يصيح” بصاحبه وهو يريد أن يقول له :لا تتجاوز حدودك..وإلا..!!

وهذه العدوى على مستوى العلاقات الشخصية أنتقلت إلى أروقة السياسة العربية، لكنها هنا أنتقلت من الحدود الشخصية إلى الحدود البرية، فلا تكاد تمر سنة واحدة دون أن نسمع أن هناك في العالم العربي أزمة مصيرية و توترات سياسية و أجواء حربية بين بعض الدول العربية بسبب الحدود البرية المشتركة التي تجمع بينهم.

والخلافات الحدودية عادة يتبعها مواجهة عسكرية برية …مما تؤدي إلى خسائر في الأرواح و الممتلكات كما نشاهده اليوم على حدود السعودية و اليمن.. و تترك هذه الحروب جروحاً غائرة في نفوس الشعوب و شروخاً عميقة في العلاقات السياسية تبقى على مر الأزمان لا ينفع معها طلب العفو و الغفران.

ومع أن العالم المتقدم و المتطور يسعى إلى الوحدة و التكتل كما نشاهد في أوروبا…حيث تستطيع أن تعبر من دولة إلى أخرى دون أن تشعر بأي تغير وكأنك في دولة واحدة…لكن وعلى النقيض من ذلك تجد العالم العربي صراعاته تكون على أشدها عند الحدود…بحيث يعسكر الجنود….وتجتمع الحشود..فالأوطان الصغيرة تخشى من الدول الكبيرة…والأوطان الكبيرة تحتقر الدول الصغيرة…يحكمهم قانون الغاب..فلا مكان إلا للقوياء…ولا عزاء للضعفاء.

هذه الحدود وصلت إلى ماوصلت إليه بعد تاريخ حافل بالحروب و الحملات الإستعمارية…فقد تمزقت المنطقة إلى دويلات عديدة و تم رسم حدودها من قبل المحتلين لها …ومن أشهر هذه الأتفاقيات ..إتفاقية سايكس بيكو التي حضيت بتوقيع وزراء خارجية فرنسا و بريطانيا في عام 1916. وقد قسمت المشرق العربي إلى خمس مناطق بأستثناء شبه الجزيرة العربية.

والمنطقة اليوم معرضة لمزيد من التقسيم و التفتيت كما حاولت أمريكا فعله في العراق وتقسيمه إلى ثلاث دويلات. أو مافعلته سابقاً في إندونسيا بعد أن جلعت تيمور الشرقية دولة مستقلة عن الأراضي الإندوسية…فلا تستبعد في قابل الأيام أن تسمع عن دولة إسمها “تيمور” العرب.

لكن المفارقة الوحيدة في هذه المنطقة الملتهبة هو وجود دولة “صغيرة” تقوم الدول العربية برعايتها و حمايتها أكثر من حماية حدودها الوطنية….وتبذل كل طاقاتها من أجل تأمين حدود هذه الدولة الصغيرة …وتحارب كل من يحاول أقتحامها أو يقترب منها.

ماشهدناه هذه الأيام على حدود مصر و قطاع غزة يعكس صورة شاملة للأوضاع على غالبية الحدود المشتركة بين الدول العربية….وهنا و في عدة حلقات نسلط الضوء على الخلافات المدمرة و الصراعات الحدودية العربية- العربية… في مقابل مانشاهده من إتفاقيات وثيقة و علاقات “أخوية” متميزة على الحدود العربية- الإسرائلية.

****

السعودية × الأمارات
أكبر أقتصادين في مجلس التعاون الخليجي..فبرغم المصالح الكثيرة التي تجمع بينهم و العلاقة الوثيقة التي تربطهم..لكن عدوى “فايروس الحدود” وصل إليهم….فالسعودية منعت مرور المواطنين الإماراتين عبر حدودها إلا بجوازت سفر بحجة أن الهوية الوطنية الأماراتية تحوي في تصميمها أراضي سعودية…و الإمارات تطالب الشقيقة “الكبرى” بإعادة النظر في الأتفاقيات الحدودية القديمة بين البلدين….فرأينا كيف تكدست الشاحنات أمام المنافذ البرية الحدودية بين البلدين…وكأن السعودية تريد أن تعطي الإمارات درساً قاسياً بسبب رفضها أن تكون مدينة الرياض مقراً دائما للبنك المركزي لمشروع العملة الموحدة لمجلس التعاون الخليجي..حتى أن البعض طالب الإمارات أن تبذل جهودها في تحرير جزرها المحتلة من قبل إيران بدل أن تطالب بتعديل الأتفاقيات القديمة.. فكانت هذه الأحداث أنتكاسة حقيقية للجهود المبذولة في سبيل التعاون بين الدول الخليجية..

