تأثير الأقليات على الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط: أكراد سوريا أنموذجاً

إعداد: حليمة بوزناد و دلال أحسن – جامعة تبسة

شهد عالم ما بعد الحرب الباردة تحولات جذرية في مفاهيم السياسة الدولية، فلم تعد المسائل التقليدية العسكرية مهيمنة في الدراسات الامنية، والعلاقات الدولية، بل تعدت إلى قضايا ومفاهيم جديدة تهتم بالجانب غير العسكري من بينها مسألة الأقليات والجماعات العرقية والأمن الاقليمي… وغيرها، فمسألة الأقليات تعد من أهم المسائل التي أخذت تبرز بشكل هام على الساحة الدولية، و ذلك ابتداء من سبعينات من القرن
العشرين ويستمر ذلك إلى الوقت الحالي، نظرا للتطورات التي عرفها العالم وكذا النظام الدولي من أحداث وحروب كان لها الأثر في ظهور هذه المسألة بشكل يوضح مدى الدور التي باتت تلعبه خاصة، و أنها أصبحت لا تعد فقط من الشؤون الداخلية للدول التي توجد بها، بل تعدى الأمر إلى نطاق جغرافي وسياسي أوسع، مما أدت إلى
اتخاذ هذه المسائل بعدا داخليا، وآخر خارجيا سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
ولعل أهم نقطة تثار عند الحديث عن مسألة الأقليات هي ارتباطها بمسألة الوحدة الوطنية، واستقرار الدول التي توجد بها، وحتى الاستقرار الإقليمي والدولي، كذلك تعد الأقليات من العوامل المؤدية إلى إثارة النزاعات الداخلية، والنزاعات على المستوى الدولي، وهذا يرجع بالدرجة الأولى إلى كونها مسألة تنتشر في العديد من دول العالم من جهة، وإلى طبيعة هذه الأقليات، ومطالبها، وأهدافها،  وأساليبها من جهة أخرى، إلى جانب سياسة تعامل الدولة معها.
وفي هذا الإطار تبرز لنا مسألة الأقليات في منطقة الشرق الأوسط، التي لاقت اهتمام كبير لدى العديد من الدارسين والباحثين في السياسة الدولية وتجد الإشارة إلى أن المسألة الكردية تعد من بين القضايا التي عرفت ولا تزال تشهد اختلافات عديدة في إطار تحديد أصل الأكراد و توزيعهم، وذلك لتواجدهم في خمسة دول هي سوريا، العراق، تركيا، إيران، الإتحاد السوفياتي سابقا، إضافة إلى أهمية التطورات التي تشهدها هذه القضية في علاقتها مع الدول المعنية بها، وفي طبيعة مطالبها التي تراوحت بين المطالبة بالانفصال، والمطالبة بالحكم الذاتي أو اندماجها في الدول التي تنحدر منها، ومن بينها الأقلية الكردية في سورية و نظرا لاختلاف توجهاتها وكذا اختلاف ظروفها عبر هذه الدول في كل من العراق، تركيا، إيران، الأمر الذي أدى إلى اتخاذ مسألة الأكراد في منطقة الشرق الأوسط أهمية كبيرة خاصة في إطار ارتباطها بالأحداث التي عرفتها والمرحلة الحالية التي تشهدها حاليا وبشكل خاص الأكراد في سورية

تقسيم الدراسة:
سيتم في هذه الدراسة تناول الموضوع في ثلاثة فصول إضافة إلى لمقدمة وخاتمة، يهدف الفصل الأول إلى التأصيل المفاهيمي والنظري للأقليات والأمن الإقليمي حتى يتم التمكن من فهم القضية على الجانب العملي، ويتكون هذا الفصل من ثلاثة، يدرس المبحث الأول مفهوم الأقليات وما ارتباطها كالتصنيفات وأهداف الأقليات بينما يدرس المبحث الثاني ماهية الأمن الإقليمي من خلال التعرف إلى أشكاله وأهدافه والتطرق إلى نظام الأمن الإقليمي من خلال التعرف على أهم هذه النظريات التي تفسر الأقليات والأمن الأمن الإقليمي.
أما الفصل الثاني فيحتوي دراسة تحليلية للأقليات في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم التركيز فيه على تأثير الأقليات في الشرق الأوسط على الأمن الإقليمي، ويتكون هذا الفصل من ثلاثة مباحث يدرس المبحث الأول التحديد الجيواسترتيجي لمنطقة الشرق الأوسط من خلال التطرق إلى الموقع الجيوبولتيكي لمنطقة الشرق الأوسط بالإضافة للأهمية الاقتصادية والجيوبولتكية للمنطقة، والتوزيع الجغرافي للأقلية الكردية في منطقة الشرق الأوسط، كما يدرس المبحث الثاني الأقليات في منطقة الشرق الأوسط وطبيعتها وطبيعة مطالبها ووسائل تحقيقها وكيفية تعامل الأنظمة السياسية مع ه المطالب، بينما يدرس المبحث الثالث تأثير الأقليات على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، من خلال تأثيرها على الاستقرار الداخلي والاستقرار الخارجي.
أما الفصل الثالث فيتضمن دراسة تطبيقية حول الأقلية الكردية السورية، حيث تم التركيز على تأثير الأكراد السوريين على الأمن للدول الجوار، ويتكون الفصل من مبحثين، يدرس المبحث الأول طبيعة الأقلية الكردية السورية من خلال التطرق إلى بحث حول أصول الأكراد، بالإضافة إلى التطور التاريخي للمسألة الكردية، والتوزيع الجغرافي لأكراد سورية والملامح الأساسية للقضية الكردية السورية والفكر القومي لأكراد سورية، أما المبحث الثاني فيدرس تأثير القضية الكردية السورية على الأمن الإقليمي، من خلال معرفة مواقف دول الجوار من الأكراد في سورية وتداعيات القضية الكردية السورية على دول المنطقة، والسيناريوهات المحتملة لحل القضية الكردية السورية من منظورات مختلفة.

فهرس المحتويات

العنوانالصفحة
شكر وعرفانأ
مقدمــــة10
الفصل الأول: مدخل مفاهيمي و نظري للأقليات و الأمن الإقليمي11
المبحث الأول: الأقليات مقاربة إيتمولوجية11
المطلب الأولمفهوم الأقلية15
المطلب الثانيتصنيف الأقليات19
المبحث الثاني: الأمن الإقليمي مقاربة مفاهيمية19
المطلب الأولمفهوم الأمن الإقليمي25
المطلب الثاني: مفهوم نظام الأمن الإقليمي31
المبحث الثالث: المقاربات النظرية المفسرة لدراسة الأقليات و الأمن الإقليمي31
المطلب الأول:المقاربة الإثنوواقعية33
المطلب الثانيالمقاربة النظمية35
المطلب الثالثنظرية المركب الأمن الإقليمي39
الفصل الثاني: دراسة تحليلية للأقليات في الشرق الأوسط40
المبحث الأول: جيوإستراتيجية الأقليات في الشرق الأوسط40
المطلب الأولجيوإستراتيجية الشرق الأوسط45
المطلب الثانيالتوزيع الجيوسياسي للأقليات في الشرق الأوسط49

المبحث الثاني: واقع الأقليات في الشرق الأوسط49
المطلب الأولطبيعة المطالب المرتبطة بالأقليات53
المطلب الثانيطبيعة النظم السياسية و القدرة الإستجابية لمطالب الأقليات56
المبحث الثالث: تأثير الأقليات في الشرق الأوسط56
المطلب الأولتأثير الأقليات على الإستقرار الداخلي60
المطلب الثانيتأثير الأقليات على الإستقرار الإقليمي و الدولي65
الفصل الثالث: واقع الأقلية الكردية في سوريا من منظور إقليمي66
المبحث الأول: طبيعة الأقلية الكردية في سوريا66
المطلب الأولالأكراد بحث في الأصول و التاريخ73
المطلب الثانيالتطور التاريخي للمسألة الكردية في سوريا80
المبحث الثاني: تأثير القضية الكردية السورية على الأمن الإقليمي80
المطلب الأولمواقف دول الجوار من أكراد سوريا81
المطلب الثانيتداعيات القضية الكردية السورية على دول الجوار82
المطلب الثالثسيناريوهات القضية الكردية السورية86
الخاتمــة94
الملاحق
المصادر والمراجع106 -96
الفهرس
الملخص

لتحميل الدراسة: تأثير الأقليات على الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط – أكراد سوريا أنموذجاً

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button