أثبت الواقع الدّولي بعد فترة الحرب الباردة مدى هشاشة الوضع الأمني في العالم نظرا لتغيّر طبيعة العلاقات بين الدّول بشكل نوعي، ممّا أدّى لإعادة النّظر في الافتراضات الأساسية للمعادلة الأمنية في العلاقات الدّولية، حيث أصبح العالم يَعرف مشاكل جديدة تتجاوز المسائل السّيادية، والتي تُعرف بالتهديدات الأمنية الجديدة كالإرهاب الدولي، المخاطر البيئية، الهجرة غير الشرعية، الجريمة المنظّمة عبر الدّول، مشكل المياه، مشكل الطاقة،… وغيرها من المشاكل التّي أصبحت لا حدود لها ولا يمكن التّحكم فيها، كما أنّها لم تكن معروفةً بالحدّة التّي هي عليها اليوم، إذ أصبح المفهوم التقليدي للأمن المبني على قدرة الدّولة في حماية أراضيها وحدودها في مواجهة أيّ غزو خارجي غير قادر على احتواء هذه المخاطر الجديدة، وبالتّالي القدرة على تفسيرها وتوفير الوسائل والإمكانات لمواجهتها.