****

السعودية × اليمن
حدود برية ملتهبة منذ عشرات السنين…ومناطق وعرة جبلية يقطنها قبائل من عوائل مختلفة….يتم من خلال هذه الحدود تهريب السلاح و المخدرات ودخول الأفراد والجماعات…حتى أن السعودية فكرت في بناء جدار فاصل بينها وبين اليمن.

قبل تسع سنوات تقريباً وفي عام 2000 بالتحديد.. قامت الحكومتين السعودية و اليمنية في مدينة جدة بتوقيع معاهدة ترسيم الحدود البرية بين البلدين و إنهاء نزاع حدودي أستمر لعشرات الأعوام. لكن عدوى “فايروس الحدود” ظهرت من جديد، لتبدأ عملية عسكرية هدفها تطهير” المتسللين” الحوثيين من الأراضي السعودية….لتكون الأتفاقية الحدودية الموقعة بين البلدين مجرد حبر على ورق…فالحكومة اليمنية لا تستطيع أن تفرض سلطتها على بعض المدن اليمنية…فما بالك بحدود برية يصل طولها إلى أكثر من 1300 كلم تقريبا..والسعودية تريد حفظ أمنها من الجماعات المسلحة و التكفيرية التي أتخذت من اليمن مقراً لها للتخطيط و التنفيذ.

***
قطر × البحرين
من أصغر دول العالم العربي ..حتى أن الحجم الجغرافي للبلدين أصبح موضعاً للسخرية و إطلاق التهكمات حتى من قبل بعض رؤساء العرب…حيث قال الرئيس المصري الراحل أنور السادات وبلهجة ” الفلاح الصعيدي” عندما أنتقدت قطر أتفاقية كامب ديفيد : (( آآآآل “أطر” بتستنكر…هي “أطر” فين ؟؟؟ بيئولو أنها حتت دوارين ونخلة)).

والمضحك هنا أن قطر و البحرين لايوجد بينهما حدود برية….لكن عدوى “فايروس الحدود” أبى إلا أن يضرب “أطنابه” بين الدولتين ولكن هذه المرة عبر الحدود البحرية…فتوترت العلاقات و تأزمت المسارات حتى تبادلا القطيعة الدبلوماسية بين الفينة و الآخرى…وبعد فشل جميع الوسطات والمبادرات العربية نجحت محكمة العدل الدولية في إنهاء هذا النزاع الحدوي بين الدولتين ..لتنهي هذا الخلاف وتقفل هذا الملف الخليجي – الخليجي.

***

السعودية × اليمن

حدود برية ملتهبة منذ عشرات السنين…ومناطق وعرة جبلية يقطنها قبائل من عوائل مختلفة….يتم من خلال هذه الحدود تهريب السلاح و المخدرات ودخول الأفراد والجماعات…حتى أن السعودية فكرت في بناء جدار فاصل بينها وبين اليمن.

قبل تسع سنوات تقريباً وفي عام 2000 بالتحديد.. قامت الحكومتين السعودية و اليمنية في مدينة جدة بتوقيع معاهدة ترسيم الحدود البرية بين البلدين و إنهاء نزاع حدودي أستمر لعشرات الأعوام. لكن عدوى “فايروس الحدود” ظهرت من جديد، لتبدأ عملية عسكرية هدفها تطهير” المتسللين” الحوثيين من الأراضي السعودية….لتكون الأتفاقية الحدودية الموقعة بين البلدين مجرد حبر على ورق…فالحكومة اليمنية لا تستطيع أن تفرض سلطتها على بعض المدن اليمنية…فما بالك بحدود برية يصل طولها إلى أكثر من 1300 كلم تقريبا..والسعودية تريد حفظ أمنها من الجماعات المسلحة و التكفيرية التي أتخذت من اليمن مقراً لها للتخطيط و التنفيذ.

