نظرية العلاقات الدولية

النظرية البنائية في العلاقات الدولية – شليغم عبير

جامعة الجزائر 3 – كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية

السنة الجامعية 2019-2020

 التخصص: علاقات دولية

اسم المقياس: نظرية العلاقات الدولية

اسم الأستاذة: شليغم عبير

 ظهر مصطلح البنائية في العلاقات الدولية لأول مرة في كتابات نيكولاس أونوف Nickolas Onut في كتابه “العالم من صنعنا. ومن أبرز المساهمين في إبراز البنائية في العلاقات الدولية ألكسندر ويندت وهو يرى بان وضع الفوضى في العلاقات الدولية ليس أمرا طبيعيا كما تزعم الواقعية بل هو ما تفعلها الدول بنفسها”، ويرى وويندت أن وضع الفوضى يعكس الثقافة الشائعة في الساحة الدولة أكثر من كونها تنتمي إلى الطبيعة المادية لبنية العلاقات الدولية. بالاضافة إلى باحثين آخرين مثل بيتر كائزنسثين، ميخائيل بارنت، بارري بوزان. ويرى ويندت أن البنائية في العلاقات الدولية تعالج مشكلة النظرة الاختزالية التي تعتنقها النظريات الأخرى التي تركز على سلوك الفاعلين ونمط اتخاذ القرار، وتتجاهل دراسة الظواهر في إطار بنيوي أوسع. مبادئ البنائية:

البنية تحدد سلوك الفاعلين في العلاقات الدولية، والبنية تشمل العناصر المادية والقيمية والمعيارية، و هم بخلاف الواقعية التي تركز على البنية المادية لتوزيع القوى، والماركسية في البنية المادة للنظام الرأسمالي العالمي، فالينائية حسب وندد لها خصائص غير مادية بدورها تؤثر على سلوك الفاعلين في العلاقات الدولية.

البنية غير المادية تؤثر على هوية الفاعلين وهي بدورها تعيد تشكيل المصالح على أساسها، وبالتالي سلوكاتها فيما بعد، لذا يرى ألكسندر وندت أن الهويات هي أساس المصالح.

البنية والفاعل هما عنصران متفاعلان ويبني أحدهما الآخر، فالبني المعيارية والمثالية تؤثر على صياغة هويات الدول وبالتالي على صيغة وتشكيل مصالحها عبر ثلاث آليات هي التصور الاتصال وإدراك القيود).

اتجاهات البنائية

النسقية: وهي تتقارب مع البنيوية الجديدة من حيث التركيز على أهمية الصورة الثالثة في العلاقات الدولية، من خلال التركيز على التفاعل بين الدول باعتبارها الفاعل الأساسي في العلاقات الدولية، ويعتبر ألكسندر ويندت أحد الكتاب النمطيين في التحليل النسقي البنائي، فهو يرى بأن هوية الدولة هي التي تحدد ما هي مصالحها الوطنية، وبالتالي سلوكها الدولي، وهذا النوع من التحليل أعطى أهمية دنيا للسياسات الداخلية، وقد ميز بين نوعين من هوية الدولة الهوية الاجتماعية والهوية المشتركة، فالهوية الأولى تتمثل في الهوية والدور والشخصية التي يعطيها المجتمع الدولي للدولة، والهوية الثانية تتشكل من العناصر الداخلية للدولة من المكونات المادية والإنسانية والإيديولوجية والثقافية التي تجعل الدولة على ما هي عليه.

وقد ركز وندت حسب کریستبان ورس سميث على السياقات البنائية والإجراءات النظمية والممارسات الإستراتيجية التي تنتج وتعيد إنتاج الأشكال المختلفة لهوية الدول. مستوى الوحدة: وهو عكس التحليل السابق تركز على الدول من الناحية الداخلية وكوحدات أساسية، وترى بان العناصر الداخلية الاجتماعية والقيم الثقافية لها دور في تحديد هوية الدولة، وهنا يرى بيتر كتزنستين الفرق بين السياسة الأمنية اليابان وألمانيا يكمن في العناصر الداخلية المكونة لهوية الدولة ولهوية المصالح القومية لهما. الكلانية، وهو أسلوب في التحليل يضيق الفجوة بين نمطي التحليل السابقين، وهو يركز على التغيرات الأساسية في بنية النظام الدولي.

إسهامات البنائية:

من إسهامات البنائية إعادة النظر في المصلحة الوطنية وأنها ذات طبيعة مادية فقط. تحليل الواقعية مثل تحليلا بديلا للبنائية التي ركزت على العناصر المادية في العلاقات الدولية،ولاعقلانية التي اختزلت سلوكات الدول في حسابات الربح والخسارة وأهملت الخصوصيات المتمثلة في القيم والهويات الاجتماعية للدول. أولت أهمية معتبرة للهوية التي تتحدد بواسطتها الادراكات بالنسبة للقادة والمواطنين، وبالتالي فالعلاقات الدولية كمنظور وإدراك يتم تركيبها بحسب القيم والخلفيات الثقافية للأفراد. هناك توجه لدى البنيويين نحو تفسير واقع العلاقات الدولية بعد الحرب الباردة في إطار إعادة تفسير وتحليل القوة والهيمنة، وأنها لا تقتصر على الجوانب المادية، فالقوة بدورها تحتاج إلى الشرعية على المستوى الدولي، وأن تطور العلاقات الدولية لا يتبع منطق القوة بالضرورة بل عبر تنافس الفول لفرض أنماط من القيم التي تصبح أساس الشرعية. هذا الاتجاه النظري أولى أهمية دراسة الجانب الثقافي وتأثيره في تفسير العلاقات الدولية. تتميز البنائية عن الليبرالية الجديدة في مسالة القيم، فهي تعتبرها ليس فقط محددات لسلوك، بل مشكلة لها بل تؤدي إلى جملة من التغيرات، تتم من خلال تغير سلوك والتفاعل بين الدول.

قائمة المراجعين

  1. بیلیس جون وستيف سميث (ترجمة مركز الخليج للأبحاث)، عولمة السياسة العالمية، الامارات: مركز الخليج للأبحاث،ط1 ، 2004.
  2. جندلي عبد الناصر، التنظير في العلاقات الدولية بين الاتجاهات التفسيرية والنظريات التكوينية، الجزائر: دار الخلدونية للنشر والتوزيع ، ط 1، 2007.
  3. مصباح عامر، نظرية العلاقات الدولية ( الحوارات النظرية الكبرى )، القاهرة: دار الكتاب الحديث، 2009.

3.5/5 - (2 صوتين)

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى