ارتبط تغير مفهوم بناء الدولة بتحول السياقات التي فَرضت بدورها المراجعة النقدية؛ وبالتالي التطور النظري والمنهجي لدراسة هذه الظاهرة، الأمر الذي جعل المختصين (من علماء السياسة المقارنة) في متابعةٍ مستمرةٍ للمستجدات الحاصلة، خاصة ما أفرزته العولمة من تحديات كلحظة تاريخية حاسمة. من ثمّ، برزت ضرورةٌ ملحّةٌ لإعادة النظر في مرتكزات وخصائص بناء الدولة، ومستويات تحليلها. لكن في المقابل، لم يبقى ذلك إلاّ طموحاً نظرياً، وضع أنصار النظرية السياسية المعاصرة (هابرماس- راولز) على الوِجهة الإجرائية في دراسة هذه الظاهرة، وذلك بهدف الإجابة عن أسئلة الراهن وإعادة بناء الدولة النموذج وُفقاً لمعيار الاستجابة لاحتياجات الفرد والمجتمع.