***

قطر × البحرين

من أصغر دول العالم العربي ..حتى أن الحجم الجغرافي للبلدين أصبح موضعاً للسخرية و إطلاق التهكمات حتى من قبل بعض رؤساء العرب…حيث قال الرئيس المصري الراحل أنور السادات وبلهجة ” الفلاح الصعيدي” عندما أنتقدت قطر أتفاقية كامب ديفيد : (( آآآآل “أطر” بتستنكر…هي “أطر” فين ؟؟؟ بيئولو أنها حتت دوارين ونخلة)).

والمضحك هنا أن قطر و البحرين لايوجد بينهما حدود برية….لكن عدوى “فايروس الحدود” أبى إلا أن يضرب “أطنابه” بين الدولتين ولكن هذه المرة عبر الحدود البحرية…فتوترت العلاقات و تأزمت المسارات حتى تبادلا القطيعة الدبلوماسية بين الفينة و الآخرى…وبعد فشل جميع الوسطات والمبادرات العربية نجحت محكمة العدل الدولية في إنهاء هذا النزاع الحدوي بين الدولتين ..لتنهي هذا الخلاف وتقفل هذا الملف الخليجي – الخليجي.

***

العراق × السعودية

حدود ذات طبيعة وعرة بين صحراوية وتلال وهضبات صخرية….تسعى السعودية إلى بناء جدار أمني بتكلفة تقدر 4 مليارات ريال …والمملكة تحاول أن تضبط أمن حدودها مع العراق البالغة 900 كيلو متر…حيث يعيش العراق حالة من الفوضى الدائمة منذ الثمانينات نتيجة الحروب التي خاضها مع إيران و من ثم الكويت ..وماحدث بعد ذلك من أجتياح الجيش الأمريكي و البريطاني لـ أراضي العراق في عام 2003….دولتين عربية يفصل بينهما جدار “أمني”….فأين التعاون “الأخوي”؟؟

***

العراق × إيران

بأختلاف الحكومات والأوضاع السياسية في البلدين ، إلا أن النزاع الحدودي هو سيد الموقف …فالرئيس العراقي السابق صدام حسين خاض حرباً شرسة ومستعرة ضد الملالي الايرانين أستمرت ثماني سنوات أكلت الأخضر و اليابس..ومع أن الأوضاع الحدودية بقيت هادئة عقب هذه الحرب التاريخية إلا ان الأيام الأخيرة شهدت عودة عدوى “فايروس الحدود” بين البلدين أثر أجتياح مفاجئ ومباغت من قبل أفراد الجيش الإيراني للسيطرة على الحقل الحدودي النفطي التابع للعراق…..لتعود الذاكرة إلى اجواء الحرب السابقة …ويبدأ السياسين في كلا البلدين الدعوة إلى ترسيم الحدود قبل أن يتقاتل الجنود.

***

العراق × الكويت

الجيش العراقي يجتاح الكويت في سابقة خطيرة لم يعرف تاريخ العرب الحديث مثلها…وأصبحت دولة الكويت المحافظة التاسعة عشر كما كان يحب أن يناديها حزب البعث الحكام في ذلك الوقت…وبعد أن خرج العراق من الكويت تحت ضربات قوات التحالف….أصبحت الحدود العراقية الكويتية محل نزاع دائم بين وطن صغير تدعمه القوى الغربية…ووطن كبير يقوده حجاج العراق صدام حسين…ومع أن الأوضاع السياسية تغيرت بالكامل في أرض الرافدين ..إلا أن قضية الحدود بين البلدين بقية معلقة بين مد وجزر تنتظر من يضع نقطة على آخر السطر.

***

العراق × السعودية

حدود ذات طبيعة وعرة بين صحراوية وتلال وهضبات صخرية….تسعى السعودية إلى بناء جدار أمني بتكلفة تقدر 4 مليارات ريال …والمملكة تحاول أن تضبط أمن حدودها مع العراق البالغة 900 كيلو متر…حيث يعيش العراق حالة من الفوضى الدائمة منذ الثمانينات نتيجة الحروب التي خاضها مع إيران و من ثم الكويت ..وماحدث بعد ذلك من أجتياح الجيش الأمريكي و البريطاني لـ أراضي العراق في عام 2003….دولتين عربية يفصل بينهما جدار “أمني”….فأين التعاون “الأخوي”؟؟

***

العراق × إيران

بأختلاف الحكومات والأوضاع السياسية في البلدين ، إلا أن النزاع الحدودي هو سيد الموقف …فالرئيس العراقي السابق صدام حسين خاض حرباً شرسة ومستعرة ضد الملالي الايرانين أستمرت ثماني سنوات أكلت الأخضر و اليابس..ومع أن الأوضاع الحدودية بقيت هادئة عقب هذه الحرب التاريخية إلا ان الأيام الأخيرة شهدت عودة عدوى “فايروس الحدود” بين البلدين أثر أجتياح مفاجئ ومباغت من قبل أفراد الجيش الإيراني للسيطرة على الحقل الحدودي النفطي التابع للعراق…..لتعود الذاكرة إلى اجواء الحرب السابقة …ويبدأ السياسين في كلا البلدين الدعوة إلى ترسيم الحدود قبل أن يتقاتل الجنود.

***

العراق × الكويت

الجيش العراقي يجتاح الكويت في سابقة خطيرة لم يعرف تاريخ العرب الحديث مثلها…وأصبحت دولة الكويت المحافظة التاسعة عشر كما كان يحب أن يناديها حزب البعث الحكام في ذلك الوقت…وبعد أن خرج العراق من الكويت تحت ضربات قوات التحالف….أصبحت الحدود العراقية الكويتية محل نزاع دائم بين وطن صغير تدعمه القوى الغربية…ووطن كبير يقوده حجاج العراق صدام حسين…ومع أن الأوضاع السياسية تغيرت بالكامل في أرض الرافدين ..إلا أن قضية الحدود بين البلدين بقية معلقة بين مد وجزر تنتظر من يضع نقطة على آخر السطر.

***

سوريا × العراق

صدام حسين وحافظ الأسد…شخصيات سياسية تركت بصمة تاريخية ستبقى طويلاً في أذهان العرب و البشر…في هذه الدولتين يوجد أعرق المدن العربية والأسلامية..عاصمة الدولة الأموية قديما وسوريا حديثاً مدينة دمشق وعاصمة الدولة العباسية سابقاً والعراق حالياً مدينة بغداد.

في العصر الحديث حكم هذه الدولتين قادة منتمين إلى حزب البعث العربي…وكانوا في السبعينيات يبحثون عن توحيد العراق وسوريا وجعلها دولة عربية واحدة.. لكن هذه المحاولات باءت بالفشل وتحولت العلاقة بين الدولتين إلى عداء مستحكم بقي حتى زوال نظام البعث في العراق بعد غزوه من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

ظلت الحدود السورية- العراقية محل أهتمام دولي صاحبه العديد من النشاطات العسكرية و الأستخباراتية والسبب أن أغلب (الأنتحارين) و المقاتلين الأجانب يعبرون إلى العراق لقتال القوات الأمريكية عبر هذه الحدود وبمساعدة سورية كما نصت الأتهامت الغربية و العراقية القادمة من المنطقة الخضراء…

وفي الأيام الماضية نشأت أزمة سياسية بين البلدين نتيجة احدث دامية وقعت في بغداد تحمل بصمات بعثية مقيمة في سوريا…وبالمناسبة يوجد مايقارب مليونين عراقي مقيمين في مخيمات اللأجيئن بسوريا…فهل ينتهي التوتر بين البلدين بأنتهاء الأحتلال ..أو تبقى الخلافات “هواية” ترافق جميع الأجيال؟؟

***

سوريا × لبنان

تعتبر لبنان دولة صغيرة جداً مقارنة بحجم سوريا وتظهر في الخارطة وكأنها أقليم سوري مستقل وليست دولة ذات سيادة….ولسوريا نفوذ سياسي متسلط وكبير بداخل النخب اللبنانية الحاكمة…وإلى عهد قريب كانت المناصب الرئيسية في لبنان يتم ترشيحها من قبل النظام السوري.

تعرضت العلاقات بين البلدين إلى هزة عنيفة بعد أغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري حيث تم إتهام النظام السوري ومخابراته بتدبير علمية الأغتيال…مما أدى إلى خروج الجيش السوري من لبنان بعد تواجد أستمر لعقود من الزمن.

وقد سعت الدول الغربية إلى فتح تحقيق دولي لمراقبة الحدود السورية اللبنانية وذلك لمنع تدفق السلاح و وصوله إلى حزب الله اللبناني في الجنوب الذي يقاتل إسرائيل.

وهنا كما هناك في بقية حدود الدول العربية المشتركة…ظهرت عدوى وباء ( فايروس الحدود) بين الدولتين..وإلى هذه اللحظة لم يتم ترسيم الحدود …وحتى (مزارع شبعا) وهي أراضي لبنانية محتلة ..لكن الأمم المتحدة أعتبرتها أراضي سورية محتلة وليست لبنانية…وقد وصل الخلاف في هذه النقطة إلى الصفوف الأولى في قيادات البلدين..ولسوريا حشود عسكرية كبيرة على الحدود التي تربطها بلبنان…وقد تدخل في أي وقت فالظروف السياسية في المنطقة تتغير بين ليلة وضحاها.

سوريا × العراق
صدام حسين وحافظ الأسد…شخصيات سياسية تركت بصمة تاريخية ستبقى طويلاً في أذهان العرب و البشر…في هذه الدولتين يوجد أعرق المدن العربية والأسلامية..عاصمة الدولة الأموية قديما وسوريا حديثاً مدينة دمشق وعاصمة الدولة العباسية سابقاً والعراق حالياً مدينة بغداد.

في العصر الحديث حكم هذه الدولتين قادة منتمين إلى حزب البعث العربي…وكانوا في السبعينيات يبحثون عن توحيد العراق وسوريا وجعلها دولة عربية واحدة.. لكن هذه المحاولات باءت بالفشل وتحولت العلاقة بين الدولتين إلى عداء مستحكم بقي حتى زوال نظام البعث في العراق بعد غزوه من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

ظلت الحدود السورية- العراقية محل أهتمام دولي صاحبه العديد من النشاطات العسكرية و الأستخباراتية والسبب أن أغلب (الأنتحارين) و المقاتلين الأجانب يعبرون إلى العراق لقتال القوات الأمريكية عبر هذه الحدود وبمساعدة سورية كما نصت الأتهامت الغربية و العراقية القادمة من المنطقة الخضراء…

وفي الأيام الماضية نشأت أزمة سياسية بين البلدين نتيجة احدث دامية وقعت في بغداد تحمل بصمات بعثية مقيمة في سوريا…وبالمناسبة يوجد مايقارب مليونين عراقي مقيمين في مخيمات اللأجيئن بسوريا…فهل ينتهي التوتر بين البلدين بأنتهاء الأحتلال ..أو تبقى الخلافات “هواية” ترافق جميع الأجيال؟؟

***

سوريا × لبنان

تعتبر لبنان دولة صغيرة جداً مقارنة بحجم سوريا وتظهر في الخارطة وكأنها أقليم سوري مستقل وليست دولة ذات سيادة….ولسوريا نفوذ سياسي متسلط وكبير بداخل النخب اللبنانية الحاكمة…وإلى عهد قريب كانت المناصب الرئيسية في لبنان يتم ترشيحها من قبل النظام السوري.

تعرضت العلاقات بين البلدين إلى هزة عنيفة بعد أغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري حيث تم إتهام النظام السوري ومخابراته بتدبير علمية الأغتيال…مما أدى إلى خروج الجيش السوري من لبنان بعد تواجد أستمر لعقود من الزمن.

وقد سعت الدول الغربية إلى فتح تحقيق دولي لمراقبة الحدود السورية اللبنانية وذلك لمنع تدفق السلاح و وصوله إلى حزب الله اللبناني في الجنوب الذي يقاتل إسرائيل.

وهنا كما هناك في بقية حدود الدول العربية المشتركة…ظهرت عدوى وباء ( فايروس الحدود) بين الدولتين..وإلى هذه اللحظة لم يتم ترسيم الحدود …وحتى (مزارع شبعا) وهي أراضي لبنانية محتلة ..لكن الأمم المتحدة أعتبرتها أراضي سورية محتلة وليست لبنانية…وقد وصل الخلاف في هذه النقطة إلى الصفوف الأولى في قيادات البلدين..ولسوريا حشود عسكرية كبيرة على الحدود التي تربطها بلبنان…وقد تدخل في أي وقت فالظروف السياسية في المنطقة تتغير بين ليلة وضحاها.

سوريا × الأدرن

ترسيم الحدود بين سوريا و الأردن من أهم الملفات…في عام 1990 تشكلت لجنة لترسيم الحدود بين البلدين..وبعد عدة لقاءات و اجتماعات ومفاوضات كثيرة وعديدة إلا أن الوضع لم يتغير و لم يظهر أي تفصيلات جديدة…و مازال الجانبان يتبادلان الأتهامات و مسؤولية التأخير و التقصير.

والخلاف يدور حول منطقة بسيطة من الأراضي الأردنية يسكنها ويملك أراضيها مواطنون سوريون..بجانب الرغبة السورية في أستئجار أراض أردنية الذي قوبل بأستهجان ورفض من نواب البرلمان الأردني دون أي تعليق رسمي…مع العلم أن الأردن قام بتأجير بعض أراضيه إلى إسرائيل!!

لكن الخلاف الأوسع يدور حول ملف المياه…وهنا يظهر فايروس من نوع آخر وهو ( فايروس المياه) والذي يهدد العلاقات السورية – الأردنية…فالأردن يريد الحصول على حصته من مياه نهر اليرموك بينما يرى الجانب السوري أن مشكلة المياه في الأردن مع “إسرائيل”.

ويا للعجب..!!!!!!! علاقات يسودها الحذر و الترقب على الحدود المشتركة بين سوريا و الأردن….بينما علاقات يسودها الهدوء و الأحترام المتبادل على الحدود المشتركة مع (إسرائيل)…..

***

الجزائر× المغرب

المشهد في المغرب العربي لا يختلف كثيراً عن المشرق العربي…وعدوى (فايروس الحدود) كان له بصمة واضحة وقوية…وهنا بين الجزائر و المغرب…مواجهات عسكرية وأزمات سياسية و أجواء متوترة ومنافذ برية مغلقة….هذا هو حال الحدود المشتركة بين الجزائر و المغرب أكثر من خمسين سنة تقريباً.

وجذور الخلاف هنا عميقة ومتشابكة …ولم يعد الأمر مقتصر على حدود الدولتين…بل وصلت الأزمة إلى أروقة مباني الأمم المتحدة و التي تسعى جاهدة في حل قضية ( الصحراء الغربية) كما يحب أن يناديها الجزائر أو ( الصحراء المغربية) كما يحب أن يطلق عليها المغرب.

ومازالت الحدود بين الدولتين مغلقة وتعيش أجواء متوترة…وقد تبدأ مواجهة عسكرية في أي لحظة كما حدث في السابق والتي عرفت بـ (حرب الرمال)..أو نشهد مواجهات دبلوماسية كثيفة بين البلدين من قطع العلاقات الدبلوماسية و طرد السفراء و المقيمين كما فعلت الجزائر في السابق..وقد ينتقل الصراع إلى دول مجاورة مثل موريتانيا والتي تحاول ممارسة الحيادية في هذه القضية الشائكة.

والغريب هنا ..أن هناك جزر مغربية مثل ( سبتة ومليلة وجزر أخرى) محتلة من قبل اسبانيا….لكن الأوضاع هادئة و العلاقات بين المغرب و اسبانيا قوية وعميقة…وهذا هو حال العرب مع كل آسف..إشداء فيما بينهم رحماء مع الغير….!!

سوريا × الأدرن

ترسيم الحدود بين سوريا و الأردن من أهم الملفات…في عام 1990 تشكلت لجنة لترسيم الحدود بين البلدين..وبعد عدة لقاءات و اجتماعات ومفاوضات كثيرة وعديدة إلا أن الوضع لم يتغير و لم يظهر أي تفصيلات جديدة…و مازال الجانبان يتبادلان الأتهامات و مسؤولية التأخير و التقصير.

والخلاف يدور حول منطقة بسيطة من الأراضي الأردنية يسكنها ويملك أراضيها مواطنون سوريون..بجانب الرغبة السورية في أستئجار أراض أردنية الذي قوبل بأستهجان ورفض من نواب البرلمان الأردني دون أي تعليق رسمي…مع العلم أن الأردن قام بتأجير بعض أراضيه إلى إسرائيل!!

لكن الخلاف الأوسع يدور حول ملف المياه…وهنا يظهر فايروس من نوع آخر وهو ( فايروس المياه) والذي يهدد العلاقات السورية – الأردنية…فالأردن يريد الحصول على حصته من مياه نهر اليرموك بينما يرى الجانب السوري أن مشكلة المياه في الأردن مع “إسرائيل”.

ويا للعجب..!!!!!!! علاقات يسودها الحذر و الترقب على الحدود المشتركة بين سوريا و الأردن….بينما علاقات يسودها الهدوء و الأحترام المتبادل على الحدود المشتركة مع (إسرائيل)…..

***

الجزائر× المغرب

المشهد في المغرب العربي لا يختلف كثيراً عن المشرق العربي…وعدوى (فايروس الحدود) كان له بصمة واضحة وقوية…وهنا بين الجزائر و المغرب…مواجهات عسكرية وأزمات سياسية و أجواء متوترة ومنافذ برية مغلقة….هذا هو حال الحدود المشتركة بين الجزائر و المغرب أكثر من خمسين سنة تقريباً.

وجذور الخلاف هنا عميقة ومتشابكة …ولم يعد الأمر مقتصر على حدود الدولتين…بل وصلت الأزمة إلى أروقة مباني الأمم المتحدة و التي تسعى جاهدة في حل قضية ( الصحراء الغربية) كما يحب أن يناديها الجزائر أو ( الصحراء المغربية) كما يحب أن يطلق عليها المغرب.

ومازالت الحدود بين الدولتين مغلقة وتعيش أجواء متوترة…وقد تبدأ مواجهة عسكرية في أي لحظة كما حدث في السابق والتي عرفت بـ (حرب الرمال)..أو نشهد مواجهات دبلوماسية كثيفة بين البلدين من قطع العلاقات الدبلوماسية و طرد السفراء و المقيمين كما فعلت الجزائر في السابق..وقد ينتقل الصراع إلى دول مجاورة مثل موريتانيا والتي تحاول ممارسة الحيادية في هذه القضية الشائكة.

والغريب هنا ..أن هناك جزر مغربية مثل ( سبتة ومليلة وجزر أخرى) محتلة من قبل اسبانيا….لكن الأوضاع هادئة و العلاقات بين المغرب و اسبانيا قوية وعميقة…

مصر× السودان

في مثلث حلايب هناك يكمن الخلاف الحدودي بين الجارتين مصر و السودان….وقد ألتزمت الدولتين الصمت حول هذا النزاع الحدودي لفترة طويلة… لكن في عام 1992 ومع بداية التنقيب عن النفط في المياه المقابلة لمثلث حلايب ..تجدد النزاع من جديد بين الدولتين.

أرسلت مصرفي عهد جمال عبدالناصر قوات عسكرية لهذه المنطقة للسيطرة عليها وضمها إلى الأراضي المصرية…لكن بعد الأحتجاج الذي قدمته الخرطوم عادت القوات أدراجها دون أن تضع حلاً جذرياً لهذا الخلاف الذي يهدد العلاقات بين البلدين…..ومع كل التحركات الدبلوماسية بين القاهرة و الخرطوم إلا أن النزاع الحدودي مستمر إلى هذه اللحظة…وقد تتدخل أطراف دولية لحل هذا النزاع الحدودي بعد أن أعلنت السودان في عام 2004م أنها لن تتخلى عن المنطقة ووجهت مذكرة أحتجاج إلى الأمم المتحدة.

****

مصر × “غزة” فلسطين

تشهد الحدود المشتركة بين مصر و قطاع غزة موجة من المواجهات بين متظاهرين فلسطينين و جنود مصريين…أدى إلى سقوط عدد من القتلى من الجانبين…فمنذ أن أستولت حركة المقاومة الإسلامية حماس على قطاع غزة…بدأت السلطات المصرية في تكثيف وجودها الأمني هناك..وردم الأنفاق التي يستعملها الفلسطينين في إدخال المواد الغذائية بعد الحصار الذي فُرض عليهم من قبل الدولة الإسرائيلة بموافقة أمريكية و صمت الحكومات العربية..وأقفلت المنافذ البرية أما المساعدات الأنسانية القادمة من عواصم عالمية عديدة….وليت الأمر توقف هنا…فمصر الآن تسعى إلى بناء جدار فولاذي بدعوى حماية أمنها القومي…بينما حدودها مع إسرائيل تشهد أجواء هادئة و مستقرة يسودها التفاهم و الأنسجام و أحترام وثيق وعميق….!!!!

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button